طَوى الجَزيرَةَ حَتّى جاءَني خَبَرٌ فَـزِعـتُ فيـهِ بِآمــالي إِلى الكَــذِبِ
حَتّى إِذا لَم يَدَع لي صِدقُهُ أَمَلاً شَرِقتُ بِالدَمعِ حَتّى كادَ يَشرَقُ بي
هذان البيتان من الشعر للمتنبي، يمكن استعارتهما في وصف حالة ملايين الفلسطينيين والعرب والمسلمين، وحتى من أحرار العالم.
بل كان طوال السنة، هو القائد الوطني للشعب الفلسطيني الذي التف حوله، وحول المقاومة، طوال الحرب لعام كامل في غزة. وقد حقق وحدة وطنية (بلا صيغة تنظيمية) تكاد تكون شبه شاملة.
هذا وقد التف، موضوعياً، غالبية قيادات الفصائل الفلسطينية والنخب، بعامة، حول تلك المقاومة وقيادتها والشعب (وأيضاً بلا شكل تأطيري، أو صيغ تنظيمية، أو مبايعة).
الحدث جلل، والخسارة كبرى، و"إن العين لتدمع".. و"إن القلب ليحزن"، عليك يا يحيى السنوار، شهيداً، وقائداً فذاً، وبطلاً مقاتلاً.
ولكن هذا كله يجب أن يشدّنا فوراً، لتوقع ما بعد يحيى السنوار، بالنسبة إلى مواصلة الحرب التي خاضتها المقاومة والشعب في قطاع غزة... وإن الحرب لمتواصلة إن لم يتراجع نتنياهو.
منذ مساء 17 تشرين الأول/أكتوبر 2024، وصباح 18 منه، انهالت عشرات المقالات التي تحاول توقع ما سيحدث، بعد غياب يحيى السنوار، وبعضها راح يتوقع، ما كان يأمل أن يحدث، ولم يحدث في عهد السنوار. وقد اتسّمت بعض المقالات ضده، لحساب سياسات نتنياهو، وبايدن الإجرامية، لا سيما باستمرار المجزرة وتغطيتها، وبعضها راحت تسقط آمالها، على ما سيحدث، ولكن ذلك كله في شأن، وما يجب توقعه على مستوى المقاومة وداعميها، في شأن آخر.
المشروع الصهيوني لم يسجل في ثقافته شيئا عن الفروسية والشرف والأخلاق في الحرب، أو يحترم قوانين الحرب ومبادئها. وقد وصل الأمر بقياداته في حرب غزة، إلى تحويل الإبادة وقتل المدنيين والاغتيالات، إلى "مبادئ" وحيدة للحروب والصراعات. أي جعل العالم غابة وحوش، تسمو عليها قوانين الغاب المعروفة.بالتأكيد، ما كان الشهيد يحيى السنوار، ليقود المقاومة من دون نواة من القادة الأفذاذ، الذين من طينته، وخطه السيايسي والفكري. وهؤلاء يجب أن يُحسبوا دائماً مشاركين له، ولهم نصيبهم المقدّر في كل ما أنجزته، المقاومة والسنوار والشعب، طوال سنوات من الجهد والإسهام والإنجاز، كما حال الجنود المجهولين من حول قائد، راح يقود الانتصارات والإنجازات.
لذلك، ومن دون حاجة إلى معلومات، تفتقر إليها هذه المقالة، فإن يحيى السنوار، كما يمكن أن يتوقع، ترك وراءه نواة من القادة والكوادر، ممن سيسدّون الفراغ.
ومن ثم يجب توقع استمرار المقاومة والصمود الشعبي، واليد العليا في كل الاشتباكات الصفرية، منذ اليوم التالي، ولقادم الأيام والأشهر، في ظل حرب منتصرة، بإذن الله. فنتنياهو وبايدن، سيحاولان فرض شروطهما، التي سترفض، فالحرب مرشحة للاستمرار.
ومن هنا سيخطئ، ويدخل في الشؤم والتشاؤم، كل من يعتبر استشهاد القائد الأول، مهما كانت مزاياه وفرادته، سيقود إلى هزيمة، أو إلى مساومات، كان سيرفضها القائد العظيم، الفقيد الشهيد يحيى السنوار.
ومن يراجع تاريخ حركة حماس، يتأكد من هذا التوقع، وبلا حاجة، لمعلومات. وكذلك ما ثبت أيضاً، في تاريخ حزب الله في لبنان، ويثبت الآن. وكذلك بالنسبة لحركة الجهاد في فلسطين. ولكل مقاومة فقدت قائدها.
وبكلمة، إن الحرب التي تخاض ضد العدو الصهيوني، تفرض على المقاومة أن تكون ولّادة للقادة الأفذاذ. لأن اغتيالات القادة تشكل استراتيجية ثابتة عند الكيان الصهيوني، كما قتل المدنيين، والهروب من المواجهة القتالية.
فالمشروع الصهيوني لم يسجل في ثقافته شيئا عن الفروسية والشرف والأخلاق في الحرب، أو يحترم قوانين الحرب ومبادئها. وقد وصل الأمر بقياداته في حرب غزة، إلى تحويل الإبادة وقتل المدنيين والاغتيالات، إلى "مبادئ" وحيدة للحروب والصراعات. أي جعل العالم غابة وحوش، تسمو عليها قوانين الغاب المعروفة.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الفلسطينيين استشهاد يحيى السنوار غزة الحرب فلسطين غزة رأي حرب استشهاد مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة مقالات سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة یحیى السنوار
إقرأ أيضاً:
الاحتلال يقتحم بيت عزاء الشهيد الهذالين واعتقل ناشطتين شرق يطا
يطا - صفا
اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مساء الثلاثاء، بيت عزاء الشهيد عودة الهذالين في خربة أم الخير جنوب شرق بلدة يطا بمحافظة الخليل، واعتدت على المعزّين، وأعلنت المنطقة عسكرية مغلقة، في تصعيد جديد يستهدف التجمعات البدوية في مسافر يطا.
وأفاد الناشط اسامة مخامرة بأن جنود الاحتلال اقتحموا المكان بعنف، وطردوا المواطنين بالقوة، كما قاموا باعتقال ناشطتين أجنبيتين كانتا تتواجدان في المكان للتضامن مع عائلة الشهيد.
وأعلنت قوات الاحتلال المنطقة "منطقة عسكرية مغلقة"، ومنعت دخول المواطنين إلى الخربة، بما في ذلك نشطاء وممثلي مؤسسات حقوقية كانوا في طريقهم للمشاركة في العزاء.
ويأتي هذا الاقتحام بعد استشهاد المعلم والناشط الحقوقي عودة الهذالين برصاص أحد المستوطنين أمس، خلال محاولته التصدي لاقتحام وجرف أراضي المواطنين في الخربة.
وفي السياق ذاته، استأنف مستوطنون مساء اليوم أعمال الحفر الاستيطانية في خربة أم الخير، تحت حماية مشددة من قوات الاحتلال، في خطوة تهدف إلى توسيع مستوطنة "كرميئيل" المقامة على أراضي المواطنين، وسط محاولات مستمرة لفرض واقع استيطاني جديد على حساب الوجود الفلسطيني البدوي في المنطقة.