الاتحاد المغربي للشغل يعلن رفضه القاطع لقانون الإضراب ويدعو الحكومة لسحبه
تاريخ النشر: 19th, October 2024 GMT
أكد الاتحاد المغربي للشغل، رفضه القاطع لمشروع القانون التنظيمي المتعلق بالإضراب، مطالبا بسحبه الفوري من البرلمان وبإعادته إلى طاولة الحوار الاجتماعي، كما عبر عن إدانته بشدة تصرفات وزير الشغل الذي قال إنه نهج حوارا اجتماعيا شكليا و »مغشوشا » في مناقشة مسودة القانون التنظيمي لحق الإضراب، والذي أحاله على البرلمان دون استكمال الحوار بشأنه، كما دعا إلى تعبئة شاملة في صفوف الطبقة العاملة من أجل التصدي لهذا المشروع الذي وصفه « بالتراجعي والتكبيلي والمُصادر لحق الإضراب ».
وفي بلاغ صادر عن أمانته الوطنية، قال الاتحاد إن وزير الشغل ومعه الحكومة، قد أقدم في خطوة استفزازية وغير محسوبة العواقب، على تمرير مشروع القانون التنظيمي لحق الإضراب إلى البرلمان، من خلال برمجة مناقشته التفصيلية في لجنة القطاعات الاجتماعية بمجلس النواب، يوم الأربعاء 24 أكتوبر 2024، تمهيدا للمصادقة عليه.
واعتبر أن الوزير المذكور ومعه الحكومة، بهذا التصرف في ملف وفي قانون يَهُمُّ بالدرجة الأولى الحركة النقابية والطبقة العاملة المغربية، فإنه يضرب عرض الحائط التزامات الحكومة المتضمنة في الميثاق الاجـــــتماعي الموقع بين الحركة النقابية والســــيــــــد رئيس الحـــــكـــــومة في 29 أبريل 2023، ويفند مرة أخرى ادعائاته التمسك بآلية الحوار الاجتماعي في معالجة كل الملفات الاجتماعية الكبرى، كما يؤكد بالمكشوف تنصله التام من ركائز الديمقراطية ومن فحوى الدولة الاجتماعية.
وأضاف بأن « هذا الوزير ومعه الحكومة، بتَجَرُّئه على أكبر قانون تنظيمي بعد الدستور يهم الملايين من العاملات والعمال والموظفين والموظفات، والذي هو في صلب اختصاصات الحركة النقابية، يقترف اعتداء سافرا على دستور البلاد وعلى الديمقراطية وعلى حقوق الإنسان وعلى صلاحيات مؤسسة الحوار الاجتماعي، بل يعبر عن سوء نية صارخة بتــــــجـــــــاهـــــــل مـــــقـــــــترحـــــــــات ومــــــــواقـــــــف الاتـــــــحـــــــاد المـــــــغــــــربي للشــــــغل والحركة النقابية، الرافضة قطعا أي مساس بحق الإضراب والمطالبة بقانون تنظيمي متوازن، يحمي ويكرس هذا الحق الدستوري والكوني، وذلك كما جدده وعبر عنه وفد الاتحاد خلال جولات الحوار الاجتماعي الأخيرة في هذا الشأن، مترافعا ومدافعا وفيا ومسؤولا عن هذا الحق الدستوري ».
وبناء عليه أكد الاتحاد أنه يدين بشدة استهتار وزير الشغل ومعه الحكومة بالطبقة العاملة المغربية وبحركتها النقابية، من خلال محاولة فرض مشروع القانون التنظيمي التكبيلي لحق الإضراب، مطالبا الحكومة بالسحب الفوري لهذا المشروع من البرلمان وبإعادته لطاولة الحوار الاجتماعي وبالتحلي بروح المسؤولية والجدية وبالاحترام التام للالتزاماتها الاجتماعية.
كما يطالب الحكومة بالتنزيل السليم لأحكام الدستور وبقانون تنظيمي لحق الإضراب، عادل ومتوازن. محملا هذا الوزير ومعه الحكومة مسؤولية إفشال جولات الحوار حول هذا الملف الاجتماعي الهام والمصيري، كما يحملهما المسؤولية التامة في تمييع وإفراغ الحوار الاجتماعي من أدواره وكذا في تفاقم الاحتقان الاجتماعي.
وحذر الاتحاد مرة أخرى الحكومة من مغبة التمادي في هذا النهج اللاديمقراطي والماس بحق أساسي من حقوق الإنسان. معبرا عن التزامه واستعداده التصدي بكل حزم وبكل الآليات المشروعة لهذا المشروع في صيغته الحالية التي لا تختلف في الجوهر والمضمون عن مسودة المشروع المجمد في عهد الحكومتين السابقتين.
كلمات دلالية الإتحاد المغربي للشغل قانون الإضرابالمصدر: اليوم 24
كلمات دلالية: الإتحاد المغربي للشغل قانون الإضراب القانون التنظیمی الحوار الاجتماعی
إقرأ أيضاً:
إضراب واسع لآلاف الأطباء والعمال في تونس.. بماذا يطالبون؟
دخل آلاف الأطباء الجدد في تونس، الخميس، في إضراب عام يتواصل لمدة خمسة أيام، بالتزامن مع إضراب عام آخر في قطاع النقل وتحديدا بشركة السكك الحديدية، حيث تتوقف اليوم وغدا جميع رحلات القطارات بسبب إضراب العمال.
وتواجه تونس صعوبات كبيرة في قطاع الصحة وخاصة من ناحية هجرة آلاف الكفاءات الطبية وأولهم الأطباء وفقا لمعطيات رسمية، كما تشير أرقام المنظمة النقابية إلى هجرة نحو 3000 طبيب منذ عام 2022، بمعدل يقارب 1000 طبيب سنويًا، بينهم أطباء حديثو التخرج، وآخرون ذوو خبرة يعملون في القطاعين العام والخاص.
عددهم بالآلاف
وبدأ الأطباء الشبان والذين يقدر عددهم بحوالي 12ألفا إضرابهم العام بكافة المستشفيات، احتجاجا منهم على ما يعتبرونه "تواصل الصمت الرسمي وغياب أي تفاعل جدّي مع مطالبهم، في ظل انسداد الأفق وغياب الإرادة الحقيقية لإيجاد حلول فعلية".
وأوضحت منظمة الأطباء الشبان أن مطالب منظوريها تتمثل في ضرورة "خلاص كل المتخلدات (الرواتب) والرفع من قيمتها بما يتناسب مع الجهد المبذول مع مراجعة المقررات المنظمة لها بما يضمن إنصاف الطبيب المقيم والداخلي، مع الترفيع في المنحة الشهرية من خلال إقرار منحة خطر العدوى و التحسين في منحة الإقامة".
وقالت إن الإضراب يشمل كافة الأنشطة الاستشفائية والجامعية بما في ذلك الأنشطة الأكاديمية ومنها دروس التعليم التكميلي المدرجة ضمن البرنامج الأكاديمي، مع استثناء حصص الاستمرار وأقسام الاستعجالي حفاظًا على استمرارية الحد الأدنى من الخدمات في الخط الأول"،مؤكدة "مقاطعة اختيار مراكز التربصات بشكل كامل دون أي استثناء أو تراجع".
ونبهت المنظمة من "عدم الانصياع لأي ضغوط أو تهديدات من أي جهة"، داعية إلى"التحلي بالمسؤولية والانضباط النقابي".
وتتوزع المستشفيات بمختلف أصنافها على جميع المحافظات التونسية، ولكنها تشكو من نقص فادح للأطباء بالمناطق الداخلية، وحسب معطيات نقابة الأطباء للعام 2024، يبلغ عدد الأطباء في تونس نحو 29 ألف طبيب وطبيبة.
لاقطارات ليومين
وتعرف شبكة الخطوط الحديدية بكامل البلاد توقفا تاما لمدة يومين بسبب الإضراب العام للعمال على خلفية جملة من المطالب المهنية، في وقت أكدت فيه وزارة النقل اتخاذها جميع الإجراءات لضمان تنقل المواطنين.
وقالت نقابة العمال الخاصة بالسكك إن نسبة الإضراب "تجاوزت المئة بالمئة وأنه لارجوع للوراء حتى تحقيق مطالبها المشروعة".
ووفق النقابة، فإن مطالب العمال والمقدر عددهم بأكثر من أربعة آلاف تتوزع بين ملفات مهنية واجتماعية تتعلق بترقيات ووضعيات أصحاب الشهائد العليا مع ملفات عدد من المطرودين من العمل إضافة إلى وضعية الشركة ككل.
وفي المقابل، أكدت وزارة النقل في بيان لها أنها وبسبب الإضراب فقد اتخذت جميع الإجراءات لتأمين نقل المواطنين.
ويتنقل آلاف المواطنين يوميا عبر شبكة الخطوط الحديدية وخاصة من المناطق الداخلية للعمل، وتوفر الشبكة عشرات الرحلات بصفة منتظمة وخاصة من مناطق "الأحواز" إلى العاصمة، وهي حكومية متخصصة في نقل المسافرين والبضائع والصيانة.