شمسان بوست / متابعات:

نشرت القوات الجوية الأميركية، قبل أيام، قاذفات شبحية عابرة للقارات من طراز B-2 لشن ضربات واسعة النطاق ضد 5 أهداف في اليمن باستخدام قنابل خارقة للتحصينات.

وذكرت مجلة Military Watch، أن الهجوم جاء بعد أكثر من عام من تبادل الهجمات بين جماعة الحوثي اليمنية من ناحية، والولايات المتحدة والمملكة المتحدة وإسرائيل من جانب آخر، وسط إجماع على أن الجهود التي تقودها البحرية الأميركية لشل القدرات القتالية اليمنية كانت بعيدة كل البعد عن النجاح.




واعتبر وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، الهجوم “دليلاً فريداً على قدرة الولايات المتحدة، على استهداف المنشآت التي يسعى خصومنا إلى إبعادها عن متناول أيدينا، بغض النظر عن مدى عمقها تحت الأرض أو تحصينها”. 


وفي حين أن صواريخ كروز Tomahawk التابعة للبحرية، والصواريخ التي تطلقها مقاتلات F-18 التي يجري إطلاقها جواً من حاملات الطائرات، ليست كلها مُحسَّنة بشكل جيد لاختراق التحصينات، فإن B-2 تعتبر أفضل الأصول المُحسَّنة في العالم الغربي لمثل هذه العمليات. 


ويمثل استخدام B-2 تتويجاً لما يقرب من عقد من الجهود التي تبذلها دول متعددة باستخدام الأسلحة الغربية لتحييد مواقع تخزين الأسلحة والقواعد اليمنية الرئيسية.


وتشمل أهداف هجمات B-2 ثلاث مناطق ثكنات ومخابئ عميقة مرتبطة بها، كل منها كان يضم في الأصل لواء صواريخ Scud سوفييتي من الثمانينيات، وفي العقد الأول من القرن الحادي والعشرين تم تجهيزها بصواريخ Hwasong-5/6 الكورية الشمالية. 



وأعادت جماعة الحوثي تجهيز نفسها بأعداد كبيرة من الصواريخ الباليستية الفريدة تماماً، والتي يُعتقد أنه جرى تطويرها بدعم إيراني وربما كوري شمالي. 



أخطر القنابل الغربية


ويمكن لكل طائرة B-2 حمل ما يصل إلى 18 ألف كيلوجرام من الذخيرة، ولديها مدى عابر للقارات يسمح لها بضرب أهداف عالمياً من قواعد في ميسوري وجزيرة جوام. 



ومع ذلك، أثارت طبيعة هدف الهجمات الأخيرة تكهنات كبيرة بأن القاذفات كانت مجهزة بقنابل خارقة للذخيرة الضخمة من طراز GBU-57، وهي ثقيلة جداً بحيث لا يمكن لأي طائرة مقاتلة أخرى حملها. 



ودخلت هذه القنابل الخدمة في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، وتعتبر على نطاق واسع الأكثر خطورة في ترسانات حلف شمال الأطلسي (الناتو).



وتعتبر قدرة GBU-57 على اختراق بعض أفضل المواقع العسكرية وأكثرها حساسية في جميع أنحاء العالم دون عبور العتبة النووية، وبالتالي منح B-2 مدى عميقاً بشكل خاص، يجعلها دون شك أكثر القنابل خطورة في العالم الغربي. 



وبالنسبة للتحصينات العميقة، ربما يكون نشر العديد من GBU-57 ضرورياً مع توجيهها الدقيق بنظام تحديد المواقع العالمي (GPS) ما يسمح للقاذفات بوضع رؤوس حربية متعددة في موقع دقيق، مع حفر كل منها أعمق من الرأس الحربي السابق لتحقيق اختراق أعمق. 



ويتوقع أن تلعب القنابل دوراً محورياً في الضربات الأميركية المحتملة على إيران، التي تلقت لعقود من الزمان دعماً واسع النطاق من كوريا الشمالية لتحصين منشآتها العسكرية ومستودعات الأسلحة وعدد من مواقعها النووية في أعماق الأرض.

عيوب خطيرة


ورأت مجلة Military Watch، أنه على الرغم من قوة قنابل GBU-57 إلا أن بها عدد من العيوب الخطيرة، موضحة أن أهم العيوب أنه لا يمكن نشرها إلا بواسطة قاذفات B-2، والتي لا يوجد منها سوى 19 في الخدمة بالقوات الجوية الأميركية. 



ويجعل تركيز قاذفات B-2 في قاعدة وايتمان الجوية عرضة للهجمات الصينية أو الروسية أو الكورية الشمالية.



وفي حين أن متطلبات الصيانة العالية بشكل استثنائي للطائرات ومعدلات التوافر المنخفضة تعني أن عدداً صغيراً جداً من القاذفات متاح عادةً. 



وكانت B-2 متطورة، عندما تم تقديمها في أواخر التسعينيات، على الرغم من وجود مخاوف جدية في الغرب بشأن قدرات الدفاعات الجوية السوفيتية المتقدمة لتهديدها بما في ذلك على مسافات طويلة. 

ويترك التقدم في تقنيات الاستشعار القاذفات الشبحية في التسعينيات بقدرة محدودة للغاية على البقاء على قيد الحياة في ضربات الاختراق. 


وعلى الرغم من أن خليفة القاذفة B-2 الأخف وزناً والأقصر مدى قيد التطوير حالياً، في إطار برنامج B-21، حيث من المتوقع أن تتولى الطائرة مسؤولية نشر قنابل GBU-57، إلا أن التأخيرات الخطيرة في البرنامج، تعني أن القاذفات لن تكون متاحة حتى قرب نهاية العقد.

المصدر: شمسان بوست

إقرأ أيضاً:

الناجون من القنبلة النووية (2)

 

 

 

أ. د. حيدر أحمد اللواتي

بعد مرور ما يقارب من ثلاثين يوما من إلقاء القنبلة النووية بدأ بعض المرضى الناجين يعانون من فقدان شبه كامل لجميع أنواع خلايا الدم وبدأوا يموتون بسبب جميع المضاعفات الطبية المرتبطة بهذه الحالة.

إن سبب ظهور هذه المشاكل الدموية في وقت متأخر، هو أن خلايا نخاع العظم -وهي الخلايا التي تصنع جميع مكونات الدم- تنقسم بسرعة مما يجعلها أكثر حساسية للإشعاع، فكلما زادت سرعة انقسام الخلايا زاد تأثير الإشعاع عليها ومع ذلك، لا تسبق هذه المتلازمة متلازمة الجهاز الهضمي لأن خلايا الدم الناضجة لها عمر متوسط أطول في الدورة الدموية مقارنة بخلايا الجهاز الهضمي؛ ثلاثون يومًا مقابل ثمانية أيام، لذلك، يمكن للدم أن يستمر في أداء وظائفه لفترة أطول قبل أن يُلاحظ نقص الخلايا الجديدة، ومع ذلك، بحلول اليوم الثلاثين، تصبح الخلايا الناضجة قديمة وتبدأ في الموت، وغياب الخلايا البديلة يؤدي إلى فقر دم شديد.

والمحصلة النهائية لهذه القنبلة المدمرة، مقتل 200 ألف شخص، بالإضافة إلى تدمير شبه كامل لمدينة هيروشيما، لكن ذلك لا ينقل لنا الصورة بكاملها، فالناجون من الموت كانت لهم معاناتهم الخاصة بهم، فمع مرور الوقت، بدأت تظهر أمراض مزمنة، مثل فقر الدم، وضعف الجهاز المناعي، والالتهابات المتكررة التي كانت تصعب معالجتها بسبب ضعف قدرة أجسامهم على التعافي، كما ظهرت مشاكل صحية في القلب والرئة، مرتبطة أيضًا بالتعرض للإشعاع.

الأمر الأكثر إثارة للقلق كان ارتفاع معدل الإصابة بالسرطان بين الناجين، وخاصة سرطان الدم، أو اللوكيميا، كان الأكثر شيوعًا، كما زادت معدلات الإصابة بسرطانات الغدة الدرقية، والرئة، والمعدة، وهي أمراض مرتبطة بالتعرض الطويل للإشعاع النووي.

لقد ظل هؤلاء الناجون يكافحون هذه الأمراض طوال حياتهم، بينما توفي آخرون بسبب السرطان وأمراض أخرى بعد عقود من الحادثة، وبعض هذه الآثار لم تقتصر على الناجين فقط، بل امتدت لتشمل الأجيال التالية، حيث أظهرت بعض الدراسات زيادة في الأمراض الوراثية بين أطفال الناجين.

إلى جانب الأمراض التي فتكت بأجسادهم، فإن الآثار النفسية والاجتماعية كانت عميقة أيضًا، فالناجون عاشوا في ظل صدمة نفسية كبيرة، فقدوا عائلاتهم ومنازلهم، وواجهوا وصمة اجتماعية مرتبطة بالتعرض للإشعاع.

 

ماذا نفعل حين التعرض لهجوم نووي؟

اتضح لنا أن التهديد الأكبر فور وقوع الانفجار النووي ليس فقط الانفجار نفسه، بل هو الإشعاع الناتج من انفجار القنبلة النووية، ولذا علينا تفادي التعرض لهذا الاشعاع سواء من خلال استنشاق الهواء الملوث أو التعرض الجسدي.

ويعد السرداب أو القبو من أكثر الأماكن التي يمكن أن توفر حماية من الإشعاع، فوجودك تحت الأرض يعني أنك محمي بطبقات من الخرسانة والتربة والجدران التي تحجب الكثير من الإشعاع، ولذا فكلما كان السرداب أعمق وأكثر صلابة، كانت الحماية أفضل، هذا الحجب يقلل بشكل كبير من تعرضك للإشعاع مقارنة بالبقاء في أماكن فوق الأرض أو في غرفة بها نوافذ كثيرة.

ميزة أخرى يوفرها السرداب وهي الحماية من موجة الانفجار، فالانفجار الأولي ينتج موجة صدمة قوية يمكن أن ترسل الحطام بسرعة قاتلة، والسرداب، المخبأ تحت السطح، يوفر بعض الحماية ضد هذه القوة التدميرية.

وتعد الساعات الـ48 الأولى بعد الحدث النووي حاسمة، فمستويات الإشعاع من السقوط الإشعاعي تصل إلى ذروتها فور الانفجار ثم تنخفض بسرعة مع تحلل الجسيمات المشعة، ولذا فالبقاء في مأمن خلال هذه الفترة يقلل من خطر الإصابة بالتسمم الإشعاعي وغيرها من التأثيرات الصحية الفورية، بنسبة تصل الى 100 مرة.

لكن من المهم الالتفات إلى أن الحماية من الاشعاع تعتمد على نوع السرداب، إذ يجب أن يكون السرداب محكم الإغلاق لمنع دخول الغبار الإشعاعي والهواء الملوث، ومن الأفضل أن يحتوي على نوافذ أو فتحات قليلة.

 

وللحديث بقية...

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • 3 قتلى بإطلاق نار في موقف سيارات بولاية تكساس الأميركية
  • بالفيديو.. هذا أخطر و أرخص مُخدر في لبنان
  • دينا أبو الخير تكشف أخطر مفاهيم البدعة التي تثير الفتنة بين المسلمين.. فيديو
  • الناجون من القنبلة النووية (2)
  • النرويج: غزة أخطر مكان للصحافيين بعد مقتل أكثر من 200 منهم
  • إصابات في إطلاق نار جماعي بمدينة بالتيمور الأميركية
  • البطاقة الجديدة التي تفرضها حكومة المرتزقة.. تهديد للأمن القومي وتكريس للانفصال:صنعاء تؤكد رفضها لإجراءات حكومة المرتزقة الاحادية وتطالب المجتمع الدولي بالقيام بدوره في حماية وحدة اليمن واستقراره
  • من صنع القنبلة النووية هو «الخوف».. والثقة فقط هي التي تضمن عدم استخدامها ثانية
  • الكبتاغون السوري.. من مصانع الظل إلى أخطر ممرات التهريب بالمنطقة
  • المديرية العامة للأرصاد الجوية لـ سانا: الموجة الحارة التي بدأت سوريا بالتأثر بها خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية، طبيعية ويستمر تأثيرها حتى نهاية هذا الأسبوع، وتكون ذروة تأثيرها اليوم وغداً وبعد غد