" الطائرات المسيّرة".. سباق عسْكري عالمي
تاريخ النشر: 17th, October 2024 GMT
تنتابُ المجتمع الدولي مخاوف حقيقية ومشروعة من استعمال "الطائرات المسيرة" على النحو الذي نشهده اليوم في الحروب الدائرة في كل من أوكرانيا، وغزة، وجنوب لبنان، ليس فقط لكونها سلاحاً فعَّالاً متعدد المهام، وإنما لأن تكلفتها غير العالية سمحت للتنظيمات غير الشرعية والميليشيات بامتلاكها واستعمالها على نطاق واسع، ومن خلالها وجهت ضربات مُوجعة لعدوها.
الطائرات المسيرة، بَدَتْ اليوم أداة فاعلة في المجال العسكري
تلك المخاوف في حقيقتها جاءت متأخِّرة، ذلك لأن إنتاج الطائرات المسيرة كان هدفاً راهنت عليه بعض الجيوش النظامية، وقد تحقق ذلك منذ العام 1917، أي حين ظهرت أول طائرة دون طيار في إنجلترا، ثم طُورت عام 1924، وإن كانت مراجع عسكرية تذهب إلى أنها ظهرت منذ الحرب العالمية الأولى (1914-1917)، حيث استخدمتها جيوش الولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا والمملكة المتحدة، ثم لحق بها الاتحاد السوفييتي في ثلاثينيات القرن الماضي.هي إذاً بنتُ الحرب، وإن كان السلام، أو بالأحرى الاستعمال المدني قد ورثها بعد ذلك، وخلال تاريخ طويل يفوق مئة عام من ظهور أول طائرة إلى اليوم زادت التكلفة البشرية للحروب، وإن تراجعت التكلفة المادية لصناعة الطائرات المسيّرة.
من ناحية أخرى، فقد كانت حاضرة في الحرب العالمية الثانية (1939-1945)، وفي الحرب الكوريّة (1950-1953)، خاصة من الولايات المتحدة، وقد استعملتها بشكل خاص في الأغراض التدريبية، كما استخدمت كصواريخ موجهة في تلك الحرب، وفي التصدي للطائرات الحربية المأهولة بالطيارين، كما برز دورها في المجال الاستخباري بعد حرب فيتنام (1955-1975).
كل ذلك يعني أن الطائرات المسيرة قد وُظِّفت على نطاق واسع من الولايات المتحدة الأمريكية بتاريخ سابق بستَّة عقود مقارنة بالدول الأخرى، لأنها صارت منذ نهاية الحرب العالمية الثانية القوة الأكبر، والقائدة للعالم، ثم دعمت بها حليفتها إسرائيل، حيث برز الدور القتالي الفاعل والمؤثر لتلك الطائرات، حينما استخدمها الجيش الإسرائيلي مرتين على فترات متباعدة، الأولى: في حرب أكتوبر 1973، حيث تمكّن من خلالها إسقاط 28 طائرة حربية سورية، والثانية: في حرب لبنان عام 1982، حيث تمكن من تحييد الصواريخ السورية (أرض- جو) في سهل البقاع اللبناني.
وعلى صعيدي الفعل ورد الفعل المضاد، فإن الطائرات المسيرة، بَدَتْ اليوم أداة فاعلة في المجال العسكري، حيث وفرت ميزات قتالية تتعلق بالحصول السهل والسريع على المعلومات بواسطة ما تحمله من معدات، وأحدث استخدامها فروقاً جوهرية، استراتيجية وتكتيكية، ناهيك عن تمكن الجيوش النظامية والميليشيات من الرصد والتعقب على الأرض، وقد حدث ذلك في عدد من الحروب التي اشتعلت في عدد من الدول العربية مثل: العراق وليبيا وسوريا، ودول إسلامية من مثل: أفغانستان، وإيران، وكردستان العراق، وأيضاً في عدد من الدول الأفريقية، خاصة دول السَّاحل والصحراء.
لذلك كلِّه، فإن هناك سعياً حثيثاً على المستوى العالمي لتصنيع الطائرات المسيّرة، وتشير المصادر إلى أن عدد الدول التي تستخدم هذه الطائرات، أو التي تعمل على تطويرها، قد بلغ أكثر من أربعين دولة، أبرزها الولايات المتحدة الأمريكية، وإسرائيل، وإيران، وتركيا، وغيرها.
أما بالنسبة لصناعة الطائرات المسيرة في الدول العربية فهي لا تزال محدودة، وتخص أربع دول هي: الإمارات، التي شرعت في ذلك منذ عام 2008 حيث أنتجت طائرات “يبهون يونايتد 40″، و”يبهون سمارت آي 1″، و”يبهون آر 2″، و”يبهون آر”، و”يبهون آر إكس"، والجزائر التي أنتجت الطائرة المسيرة " أمل1- 400" عام 2013، وأمل 2 ـ 700 عام 2016م، في حين صنعت السعودية الطائرة دون طيار "لونا" عام 2015م، وهي نسخة مقلَّدة لطائرة ألمانية تحمل الاسم ذاته، وفي مصر أعلنت الهيئة العربية للتصنيع عام 2016 إنتاج طائرة دون طيار يمكنها تنفيذ أدوار مختلفة، مثل الاستطلاع، وتحديد الأهداف، وتصحيح نيران المدفعية.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية إيران وإسرائيل الطائرات المسیرة الولایات المتحدة
إقرأ أيضاً:
كبار السن في السعودية يتصدرون مؤشر الصحة الذهنية عالميًا
أظهر تقرير عالمي حديث أن المواطنين السعوديين ممن تجاوزوا سن الخامسة والخمسين يتمتعون بأفضل مستويات الصحة الذهنية على مستوى العالم، في حين تسجّل فئة الشباب في المملكة معدلات منخفضة بشكل مقلق، وفقًا لمؤشر الصحة العقلية العالمي (MHQ) لعام 2024 الصادر عن مختبرات “سابين لابز” المتخصصة في أبحاث الصحة النفسية.
ووفقًا للتقرير، فقد بلغ متوسط الصحة العقلية لدى كبار السن في السعودية 102.6 نقطة، بينما لم تتجاوز 41.1 نقطة لدى الفئة العمرية من 18 إلى 34 عامًا، بفارق يتجاوز 61 نقطة، ما يعكس فجوة ذهنية كبيرة بين الأجيال.
تفوق سعودي لافت بين كبار السن
جاءت السعودية ضمن 26 دولة فقط سجلت معدلات مرتفعة لصحة كبار السن، تراوحت بين 100 و110 نقاط. ويعزى هذا الأداء الإيجابي إلى جودة الروابط الأسرية والدعم الاجتماعي الذي تحظى به الفئة الأكبر سنًا، إذ لم تتجاوز نسبة التوتر لدى كبار السن في المملكة 9.3%، مقابل 37.9% لدى الشباب.
تحديات نفسية تواجه الشباب
رغم تفوق الشباب السعودي بنسبة 8.2% على المتوسط العالمي في الفئة العمرية ذاتها، إلا أن معدلاتهم الذهنية لا تزال منخفضة. ويُعزى ذلك جزئيًا إلى التأثيرات الممتدة لجائحة كوفيد-19، بالإضافة إلى عوامل أخرى أبرزها الاستخدام المفرط للتقنيات الحديثة، وضعف الروابط الاجتماعية، والاعتماد على أنماط غذائية غير صحية.
مشاركة سعودية متزايدة في التقرير العالمي
سجلت المملكة ارتفاعًا بنسبة 45% في عدد المشاركين في الاستبيان مقارنة بالعام الماضي، وشاركت إلى جانب تسع دول عربية ساهمت مجتمعة بـ10% من إجمالي مليون استجابة جمعت خلال عامي 2023 و2024.
مؤشرات إيجابية للفئات المتوسطة عمرًا
سجّل السعوديون من الفئة العمرية 45-54 عامًا معدلًا مرتفعًا بلغ 85.7 نقطة، فيما حققت الفئة من 35-44 عامًا 66.9 نقطة. وأدى هذا الأداء إلى تسجيل معدل عام قدره 66.2 نقطة لجميع المشاركين من المملكة، متفوقًا بنسبة 5.4% على المتوسط العالمي، ما وضع السعودية في المرتبة الثالثة على مستوى منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
دعوة لإعادة هيكلة أنظمة الدعم النفسي
سلّط التقرير الضوء على التدهور العالمي في الصحة العقلية لدى الشباب، حيث لم تتمكن سوى 18% من الدول من تجاوز حاجز 50 نقطة، بينما يعاني 41% من الشباب من اضطرابات تؤثر سلبًا على وظائفهم اليومية وقدرتهم على بناء علاقات مستقرة.
خبراء يشيدون بالتوجه السعودي في دعم الصحة النفسية
أشادت الدكتورة تارا ثياغاراجان، رئيسة مختبرات سابين، بجهود المملكة في تعزيز الصحة النفسية ضمن رؤية السعودية 2030 وبرنامج تحول القطاع الصحي، مؤكدة أن هذه المبادرات بدأت تنعكس إيجابيًا على الفئات المنتجة في المجتمع.
توصيات لتعزيز الصحة الذهنية للأجيال القادمة
اختتم التقرير بتوصيات أبرزها: تقوية العلاقات الأسرية، تقنين استخدام الأطفال للتقنيات الرقمية، تحسين جودة التغذية، وتوفير بيئات نظيفة خالية من الملوثات. وأكد أن معالجة أزمة الصحة الذهنية لا تتطلب فقط تمويلًا أكبر، بل تحوّلًا شاملًا في السياسات الاجتماعية والتعليمية.
جريدة الرياض
إنضم لقناة النيلين على واتساب