تعد مقولة "اللي يحبه ربه يحبب فيه خلقه" من العبارات المتداولة بين الناس، والتي تحمل معنى محبوبًا في الثقافة الشعبية. وفقًا لما أكدته دار الإفتاء المصرية، هذه المقولة تتوافق مع المعاني الواردة في كتب السنة النبوية، والتي تشير إلى علامات القبول التي يرزق الله بها أولياءه ومن ينالون رضاه. من أهم هذه العلامات أن يجعل الله محبتهم في قلوب الناس.

ففي الحديث الشريف، ورد في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إِذَا أحَبَّ اللهُ العَبْدَ نَادَى جِبْرِيلَ عليه السلام: إنَّ اللهَ يُحِبُّ فُلَانًا فأحِبَّهُ، فيُحِبُّهُ جِبْرِيلُ، فيُنَادِي جِبْرِيلُ في أهْلِ السَّمَاءِ: إنَّ اللهَ يُحِبُّ فُلَانًا فأحِبُّوهُ، فيُحِبُّهُ أهْلُ السَّمَاءِ، ثُمَّ يُوضَعُ له القَبُولُ في الأرْضِ»، مما يثبت أن محبة الله للعبد تجعل له قبولًا بين الناس.

وعلاوة على ذلك، قال الله تعالى في القرآن الكريم: ﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا﴾ [مريم: 96]، وجاء في تفسير هذه الآية أن الله يحب المؤمنين ويحببهم إلى خلقه، ما يتوافق مع مضمون المقولة الشائعة.

دار الإفتاء المصريةحملة "اعرف الصح" وتصحيح المفاهيم الخاطئة

وفي إطار جهود دار الإفتاء لتصحيح المفاهيم الدينية الخاطئة، أطلقت حملة "أعرف الصح"، التي تهدف إلى مواجهة الفتاوى المتشددة أو المتساهلة التي انتشرت مؤخرًا في المجتمع المصري، وتسعى الحملة إلى قطع الطريق أمام التيارات الفكرية المتطرفة التي استغلت العاطفة الدينية لترويج معتقدات ومعلومات غير صحيحة.

تتناول الحملة مجموعة متنوعة من الموضوعات المثيرة للجدل، مثل: حكم العمل بمهنة المحاماة، الالتحاق بكليات الحقوق، الاحتفال بالمولد النبوي، بناء الكنائس، ترك الصلاة، التعامل مع البنوك، هدم الآثار الفرعونية، وتحريم بعض مظاهر الحياة العامة مثل تحية العلم والوقوف حدادًا، وهذه الموضوعات استغلتها بعض الجماعات لترسيخ أفكار متطرفة بين أفراد المجتمع.

ردود الفعل الإيجابية

وحظيت حملة "أعرف الصح" بردود فعل إيجابية واسعة النطاق، حيث تلقت دعمًا كبيرًا من الكتّاب والمفكرين الذين كتبوا عنها في الصحف والمواقع الإلكترونية.

كما تداول الكثير من المتابعين على مواقع التواصل الاجتماعي "بوستات" لدعم الحملة ونشر التوعية حول المفاهيم الصحيحة للدين.

بفضل هذه الجهود، تسعى دار الإفتاء إلى توجيه الأفراد نحو الفهم الصحيح للإسلام، بعيدًا عن التطرف والتشدد، بما يساهم في تحقيق الاستقرار الفكري والديني داخل المجتمع.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: اللي يحبه ربه يحبب فيه خلقه دار الإفتاء المصرية تصحيح المفاهيم الخاطئة محبة الله لعباده الفتاوى المتشددة دار الإفتاء

إقرأ أيضاً:

هل الحج يُسقط الصلاة الفائتة؟.. دار الإفتاء تحذر من خطر عظيم

أجابت دار الإفتاء المصرية عبر موقعها الرسمي عن سؤال ورد حول ما إذا كان أداء فريضة الحج يُسقِط الصلوات الفائتة، وجاء الرد واضحًا بأن الحج لا يُغني عن أداء الصلاة بأي حال من الأحوال.

السؤال كان حول رجل يؤدي الحج سنويًا، لكنه لا يُصلي إلا صلاة الجمعة فقط، ويبرر موقفه بأنه سيدخل الجنة قبل المصلين لأن الله يغفر الذنوب جميعًا، مستدلًا بحديث النبي ﷺ: "من حج ولم يرفث ولم يفسق، رجع كيوم ولدته أمه". كما جاء في السؤال أن بعض الشباب يتركون الصلاة ويتعمدون تأجيلها إلى ما بعد الشباب، ظنًا منهم أن الحج في الكِبر سيكفّر عن تقصيرهم السابق.

وردًا على ذلك، أكدت الإفتاء أن الصلاة فريضة أساسية لا تسقط عن المسلم في أي حال، واستدلت بقوله تعالى: ﴿إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا﴾ [النساء: 103]، وبقوله سبحانه: ﴿وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ﴾ [العنكبوت: 45].

كما ورد في الحديث الشريف أن النبي ﷺ قال: "خمس صلوات كتبهن الله على عباده، فمن جاء بهن ولم يُضيع منهن شيئًا استخفافًا بحقهن كان له عند الله عهد أن يدخله الجنة، ومن لم يأت بهن فليس له عند الله عهد، إن شاء عذّبه وإن شاء أدخله الجنة".

وأكدت الإفتاء أن ترك الصلاة خطر عظيم، بدليل الحديث: "بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة"، كما ورد عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه فضّل فقدان بصره على ترك الصلاة ولو ليوم واحد حينما قيل له نداويه بشرط أن يترك الصلاة مؤقتًا.

هل الجهر بالنية قبل الصلاة حرام؟.. دار الإفتاء تكشف الضوابط والشروط

وأوضحت دار الإفتاء أن الحج لا يُعفي المسلم من أداء الصلاة، فكل فريضة قائمة بذاتها، ولا تُغني إحداها عن الأخرى، بل إن أداء الحج يزيد من مسئولية المسلم في الحفاظ على باقي الفرائض، وأولها الصلاة، التي هي عمود الدين، ولا تسقط عن المسلم بأي عذر شرعي إلا في حالات شديدة يُراعى فيها حال العاجز، كالصلاة من جلوس أو على الجنب أو بالإيماء.

واختتمت الإفتاء فتواها بالتأكيد على أن من علامات الحج المبرور أن يرجع الإنسان منه أفضل حالًا، وأكثر التزامًا، وليس العكس، وأن الحج لا يُعد مبررًا للتهاون أو التقصير في باقي الواجبات الشرعية، وعلى رأسها الصلاة، داعية الله أن يهدي هؤلاء المقصرين ويعودوا للتمسك بأوامر دينهم.

طباعة شارك الحج الصلاة الفائتة دار الإفتاء

مقالات مشابهة

  • هل صحيح أن الهدية لا تهدى؟ .. حقيقة مقولة منتشرة بين الناس
  • فلسطين تطالب المجتمع الدولي بتحرك عاجل لوقف تغول الاحتلال
  • الخارجية الفلسطينية تطالب المجتمع الدولي بتحرك عاجل لوقف تغول الاحتلال الإسرائيلي
  • زواج مصاب متلازمة داون يثير جدلاً.. دار الإفتاء تحسم بالأدلة: صحيح شرعا
  • هل الحج يُسقط الصلاة الفائتة؟.. دار الإفتاء تحذر من خطر عظيم
  • عاجل.. وقفات احتجاجية في لندن وبرلين دعما للسفينة مادلين التي احتجزتها إسرائيل
  • آخر أيام التشريق.. 13 حقيقة ودعاء لا يرد يجعلك تغتنمه الآن
  • ما أخر موعد يجوز فيه نحر الأضحية؟.. الإفتاء تجيب
  • هل يبيع الأهلي زيزو بعد كأس العالم للأندية؟.. شركة الكرة تحسم الجدل
  • بيانكاردي تحسم الجدل بخصوص علاقتها بنيمار