زبائن بنك ظفار يثنون على تجربة المشاركة في اكتتاب "أوكيو" عبر تطبيق الهاتف
تاريخ النشر: 27th, October 2024 GMT
مسقط- الرؤية
يعد اكتتاب أوكيو للاستكشاف والإنتاج -الذي انتهى مؤخرا- أضخم اكتتاب عام أولي في تاريخ سلطنة عمان، إذ تم طرح حوالي ملياري سهم وهو ما يمثل 25% من إجمالي رأس المال المصدر للشركة.
أكد زبائن بنك ظفار أنَّ عملية اكتتاب أوكيو للاستكشاف والإنتاج كانت سريعة عبر تطبيق البنك للهاتف النَّقال، دون الحاجة لزيارة الفروع المختلفة والمنتشرة في جميع محافظات سلطنة عُمان، الأمر الذي وفر عليهم الوقت والجهد.
وأضافوا أن هذا الاكتتاب كان فرصة لتنمية أموالهم وتنويع محافظهم الاستثمارية، كما أنه كان مهما لبورصة مسقط وضخ السيولة فيها وإنعاش الاقتصاد الوطني.
واعتبر عبدالعزيز الجهوري الاكتتاب في أوكيو للاستكشاف والإنتاج فرصة حقيقية لتنمية أمواله التي ادخرها لفترة طويلة، مؤكداً أن سعر السهم كان جيدًا بالنسبة له.
وقال: "لقد قمت بالاكتتاب لي ولعائلتي عن طريق تطبيق بنك ظفار في الهاتف النقال، وكانت العملية سريعة جدًا ولم تأخذ مني سوى ثوانٍ معدودة، لأن التكنولوجيا ساهمت في تقليل الوقت والجهد للأفراد، فلم أضطر إلى زيارة الفروع للقيام بعملية الاكتتاب، إذ إن التطبيق أتاح له ذلك وهو جالس في مكتبه".
وقرر الجهوري بناء علاقة وثيقة بالبنك في سبتمبر الماضي فقط، وذلك عندما رأى إعلان البنك المتعلق بتمويل الاكتتاب بدون فائدة أي 0% في وسائل التواصل الاجتماعي، وبالرغم من عدم حاجته للتمويل لهذا الاكتتاب ولكن التسهيلات التي يقدمها بنك ظفار للأفراد والمستثمرين دفعه إلى فتح حساب مصرفي في البنك.
وبين الجهوري: "يسهم هذا الاكتتاب في جذب المستثمرين الأجانب إلى بورصة مسقط، مما يؤدي بدوره إلى انتعاش الاقتصاد الوطني بشكل عام، وأنا متفائل أن يكون سعر السهم عند إدراجه في بورصة مسقط بين 420 – 440 بيسة".
بدورها، أثنت سمرا بنت سليمان الحارثية على سرعة عملية الاكتتاب التي كانت عن طريق تطبيق بنك ظفار عبر الهاتف النقال، موضحة: "إن الاكتتاب عن طريق التطبيق وفر الجهد والوقت عن زيارة الفروع، وسأواصل استخدام التطبيق في الاكتتابات القادمة".
وتتوقع الحارثية أن يكون سعر السهم أثناء الإدراج في بورصة مسقط أكثر من 400 بيسة، مؤكدة أن العامل الذي دفعها للدخول في هذا الاكتتاب هو أداء الشركة التي تعد أهم الشركات في مجموعة أوكيو، ولذلك كان الاكتتاب بالنسبة لها فرصة لتنمية أموالها وتنويع محفظتها الاستثمارية.
وتعد الحارثية زبونه لدى بنك ظفار منذ 15 سنة، ولم تفكر في الانتقال إلى بنك آخر نظرا لرضاها عن الخدمات المقدمة من البنك.
وفي السياق، لم تتردد حواء بنت محمد البلوشية في المشاركة بالاكتتاب العام الأولي لشركة أوكيو للاستكشاف والإنتاج لأنها اعتبرتها فرصة أخرى لاستثمار أموالها بطريقة جيدة، للحصول على دخل إضافي بجانب دخلها الأساسي من عملها الدائم.
وقالت: "تربطني ببنك ظفار علاقة جيدة تمتد لـ6 سنوات، ولذلك اخترت الاكتتاب عن طريق تطبيق الهاتف النقال التابع للبنك، وعملية الاكتتاب كانت سريعة وسهلة ولم يستغرق منها الكثير من الوقت، ومثل هذه الاكتتابات تساهم بكل تأكيد في تطوير بورصة مسقط وتحويلها إلى بورصة ناشئة في المستقبل، كما أنها تنعش اقتصاد البلاد بشكل عام".
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
"تعليمية ظفار".. حين يُكرِّم المجدُ صنّاعه وورثته
د. سالم بن عبدالله العامري
في مشهدٍ مهيب يفيضُ فخرًا واعتزازًا، وضمن نهجٍ تربوي راسخ يحتفي بالتميّز من منبته حتى ثماره، نظّمت المديرية العامة للتربية والتعليم بمحافظة ظفار خلال الأسبوع الماضي احتفاءين متعاقبين، يجمعهما خيط واحد من العطاء، ويربط بينهما حبل ممتد من الجهد والوعي.
في الأول، كان التكريم للطلبة المجيدين؛ أولئك الذين أثبتوا أن الطموح لا يرتقي إلا على سُلَّم الكدّ والمثابرة وأن للتميز جذورًا عميقة تُروى كل يوم بماء الحلم، وتُسقى بانضباط العزيمة وصفاء الإرادة. وفي الثاني، كان الموعد مع تكريم المعلمين المجيدين، الذين لم يكونوا يومًا في خلفية المشهد، بل في عمق كل قصة نجاح طلابية.
ما ميّز هذين الاحتفاءين، هو التكامل الزمني والموضوعي بين تكريم الطالب وتكريم المعلم، حيث لم يكن الفصل بينهما سوى فصل رمزي في تقويم الاحتفاء، أما في المعنى، فهما وجهان لمعادلة واحدة: المعلم يصنع الأثر، والطالب يبرهن عليه. وهذا ما جعل هذه التجربة نموذجًا في إدراك العلاقة الجدلية بين المتعلم والمعلم، وفي بناء ثقافة تقدير مزدوجة تكرّم النجاح وتعترف بصانعيه. إن هذا التكريم المتكامل يؤكد أن تعليمية ظفار لا تنظر إلى التقدير على أنه مجرّد مناسبة سنوية، بل على أنه منهج تربوي يعيد الاعتبار لقيم التعليم وأخلاقيات العطاء، وهي بهذا تزرع في الوجدان التربوي أن المجد لا يُولد وحده، ولا يُنسب إلى طرف دون آخر.
فلم يكن تكريم الطلبة مجرد احتفاء بنتائج تحصيلية، بل كان احتفاءً بمسيرة مضيئة، وبعائلات دعمت، وبمدارس احتضنت، وبمعلمين بذلوا من أرواحهم قبل أوقاتهم، فحين يصعد الطالب منصة التكريم، فإن خلف تلك الخطوة عشرات الخطوات التي قادها معلمٌ عظيم، وإن كان للطالب فضل الاجتهاد، فللمعلم فضل التأسيس والتعزيز والتوجيه. وفي محطة لاحقة، التفتت الأنظار بتقدير عميق إلى من كان السبب الأصيل في إشراقة تلك الوجوه: المعلمون المجيدون. فكان تكريمهم بمثابة إعادة الاعتبار للعنصر الأهم في معادلة التعليم، وللصوت الهادئ الذي يصنع الفرق في كل صباح دراسي، بصبر، ووعي، وإيمان. وقد أبدعت الدكتورة المديرة العامة في كلمتها حين شبّهت المعلم بالألماس، ذلك الجوهـر النادر الذي لا تنال منه سنين الضغط، ولا تُغير جوهره لظى المحن، بل يزداد صلابة وبريقًا كلما اشتدت عليه التجارب، فيظل معدنه النفيس ثابتًا، لا يتغير ولا يفقد بريقه مهما اشتدت عليه الظروف.
إن تكريم الطلبة والمعلمين على حد سواء، وتتابعهما الزمني يكشف عن وعي مؤسسي ناضج، يرى في العملية التعليمية منظومة لا تنفصل، ومجتمعًا تربويًا يتقاسم المجد كما يتقاسم المسؤولية. هي رؤية تؤمن بأن الطالب لا يتفوّق وحده، وأن المعلم لا يُثمر دون بيئة تقدر وتحتضن، فتأتي لحظة التكريم كتجسيد للعدالة التربوية والاعتراف المتبادل والإجلال المستحق لكل جهد صادق.. فما بين الطالب المتفوق والمعلم المجيد، خيطٌ غير مرئي من الجهد والنية الصادقة، من الصبر المشترك والتعب المتوازي، خيطٌ لو تأملناه حقًا، لعرفنا أن المجد لا يولد منفردًا؛ بل يُصنع على هيئة علاقة.
تكريم الطالب والمعلم في سياقين متعاقبين هو مشهد متكامل لا يكتمل أحدهما دون الآخر، وإعلان جماعي بأن الوطن حين يُنصف مجتهديه، لا ينسى صانعوهم، وأن المجد الفردي لا يُثمر إلا حين يُروى في بيئة جماعية واعية، تُحسن زرع البذرة، ورعاية الغرس، وحصاد الثمرة. هو أيضًا رسالة للمجتمع بأسره: أن لا نجاح حقيقي يُبنى على عزل أحد الطرفين، وأن المدرسة، إنما هي عقد شراكة غير مكتوب بين قلبين: قلب الطالب الشغوف، وقلب المعلم النابض بالإيمان برسالته. إننا حين نحتفي بطالب مجيد، فإننا نُعلن ثقتنا في المستقبل، وحين نكرّم معلمًا مجيدًا، فإننا نُعلن وفاءنا للجذور.. وهكذا، تبقى المسيرة مضيئة لا لأن الطريق سهلة، بل لأن في كل محطة نورًا جديدًا، صنعه المعلم بعرقه، وعبره الطالب بخطاه.
وختامًا.. إن ما تقدمه تعليمية ظفار من خلال هذا النهج هو أكثر من احتفال؛ إنه بناء لثقافة تقدير شاملة، تعلّم الأجيال أن المجد مشترك، وأن التفوق لا يُختزل في فرد، بل يُنسب إلى الجماعة؛ فشكرًا لتعليمية ظفار، التي جمعت بين لحظة فخر لطالب، ولحظة وفاء لمعلم، لتثبت أن المجد، حين يُنصِف صُنّاعه ويحتفي بورثته، لا يسطع من جهةٍ واحدة، بل يشرق من كل أفق".