يواجه مستشفى بشائر تبعات انعدام المخزون الاستراتيجي من الدم والمخزون المخصص للطوارئ أيضاً، التي تهدد بخروج أقسام أخرى عن الخدمة.

الخرطوم: التغيير

أعلن قسم النساء والتوليد بمستشفى بشائر جنوبي العاصمة السودانية الخرطوم، خروجه عن الخدمة بسبب عدم وجود مخزون ببنك الدم.

وحذر من أن ذلك قد يؤدي إلى توقف  قسم الطوارئ أيضاً ما لم يتم توفير  دم بالبنك خلال 24 ساعة فقط.

وبحسب ما نشرته غرفة طوارئ جنوب الحزام، يوم السبت، فإن بنك الدم بمستشفى بشائر أعلن حالة الطوارئ القصوى ودعا جميع المواطنين جوار المشفى إلى الحضور والتبرع بالدم، وأعلن عن حملة للتبرع اليوم الأحد.

ويعتبر بشائر أكبر وأهم مستشفى في منطقة جنوب الحزام، وظل يقدم خدماته للمرضى والجرحى والمصابين جراء حرب 15 ابريل 2023م منذ اندلاعها بين الجيش وقوات الدعم السريع، تحت كل الظروف.

وأوضح بنك الدم بمستشفى بشائر أنه ينظم حملة التبرع بالدم بالتنسِيقِ مَعَ غرفة طوارئ جنوب الحزام، لتشغيل قسم النساء والتوليد الذي توقف الجمعة متأثراً بانتهاء المخزون الاستراتيجي من الدم والمخزون المخصص للطوارئ أيضاً.

وتبدأ الحملة عند التاسعة صباح اليوم الأحد وتستمر حتى نهاية الدوام يومياً لفتره عشرة أيام، وحث المستشفى كل شخص له المقدرة على الحضور والتبرع بالدم.

وظل مستشفى بشائر يقاوم صعوبات التشغيل في ظروف الحرب، حيث تعرض لعدة هجمات من منسوبي قوات الدعم السريع، فضلاً عن انقطاع الأدوية والمستهلكات الطبية، كما انتشرت الشهر الماضي حالات إصابة بحمى الضنك طالت غالبية الكوادر العاملة بالمستشفى، مما أدى إلى إغلاق معظم الأقسام مثل المعمل، العمليات وبنك الدم وحتى الطوارئ.

وانعكست تداعيات الحرب على البنية الصحية في معظم أنحاء البلاد خاصة الخرطوم، حيث تفاقم الوضع الصحي بصورة عميقة.

وفي أغسطس الماضي قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس إن ثلثي الشعب السوداني غير قادرين على طلب الرعاية الطبية بسبب الصراع المستمر، فيما يواجه الآلاف المجاعة.

وجدد غيبريسوس نداء مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) لمجلس الأمن الدولي للمساعدة في إيجاد حل سلمي ودائم لشعب السودان.

الوسومالأدوية الجيش الخرطوم الدعم السريع السودان غرفة طوارئ جنوب الحزام مستشفى بشائر

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: الأدوية الجيش الخرطوم الدعم السريع السودان غرفة طوارئ جنوب الحزام مستشفى بشائر مستشفى بشائر جنوب الحزام

إقرأ أيضاً:

على بوابات ديستوبيا غزة.. انعدام المعنى العربي

تحضر مسألة الحرب كلما صعد الحديث عن إدخال المساعدات إلى قطاع غزّة، وإنقاذ سكانه من سياسة التجويع المضروبة عليهم بإحكام من إسرائيل وأمريكا؛ أمريكا صاحبة فكرة نقل عالم الـ"Dystopian" من أفلام الخيال العلمي، والأدب السياسي، وسينما ما بعد الكارثة، إلى محاولة تطبيقه في قطاع غزة، بواسطة المؤسسة المسماة "غزة الإنسانية"، وهي تجربة بدائية لفكرة "الفقاعات الإنسانية" التي تفتق عنها العقل الأمريكي/ الإسرائيلي الإجرامي، وتسربت إلى الصحافة في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.

بعد حظر إسرائيل لـ"الأونروا"، في سبق تاريخي؛ تحظر فيه دولة عضو في الأمم المتحدة، واحدة من مؤسسات هذه الأخيرة، بدأ التفكير في تشييد محميات مسوّرة ومغلقة ببوابات ضخمة في مناطق مختارة داخل قطاع غزّة لتوزيع الغزيين عليها وحشرهم فيها، على أساس المواقف السياسية والارتباطات العائلية، بحيث يضبط الدخول إلى هذه المناطق بأدوات بيومتريّة، مثل بصمة الإصبع، والقرنية، وتحرس هذه المناطق بقوات مدرّبة، وأسلحة فتاكة، تشرف عليها شركات خاصة. وهكذا تُشترط وجبة الطعام بالموقف السياسي، وأمّا خارج هذه الفقاعات فهو عالم من الصحراء البائسة، التي تترنح فيها جوعا "حيوانات بشرية" تعطى فرصة مثالية لعمليات الصيد والقنص.

يتحدّث بعض العرب، عن خطر الحرب كلما طولبوا بفعل شيء لإغاثة الفلسطينيين. لا يقصد هؤلاء العرب، بوضع الحرب مقابل لقمة العيش؛ بيان مستوى الإجرام الأمريكي/ الإسرائيلي في توظيف التجويع في سياق الإبادة الجماعية، ولكنهم يقصدون الاعتذار لعجزهم، أو امتناعهم عن إغاثة الفلسطينيين
لم تُطبق الفكرة بهذه المثالية الإجرامية، والتي يبدو أنّها عبّرت في لحظتها عن خيال إبادي أبيض يحاول الاستثمار في المأساة الغزية؛ لاتخاذها نموذجا تجريبيّا لهندسة المجتمعات على أساس التحكم البيومتري، أو التعقب الإلكتروني، بيد أنّها دفُع بها من الولايات المتحدة، بهذا النحو الذي لا يقلّ دلالة على النخبوية النازية، والإحساس العميق بالسيادة على البشر، من خلال "مؤسسة غزّة الإنسانية"، وإن ظلت الفكرة قائمة في الخيال الإسرائيلي، وفي سجالات أصحابه، وعلى أوراقهم، من خلال ما يسمونه "مدنا إنسانية"، و"ممرات عبور إنساني"، وهي أفكار في آخر الأمر ترحب بها أمريكا، ليس فقط لأنّها تحبّ، وبنحو عاطفيّ مرضيّ غامض، أن ترى إسرائيل متفوقة وناجحة، إلى درجة أنّها -أي أمريكا- تنسب لها إنجازاتها، ولكن لأنّ أمريكا هذه دائما ما تحبّ المناطق الجديدة، التي يمكن فيها تجريب كلّ شيء، من الأسلحة، إلى تحقيق الأفكار العلمية ذات الطابع الخيالي، إلى تطوير أدوات ضبط البشر والسيطرة عليهم.

على أية حال، وبقطع النظر عن سياسات التجويع المقنن التي ترعاها أمريكا بهدف تأمين استمرار الإبادة دعائيّا، (وهنا يجب القول إن فكرة الميناء العائم، وإسقاط المساعدات من الجوّ، والمساعدات قليلة الكمية ومتباعدة الدخول، كلها تدخل في سياسات تأمين الإبادة وتغطيتها)، فإنّ فكرة من هذا النوع هي فكرة معادية جوهريّا للمعنى الإنساني، أيّ ما يميّز الإنسان من حيث الكرامة الآدمية وحرية الإرادة، وما ينبغي أن يكون عليه البشر من التساوي، ولن يكون غريبا، والحالة هذه، أن تسميها إسرائيل "إنسانية"، تماما كما تسمّي جيشها؛ جيش الدفاع، وكما تدّعي أمريكا أن حروبها الطاحنة لكرامات البشر؛ إنّما هي حروب من أجل تحرير البشر (هل يختلف هذا الادعاء الأمريكي في شيء عن وصف إسرائيل لجيشها بأنّه الأكثر أخلاقية في العالم؟!)، وكما تحاول أن تقنع نفسها في الإجابة على سؤال "لماذا يكرهوننا؟!" بالقول: "بسبب ديمقراطيتنا وحريتنا وأسلوب حياتنا"!

هذا الشرّ يتبين أكثر حينما يتحدّث بعض العرب، عن خطر الحرب كلما طولبوا بفعل شيء لإغاثة الفلسطينيين. لا يقصد هؤلاء العرب، بوضع الحرب مقابل لقمة العيش؛ بيان مستوى الإجرام الأمريكي/ الإسرائيلي في توظيف التجويع في سياق الإبادة الجماعية، ولكنهم يقصدون الاعتذار لعجزهم، أو امتناعهم عن إغاثة الفلسطينيين الجارية عليهم سياسات التجويع.

قديما كان الحديث عن التحرير العربي الحتمي في يوم ما لفلسطين، ثمّ صار الرجاء فيهم أن يدعموا نضال الفلسطينيين، ثمّ نزل ذلك إلى الأمل في أن يدعموهم سياسيّا ويسندوهم اقتصاديّا. كلّ ذلك لم يعد قائما، بالرغم من ادعاءات باهتة عن كون هدف التحالف مع إسرائيل في إطار ما يسمونه "الاتفاقيات الإبراهيمية"؛ هو دعم الفلسطينيين، (وطبعا هذه نكتة مهينة وثقيلة الدم، ونوع من التهريج المنحط). الآن، وبعد 22 شهرا من الإبادة الجماعية، لم يعد يطالبهم أحد بوقف الحرب، ولكن بإدخال الطعام. إدخال الطعام ثمنه الحرب، والعرب لا يحاربون!

مهما كانت إسرائيل طاغية، فإنّ كسر التجويع عربيّا ممكن، على الأقل يمكن إظهار العزيمة واتخاذ خطوات أكثر فاعلية وجدية لمحاولة كسر التجويع، وقبل ذلك وقف الإبادة، وهذا ما لا تفعله الحكومات العربية، ليس فقط لأنّ مصلحتها مشتركة مع إسرائيل لكسر المقاومة في غزةّ، ولكن أيضا لأن التفكير العربي مغلول بالقيد الإسرائيلي
وإذا قال فلسطيني: "واغوثاه" وهو يطلب منهم إغاثته بالطعام؛ فلا بدّ من سَبِّه وشتمه، واستخراج عبارات عربية كلاشيهاتية باتت تستخدم بكثرة في السنوات الأخيرة، من قبيل وصف الاستغاثة بالمزايدة. على أية حال، مجرد أن يتخيل العربي، أنّ ثمن إطعام عربيّ آخر في جواره، تجري عليه الإبادة والتجويع، هو الحرب، فهذا بمجرده، أي بمجرد الخيال؛ دالّ على انعدام المعنى من الوجود العربي في هذه المنطقة، فدول كبيرة مغرمة باختراع مقالات العظمة عن نفسها، منعدمة النفوذ والدور والتأثير، بالرغم من أنّها مرتبطة منذ عقود بالسلام مع إسرائيل، وخادمة للمصالح الأمريكية، ومن لم يكن منها متصلا علنا بإسرائيل، هو فاعل لذلك في السرّ كما هو معلوم.

ما نقوله إنّ إسرائيل لا تبيد الفلسطينيين ماديّا فحسب، ولكنها تبيد الوجود العربي من جهة المعنى. وهو أمر غير مهم للنظام السياسي العربي الراهن، لأنّه نظام أصلا لا يفكر في المعنى كي يقيم له وزنا، ولكن يبقى أنّه فعلا لا أحد يطالب العرب بالقتال، ليس فقط لأنّ جيوشهم فاقدة للقدرة على هزيمة إسرائيل، وغير مبنية لهذا الغرض، وهو ما يعود بالسؤال عن المعنى مجددا، إذ ماذا تفعل هذه الدول طوال عقود ما بعد استقلالها؟ ولكن أيضا لأن الشعوب لا تريد هذا القتال، معلوم الثمن، فالهزيمة من بعد العام 1967 هي الفكرة الطاغية على الوعي العربي، والمجتمعات العربية غير مهيئة ولا مُعدة لتقبل الحرب والتكيف معها. وقد ثبت بما يسمى ثورات الربيع العربي وما بعدها، أنّ المشكلة ليست منحصرة في الأنظمة والحكومات.

إلا أنّه وفي الحقيقة، ومهما كانت إسرائيل طاغية، فإنّ كسر التجويع عربيّا ممكن، على الأقل يمكن إظهار العزيمة واتخاذ خطوات أكثر فاعلية وجدية لمحاولة كسر التجويع، وقبل ذلك وقف الإبادة، وهذا ما لا تفعله الحكومات العربية، ليس فقط لأنّ مصلحتها مشتركة مع إسرائيل لكسر المقاومة في غزةّ، ولكن أيضا لأن التفكير العربي مغلول بالقيد الإسرائيلي، فإذا كان الإسرائيلي يريد التحكم بفلسطينيي غزة بيومتريّا، فهو يتحكم بالحكومات العربية بالإيحاء والتنويم المغناطيسي!

x.com/sariorabi

مقالات مشابهة

  • حرائق تفرض حالة طوارئ في البرتغال وإسبانيا
  • استقبال 222 حالة طارئة خلال 24 ساعة بمستشفى الطوارئ الجديد بجامعة سوهاج
  • صحة الإسكندرية تطلق قوافل للتبرع بالـ.دم دعما للمرضى
  • صحة الإسكندرية: تنفيذ قوافل التبرع بالدم داخل عدد من المستشفيات
  • ماذا سيحدث إذا ولد طفل في الفضاء؟
  • لأول مرة.. مستشفى في بابل تنجح بعلاج طفل من سرطان الدم
  • نفرة كبرى لإعمار مستشفى الشعب بالخرطوم بدعم من ولاية نهر النيل
  • طريق الموت من أجل الطحين.. مجاعة غزة تحصد الأرواح وسط صمت العالم | تقرير
  • على بوابات ديستوبيا غزة.. انعدام المعنى العربي
  • قيادي بحماس : شعبنا لن يقبل الابتزاز على كرامته مقابل لقمة مغمسة بالدم