عقد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، اجتماعًا اليوم بشأن وضع تصوُر للمنظومة الشاملة للإقراض الصغير ومتناهي الصغر، وذلك بحضور الدكتورة مايا مرسي، وزيرة التضامن الاجتماعي، و علاء الدين فاروق، وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، و ياسر صبحي، نائب وزير المالية، و داليا الباز، القائم بأعمال رئيس هيئة البريد، والمستشار سناء خليل، نائب رئيس المجلس القومي للمرأة، وشريف لقمان، وكيل محافظ البنك المركزي لقطاع الشمول المالي، والمهندس إبراهيم سرحان، رئيس مجلس إدارة شركة إي فاينانس، و ياسمين عباس، وكيل مساعد محافظ البنك المركزي لقطاع الأسواق، والسفيرة نجلاء نجيب، نائب مساعد وزير الخارجية لشئون الاقتصاد المصري، و سامي عبد الصادق، القائم بأعمال رئيس البنك الزراعي، بالإضافة إلى عدد من مسئولي الجهات المعنية.

وأكد رئيس مجلس الوزراء في بداية الاجتماع أهمية وضع تصوُر للمنظومة الشاملة للإقراض الصغير ومتناهي الصغر، خاصة  في ضوء وجود تجارب دولية ناجحة، مثل تجربة بنجلاديش، التي أسهمت بدورها في تحقيق طفرة تنموية أشادت بها المؤسسات الدولية.

ونوه الدكتور مصطفى مدبولي، إلى التجارب والخبرات مصرية في هذا الصدد، مشدداً على أهمية وجود تنسيق على مستوى الجهات المعنية؛ لوضع منظومة ناجحة تُسهم في خفض معدلات الفقر وتحقيق مستهدفات التنمية.

واستعرضت وزيرة التضامن الاجتماعي "مقترح تحالف مالي استراتيجي للتمكين الاقتصادي"، واستهلت عرضها بعدد من التجارب الدولية الناجحة، ومنها تجربة بنك "جرامين" ببنجلاديش.

ولفتت الدكتورة مايا مرسي إلى أن بنك "جرامين" يقدم خدماته لنحو 10 ملايين مقترض، ويشتهر بنموذجه المبتكر للتمويل الأصغر، ويُسهم بشكل كبير في دعم الملايين من المشروعات متناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة وخاصة تلك التي تقودها النساء، كما يهدف إلى التخفيف من حدة الفقر وتمكين المجتمعات المُهمشة.

ونوهت الوزيرة إلى أن بنك "جرامين" يقدم قروضًا تعليمية وقروضًا جديدة لريادة الأعمال، وحِزم ادخار لتحسين المستوى المعيشي وغيرها من الخدمات الادخارية والائتمانية.

واستعرضت أبرز عوامل النجاح لتجربة بنك "جرامين"، منوهة، على سبيل المثال، إلى تقديم قروض جماعية وميسرة ذات مدد سداد طويلة، والسندات المدعومة من الحكومة لتحقيق الاستقرار، واستهداف تمكين المرأة، وغير ذلك من العوامل.

كما عرضت الدكتورة مايا مرسي أيضًا تجربة برنامج "رادان مانتري مودرا يوجانا" المدعوم من الحكومة في الهند، و"كارانداز" بباكستان في الشأن ذاته، مشيرة إلى الأهداف الرئيسة ومجالات التركيز الأساسية، وأبرز عوامل النجاح.

وخلال عرضها، استعرضت وزيرة التضامن الاجتماعي التجربة المصرية، مؤكدة أن مصر لديها البنية التحتية والبرامجية المناسبة، والشبيه لآلية عمل بنك "جرامين" وغيره من التجارب الرائدة.

وأكدت الوزيرة أن مصر تقوم بالفعل بتطبيق أبرز مكونات نجاح بنك "جرامين"، كما أنها قد قطعت شوطًا كبيرًا في مجال التحول الرقمي والشمول المالي وإتاحة الخدمات المالية على كافة المستويات؛ من خلال رقمنة الخدمات المالية التي تقدم عن طريق مؤسسات مالية غير مصرفية، بالإضافة إلى تطوير النظم المصرفية القائمة.

ونوهت الدكتورة مايا مرسي إلى قيام الحكومة والبنك المركزي المصري بالفعل بوضع السياسات والأطر التي تعزز الشمول المالي، بالإضافة إلى قيام العديد من المؤسسات المعنية بتوفير برامج للتدريب والتعليم المالي والتزويد بالأدوات اللازمة للوصول إلى الخدمات والمشاركة في الاقتصاد الرقمي.

ولفتت الوزيرة في الإطار ذاته إلى الخدمات المقدمة من قِبل عدد من البنوك والهيئات المصرية، بالإضافة إلى عدد من الآليات والبرامج، مثل برنامج "تحويشة"، مؤكدة أهمية توحيد الجهود بين جميع الجهات المعنية في هذا الشأن لكي تتسم بالشمولية والتكامل في سبيل تحقيق التأثير المستهدف للتدخلات الحكومية، ومُستعرضة الرؤية وإطار العمل المُقترح لتحقيق ذلك.

فيما أشار وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، خلال الاجتماع أيضًا، إلى جهود الوزارة في مجال التمويل الصغير ومتناهي الصغر من خلال البنك الزراعي الذي يمتلك 1500 فرعاً.

كما أوضح الوزير أهمية تلك الجهود في توفير التمويل الميسر للمواطنين ومساعدتهم على زيادة مدخراتهم وتأمين معاش مناسب لهم.

هذا، وقد تناولت  ياسمين عباس جهود بنك ناصر الاجتماعي في مجال الإقراض وما يمثله من تجربة ناجحة يمكن دعمها؛ لكي تكون مماثلة للتجارب الناجحة في الدول الأخرى.

بينما أشار المهندس إبراهيم سرحان إلى جهود شركة إي فاينانس بالتنسيق مع الجهات المعنية لتقديم عدد من الخدمات التمويلية، معربًا عن اتفاقه مع عدد من المقترحات التي تم طرحها خلال الاجتماع بشأن إمكانية وضع منظومة ناجحة للتمويل الصغير ومتناهي الصغر.

وفي ختام الاجتماع، أكد رئيس الوزراء مجددًا أهمية التنسيق بين الجهات المعنية في ظل وجود بنية تحتية ناجحة لدى مصر لتطبيق منظومة متكاملة في إطار مبادرة جديدة تتبناها الدولة. ووجه وزيرة التضامن الاجتماعي لكي تتولى التنسيق بين تلك الجهات؛ لوضع مقترح لمنظومة متكاملة تمثل مبادرة جديدة للدولة.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: التحول الرقمي تصو ر للإقراض الصغير مجلس الوزراء وزيرة التضامن الاجتماعي المتناهية وزیرة التضامن الاجتماعی الدکتورة مایا مرسی الجهات المعنیة بالإضافة إلى عدد من

إقرأ أيضاً:

"التشريعات المُجتَزأة" وأثرها والبُعد الكلي للمنظومة التشريعية

 

 

عيسى الغساني

يُعد التكامل التشريعي مبدأً متعارفًا عليه في الأنظمة القانونية الرشيدة؛ ذلك أن النظرة الكلية لمقاصد التشريع تمثل الأساس المُحرِّك لكل تطوير، أو تعديل، أو إلغاء لتشريع أو قانون، بيد أن الحفاظ على المفهوم الكلي للتشريع يقتضي أن تكون منهجية التعديل أو التشريع واضحة ومرسومة وتبدأ من القاعدة إلى أعلى الهرم، وتُبنى على التشارك لا التفرد.

ومن أخطر التحديات التي تواجه النظام القانوني في الدول ظاهرة "التشريعات المُجتزأة"، أي تلك القوانين أو اللوائح التي تُسنّ بمعزل عن تصور تشريعي شامل أو رؤية استراتيجية متكاملة. تأتي هذه التشريعات كردود أفعال لحالات معينة، أو بتأثير ضغط مصالح جزئية، مما يجعلها تفقد التناسق مع باقي البناء القانوني، وتُحدث تشويشًا في التطبيق وتضاربًا في التفسير.

والتشريع المُجتزأ هو نص قانوني يصدر لمعالجة جزئية ضيقة أو حالة طارئة دون أن يُنظر إلى علاقته بالنظام القانوني الكلي، أو أثره على المبادئ العامة الحاكمة للتشريع، أو حتى على التشريعات الموازية. وغالبًا ما تكون هذه النصوص مليئة بالثغرات، سطحية في منطقها، مشوشة في مرجعيتها، وغامضة في تطبيقها.

أما آثار التشريع المُجتزأ على المنظومة القانونية فتشمل:

تفكك البنية القانونية؛ حيث يؤدي تراكم النصوص المُجتزأة إلى تصادم في المفاهيم القانونية، واختلاف في المعايير والضوابط، مما يُربك القاضي والمشرّع والإداري على السواء. هشاشة العدالة؛ إذ تتولد حالة من غياب العدالة المتوازنة عندما تتعامل التشريعات مع الأعراض بدلًا من الأسباب، ومع الأفراد بدلًا من النظام، فيغيب مبدأ المساواة وتكافؤ الفرص. تقييد الإصلاح الشامل؛ حيث تعرقل هذه التشريعات إمكانية الإصلاح الجذري، إذ تُحدث تعقيدات تجعل من تعديل النظام التشريعي كليًا مهمة شبه مستحيلة. انعدام الثقة المؤسسية؛ فحين يلاحظ المواطنون التناقض بين النصوص أو عدم انسجامها، يُصابون بحالة من انعدام الثقة في المؤسسات، ويرون القانون أداة لفرض السلطة لا لتحقيق العدالة.

لكن.. كيف نُحقق البعد الكلي للتشريع؟ يمكن ذلك من خلال:

وضع سياسة تشريعية وطنية واضحة: ينبغي للدول أن تعتمد وثائق مرجعية تحدد المبادئ العليا للتشريع، والأهداف الاستراتيجية، والضوابط الدستورية والقيمية التي تحكم أي نص جديد. تعزيز دور المجالس التشريعية ومراكز الأبحاث: لا بد من تمكين المجالس البرلمانية والهيئات المختصة بالتشريع من أدوات التحليل والتقييم والمراجعة، لتفادي إصدار قوانين منفصلة عن السياق العام. اعتماد النهج التشاركي: التشريع ينبغي أن يكون ثمرة حوار مجتمعي ومهني واسع، يشمل القانونيين والاقتصاديين والمجتمع المدني، بما يُكسب النص شرعية اجتماعية وفكرية. توحيد لغة التشريع: وذلك من خلال دليل صياغة تشريعية موحّد يضبط المصطلحات، والأسلوب، والتسلسل المنطقي، ويمنع التكرار والتناقض.

وأخيرًا.. التشريعات المُجتزأة ليست فقط مشكلة قانونية؛ بل هي تجلٍ لاختلال في الرؤية السياسية، وانقطاع في النسق الفكري الحاكم للدولة. أما التشريع المتكامل، فهو تعبير عن وعي ناضج بالواقع، ورغبة في تأسيس دولة القانون لا دولة النصوص. ولن تتحقق السيادة القانونية إلا إذا أصبح التشريع جزءًا من رؤية كلية للعدالة والتنمية والهوية.

 

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • جلسة حوارية مستفيضة تبحث سبل تمكين المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في قطاع الخدمات المالية
  • «قيادات الشرطة» يناقش عدداً من سياسات وزارة الداخلية
  • لقاء في عدن يناقش أوجه التعاون والتنسيق مع المنظمات الدولية المعنية باللاجئين
  • مجلس الوزراء يقر تعديل تنظيم الدعم السكني
  • "التشريعات المُجتَزأة" وأثرها والبُعد الكلي للمنظومة التشريعية
  • رئيس الوزراء يعمم للتقيد بالتعامل مع الملتزمين بالفوترة وإصدار الفاتورة الكتروني
  • وزير الأوقاف والإرشاد يناقش مع وكيل وزارة الصحة السعودية آخر الترتيبات والتحضيرات لموسم الحج
  • الحكومة : زيادة مخزون السلع الاستراتيجية بالتنسيق بين الجهات المعنية
  • وزير العدل: الحكومة العراقية تعمل على حسم ملف المفقودين ووزارة العدل تتشارك مع الجهات المعنية لتقرير مصيرهم قانونياً
  • لقاء يمني - سعودي يناقش عمل اللجنة الطبية المرافقة لحجاج بلادنا