بوابة الوفد:
2025-12-09@08:38:21 GMT

باحثون يتمكنون من تحديد أصل سرطان المبيض

تاريخ النشر: 18th, October 2024 GMT

تمكن باحثون من تحديد أصل سرطان المبيض الذي يتطور في قناة فالوب، ما يفتح الأبواب لاكتشاف طرق جديدة لتشخيص المرض وعلاجات محتملة.

ويعد السرطان المصلي عالي الدرجة، الشكل الرئيسي والأكثر عدوانية لسرطان المبيض، وهو السبب الرئيسي السادس للوفاة بسبب السرطان لدى النساء، حيث يموت معظم المرضى في غضون خمس سنوات من اكتشافه.

ولا توجد أعراض، ولا أدوات تشخيصية للكشف المبكر ولم يكن العلماء يعرفون سوى القليل عن أصوله، لكن دراسة نشرت في Nature Communications حددت خلية انتقالية في قناة فالوب، تسمى الخلايا الظهارية البوقية ما قبل الهدبية (pre-ciliated tubal epithelial cells)، بأنها معرضة بشكل خاص للسرطان.

وتتطور الخلايا قبل الهدبية (Pre-ciliated cells) من الخلايا الجذعية وهي خلايا وسيطة في التسلسل بين الخلايا الجذعية وحالتها النهائية، والتي تسمى الخلايا الهدبية، والتي تسمح بحركة السوائل والبويضات في قناة فالوب.

وقال الدكتور ألكسندر نيكيتين، أستاذ علم الأمراض في قسم العلوم الطبية الحيوية في كلية الطب البيطري والمؤلف الرئيسي للورقة البحثية: "لم نحدد الخلايا التي ينشأ منها السرطان فحسب، بل حددنا أيضا الآليات التي يمكن استخدامها في العلاجات الجديدة وأدوات التشخيص الجديدة".

وأجريت الدراسة على الفئران. وتسمى قناة فالوب عند البشر بقناة المبيض عند الفئران، لذلك أطلق عليها الباحثون اسم قناة الرحم للإشارة إلى نفس البنية في كلا النوعين.

ويتطور السرطان المصلي عالي الدرجة في كل من المبيض وجزء من قناة الرحم وفي حين حددت الأعمال السابقة التي أجراها نيكيتين وزملاؤه أصول هذا السرطان في المبيض، فهذه هي المرة الأولى التي يحددون فيها الخلايا المعرضة للسرطان في قناة الرحم.
وكانت الخطوة الأولى للدراسة هي وصف جميع أنواع الخلايا الموجودة في قناة الرحم، والتي لم تكن معروفة من قبل.

ويعرف نيكيتين وزملاؤه أنه في سرطانات المصل عالية الدرجة لدى البشر، يتحور جين يسمى TP53 (Trp53 في الفئران) في أكثر من 96% من الحالات، بينما تتغير مكونات مختلفة من مسار يتحكم فيه جين آخر يسمى الورم الشبكي 1 (RB1 في البشر، Rb1 في الفئران) في أكثر من 60% من الحالات. ويعمل كلا الجينين على قمع الأورام عند العمل بشكل صحيح.

وفي الأبحاث السابقة حول سرطانات المصل عالية الدرجة في المبيض، كانت الخلايا الجذعية هي السبب الرئيسي لتطور السرطان بعد تعطيل Trp53 وRb1.

وفي الدراسة الجديدة وجد الباحثون أنه لم يتطور أي سرطان، حتى بعد مرور عام، عندما تم إسكات Trp53 وRb1 في الخلايا الجذعية للفئران المعدلة وراثيا، ما يكشف أن هذه الخلايا نفسها لم تكن مصدر السرطان.

ولاحظ الباحثون أن السرطانات المصلية عالية الدرجة تشكلت في فأر معدل وراثيا بعد تعطيل Trp53 وRb1 في الخلايا التي تعبر عن جين يسمى Pax8.
وباستخدام التحليل الحسابي القائم على بيانات تسلسل الخلية الفردية، بحثوا عن خلايا ليست خلايا جذعية ولكنها تعبر عن Pax8.

وقال نيكيتين: "لقد وجدنا أن هناك مجموعة من الخلايا التي تناسب هذه المعايير حقا. وتبين أن الخلايا هي خلايا مبكرة لتكوين الأهداب، أو خلايا انتقالية ما قبل الهدبية".

وتتميز خلايا ما قبل الهدبية بالتعبير عن العديد من الجينات التي تكون محددة جدا لمراحل مختلفة من تطور الخلية نفسها. وأحد هذه الجينات، Krt5.

وفي سلالة من الفئران المعدلة وراثيا، قام الباحثون بتعطيل Trp53 وRb1 في خلايا Krt5 ما قبل الهدبية ووجدوا أن الفئران شكلت بكفاءة أوراما سرطانية مصلية عالية الدرجة.

وقال نيكيتين إن عملية تكوين الأهداب تمت دراستها بشكل جيد، ما سيجعل من السهل العثور على أهداف تشخيصية وعلاجية محتملة.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: سرطان المبيض السرطان الرحم الخلایا الجذعیة فی قناة

إقرأ أيضاً:

باحثون يناقشون أثر المعتقدات الدينية في الإنسان وحدود العلوم التجريبية .. في النادي الثقافي

احتفاءا باليوم العالمي للفلسفة نظّم النادي الثقافي مساء أمس ندوة فكرية بعنوان "أثر الدين والتديّن من منظور العلوم التجريبية"، ناقشت موقع الدين والتديّن في حياة الإنسان من زاوية علمية وفلسفية بحضور نخبة من الأكاديميين والباحثين والمهتمين بالشأن الفكري، وفي ورقته تناول البروفيسور حيدر اللواتي التحولات الحديثة في اهتمام العلوم التجريبية بدراسة الدين والتديّن، مشيرا إلى أن مطلع القرن الحالي شهد تصاعدا ملحوظا في الأبحاث العلمية التي تحاول فهم أثر المعتقدات والممارسات الدينية على الإنسان والمجتمع، خاصة في ظل موجات نقد الدين التي ربطت التقدم الإنساني حصريا بالعلوم الطبيعية والتقنية، ووضعت تساؤلات جذرية حول قيمة الدين ودوره في حياة البشر.

وأوضح "اللواتي" أن العلوم التجريبية لا تسعى إلى إثبات صحة العقائد أو نفيها، وإنما تدرس الظواهر المرتبطة بسلوك الإنسان وتفاعلاته النفسية والبدنية، ومن هذا المنطلق جاء اهتمامها بظاهرة التدين بوصفها واقعا إنسانيا لا يمكن تجاهله، مشيرا إلى أن الدراسات العلمية كشفت عن أصالة التدين في التجربة الإنسانية، إذ لا يمكن فصل هذه الظاهرة عن الإنسان، بل رافقته منذ أقدم العصور، مع وجود شواهد أنثروبولوجية وأثرية تشير إلى ملامح تعبير ديني حتى لدى إنسان نياندرتال.

وتطرق "اللواتي" إلى عدد من الدراسات العلمية التي تناولت أثر التدين على الصحة النفسية والبدنية، مستعينا بأبحاث متخصصين في العلوم العصبية وعلم النفس، من بينهم مدير مركز الأبحاث الروحية والعقلية في جامعة بنسلفانيا، وأطباء وباحثون من جامعات مرموقة مثل جامعة ديوك وجامعة أوكسفورد. وأشار إلى أن عددا كبيرا من هذه الأبحاث يبيّن أن الأفراد المؤمنين، رجالا ونساء، يتمتعون ـ في المتوسط ـ بصحة نفسية وبدنية أفضل مقارنة بغيرهم.

وفي هذا السياق، سلط "اللواتي" الضوء على ما وصفه بآليات التأثير الإيجابي للدين على الإنسان، موضحا أن المعتقدات الدينية تخلق علاقة أكثر توازنا بين الذات والآخرين، من خلال تشجيع القيم الاجتماعية الإيجابية كالتضحية، وخدمة الغير، وتحمل أعباء الآخرين، في مقابل النزعة الفردانية المتنامية التي تركز على تحقيق الذات بوصفها غاية نهائية. وأكد أن عددا من الاضطرابات النفسية المعاصرة ترتبط بفرط التركيز على الذات ومشكلاتها، وأن تجاوز الذات والاهتمام بالآخرين يشكلان أحد المداخل الأساسية التي تطرحها الأديان لمعالجة هذه الإشكالات، وهي المبادئ نفسها التي تعتمدها بعض المؤسسات الإنسانية غير الدينية وتحقق من خلالها نجاحات ملموسة.

وتوقف "اللواتي" عند مسألة المعنى مشددا على أن الإنسان لا يستطيع أن يحيا حياة متوازنة نفسيا مهما توفرت له أسباب الرفاه المادي ما لم يشعر بقيمة حياته وأهميتها، وأن الشعور بالعبثية يعد من أخطر الحالات النفسية، وقد يؤدي إلى الإحباط العميق أو حتى الانتحار، مؤكدا أن هذا الشعور يتعارض مع الطبيعة البيولوجية للإنسان، حيث إن الإحساس بالمعنى محفور في بنيته النفسية والوجدانية، موضحا أن العلم رغم إنجازاته الكبيرة لا يستطيع وحده أن يوفّر إجابة شاملة عن معنى الحياة أو سبب وجود الإنسان وهو ما دفع بعض التيارات الفكرية غير الدينية إلى البحث عن بدائل مثل الروحانية والقيم الإنسانية، غير أن مفهوم الروحانية مفهوم فضفاض يصعب إخضاعه للدراسة العلمية الدقيقة، وأن معظم الدراسات التي تتحدث عن أثرها الإيجابي تستند في الواقع إلى مجتمعات متدينة وممارسات دينية تقليدية لا يمكن فصلها عن الدين ذاته.

وفي محور آخر تناول البروفيسور حيدر اللواتي دراسات علمية ألقت الضوء على بعض المضامين الواردة في الموروث الديني، موضحا أن العلاقات السببية بين بعض القيم والسلوكيات والنتائج الحياتية قد تكون أعقد مما يظهر على السطح، وذكر أمثلة وردت في النصوص الدينية، مثل صلة الرحم أو بر الوالدين، والتي قد لا تبدو العلاقة بينها وبين نتائج كطول العمر أو سعة الرزق واضحة بشكل مباشر، غير أن الدراسات الحديثة تكشف عن شبكات معقدة من العلاقات النفسية والاجتماعية التي يمكن أن تفسر هذه الترابطات، واستشهد بدراسة طويلة الأمد أصدرتها جامعة هارفرد حول دورة الحياة، بدأت عام 1938 وما زالت مستمرة، أظهرت أن العلاقة الجيدة بين الرجل وأمه ترتبط بشكل واضح بارتفاع قدرته على العمل والإنجاز مع التقدم في العمر، فضلا عن ارتباطها بمستوى الدخل، حيث كشفت الدراسة أن الرجال الذين تربطهم علاقات إيجابية بأمهاتهم سجلوا متوسط دخل أعلى مقارنة بغيرهم.

كما تطرق "اللواتي" إلى الآثار السلبية المحتملة لبعض أشكال التدين مؤكدا أن هذه السلبيات تعود غالبا إلى الممارسات الاجتماعية أكثر من عودتها إلى جوهر الدين نفسه، كما تناول مسألة التركيز المفرط على الخوارق في بعض السياقات، وما قد يترتب عليه من التباس بين المعتقد الديني والأعراض الذهانية، مما يصعّب عملية التشخيص والعلاج النفسي، كما تم التطرق الآثار السلبية للاختلاف العقدي والفكري حين يتحول إلى تعصب وصدام، وما ينتج عن ذلك من توتر نفسي واجتماعي.

مقاربة سوسيولوجية

من جانبه قدّم الدكتور الشريف الهاشمي طوطاو أستاذ مساعد الفلسفة في جامعة السلطان قابوس ورقة موسعة تناولت الظاهرة الدينية من منظور علم الاجتماع متوقفا عند حساسية موضوع الدين في النقاش العام، ومتسائلا عن أسباب وضع "خطوط حمراء" أمام التفكير فيه، رغم حضوره العميق في الوجود الإنساني والوعي الجمعي.

وأوضح "طوطاو" أن الدين يشكل عنصرا أصيلا في حياة الإنسان وأن محاولة فهم هذه الظاهرة تراكمت عبر التاريخ من خلال مقاربات أسطورية وفلسفية ولاهوتية وميتافيزيقية، قبل أن تدخل مرحلة جديدة مع نشوء العلوم الإنسانية والاجتماعية في العصر الحديث، وأن هذه العلوم نشأت في سياق الحداثة الغربية، التي قامت على العقلانية والنزعة الإنسانية، حيث حل العقل والعلم محل الوحي في تفسير الظواهر، وانسحب الدين إلى المجال الخاص، وأن غياب تعريف جامع مانع يعود إلى تنوع الأديان بين سماوية ووضعية، واختلاف تصوراتها حول الإله والمقدس، غير أنه أكد وجود عناصر مشتركة بين مختلف الأديان، تتمثل في المعتقدات، والطقوس، والقيم، وفكرة المقدس.

وتوقف "طوطاو" عند أبرز المقاربات السوسيولوجية الحديثة للظاهرة الدينية،مستعرضا أفكار إميل دوركايم الذي درس الديانة التوطمية واعتبر الدين ظاهرة اجتماعية تؤدي وظيفة تحقيق التماسك والاستقرار داخل المجتمع، وكارل ماركس الذي نظر إلى الدين من زاوية الصراع الطبقي ودوره الإيديولوجي، وماكس فيبر الذي ربط بين الأنماط الدينية والتحولات الاقتصادية والاجتماعية، مثل العلاقة بين الأخلاق البروتستانتية ونشوء الرأسمالية، وأن هذه المقاربات رغم أهميتها تثير إشكالات إبستمولوجية عميقة لا سيما عند محاولة إخضاع الظاهرة الدينية بما تحمله من غيب ومقدس ومعنى، لأدوات قياس وضعية صممت في الأصل لدراسة الظواهر المادية والاجتماعية الظاهرة.

وفي ختام الندوة طُرحت تساؤلات حول ضرورة إعادة توطين المعرفة وعدم الاكتفاء بإسقاط النظريات الغربية على المجتمعات المتدينة، وحول الفارق بين الدين كمنظومة قيم ومعنى، والتدين كممارسة اجتماعية قابلة للدراسة والنقد، كما أثارت المداخلات قضايا تتعلق بكونية الرسالة الدينية، وحدود العلم في الإحاطة بالبعد الغيبي، وإمكان بناء مقاربات معرفية أكثر توازنا تجمع بين الروح النقدية والعُمق الإيماني.

وأكد المشاركون في ختام الندوة أن مقاربة الدين من منظور العلوم التجريبية والفلسفية لا تهدف إلى نفيه أو اختزاله، لكن إلى فهم أعمق لدوره في تشكيل الإنسان والمجتمع، على أن يبقى الحوار العلمي والفكري مفتوحا، باعتباره أحد أهم وسائل بناء الوعي في عالم تتسارع فيه الأسئلة أكثر من الإجابات.

مقالات مشابهة

  • باحثون يناقشون أثر المعتقدات الدينية في الإنسان وحدود العلوم التجريبية .. في النادي الثقافي
  • ارتفاع غير مسبوق لسرطان الزائدة الدودية بين الشباب.. والعلماء يبحثون عن الأسباب
  • الأرصاد الجوية: فرص هطول الأمطار على مناطق الشمال الشرقي مع احتمال ظهور خلايا رعدية
  • تقنية تصوير مبتكرة ترصد لحظة تسلل فيروس الإنفلونزا إلى خلايا الإنسان
  • قنبلة صنعاء الأمنية: الكشف عن الخلايا المتورطة في اغتيال الرهوي والغماري
  • باحثون يكشفون دور بكتيريا الأمعاء في إحداث طفرات تقود إلى سرطان القولون
  • اكتشاف علامة جديدة مبكرة لسرطان المبيض
  • تخوفاً من الخلايا الإرهابية.. قسد تمنع الاحتفال بذكرى سقوط الأسد في مناطقها
  • زيادة في سرطان نادر بين الشباب… والعلماء يبحثون عن تفسير
  • باحثون: الأمعاء مفتاح النوم العميق