قبل 15 يوما.. عدم يقين من هوية الفائز برئاسيات أميركا
تاريخ النشر: 21st, October 2024 GMT
واشنطن- أحد أكثر الأشياء إثارة قبل أسبوعين من الانتخابات الرئاسية الأميركية 2024 هو أن لا أحد يعرف من سيفوز بها، والسبب في ذلك أن مناصري كلا المرشحين واثقون للغاية من فوز مرشحهم.
وفي ظل استقطاب حاد، يرجح 94% من ناخبي المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس فوزها، في حين يرى 89% من ناخبي منافسها الجمهوري دونالد ترامب أن مرشحهم الأوفر حظا للفوز برئاسيات أميركا.
ومما يزيد المشكلة عمقا أن ناخبي المعسكرين لا يمكنهم تخيل كيف يمكن لشخص عاقل أن يفكر في التصويت للمرشح الآخر. ويفترض كلاهما أنه مع اقتراب يوم الانتخابات، سيساعد هذا الواقع في دفع مرشحيهما للفوز.
ولعل ما يجعل الأمر أكثر إثارة لعدم اليقين، هو وجود سباق متقارب رغم أن كثير من الأميركيين يغيرون أنماط تصويتهم كل 4 سنوات.
سيناريو فوز هاريسلعل أسهل طريق لانتصار هاريس يمر عبر الفوز بولايات "الجدار الأزرق" (ميشيغان وبنسلفانيا وويسكونسن)، خاصة مع ارتفاع حظوظ ترامب بالفوز في ولايات "حزام الشمس" (أريزونا وجورجيا ونيفادا وكارولينا الشمالية).
من هنا فالفوز بالولايات الثلاث وبالدائرة الثانية في ولاية نبراسكا، وجميع الولايات الأخرى التي فاز بها الرئيس جو بايدن في عام 2020، يضمن وصول هاريس لرقم 270 صوتا في المجمع الانتخابي، وهو حد الفوز في الانتخابات.
وتظهر متوسطات استطلاعات الرأي في ميشيغان وبنسلفانيا وويسكونسن أن الهوامش بين هاريس وترامب تقل عن نقطة واحدة. ومنذ دخولها الحملة الرئاسية بديلا عن بايدن في نهاية يوليو/تموز الماضي، لم تعرف هاريس ولا ترامب التقدم في هذه الولايات الثلاث الحاسمة بفارق 5 نقاط أو أكثر.
وتكررت النسب نفسها مع الاستطلاعات على المستوى الوطني، حيث إنها المرة الأولى منذ أكثر من 60 عاما التي لا يتقدم فيها أي مرشح بفارق 5 نقاط أو أكثر في أي وقت من السباق.
سيناريو فوز ترامبأسهل طريق لترامب يمر عبر الفوز بولايات "حزام الشمس" الأربع المتأرجحة، وإذا فاز بها وبكل الولايات التي فاز بها عام 2020، يصل للرقم السحري 270 صوتا في المجمع الانتخابي.
ويأمل العديد من الجمهوريين أن تشير استطلاعات الرأي المتقاربة إلى فوز مفاجئ وكبير لترامب الشهر المقبل. فقد سبق أن تفوق على نسب الاستطلاعات في انتخابات 2016 و2020، وإذا فعل ذلك مرة أخرى هذا العام، فمن المرجح أن يحقق نصرا كبيرا ويحصل على أكثر من 300 صوت في هذا المجمع.
ويدعم حظوظ ترامب انخفاض نسب موافقة الأميركيين على أداء إدارة بايدن الديمقراطية لتصل إلى ما دون الـ40%. ولم يسبق أن فاز حزب رئيس حالي بفترة رئاسية أخرى عندما يكون معدل تأييد الرئيس منخفضا إلى هذا الحد.
ولم يسبق أن فاز مرشح أي حزب حالي بفترة ولاية أخرى عندما يعتقد عدد قليل يبلغ 28% فقط من الأميركيين أن بلادهم تسير في الاتجاه الصحيح.
لكن ترامب يعرف معضلة من نوع آخر، فهو شخصيا يعاني من انخفاض نسب شعبيته العامة. وإذا فاز، فسيكون ثاني أقل المرشحين شعبية تفوز بالرئاسة. وكان ترامب نفسه هو الفائز الرئاسي الوحيد رغم انخفاض نسب شعبيته في انتخابات 2016.
عوامليضع الكثير من المحللين والمعلقين ثقة كبيرة في دقة استطلاعات الرأي، بينما يعترفون بعدم القدرة على التنبؤ بتأثير الأحداث المستقبلية. وهناك 4 عوامل تدعم عدم اليقين هي:
أولا: تظهر أغلب الاستطلاعات على المستوى الوطني تقاربا كبيرا بين حظوظ المرشحين. وتاريخيا، كانت الاستطلاعات الوطنية قريبة جدا من النتائج الفعلية. إلا أنه، مع وجود هامش خطأ يقدر بـ3 نقاط، ومع تقدم المرشحين في الاستطلاعات بأقل من نقطتين، يستحيل ترجيح حظوظ مرشح على آخر. ثانيا: تظهر استطلاعات الولايات المتأرجحة أن السباق متقارب للغاية. ولا يتخطى متوسط الاستطلاعات فارق النقطتين في جميع الولايات السبع المتأرجحة. وبعبارة أخرى، إذا كانوا جميعا بعيدين عن نقطتين في الاتجاه نفسه، يمكن أن يفوز ترامب أو هاريس بجميع الولايات السبع وبالتالي تحقيق فوز كبير في المجمع الانتخابي، لكن الواقع أنه من الصعوبة فوز مرشح بكل الولايات.وفي انتخابات عامي 2016 و2020 تم حسم السباق في الولايات المتأرجحة بهوامش صغيرة للغاية. مثلا، فاز ترامب بولاية ميشيغان في عام 2016 بفارق 11 ألف صوت من أصل 5 ملايين ناخب، وفاز بايدن بولاية جورجيا في عام 2020 بفارق 12 ألف صوت من أصل 5 ملايين ناخب. ثالثا: الأحداث الهامة يمكن أن تهز السباق، إذ يمكن أن تؤدي الأحداث غير المتوقعة، وردود فعل المرشحين عليها، إلى تحويل السباق في اتجاه أو آخر. وفي ظل توترات الشرق الأوسط، والحرب في أوكرانيا، والتنافس مع الصين، لا أحد يستطيع أن يعرف كيف سيكون تأثيرها على المرشحين. رابعا: أشياء صغيرة يمكن أن تقرر. فقد تؤثر عاصفة ثلجية شديدة في ولاية ميشيغان أو ويسكونسن، أو إعصار في كارولينا الشمالية، على نسب الإقبال. قد يكون حكم المحكمة بشأن ما إذا كان ينبغي تضمين بطاقات الاقتراع بالبريد غير المؤرخة هو الفرق في بنسلفانيا. القائمة يمكن أن تطول وتطول. إذا كان السباق متقاربا، فإن أي شيء يمكن أن يحدث فرقا.
ومع بقاء أسبوعين على الانتخابات، ومع استمرار التقارب الشديد في نسب تأييد المرشحين، قد يكون من الصعب تصور قبول المرشح الخاسر النتيجة، ورفضه قبول شرعية الرئيس الجديد، ومعه لن تصبح انتخابات 2020 استثناء.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
كاتب أميركي: الولايات المتحدة لم تعد بلدا مستقرا
يرى الكاتب الأميركي ديفيد فرنش أن إدارة الرئيس دونالد ترامب تتعامل مع الاحتجاجات في مدينة لوس أنجلوس في ولاية كاليفورنيا برؤية قتالية كما لو أن الولايات المتحدة على شفا حرب، مؤكدا أن المؤشرات تتزايد يوميا على أن أميركا لم تعد بلدا مستقرا.
وكتب فرنش، في مقال رأي في صحيفة نيويورك تايمز الأميركية، أن "إدارة ترامب تتأهب للقتال في شوارع أميركا" في تعاملها مع أعمال العنف التي اندلعت في أوساط المهاجرين في لوس أنجلوس إثر احتجاجات على الاعتقالات التي قام بها موظفو إدارة الهجرة والجمارك ضد المهاجرين.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2واشنطن بوست تستطلع آراء ألف أميركي بشأن احتجاجات لوس أنجلوسlist 2 of 2صحيفة إسرائيلية: تحالف نتنياهو والحاخامات يحبط آمال الجيش بتجنيد الحريديمend of listولاحظ الكاتب أن مستوى أعمال العنف في لوس أنجلوس لا يزال حتى الآن محدودا، والأهم من ذلك أنه في مقدور مسؤولي ولاية كاليفورنا ومدينة لوس أنجلوس التعامل معه، لكن إدارة ترامب تميل للتعامل مع الوضع بأنه "تمرد" كما ورد على لسان ستيفن ميلر، أحد أقرب مستشاري الرئيس ترامب وأهم مهندس لسياسات الهجرة في إدارته.
"غزو"ومن جانبه، يرى جي دي فانس نائب الرئيس الأميركي أن ما يجري في لوس أنجلوس هو "غزو"، وكتب في تدوينة على منصة إكس "لدينا مواطنون أجانب ليس لديهم حق قانوني في الوجود في البلاد، يلوحون بأعلام أجنبية ويعتدون على سلطات إنفاذ القانون. يا ليت لدينا كلمة طيبة تُعبّر عن ذلك".
إعلانوفي المنحى نفسه، برر وزير الدفاع بيت هيغسيث، في تدوينة على منصة إكس، لجوء الإدارة الأميركية إلى نشر الحرس الوطني لدعم قوات إنفاذ القانون الفدرالية في لوس أنجلوس وحشد قوات مشاة البحرية للغرض نفسه.
ونشر الرئيس ترامب السبت الماضي تدوينة على موقع "تروث سوشيال"، قال فيها إنه "إذا لم يتمكن غافن نيوسكوم حاكم كاليفورنيا، وكارين باس رئيسة بلدية لوس أنجلوس، من القيام بوظائفهما، وهو ما يعلم الجميع أنهما لا يستطيعان القيام به، فإن الحكومة الفدرالية ستتدخل وتحل مشكلة أعمال الشغب والنهب بالطريقة اللازمة".
وفي اليوم الموالي، قال ترامب إنه أعطى توجيهات لوزيرة الأمن الداخلي كريستي نويم، ولوزير الدفاع بيت هيغسيث، والمدعية العامة بام بوندي، بالتنسيق مع جميع الوزارات والهيئات المعنية الأخرى، لاتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لتحرير لوس أنجلوس مما سماه "غزو المهاجرين".
انتهاك لسيادة الولايةواستدعى ترامب 2000 عنصر من الحرس الوطني للخدمة الفدرالية، ونشرهم في لوس أنجلوس، رغم أن كارين باس وغافن نيوسوم لم يطلبا ذلك التدخل لأن ولاية كاليفورنيا تمتلك موارد هائلة للتعامل مع الاضطرابات الحضرية، في وقت لم يترك لهما ترامب الفرصة لإجراء اللازم.
وطلب نيوسوم من ترامب إلغاء نشر قوات الحرس الوطني، واصفا إياه بأنه "انتهاك خطير لسيادة الولاية".
وتوقف الكاتب مليّا عند مغزى قرار ترامب، وقال إنه بالتدقيق في الأمر "نجد أن تصرفات إدارة ترامب لا تتطابق تماما مع قلقها. نشر ترامب الحرس الوطني، لكنه لم يُفعّل قانون التمرد، وهذا تمييز قانوني بالغ الأهمية".
واستشهد الكاتب برأي ستيفن فلاديك، وهو أستاذ القانون بجامعة جورج تاون، والذي قال إن "ترامب أمر الحرس الوطني بالتوجه إلى لوس أنجلوس بموجب قانون مختلف، يسمح للرئيس باستدعاء الحرس الوطني عندما يكون هناك تمرد أو خطر تمرد ضد سلطة حكومة الولايات المتحدة".
إعلانوبموجب ذلك القانون، فإن قوات الحرس الوطني تتمتع بسلطة "قمع التمرد"، لكنها لا تتمتع بالسلطة الكاملة لإنفاذ القانون التي قد يمتلكها الجنود إذا قرر الرئيس نشر وحدات الجيش بموجب قانون التمرد.
وبالتالي فإن مهمة قوات الحرس الوطني التي أمر ترامب بنشرها في كاليفورنيا، تتمثل في حماية موظفي وزارة الأمن الداخلي من هجمات المتظاهرين، وفق تفسير ستيفن فلاديك.
لغة متطرفةيخلص الكاتب إلى أن إدارة الرئيس ترامب تستعمل لغة متطرفة وأبدى تخوفه من أن تكون الخطوة التالية هي التعامل مع الأمر بأنه "تمرد" و"غزو المهاجرين" لتبرير المزيد من السيطرة العسكرية، وربما اللجوء إلى "قانون التمرد".
ويرى الكاتب أن صياغة "قانون التمرد" فضفاضة ومن شأنها أن تمنح الرئيس كل السلطة القانونية اللازمة لنشر عشرات الآلاف من الجنود في الشوارع، مشيرا إلى أن ترامب أعرب علنا عن ندمه لعدم استخدام المزيد من القوة لقمع الاضطرابات عام 2020 ويُقال إن حلفاءه وضعوا خططا لتفعيل قانون التمرد خلال ولايته الثانية.
وتساءل الكاتب: هل يريد ترامب إيذاء المتظاهرين؟ وهناك يتذكر الكاتب أن وزير دفاع ترامب السابق مارك إسبر صرّح بأن ترامب سأل رئيس هيئة الأركان المشتركة آنذاك الجنرال مارك ميلي عام 2020 "ألا يمكنك إطلاق النار عليهم ببساطة، إطلاق النار على أرجلهم أو شيء من هذا القبيل؟".
ويرى الكاتب أن خلفية الصراع بين ترامب وحاكم كاليفورنيا الديمقراطي غافن نيوسوم تكمن في تلويح إدارة ترامب بإلغاء واسع النطاق للتمويل الفدرالي لولاية كالفورنيا، في حين اقترح نيوسوم حجب أموال ضرائب كاليفورنيا عن الحكومة الفدرالية، مشيرا إلى أن سكان كالفورنيا يدفعون للحكومة الفدرالية ضرائب أكثر مما تتلقاه الولاية من تمويل فدرالي.