تايم: تحذيرات من إطلاع ترامب على صلاحيات رئاسية سرية
تاريخ النشر: 16th, October 2024 GMT
هناك في خزنة سرية في البيت الأبيض تتكدس أوراق صيغت على مدى عقود من الزمن على أمل ألا يستخدمها أحد على الإطلاق، وهي مستندات تحدد الصلاحيات الاستثنائية التي قد يُسمح للرئيس باستخدامها في حالة وقوع هجوم نووي أو كارثة هائلة أخرى.
وتُعرف هذه الصفحات -بين القلة المختارة التي مُنحت حق الاطلاع على أكثر أسرار البلاد السرية- باسم "وثائق العمل الرئاسي الطارئ" أو "بي إيه دي"، (PEADs).
يقول براين بينيت مراسل مجلة تايم الأميركية من البيت الأبيض، إن الجمهور لا يعرف نطاق تلك الصلاحيات أو الحالات التي قد يطلب فيها الرئيس التفويض له باستخدامها.
ووفق مقاله بالمجلة، يفيد المراسل أن الإدارات المتعاقبة رفضت السماح للكونغرس بالاطلاع على الوثائق، بحجة أنها مشورة قانونية سرية للرئيس. وعندما كان الرئيس السابق دونالد ترامب في المكتب البيضاوي، عمل أعضاء من طاقم الأمن القومي التابعين له بجدية لمنعه من الاطلاع على التفاصيل الكاملة التي توضح الصلاحيات الرئاسية، خشية أن يسيء استخدامها.
ويشير بينيت إلى أن بعض مستشاري ترامب السابقين يحذرون من خطر اطلاعه على "كتاب يوم القيامة" في حال فوزه بفترة رئاسية ثانية. ويخشى هؤلاء – ومن بينهم مارك هارفي، الذي أشرف على كتاب يوم القيامة أثناء عمله في مجلس الأمن القومي لترامب، ومايلز تايلور، رئيس سابق لموظفي وزارة الأمن الداخلي في عهد الرئيس السابق- من أن يستخدم ترامب هذه الصلاحيات في حالات لا ترقى إلى مستوى الأزمات التي صيغت من أجل معالجتها.
ويحذر كاتب المقال، بدوره، من أن لدى ترامب تاريخا في اختبار حدود الصلاحيات الرئاسية، وفي فترة رئاسته الثانية سيكون متحرراً من العديد من الحواجز التي قيدت ولايته الأولى. وقد حكمت المحكمة العليا في يوليو/ تموز بأن الرؤساء يتمتعون بحصانة جزئية فيما يتعلق بالإجراءات الرسمية.
وينبه إلى أن لدى كبار مستشاري ترامب خطة لتطهير الخدمة الفيدرالية من الأشخاص الذين قد يمتنعون عن تنفيذ أوامره.
ولكن لاستخدام هذه الصلاحيات، من المتوقع أن تكون هناك حالة طوارئ حقيقية تبرر لأي رئيس استخدامها، كما يقول محاميان سابقان في البيت الأبيض على دراية بمسودة الوثائق.
وإذا بالغ الرئيس في تقدير الأزمة، يمكن للقضاء إلغاء الأمر. ويقول شخص مطلع على الوثائق -لم يذكر مراسل المجلة اسمه- إن آخر مرة روجع فيها الكتاب كانت في عهد إدارة باراك أوباما، وتقوم إدارة الرئيس جو بايدن حاليا بمراجعته.
ووفقا للمقال، هناك مجموعة من أعضاء مجلس الشيوخ من الحزبين الجمهوري والديمقراطي تضغط للحصول على مزيد من التفاصيل حول ما تتضمنه مسودة الأوامر، ومتى يمكن استخدامها، وما هي الفرضيات القانونية التي تبرره.
وينقل الكاتب عن مسؤولين اتحاديين سابقين على دراية بتخزين مثل هذه الوثائق، أن مسودات الأوامر الرئاسية محفوظة في منشأة المعلومات المجزأة الحساسة، وهي منطقة مغلقة داخل مبنى تُستخدم لمعالجة أنواع المعلومات المجزأة الحساسة من المعلومات السرية.
وفي هذا تقول إليزابيث غويتين، الخبيرة في قانون الأمن القومي في مركز برينان للعدالة: "منذ الحرب العالمية الثانية، دأب الرؤساء من كلا الحزبين على المطالبة بشكل متزايد بمخزون هائل من سلطات الطوارئ الدستورية الكامنة"، مضيفة أن كل شيء يتعلق بهذه الوثائق محاط بالسرية التامة، لذا لا توجد رقابة عليها".
وتخشى غويتين من أن يتصرف الرئيس بأساليب لا تتسق ولا يمكن التوفيق بينها وبين الحريات الفردية التي يكفلها الدستور فحسب، بل والديمقراطية نفسها.
وبحسب مقال تايم، فإنه على الرغم من كل الخطابات الرصينة أو غير ذلك من الخطابات التي قيلت خلال الحملة الانتخابية حول تحول ترامب إلى ديكتاتور، فإن كتاب يوم القيامة يحتوي على قائمة فعلية من الخيارات الواقعية لكيفية توسيع صلاحيات الرئيس بشكل كبير، استنادا إلى عقود من التفسير القانوني من قبل محامين في إدارات متعددة.
يلفت بينيت إلى أن ترامب أظهر، خلال فترة ولايته الأولى، مرارا وتكرارا استعداده لتجاوز حدود السلطات الرئاسية، وغالبا ما كان ذلك لمصلحته السياسية الخاصة. فقد حوّل مبالغ مخصصة للمؤسسة العسكرية لبناء أجزاء من الجدار الحدودي مع المكسيك. وحاول احتجاز مئات الملايين من الدولارات من المساعدات الأمنية للضغط على أوكرانيا للتحقيق مع خصومه السياسيين. كما أنه طالما ضغط على وزارة العدل لملاحقة من اعتبرهم أعداءً له.
ويزعم المراسل أن الدائرة المقربة من ترامب ظلت تشكو لسنوات من عدم وجود عدد كافٍ من الموالين له في المناصب الرئيسية لتنفيذ أوامره.
وينسب إلى مسؤول كبير في البيت الأبيض عمل عن كثب مع ترامب، إلى أنه سيكون من الصعب على الرئيس السابق استخدام مجلس الأمن القومي في الحرب السياسية وإساءة استخدام السلطة.
كما ينقل عن السيناتور الجمهوري راند بول اعتقاده بأنه عندما يعود مجلس الشيوخ إلى واشنطن بعد الانتخابات في نوفمبر/تشرين الثاني، فإن ترامب سيمارس ضغوطا من أجل إدراج أحكام تشريعه في مشروع قانون الإنفاق الذي يجب أن يتم تمريره بحلول نهاية ديسمبر/كانون الأول.
وإذا فاز ترامب في الانتخابات، فقد يجد المزيد من الديمقراطيين يصطفون خلفه، حسب ما يرى بينيت في ختام مقاله.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات ترجمات البیت الأبیض الأمن القومی إلى أن
إقرأ أيضاً:
طهران تثبّت موقفها من المقاومة وتل أبيب تلوّح بالقوة.. حوار الحزب – الرئيس عون لم يستأنف
تدخل الحكومة اليوم في إجازتها الصيفية بعدما عقدت امس جلسة لمجلس الوزراء، على ان تعود في الثاني من ايلول في جلسة ستكون محل ترقب نظراً للخطة التي سيعرضها قائد الجيش العماد رودولف هيكل أمام مجلس الوزراء لكيفية سحب سلاح حزب الله، علما أن الموفد الاميركي توم براك سيحط مطلع الاسبوع المقبل في بيروت للبحث مع المسؤولين في كيفية تنفيذ الورقة الاميركية التي اقرها مجلس الوزراء، من دون أن تحمل زيارته اي ضمانات عن التزام إسرائيل ببنود الورقة. وكان قائد المنطقة الشمالية في الجيش الإسرائيلي رافي ميلو، شدد على أن الجيش الإسرائيلي مستعد لاستخدام القوة عند الضرورة لتفكيك سلاح حزب الله، في حال لم يتم التوصل إلى تسوية تضمن إبعاد التنظيم عن الحدود وتنفيذ القرار 1701.وأكدت وزيرة البيئة تمارا الزين أنّ "الجلسة التي سيعرض فيها الجيش خطته، لا يعرف أحد مضمونها حتى الآن، موضحة أنه كان هناك اتفاق ضمني على تأجيل إقرار بند حصرية السلاح، إلا أنه لم يتم الالتزام بهذا الاتفاق .
وقالت: "تفاصيل ورقة باراك مخيفة وكل بند يحتوي على فخ وعلى الجيش مقاربة الخطة بطريقة مدروسة ومناقشتها مع رئيس الجمهورية جوزاف عون ورئيس مجلس النواب ورئيس الحكومة نواف سلام.
وفيما بات معلوما وفق المعطيات الأخيرة فان مستشار رئيس الجمهورية جوزاف عون، ديديه رحال، زار رئيس مجلس النواب نبيه بري، في خطوة تزامنت مع برودة واضحة في مسار الحوار بين حزب الله وبعبدا. وتشير مصار سياسية الى ان هذا المسار لم يستأنف بعد، وسط انزعاج لدى "الثنائي الشيعي" مما أفرزته جلستا مجلس الوزراء المخصصتان لبحث ملف السلاح، فوزراء "الثنائي" شعروا بالمفاجأة حيال مخرجات النقاش، خاصة أن انعقاد الجلسات جاء بعد سلسلة ضمانات وتطمينات من الرئيس عون لكل من بري وحزب الله، بما كان يفترض أن يحول دون الوصول إلى أجواء خلافية. هذا التطور يعكس ، بحسب المصادر حالة من اهتزاز الثقة بين الأطراف المعنية، إذ يرى الثنائي أن مسار التعاطي الرسمي مع ملف السلاح تجاوز التفاهمات المسبقة، ما يهدد بإبطاء أو حتى تعطيل أي حوار مقبل.
ورغم مغادرته بيروت بقيت مواقف الأمين العامّ للمجلس الأعلى للأمن القوميّ الإيرانيّ، علي لاريجاني محل متابعة محلية حيث أكد أمس، أنّ المقاومة تـمثّل رأسمالا كبيرًا لبلدان المنطقة، وكلّ دولٍ تتّخذ قراراتها بناءً على نظامها. وأكد أنّ إيران لا تتدخّل في هذا الشّأن. فموضوع المقاومة لا ينحصر بـ"الشّيعة" أو "السّنّة"، بل هي للجميع وليست طائفيّةً، موضّحًا: "ندافع عن حماس الّتي هي مقاومةٌ سنّيّةٌ، وعن حزب الله الّذي هو مقاومةٌ شيعيّةٌ، أي إنّ موقفنا ليس طائفيًّا".وقال لاريجاني: "عندما استشهد السّيّد نصر الله رأينا مشاركةً من الجميع، أي إنّ المقاومة ليست للمسلمين فقط، فالمسيحيّون شاركوا فيها أيضًا".وأضاف أنّ هناك "شياطين" في السّياسة قد يختبئون خلف البعض لإطلاق مفاهيم مغرضةٍ، لكنّ إيران قدّمت وجهات نظرها وكانت مساعدةً.
وأكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في تصريح أن "السلام في المنطقة سيكون أقل استقرارًا دون سلاح المقاومة"، مشيرا الى ان المقاومة "تمثل عنصر ردع أساسيًا في وجه التهديدات الإسرائيلية المستمرة"، مشددًا على أن "أي محاولة لنزع سلاحها ستُفسر كإضعاف للجبهة اللبنانية في مواجهة العدوان".
وفي السياق نفسه، أكد عباس عراقجي، أن "حزب الله كيان مستقل في قراراته، ويتخذ مواقفه انطلاقًا من المصلحة الوطنية اللبنانية". وأضاف: "لا نية لدينا، ولا رغبة، في التدخل بالشؤون الداخلية للبنان. نحن نحترم سيادة هذا البلد وندعم استقراره ووحدته".
وبحسب مصادر سياسية تسعى ايران إلى إعادة تقديم المقاومة كقضية جامعة تتجاوز الانقسامات الطائفية، عبر التأكيد على أنها تشمل مختلف المذاهب والأديان، وإبراز مشاركة أطراف غير مسلمة في محطاتها المفصلية. هذا الطرح يهدف إلى تحييد الانتقادات التي تصفها بالمشروع الطائفي، وإضفاء شرعية وطنية وشعبية عليها. في الوقت نفسه، لا تزال ايران بحسب المصادر تربط بين سلاح المقاومة ومفهوم الردع الاستراتيجي، معتبرة أن أي محاولة لنزعه ستضعف لبنان أمام التهديدات الإسرائيلية، وهي بذلك تنقل النقاش من الساحة الداخلية إلى إطار الصراع الإقليمي. كما تشدد على استقلالية حزب الله في قراراته، نافية أي تدخل مباشر في الشأن اللبناني، في مسعى لتقليل مخاوف الهيمنة الإيرانية.
وترى المصادر أن طهران تحاول تعزيز صورتها كطرف داعم للاستقرار وحامٍ للمقاومة، مع توجيه الاتهام لخصومها بمحاولة تشويه المفهوم لحسابات سياسية، ما يعكس معركة خطابية موازية للصراع الميداني في المنطقة.
الى ذلك، أعلنت قوّات حفظ السّلام الدّوليّة "اليونيفيل"، امس أنّها ساعدت الجيش على الانتشار في أكثر من 120 موقعًا دائمًا في جنوب البلاد. وقال رئيس بعثة "اليونيفيل"، ديوداتو أباغنار، في بيانٍ له: "دعمُ القوّات المسلّحة اللّبنانيّة في انتشارها الكامل جنوب لبنان أمرٌ أساسيٌّ لبسْط سلطة الدّولة في المنطقة، وهذا يتطلّب الانسحاب الكامل للقوّات الإسرائيليّة من المناطق التي توجد فيها حاليًّا". ولفت إلى أنّ "تعزيز قدرات الجيش عبر الأنشطة المشتركة والتّمارين التّدريبيّة أمرٌ حيويّ، ليس لنا فحسب؛ بل أيضًا للمجتمع الدّوليّ، للحفاظ على الاستقرار". المصدر: خاص لبنان24 مواضيع ذات صلة لمَ غيّر الحزب موقفه ولوّح بـ"إسناد إيران"؟ Lebanon 24 لمَ غيّر الحزب موقفه ولوّح بـ"إسناد إيران"؟