الاحتلال يخنق الضفة بالحواجز والبوابات الحديدية
تاريخ النشر: 26th, October 2024 GMT
رام الله - صفا
لأكثر من ثماني ساعات ينتظر التاجر أيوب عوض الله من مدينة نابلس بالضفة الغربية المحتلة، على حواجز الاحتلال العسكرية كي يصل إلى مدينة رام الله.
ومنذ أحداث طوفان الأقصى أحكمت قوات الاحتلال الطوق على مدن وبلدات الضفة بالحواجز الثابتة والطيارة، وأغلقت معظم مداخلها بالبوابات الحديدية والمكعبات الإسمنتية والسواتر الترابية.
ويقول التاجر عوض الله لـ"صفا" إنه وفي كثير من الأيام يضطر للخروج من نابلس باتجاه رام الله الساعة الواحد ليلا، إذ يحيط بالمدينة ستة جواجز بعضها مغلق، والحواجز الأخرى تعرقل الحركة لساعات.
ويضيف عوض الله "خرجت من المدينة الأسبوع الماضي عن حاجز قرية عورتا، احتجزني الجنود وشاحنتي لأربع ساعات، وعند وصولي مشارف رام الله منعني الجنود من اجتياز حاجز عين سيينا، اضطررت للذهاب لمدخل بلدة بير زيت ووجدت مدخلها مغلق ببوابة حديدية، حتى احتجهت لقرية عطارة من خلال طريق طويل".
ويتابع "ضاع يومي على حواجز الاحتلال، عدا عن عمليات التفتيش والابتزاز من قبل الجنود وحجز هويتي وهاتفي، والألفاظ النابية التي يطلقونها بين الحين والآخر".
ويشير عوض الله إلى أن إجراءات الاحتلال أشبه ما تكون بحالة حصار للقرى والمدن بصورة متعمدة، لعرقلة حياة الناس، حتى أن كثرة الحواجز وانتشارها صارت تتسبب بحالة نفسية".
ويلفت إلى أن الاحتلال يتعمد إغلاق مداخل القرى والبلدات الرئيسية ويبقي على مدخلا فرعيا ترابيا، ويقيم عليه بوابة حديدية، يتم التحكم بها حسب أهواء الجنود.
ويتطرق عوض الله إلى أن الاحتلال غالبا ما يتعمد عرقلة حركة المواطنين خلال ساعات الصباح على وجه التحديد، لإفقاد العاملين والموظفين والمزارعين أعمالهم، ودفع الناس لليأس وترك الشوارع خالية للمستوطنين.
بدوره، يقول الناشط في مجال حقوق الإنسان بلال التميمي لـ"صفا" إن الحواجز التي فرضها الاحتلال على الضفة بالقوة، أثرت على جميع المواطنين دون استثناء، وتسببت بحالة بعد وتشتيت وانقطاع، إلى جانب التأثيرات الصحية والتعليمية والاقتصادية.
ويوضح التميمي أن الإغلاقات غير المبررة أصلا، حرمت الكثيرين من العلاج وتحديدا أصحاب الأمراض المزمنة، والحالات الطارئة وأن الاحتلال لا يراعي أي اهتمام لذلك، قائلا "يواجه مرضى غسيل الكلى مثلا صعوبات كبيرة في التوجه للمشافي ممن يعيشون في القرى، إذ يحتاجون الخدمة الطبية ثلاثة أيام أسبوعيا".
ويبين التميمي إلى أن إجراءات الاحتلال تعيق يوميا حركة الطلاب إلى المدارس والجامعات وكذلك المعلمين "يحتاج الطلاب في قرية النبي صالح التوجه للدراس بقرية دير نظام المجاورة والتي لا تبعد أكثر من خمسة دقائق، ومع إغلاق مدخل القرية يستدعي أكثر من نصف ساعة".
ويتحدث الناشط عن الآثار الاقتصادية وتحديدا لساكني القرى، وإغلاق المداخل الرئيسية وتنقل المواطنين من خلال طرق فرعية ترابية طويلة، حيث أصبحت الشوارع الرئيسية شوارع هامشية، وأغلقت المحال التجارية المقامة على تلك الشوارع.
ويقول إن حركة المواطنين أصبحت مكلفة وخصوصا للعمال والموظفين، إلى جانب زيادة تكاليف صيانة المركبات، بسبب سلوكها طرق ترابية وعرة غيرة مؤهلة للسير.
ويؤكد التميمي أن هدف الحواجز وإغلاق المدن والقرى هي حالة عقاب جماعي، وعرقلة حركة المواطنين، وتنغيص حياتهم، وتحويل مناطق الضفة إلى كنتونات معزولة عن بعضها، في مقابل تسهيل حركة المستوطنين وإعطائهم حرية إقامة البؤر والمستوطنات في جميع مناطق الضفة.
المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية
كلمات دلالية: رام الله عوض الله إلى أن
إقرأ أيضاً:
مستوطنون يقتحمون الأقصى والاحتلال يهدم منازل بمخيم نور شمس
اقتحم عشرات المستوطنين صباح اليوم الأربعاء باحات المسجد الأقصى المبارك من جهة باب المغاربة تحت حماية مشددة من شرطة الاحتلال.
وذكرت وكالة "وفا" أن المستوطنين نفذوا جولات استفزازية وأدوا طقوسا تلمودية في باحات المسجد، في وقت شددت فيه قوات الاحتلال من إجراءاتها العسكرية على أبواب البلدة القديمة، مما أعاق دخول المصلين الفلسطينيين إلى الأقصى.
يأتي ذلك في سياق اقتحامات متكررة منذ بدء العدوان الإسرائيلي في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، حيث سجلت الجهات الفلسطينية اقتحام أكثر من 68 ألف مستوطن للمسجد الأقصى خلال هذه الفترة، في محاولة لفرض أمر واقع جديد داخل الحرم القدسي.
بالتزامن، صعّدت قوات الاحتلال عملياتها العسكرية في الضفة الغربية المحتلة، حيث تواصل منذ أكثر من 4 أشهر اقتحام مخيم نور شمس شرقي طولكرم ضمن حملة وصفت بأنها الأطول منذ سنوات.
وأفادت مصادر محلية بأن الاحتلال استأنف صباح اليوم عمليات هدم المنازل في إطار مخطط يستهدف تدمير 106 بنايات سكنية، منها 48 في مخيم نور شمس، في ظل إغلاق عسكري مشدد على طولكرم ومحيطها.
اعتقالات واسعةوشهدت مناطق متعددة في الضفة الغربية حملات اقتحام واعتقال واسعة، حيث اعتقلت قوات الاحتلال 47 فلسطينيا على الأقل خلال الساعات الماضية، وشملت الاعتقالات مدنا وقرى في شمال وجنوب الضفة.
كما اقتحمت قوات الاحتلال بلدة يعبد جنوب غرب جنين، وأعلنت فرض حظر تجول شامل، تخلله اقتحام عشرات المنازل وتحويل بعضها إلى مراكز احتجاز ميدانية.
وأكدت مصادر محلية اعتقال العشرات من سكان البلدة ونقلهم إلى جهة غير معلومة.
اعتداءات المستوطنينوفي تصعيد آخر، أحرق مستوطنون إسرائيليون فجر اليوم الأربعاء منزلا فلسطينيا في قرية سوسيا بمنطقة مسافر يطا جنوب الخليل، في جريمة جديدة ضمن سلسلة من الهجمات المتصاعدة التي تستهدف المدنيين الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة.
إعلانوقال صاحب المنزل ناصر شريتح لوكالة الأناضول إن المستوطنين أضرموا النار في منزله ليلا عندما كان بداخله مع زوجته وأطفاله السبعة، مؤكدا أن الحريق دمر المنزل بالكامل بما فيه من أثاث ومقتنيات وكاد أن يودي بحياتهم لولا "لطف الله".
وأضاف شريتح أنه شاهد المستوطنين أثناء فرارهم من المكان، مشيرا إلى أن الهدف من هذا الاعتداء هو دفع عائلته لمغادرة الأرض لصالح توسيع المستوطنات، لكنه أكد أنهم "باقون هنا رغم كل العنف والاعتداءات".
ويعيش سكان قرية سوسيا في مساكن بدائية مهددة بالهدم منذ سنوات في ظل منع الاحتلال البناء فيها بهدف توسيع المستوطنات المقامة على أراضي القرية منذ عام 1983.
وقال الناشط في مقاومة الاستيطان نصر نواجعة إن الاعتداءات الإسرائيلية على الفلسطينيين في جنوب الضفة الغربية تتصاعد بشكل خطير، مشيرا إلى أن "العنف في مناطق (ج) لا يقتصر على المستوطنين، بل هو برعاية كاملة من الدولة الإسرائيلية"، محذرا من أن "الخطر بات اليوم يطال حياة الفلسطينيين داخل منازلهم".
وبحسب هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، قُتل 23 فلسطينيا على يد المستوطنين منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، في حين نُفذ خلال مايو/أيار الماضي وحده 415 اعتداء من قبل المستوطنين، شملت هجمات مسلحة وتخريب ممتلكات وتجريف أراضٍ واقتلاع أشجار وفرض إغلاقات.
ويأتي هذا التصعيد في الضفة الغربية بالتوازي مع العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة، حيث تجاوز عدد الشهداء الفلسطينيين في الضفة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 أكثر من 980 شهيدا، وأصيب ما لا يقل عن 7 آلاف، وفق معطيات رسمية فلسطينية.
وطالبت جهات حقوقية وناشطون المجتمع الدولي باتخاذ خطوات عملية لحماية السكان الفلسطينيين من عنف المستوطنين المدعومين من جيش الاحتلال، محذرين من محاولات تهجير قسري واسعة النطاق في مناطق "ج"، التي تخضع لسيطرة إسرائيلية أمنية ومدنية كاملة.