محكمة الجنايات تؤجل محاكمة المطرب الشعبي سعد الصغير وتصدر أوامر بالفحص الطبي.

المصدر: المشهد اليمني

إقرأ أيضاً:

الجني الصغير / هدى الأحمد

#الجني_الصغير .. قصة من مجموعة أسرار خزنة

#هدى_الأحمد


كعادتها أشرقت الشمس حارة، ففي البادية تتطرف الحرارة صيفا وشتاءً، فتحت خزنة عينيها حيث الشمس تطلق نورها لتلسع وجهها لتبدو وجنتاها كحبة تفاح .
ماذا حدث لها.؟
تعلم جيدا أن هذا الزائر الجديد الصغير الذي وضعه أبوها في مكان مرتفع، وهو يجلس بجانبه يراقبه بكل اهتمام ، وهي تراقبه بمهابة متعجبة مما يحدث .
هذا الزائر الأنيق الذي تستطيع أن تتحكم بمكانه لكنه بلغ من أمره عجبا، إنه يتحدث..!..
نعم يتحدث، يخرج منه صوتٌ منتظمٌ وكأنه مسكون برجال ونساء، كأنه مدينة تضج بأبواق السيارات ووقع خطى المارين على شوارعها.! .
صباح الأمس عاد أبوها من رحلته في البادية التي جال أطرافها لمدة أسبوع، عاد ومعه صندوق أسود يحمله بحرص شديد، دخل إلى البيت الذي رفعت أطرافه ليستقبل الضوء وأشعة الشمس، ركضت خزنة إلية وحضنته .
صاحت لأمها بفرح “لقد عاد ابي”.
تناولت منه حبات (الكعيكبان) و(الراحة) وجلست بجانبه، بينما هو يحمل الزائر الصغير.
كانت المرة الأولى التي ترى بها كل العشيرة (الراديو) أخبرها أبوها أن أسمه (الراديو) بدأ يوصله بشيء، قال لها فيما بعد أنه يجعله يضيء، وأخذ يحشوه بعيدان خشبية غريبة قصيرة وغليظة، علمت بعدها أن أسمها بطاريات.
كانت تنطقها بطريقة غريبة، إنها (طباريات) مهما حاول أبوها تعليمها النطق الصحيح، إلا أنها استمرت تقول إنها (طباريات) وكان أبوها يضحك كلما قالتها.
بدأ الرجال يأتون في كل مساء بعد العودة من عملهم ورعي الغنم، يتسللون ساعة أو أقل، حيث تبدأ مراسم تشغيل ذلك الساحر الصغير(الراديو) بعد تحلق الرجال حوله، يحرك أبي حلقة مدورة إلى أن يستقر الصوت، فتأتي أصوات تتحدث عن أناس ورؤساء وحروب وأغانٍ.
كانت خزنة تستمع بشغف كبير وتنظر بفضول أشد، تتساءل:
من أين يأتي هذا الصوت؟
أين هم هؤلاء الأشخاص الذين يطلقون كل هذه الأصوات؟، كيف لهذا الصندوق الصغير أن يحمل هذا العدد من السيارات؟!!
كيف يستطيع أن يحتوي كل هؤلاء الناس، وكيف يجلسون ويترتبون بداخله ؟!!.
تجلس خزنة تضع خديها فوق كفيها، تنبطح أرضا، تراقب هذا الشيء العجيب، لابد لهذا الرجل أن يتعب، كيف يطوي نفسه كاللحاف ويجلس في هذا المذياع، تقول في نفسها، “عليها أن تمسكه متلبسا بالجرم المشهود”.
أما النساء لم يكنّ أقل فضولا، تدخل عند أمها امرأة من نساء العشيرة

ام خزنة، سمعت أن لديكم جني هل صحيح ما سمعناه؟ طبعا لا، إنه راديو اسمه راديو يا أم خالد لكنه يتحدث والرجل مخفي كأنه جني ! لا، يقول أبو خزنة انها أشياء مخفية توصل الصوت
أم خالد : إذن هو جني
صمتت أم خزنة، فهي أيضا لا تثق بهذا الشيء الصغير، كيف يستطيع ان يتحدث مثلنا وأين يختبئ الرجل والمرأة الموجودان داخله؟
هي لا تستطيع تفسير الأصوات التي تنطلق بالغناء وتتساءل أحيانا أين تختبئ تلك المرأة التي يهز زوجها رأسه لها طربا.
تأكل قلبها الغيرة منها حين يهز راسه ويلف سيجارة الهيشي، فهي مازالت تخشى أن يتركها، وتخشى أن يتزوج لكثرة سفراته وغدواته وروحاته، فقد كان دوما يتمنى أخا لخزنة .
صار الخوف من هذا الصندوق الصغير يكبر شيئا فشيئا، ماذا يحوي؟
لماذا يتحلق حوله الرجال كل ليلة؟!
ولماذا يخشى عليه زوجها إلى هذا الحد؟!
لربما تخرج منه تلك المرأة ليلا وتنضم إليه، ولربما تزوجها، من يدري ماذا يفعل بعد أن تنام؟ فزوجها رجل غريب الأطوار، قليل الحديث يتأمل كثيرا، وفي الآونة الأخيرة صارت سفراته تزداد.
الخوف شجرة صغيرة تنمو أسرع مما نتخيل ثم تصبح وحشا نخاف منه، أكثر مما يستحق.
كانت أم خزنة تستيقظ ليلا، تتفقد زوجها وتتأكد من إطفاء المذياع، وأنه مرفوع على رفه بعيدا بينما زوجها يغط في سبات عميق، وتعيد الكرة مراراً، بينما تتظاهر بالقوة، بل إنها طلبت من أبو خزنة ان يعلمها كيف تطلق الأصوات من (الصندوق العجيب)، كما تحب أن تسميه، وقد حذرها كثيرا ولكنه علمها وساعدها حتى أتقنت ذلك.
غاب يوما عن البيت، قامت بدعوة النساء على القهوة واستعرضت متباهية أمامهن قدرتها على تشغيل الراديو، حتى أن زوجة الشيخ اغتاظت كثيرا، فزوجة الدواج تستطيع تشغيل الصندوق وهي لم تستطع الحصول على واحد بعد.
بالرغم من ذلك ظلت فكرة واحدة تراودها،( المرأة التي تخرج من المذياع) .
في مساء يوم صيفي بعد أن سهر الرجال وغادروا، بقي أبو خزنة يستمع لهمس عذب من امرأة تبدو جميلة، أو هكذا ظنتها، في تلك الليلة لم تستطع النوم بينما كان أبو خزنة يطفئ الراديو ويرفعه لمكانه، يغطيه (بجلالة) صنعت خصيصا له لتحفظه كأنه عروس، وذهب في سبات عميق، نهضت أم خزنة بثبات، وبعينين لا ترمشان، حملت الراديو وخرجت نحو البئر الغربية، وبضمير لا يؤنبها أبدا، تناولت حجرا وبدأت بضربه حتى غدا كسرا صغيرة.!
كانت خزنة تراقب المشهد، قفلت أمها راجعة إلى خيمتها أعادت المذياع إلى مكانه بعد أن هشمته، ووضعت عليه الغطاء وانسلت بهدوء إلى فراشها.
خزنة صمتت وعادت إلى فراشها، في الصباح كان أبو خزنة يكاد يفقد عقله مما حدث لراديو، فهو متأكد أنه أطفاءه وأعاده إلى مكانه.
بقي أمره لغزا، لم يستطع أحد إثبات التهمة على أحد، أو حتى دفعها، إذا اتهم أو لمز بها أحد ما، وحدها خزنة من أضافت سرا إلى أسرارها الكثيرة، ولم تخبر بذلك أحدا. مقالات ذات صلة الشامخ المغوار 2025/07/11

مقالات مشابهة

  • فيديو| فنانة تركية تخرق أوامر الشرطة في بودروم وتصدر بيانًا غاضبًا
  • 6 آلاف تركيا مطلوبون للسلطات في ألمانيا
  • شعار حكومة السوداني على المحك تحت وطأة الغضب الشعبي
  • المحكمة تطمئن لأدلة الثبوت.. الجنايات تودع حيثيات إعدام متهم بقضية ثأر بالصف
  • الأمطار تؤجل انطلاق سباق «جائزة بلجيكا للفورمولا- 1»
  • اعتقال منسق الحشد الشعبي والفرقة الرابعة في سوريا
  • جامعة دمشق تؤجل امتحانات فرعها في السويداء إلى موعد يحدد لاحقاً
  • الحشد الشعبي ينفي اقالة الفياض من منصبه
  • سامسونج تؤجل إطلاق One UI 8 لهواتف Galaxy S25 وتواصل الاختبارات
  • الجني الصغير / هدى الأحمد