حزب الله يعلن تدمير دبابة ميركافا واستهداف مسيرة إسرائيلية في النبطية
تاريخ النشر: 25th, October 2024 GMT
أعلن حزب الله، في بيان له اليوم، عن تنفيذ سلسلة من العمليات العسكرية ضد قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي على الحدود اللبنانية، حيث استهدف الحزب دبابة إسرائيلية من طراز “ميركافا” بصاروخ موجه، وأفاد بتدمير الدبابة وإصابة طاقمها بين قتيل وجريح.
ووفقاً لبيان حزب الله، وقع الهجوم بالقرب من موقع “مسغاف عام” الإسرائيلي، حيث أصابت الصواريخ الموجهة دبابة “ميركافا” وألحقت بها أضرارًا جسيمة، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى بين أفراد الطاقم.
وفي سياق متصل، أعلن حزب الله تصديه لطائرة مسيرة إسرائيلية من طراز “هرمز 450” كانت تحلق فوق منطقة النبطية في جنوب لبنان. وأشار البيان إلى أن الحزب أطلق صاروخ أرض-جو على المسيرة، مما أجبرها على مغادرة الأجواء اللبنانية. وأكد حزب الله أن هذه الخطوة جاءت في إطار “حماية السيادة اللبنانية وصد محاولات الاختراق الإسرائيلي”.
يأتي هذا التصعيد وسط توتر متزايد على الحدود اللبنانية الإسرائيلية، حيث تشهد المنطقة اشتباكات متقطعة بين حزب الله والجيش الإسرائيلي منذ أسابيع. وقد أشارت مصادر إلى أن قوات الجيش الإسرائيلي عززت مواقعها على طول الحدود تحسبًا لهجمات جديدة، في وقت يواصل فيه حزب الله الإعلان عن استهداف دوريات وآليات عسكرية إسرائيلية.
الجيش الإسرائيلي: اعتراض مسيرة قادمة من الأراضي اللبنانية في الجليل الغربي
أعلن الجيش الإسرائيلي، مساء اليوم، اعتراض طائرة مسيرة اخترقت المجال الجوي الإسرائيلي قادمة من الأراضي اللبنانية، وحلّقت فوق منطقة الجليل الغربي. وصرح المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أن قوات الدفاع الجوي تمكنت من إسقاط المسيرة في وقت قصير من دخولها الأجواء الإسرائيلية.
تأتي هذه الحادثة في ظل توتر متزايد على الحدود اللبنانية الإسرائيلية، حيث يشهد الشريط الحدودي تعزيزات عسكرية ونشاطًا مكثفًا لكلا الطرفين. وصرّح الجيش الإسرائيلي بأن مثل هذه المحاولات تمثل “انتهاكًا للسيادة الإسرائيلية”، وأنه “لن يتهاون” مع أي تهديدات من هذا النوع.
أفاد الجيش الإسرائيلي أنه في حالة تأهب قصوى على طول الحدود مع لبنان، مع تكثيف إجراءات الرصد والمتابعة، مشيرًا إلى أن الدفاعات الجوية في المنطقة جاهزة للتعامل مع أي تهديد مماثل في المستقبل. وأضاف أن القوات الإسرائيلية تواصل “رصد الأجواء وتقييم الأوضاع” بشكل مستمر لضمان أمن المناطق الحدودية وسكانها.
من المتوقع أن تثير الحادثة ردود أفعال في الساحة السياسية والأمنية في إسرائيل ولبنان على حد سواء. وعلى صعيد دولي، قد يؤدي تصاعد الأحداث على الحدود إلى زيادة الدعوات الدولية لضبط النفس ومنع انزلاق الأمور إلى مواجهة مفتوحة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: حزب الله قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي الحدود اللبنانية استهدف الحزب دبابة طراز ميركافا بصاروخ موجه وإصابة طاقمها قتيل وجريح الجیش الإسرائیلی على الحدود حزب الله
إقرأ أيضاً:
دعوة إسرائيلية لإعادة ترسيم الحدود مع لبنان وفق نتائج المواجهة مع حزب الله
رغم توقيع اتفاق وقف إطلاق النار بين دولة الاحتلال ولبنان في نوفمبر، تتزايد الدعوات الاسرائيلية لإعادة النظر في مستقبل الحدود الشمالية، بعد أن شكلت جبهة استراتيجية متفجرة في العقود الأخيرة، ووصلت لذروة جديدة من التوتر بعد هجوم السابع من أكتوبر 2023.
وكشف عوديد عيلام المسئول السابق في جهاز الموساد، عما أسماها "الإخفاقات المتأصلة في الترتيبات الحدودية الحالية، مثل قرار الأمم المتحدة رقم 1701 وقوات اليونيفيل غير الفعالة، التي سمحت لحزب الله بترسيخ نفسه كقوة عسكرية مهيمنة في جنوب لبنان، وتهديد أمن مستوطنات الشمال، وبناء على إنجازات الحملة العسكرية الحالية، يمكن اقتراح نموذج جديد لتنظيم الحدود من خلال مخطط تدريجي يتضمن إنشاء منطقة أمنية موسعة ومنزوعة السلاح، تحت إشراف قوة متعددة الجنسيات فعالة بقيادة الولايات المتحدة، مع الحفاظ على حرية العمل الإسرائيلية حتى يستقر الوضع".
وأضاف عيلام الكاتب في مركز القدس للشئون الخارجية والأمن في مقال ترجمته "عربي21" أن "الانتصار العسكري الذي حققه الاحتلال ضد حزب الله في الحرب الحالية، خلق رافعة فريدة تسمح للحكومة اللبنانية، بدعم دولي، باستعادة سيادتها في الجنوب، مما سيكون له آثار بعيدة المدى على مطالب الاحتلال بتغيير الوضع القائم، لأن هجوم السابع من أكتوبر، والحرب التي اندلعت في عقابه، لم تكشف فقط عن مدى الضعف الشديد الذي تعاني منه حدود الاحتلال في الجنوب مع غزة، بل أظهرت بشكل دراماتيكي التهديدات المتصاعدة على حدودها الشمالية مع لبنان".
وأوضح أن "المعارك العنيفة التي اندلعت ضد حزب الله، وتضمنت إطلاق صواريخ كثيفة وطائرات بدون طيار ومناورات برية، أدت لإخلاء واسع النطاق للمستوطنات الشمالية، وأثبتت أن مفهوم الأمن القائم المستند لقرار مجلس الأمن الدولي 1701، انهار تماما، وأصبح الخط الأزرق، الذي مثّل الانسحاب من لبنان، ويضمن نزع السلاح في جنوبه، بمثابة خط أمامي نشط في الواقع، مما يتطلب إعادة النظر بشكل شامل في الافتراضات الاستراتيجية التي شكلت سياسة الاحتلال تجاه لبنان في العقود الأخيرة".
وأشار إلى أن "الضعف الاستراتيجي للمستوطنات الشمالية مثل المطلة وكريات شمونة وشلومي والمنارة وغيرها عاشت ظروفا مأساوية منذ أكتوبر 2023، وأصبحت نيران مضادات الدبابات والصواريخ قصيرة المدى وقذائف الهاون والطائرات بدون طيار روتينا يوميا، ما تسبب بأضرار جسيمة للممتلكات، وإلحاق الضرر بالبنية التحتية الحيوية، وشل حياة المستوطنين، وقد شكل إخلاء عشرات الآلاف منهم من منازلهم لعدة أشهر ضربة قوية لسيادة الاحتلال، مما كشف عن إخفاقات أساسية في ترتيبات الحدود الشمالية، وفشل منهجي لتثبيتها".
وأردف أن "الاحتلال دخل حرب الشمال بموقف مفاده أن الوضع الذي ساد مساء السابع من أكتوبر لن يستمر، والافتراض أن هذه الحملة انتهت بإنجازات عسكرية كبيرة، بما فيها إبعاد حزب الله عن الحدود، وإلحاق أضرار كبيرة بقدراته العسكرية، وتقليص كبير في هيمنته على لبنان، واستعادة الشعور بالأمن لدى مستوطني الشمال، صحيح أن هذا النصر لم يؤد للقضاء الكامل على الحزب، لكنه خلق واقعاً استراتيجياً جديداً له آثار قانونية وسياسية بعيدة المدى، مما يستدعي الحاجة لتغييرات جذرية في الترتيبات الأمنية الحدودية".
كما دعا الكاتب للقيام جملة مراحل تدريجية لتثبيت الوقائع الحدودية بما يتناسب مع نتيجة المواجهة العسكرية، تقوم أولاها على خلق واقع أمني جديد وضمان حرية عمل الاحتلال في لبنان، وتطبيقاً صارماً للتحرك العسكري بطريقة تضمن إبعاد كل قوات حزب الله وبناها التحتية العسكرية لمسافة كبيرة من الحدود، على الأقل حتى نهر الأولي، وأبعد من ذلك، وتدمير كافة بناه التحتية السرية، ومخازن الأسلحة الاستراتيجية في مختلف أنحاء لبنان، وصولا لإنشاء آلية أمنية بديلة ذات مصداقية، لمنع الحزب من إعادة تأسيس نفسه".
ولفت إلى أن "المرحلة الثانية تتمثل بإنشاء منطقة أمنية منزوعة السلاح وخاضعة للإشراف بقيادة قوة متعددة الجنسيات بقيادة الولايات المتحدة، أوسع بكثير بدءاً من الخط الأزرق، الممتد من خط الحدود الدولية شمالاً، على الأقل حتى نهر الليطاني وما بعده في المناطق ذات الأهمية الطبوغرافية، وإعلانها منزوعة السلاح تماما من أي وجود عسكري أو مسلح، باستثناء الجيش اللبناني وقوة متعددة الجنسيات، بقيادة الولايات المتحدة ودول الخليج والأردن ومصر، بجانب منطقة دفاع متعددة الطبقات داخل دولة الاحتلال".