الاقتصاد نيوز - متابعة

أحد الأسئلة التي لا تزال تبحث عن إجابة في سوق الطاقة منذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية يتعلق بهوية الجهات التي تؤمن على ناقلات النفط الروسي ضد مخاطر تسربات النفط الكارثية.

والإجابة هي أن بعض الناقلات لا تزال لديها عقود سارية مع شركات التأمين الغربية التي لطالما تعاملت معها، في حين يتحول مالكو السفن بشكل متزايد للاعتماد على شركات تأمين روسية تدعمها شركة إعادة تأمين تابعة للدولة خاضعة لعقوبات ثقيلة.

كما يستعينون في بعض الحالات بشركات في دول مثل الكاميرون وقيرغيزستان.

هذا التحول أثار حالة من عدم اليقين حول سرعة دفع التعويضات ونطاق التغطية حال وقوع حادثة. وطفت حساسية هذا الأمر إلى السطح في 17 أكتوبر، عندما أعلنت السلطات البريطانية أنها ستبدأ فحص الناقلات التي يُشتبه في أن لديها تأميناً "مشكوكاً فيه" أثناء عبور القناة الإنجليزية.

وتكشف بيانات جمعتها السلطات الإستونية هذا الصيف إلى جانب أبحاث "بلومبرغ" ومؤسسة الصحافة الاستقصائية غير الربحية "دان ووتش" (Danwatch) عن أكبر قدر متاح حالياً من التفاصيل حول المخاطر البيئية التي تواجهها الدول الأوروبية نتيجة للعقوبات التي فرضتها هي نفسها على موسكو. وتشير البيانات إلى تأثير عكسي ناجم عن إجبار عدد هائل من السفن للعمل في الظل.

 وقال مايك سولتهاوس، رئيس الشؤون الخارجية في شركة "نورث ستاندرد" (NorthStandard)، إحدى أكبر شركات التأمين البحري في العالم، إن "أموال التعويضات قد تتأخر على المتضررين، مثل الصيادين أو قطاع السياحة، وقد لا تصلهم على الإطلاق".

من يؤمن ناقلات النفط الروسي؟

قبل الحرب، كانت غالبية خدمات التأمين على شحنات ناقلات النفط الروسي تقدمها شركات غربية تابعة للمجموعة الدولية لنوادي الحماية والتعويض (International Group of Protection & Indemnity Clubs).

اعتادت هذه الشركات شراء كميات كبيرة من عقود إعادة التأمين لحماية نفسها من أخطار مثل التسرب النفطي، مع إصرارها على التزام السفن بأعلى معايير السلامة الممكنة للحد من المخاطر المرتبطة بالصناعة قدر الإمكان.

لا تزال تلك الشركات موجودة بالسوق، لكن انضم إليها عدد متزايد من الوافدين الجدد، خاصة من الشركات الروسية، وفقاً لأبحاث "بلومبرغ" و"دان ووتش". 

فحصت السلطات الإستونية وثائق التأمين على نحو 150 ناقلة نفط روسية خلال شهري يوليو وأغسطس، وأظهرت النتائج أن ما بين 20% إلى 25% منها كانت بتأمين من شركات روسية.

في حين توحي هذه النسبة بأن شركات التأمين الغربية لا تزال تستحوذ على الحصة الأكبر بالسوق، فمن المستبعد أن يكون الوضع عملياً كذلك، حيث لم يكن بمقدور إستونيا الاطلاع على وثائق التأمين الخاصة بكل سفينة؛ وربما لم تتعاون الناقلات الأقل موثوقية مع السلطات أو اتخذت مساراً بعيداً عن سيطرتها. وبناء على الشحنات التي رصدتها "بلومبرغ"، حددت التحقيقات الإستونية هوية شركات التأمين لحوالي 40% من السفن العابرة.

بالإضافة إلى البيانات الإستونية، راجعت "بلومبرغ" و"دان ووتش" وثائق تخص ناقلات لوحظ أنها تنقل النفط الروسي، واستعرضتا المواقع الإلكترونية لشركات التأمين وقواعد بيانات القطاع، كما تحدثتا إلى أشخاص لديهم معرفة تفصيلية بالإجراءات الروسية في نقل النفط والتأمين عليه.

كان من اللافت اكتشاف أن شركة "إعادة التأمين الوطنية الروسية" (RNRC) تدعم ثلاث شركات مقرها موسكو تقدم قدراً كبيراً من خدمات التأمين على ناقلات النفط الروسي ضد مخاطر التسرب والتصادم أثناء عبور المضايق الدنماركية والتركية. كما وجدت السلطات الإستونية أن شركة تأمين من الكاميرون وأخرى من قيرغيزستان أمنت كل منهما ناقلتين على الأقل.

يقدر حجم التجارة التي تعبر المضائق الدنماركية سنوياً عند حوالي نصف تريليون دولار، وتستحوذ المضائق على 7% تقريباً من النفط المنقول بحراً على مستوى العالم، بحسب بيانات "كلاركسون لخدمات الأبحاث" (Clarkson Research Services).

وقال وزير الأعمال الدنماركي مورتن بودسكوف، الذي يشرف على النشاط البحري، في رسالة بالبريد الإلكتروني، إن حكومة بلاده "قلقة للغاية" بشأن "وثائق التأمين المثيرة للشك" التي تغطي السفن المارة عبر المضايق.

وتجري السلطات الدنماركية حواراً مستمراً وتعمل على التصدي لهذا التحدي بالتعاون مع دول أخرى، بحسب بودسكوف. وأضاف: "هذه مشكلة دولية تتطلب حلولاً دولية، ومن المهم أن تكون جميع التدابير الجديدة قابلة للتنفيذ عملياً وسليمة قانوناً"، موضحاً أن تفاصيل ما يجري في هذا الشأن تتسم بالسرية.

لا يُسمح لشركات التأمين في دول مجموعة السبع التأمين على شحنات النفط الروسي إلا إذا تلقت تأكيدات كتابية بأن تلك الشحنات مشتراة بأقل من أسعار محددة فرضتها دول المجموعة وحلفاؤها. ويبلغ ذلك السعر بالنسبة للنفط الخام 60 دولاراً للبرميل. وفتح ذلك الباب أمام الحصول على قدر أكبر من التغطية التأمينية من روسيا وأماكن أخرى، بل وخلق حاجة لذلك.

شركات جديدة للتأمين البحري

كانت شركة "إنغوستراخ" (Ingosstrakh) معروفة بالفعل في سوق ناقلات النفط الدولية قبل اندلاع الحرب، إلا أن دورها توسع ليشمل تلك التي تنقل النفط من الموانئ الواقعة غرب روسيا، وفقاً لمسؤولين في القطاع. في المقابل، لم تحظ شركتا "ألفا ستراخوفاني" (AlfaStrakhovanie) و"سوغاز" (Sogaz) بأي شهرة في سوق ناقلات النفط العالمية قبل الصراع.

حقيقة أن هذه الشركات لديها في نهاية المطاف عقود لإعادة التأمين مع شركة "إعادة التأمين الوطنية الروسية"، التابعة للبنك المركزي، قد تجعل روسيا نفسها مسؤولة عملياً عن تكملة مبالغ التعويضات. يثير ذلك تساؤلات حول ما يمكن أن يحدث لو وقعت كارثة على سواحل دولة تعتبرها موسكو "غير صديقة". 

لم ترد شركة "إعادة التأمين الوطنية الروسية" أو البنك المركزي الروسي حتى الآن على طلبات للتعليق عبر البريد الإلكتروني. ولم ترد كذلك شركتا "ألفا ستراخوفاني" و"سوغاز" على رسائل إلكترونية تطلب التعليق فيما بين منتصف سبتمبر ومنتصف أكتوبر.

ناقلة النفط 'أوليس' تحمل شحنة من النفط الخام الروسي وتمر عبر جزيرة أجيرسو الدنماركية - بلومبرغ

من جانبها، قالت شركة "إنغوستراخ" في رد بالبريد الإلكتروني إنها تتمتع برأسمال قوي يجعلها قادرة على دفع المطالبات، بل ويمكنها ذلك حتى في حالة عدم وفاء شركات إعادة التأمين بالتزاماتها.

وأضافت أنها لم تسع لتعزيز نشاطها في قطاع التأمين البحري منذ اندلاع الحرب، وأنها ألغت أو رفضت التأمين على أكثر من 100 سفينة في عامي 2023 و2024 لعدم مطابقتها لمعايير الشركة.

وأوضحت الشركة التي تتخذ من موسكو مقراً لها أن شركة "إعادة التأمين الوطنية الروسية" لا تشكل سوى جزء من محفظة أكبر لإعادة التأمين، لكنها رفضت الخوض في مزيد من التفاصيل مشيرة إلى حساسية الأمور التجارية.

من منظور أوسع، أشارت "إنغوستراخ" إلى أن العقوبات المفروضة عليها، مثل تلك التي فرضتها المملكة المتحدة، لا تؤدي إلا لزيادة المخاطر البيئية إذ تدفع المزيد من السفن لاستخدام خدمات تأمينية دون المستوى.

مسائل الدفع

أبلغ مسؤولون روس المنظمة البحرية الدولية بالفعل أن العقوبات الغربية، لا موسكو، هي التي تسببت في ظهور أسطول الظل.

لكن السؤال هو ما إن كان دفع تعويض كبير بناء على عقد إعادة تأمين لدولة يعتبرها الكرملين "غير صديقة" يمكن أن يتحول إلى مسألة سياسية. وتخضع شركة "إعادة التأمين الوطنية الروسية" المدعومة من الدولة لعقوبات أميركية وبريطانية وأوروبية.

وفقاً لكريغ كينيدي، زميل مركز ديفيس بجامعة هارفارد الذي يتابع صناعة الطاقة الروسية منذ عقود، هناك سوابق من صناعات أخرى قد تعطي مؤشراً على كيفية تصرف الكرملين حال وجود مطالبة كبيرة يتعين على شركة "إعادة التأمين الوطنية الروسية" المشاركة في سدادها.

وأشار كينيدي إلى أن روسيا ألقت باللوم في السابق على العقوبات الغربية في عدم قدرتها على تسليم إمدادات الغاز عبر الأنابيب، كما طالبت الأوروبيين بسداد قيمة مشترياتهم من الغاز بالروبل، وهي أمثلة على رد فعل موسكو المحتمل. وأضاف: "إذا قرر الروس عدم السداد، فلن يسددوا على الأرجح".

الهند تشتري النفط الروسي

التفافاً حول سقف الأسعار الذي فرضه الغرب، اتجهت موسكو إلى أسطول كبير من السفن ومزودي الخدمات الذين يعملون دون مشاركة من شركات غربية، وبالتالي لا يخضعون لسقف الأسعار.

على سبيل المثال، شركة "إنغوستراخ" هي المزود الرئيسي لخدمات التأمين ضد التسرب النفطي للناقلات التي تحمل الخام الروسي إلى الهند وتتجاوز شحناتها سقف الأسعار الغربي، وفقاً لشخص مطلع على الأمر.

ومن الجدير بالذكر أن "إنغوستراخ" لا تتخذ مقراً في مجموعة السبع، وبالتالي فهي غير ملزمة بالامتثال لهذا السقف. بل إنها أعلنت عدم التعامل مع الكيانات التي تنتهك القوانين.

وقالت الشركة إنه من الخطأ افتراض أنها تؤمن عمداً على الشحنات التي تتجاوز سقف الأسعار، وشككت في قدرة أي شخص على الحصول على مثل هذه المعلومات. ولطالما أشارت الشركة أنها تبذل قصارى جهدها لضمان الامتثال لجميع القواعد المعمول بها.

وضع سيئ

قامت "بلومبرغ" و"دان ووتش" بتغطية واسعة لحالة الناقلات المتقادمة التي تنقل النفط الروسي عبر الدنمارك، وكيف أنها ترفض الاعتماد على ملاحين متخصصين لإرشادها عبر المضائق.

كما أطلق الملاحون الخبراء تحذيرات بشأن الحالة المتدهورة لكثير من الناقلات التي لا يزالون يرشدونها.

لا يربط الملاحون بين شركة تأمين بعينها والناقلات متدنية المستوى، ولا توجد دلائل على أن الشركات الروسية تتسامح مع عمليات الشحن التي لا تستوفي المعايير.

كما أشار الملاحون إلى أن السفن التي تديرها شركة الشحن الروسية الحكومية العملاقة "سوفكومفلوت" (Sovcomflot)، والتي تؤمن شركة "إنغوستراخ" على الكثير منها، غالباً ما تتمتع بمعايير سلامة عالية.

أحالت المنظمة البحرية الدولية، وهي وكالة الشحن التابعة للأمم المتحدة، الاستفسارات المتعلقة بتأثير العقوبات المفروضة على التأمين على شحن النفط الروسي إلى إرشادات أصدرتها بعد شهرين من بدء غزو أوكرانيا.

وتقول الإرشادات إن على الدول ذات الموانئ التي قد تتوقف بها السفن أن تتأكد من صلاحية وثائق التأمين الخاصة بها من خلال الدول التي تحمل تلك السفن أعلامها.

وبعد شهرين من إصدار تلك الإرشادات، فرضت وزارة الخزانة الأميركية عقوبات على شركة "إعادة التأمين الوطنية الروسية"، وتبعها الاتحاد الأوروبي في فبراير 2023، واستهدفتها السلطات البريطانية هي الأخرى في نوفمبر من العام الماضي.

وبمجرد مغادرة الناقلات للمضايق الدنماركية، تواصل إبحارها غالباً عبر بحر الشمال، مروراً بالقناة الإنجليزية بين المملكة المتحدة وفرنسا، ثم تعبر البرتغال، ثم مضيق جبل طارق والمياه القريبة من إسبانيا، مما يعني أن عدداً من الدول قد يتأثر.

الرقابة في المضائق التركية

"إنغوستراخ" و"سوغاز" هما أيضاً أكبر شركتين تقدمان خدمات التأمين لناقلات النفط التي تبحر عبر مضيقي البوسفور والدردنيل في تركيا، بعد تحميلها بالنفط في ميناء نوفوروسيسك الروسي على البحر الأسود، وفقاً لشخص مطلع بشكل مباشر على الأمر.

لكن السلطات التركية تمارس قدراً أكبر من الرقابة على حركة البضائع عبر مياهها، حيث تعبر السفن خلال فترة النهار فقط، مع إلزامها بالاستعانة بملاحين محليين ذوي خبرة، مما يحد من المخاطر. ويتعين على السفن تقديم إثبات وجود تأمين ساري المدة.

الحصول على التعويضات حال وقوع حادث، لأسباب ليس أقلها أن بلاده لم تنحز ضد موسكو منذ بدء الحرب في أوكرانيا، ولإمكانية دفع التعويضات بالليرة التركية.

شركات التأمين الروسية بحاجة أيضاً لمراعاة الضرر الذي قد يلحق بسمعتها إذا فشلت في دفع التعويضات، خاصة في بلد صديق مثل تركيا، حسب قول بوغرا بيردار، الشريك المدير في شركة "نيريوس لو" (Nereus Law) ومقرها إسطنبول والمتخصصة في استشارات التأمين البحري.

التخلي عن ترتيبات التأمين المتبعة منذ أمد طويل هو جزء من تحول في نظام بحري أكبر بكثير، تعاونت أطرافه على مدى عقود بهدف تحسين معايير السلامة والحد من حوادث التسرب الكبيرة مثل تلك التي شهدتها الناقلتان "إيريكا" (Erika) و"بريستيج" (Prestige) في مطلع الألفية.

وقد دفعت الحرب، وأجواء العقوبات الأوسع نطاقاً المفروضة على دول مثل إيران وفنزويلا، مئات الناقلات للعمل في بيئة موازية لم تتعرض حتى الآن لاختبار تسرب نفطي كبير.

وقال نيل روبرتس، رئيس منتدى السياسات في الاتحاد الدولي للتأمين البحري: "إنها للأسف شبكة معقدة تعتمد على التزام الجميع بنفس القواعد. والآن، هناك أطراف لا تتبع القواعد نفسها، ولم يتكيف النظام بعد مع ذلك".

المصدر: وكالة الإقتصاد نيوز

كلمات دلالية: كل الأخبار كل الأخبار آخر الأخـبـار ناقلات النفط الروسی شرکات التأمین خدمات التأمین وثائق التأمین التأمین على من السفن لا تزال

إقرأ أيضاً:

تأسيسُ أول شركة محليّة متخصّصة في مجال إدارة مطالبات التأمين الصحي

العُمانية/ نظرا لتسارع النمو في قطاع التأمين الصحي وازدياد الحاجة إلى حلول ذكية تُعزز كفاءة الخدمات الطبية، جاءت فكرة تأسيس شركة ريادية نوعية في سلطنة عُمان، تمثّلت في إطلاق أول شركة متخصصة في إدارة مطالبات التأمين الصحي، وهي شركة الخط الأخضر لإدارة مطالبات التأمين الصحي، كأول شركة عمانية مرخص لها في هذا النشاط، ومدعمة برؤية وطنية منسجمة مع توجهات رؤية "عُمان 2040"، لتقديم خدمات بمعايير عالمية باستخدام أحدث التقنيات، وتعزيز الكفاءات الوطنية وتمكينها من لعب دور رئيس في هذا المجال الجديد.

وقال فيصل بن حمد الراشدي، الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة الخط الأخضر لخدمات التأمين، إنه بحكم عمله في قطاع التأمين الصحي لفترة طويلة، لاحظ التحديات التشغيلية التي تواجه هذا القطاع سواء على مستوى شركات التأمين أو مقدمي الخدمات الصحية أو حتى المؤمن لهم، ونظرا لوجود فجوة واضحة في مجال إدارة المطالبات، ارتأى تأسيس هذه الشركة خاصة مع صدور إعلان لهيئة سوق المال (هيئة الخدمات المالية حاليًّا) وفتح باب التقدم لممارسة نشاط إدارة مطالبات التأمين الصحي كأحد الأنشطة المستقلة والمنظمة، وكونها فرصة وطنية لتأسيس شركة محلية متخصصة تسهم في بناء هذا القطاع الحيوي.

ووضح أن السوق يفتقر إلى شركة متخصصة في إدارة مطالبات التأمين الصحي، وكان الاعتماد الأكبر على شركات أجنبية تدير العمليات من خارج سلطنة عُمان، الأمر الذي أثّر على سرعة وجودة الخدمات، بالإضافة إلى إمكانية تسريب البيانات الصحية – وهي من أكثر البيانات حساسية –عبر أنظمة خارجية، وكانت هيئة الخدمات المالية قد بادرت بإصدار تشريعات واضحة لضمان حفظ هذه البيانات داخل سلطنة عمان.

وأشار إلى أن الشركة تمثل مصدرًا موثوقًا به يُدار بكفاءات وطنية، ويلبي احتياجات السوق من خلال قربه من العملاء، الأمر الذي ينعكس مباشرة على جودة العمل وسرعة إنجاز المعاملات.

وفي الحديث عن استقبال السوق لهذا المشروع أكد فيصل الراشدي على أنه من الطبيعي أن يشهد أي قطاع عند دخوله مرحلة التغيير بعض التحديات، خاصة عندما تكون هناك علاقات عمل طويلة الأمد بين السوق والجهات الخارجية التي أدارت هذا النشاط لعقود، إلا أنه لا بد من مضاعفة الجهد لبناء الثقة وتأكيد الجاهزية لتقديم خدمات بمعايير عالية تلبي احتياجات الفئات المستهدفة بما يواكب تطلعاتهم، إضافة إلى الالتزام الكامل باللوائح الوطنية.

أما عن المشروع وطبيعته فذكر أن الشركة تقدم حزمة متكاملة من الخدمات في إدارة مطالبات التأمين الصحي التي تواكب المعايير العالمية، ومنها إدارة المطالبات الطبية بدقة وسرعة، والتحقق الطبي والإداري باستخدام أنظمة ذكية تكشف التكرار والأخطاء، في خطوة لإدارة الوقت، وإدارة الشبكة الطبية، من التعاقد مع المستشفيات والعيادات إلى ضبط جودة الخدمة المقدمة للمؤمّن لهم، بالإضافة إلى تحليل البيانات والتقارير الذكية التي تساعد شركات التأمين في اتخاذ قرارات مبنية على بيانات دقيقة.

وأكد على أن الشركة تعتمد بشكل كبير على حلول رقمية وتقنيات حديثة بما فيها الذكاء الاصطناعي من أجل تحليل البيانات بشكل أسرع، وأتمتة العمليات الروتينية باستخدام الروبوتات البرمجية التي تقلل من الأخطاء اليدوية وتوفر الوقت والجهد، إضافة إلى ارتباطها بشكل كامل مع المنصة الوطنية التي طورتها هيئة الخدمات المالية (منصة ضماني)، والتي تم اعتمادها للعمل الإلكتروني بشكل كلي.

ووضح أن الشركة تتعامل مع البيانات بطريقة سرية حيث تحفظ بيانات العملاء على خوادم مملوكة للشركة فقط دون الاعتماد على خوادم خارجية، لضمان السيطرة الكاملة على أمن المعلومات، وتطبيق أفضل معايير الأمن السيبراني، مثل التشفير المتقدم للبيانات أثناء النقل والتخزين، وأنظمة جدران الحماية، وأنظمة كشف ومنع التسلل، إضافة إلى أنه يتم منح صلاحيات الوصول بشكل محدود ومدروس بناءً على الدور الوظيفي بالنسبة للموظفين، بالإضافة إلى الالتزام بكافة القوانين واللوائح المحلية والدولية المتعلقة بحماية البيانات، وإجراء مراجعات دورية لضمان استمرار الامتثال.

أما عن التحديات فقال إن هناك الكثير منها ولكن الضرورة كانت ملحة للتغلب عليها ومنها بدء نشاط الشركة قبل تفشي جائحة كورونا بفترة بسيطة الأمر الذي دعا الشركة لتعزيز استخدام التقنيات الرقمية والعمل عن بُعد، ومن التحديات أيضا، ندرة الكفاءات الوطنية المتخصّصة بما أن المجال حديث على السوق المحلي، وتحدي التعاقد مع مقدمي الرعاية الصحية في ظل تعاملاتهم الدائمة مع شركات خارجية.

إن بدء الأنشطة والمشروعات الجديدة في الأسواق ربما تواجه صعوبة في الفهم أو قلة الوعي المجتمعي بها لذلك عملت الشركة على الترويج لهذا المشروع والتعريف به من خلال التثقيف المباشر للعملاء عبر الزيارات الميدانية للشركات والمؤسسات المستهدفة، والنشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي وعبر محتوى توعوي يشمل مقالات، وفيديوهات، ورسائل مبسطة تشرح أهمية إدارة المطالبات والفرق بين شركات إدارة المطالبات وشركات التأمين التقليدية، الأمر الذي ساعد في الوصول إلى جمهور أوسع.

أما عن خطط التوسع والاستدامة، فأفاد الراشدي بأن الشركة انطلقت بطموح واضح وكبير لبناء نموذج أعمال محلي متكامل، قادر على المنافسة وتقديم قيمة مضافة حقيقية في أسواق دول الخليج والمنطقة العربية والعالمية ضمن رؤية عُمانية وجودة عالمية، مؤكدا على أن رواد الأعمال العُمانيين قادرون على الإبداع والمنافسة في القطاعات المتخصصة والعالمية.

وأكد الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة الخط الأخضر لخدمات التأمين على التنسيق المكثف والمستمر مع الجهات الصحية والتنظيمية في سلطنة عُمان، الأمر الذي ينعكس إيجابًا على جودة الخدمات المقدمة، ويسهم في تعزيز فعالية إدارة المطالبات، وضمان تقديم تغطية تأمينية شاملة وعادلة لجميع المستفيدين، في إشارة إلى التزام جميع الأطراف بتحقيق رؤية سلطنة عُمان في بناء نظام صحي متطور ومستدام.

مقالات مشابهة

  • الكشف عن دخول السفن ذاتية الإبحار الخدمة قريبًا
  • النفط الأسود.. خريطة تهريب تبدأ من مصانع وهمية وتنتهي على ظهر ناقلات مجهولة
  • قائد أخمات الروسية: كييف ترمي بكل ثقلها لوقف التقدم الروسي باتجاه مقاطعة سومي
  • هل تستجيب الصين لمطالب أميركا بوقف استيراد النفط الروسي والإيراني؟
  • «ناقلات النفط» تبيع سبائك ذهب
  • "المدينة تكافل" تتوج بلقب "شركة التأمين للعام2025"
  • غزة - الكشف عن عدد شاحنات المساعدات التي دخلت القطاع اليوم
  • أول شركة عُمانية متخصصة في إدارة مطالبات التأمين الصحي
  • تأسيسُ أول شركة محليّة متخصّصة في مجال إدارة مطالبات التأمين الصحي
  • الكرملين يعلن إلغاء عرض كبير للبحرية الروسية "لأسباب أمنية"