إبراهيم إمام، الرئيس التنفيذي والشريك المؤسس لـ PlanRadar في المتوسط​​، يقضي الناس أكثر من 90% من وقتهم في الداخل، سواء في العمل أو المدرسة أو المنزل – لذلك أصبح الحفاظ على بيئة داخلية عالية الجودة أكثر أهمية من أي وقت مضى. إحدى القضايا الرئيسية التي تؤثر على هذه المساحات هي “متلازمة المباني المريضة” (Sick Building Syndrome – SBS).

تحدث هذه الظاهرة عندما يعاني الأشخاص داخل المبنى من مشاكل صحية أو شعور بعدم الراحة نتيجة لقضاء وقت طويل في داخله. على الرغم من أن متلازمة المباني المريضة قد لا تكون مرئية فوراً، إلا أن تأثيرها على صحة وإنتاجية الأفراد كبير، مما يثير قلق مديري العقارات والمستثمرين على حد سواء.

ترتبط متلازمة المباني المريضة غالبًا بالمباني التي تعاني من سوء الصيانة والتهوية غير الكافية، والتي تخلق ظروفًا قد تؤدي إلى مشاكل صحية. تتنوع أعراض متلازمة المباني المريضة بشكل كبير، وتشمل الصداع، وعدم الراحة في العين، ومشاكل في التنفس، بالإضافة إلى تأثيرات أكثر دقة مثل التعب، وصعوبة التركيز، والمشاكل العاطفية مثل الشعور بالكآبة أو التهيج. قد تكون هذه الأعراض محبطة لأنها صعبة التحديد وعادة ما تتحسن أو تختفي بمجرد مغادرة الأشخاص للمبنى. من المهم عدم التغاضي عن المخاطر الصحية المرتبطة بمتلازمة المباني المريضة. فإن صيانة المباني السكنية والتجارية لا تتعلق فقط بالجماليات أو طول العمر؛ بل هي قضية صحية حاسمة. تحسين جودة الهواء الداخلي من خلال الصيانة المناسبة للمباني يمكن أن يقلل من المخاطر الصحية ويزيد من الإنتاجية، مما يبرز الحاجة إلى إدارة استباقية للبيئات الداخلية.

العوامل المساهمة في متلازمة المباني المريضة

تنشأ متلازمة المباني المريضة من تفاعل معقد للعوامل الفيزيائية والبيئية والنفسية داخل المبنى. تشمل العوامل الرئيسية التي تساهم في متلازمة المباني المريضة:

تلوث الهواء الداخلي: في الأماكن ذات التهوية الضعيفة، تنتشر الملوثات مثل الغبار والدخان والمركبات العضوية المتطايرة (VOCs) والملوثات البيولوجية مثل البكتيريا والفيروسات. تزداد المشكلات سوءًا بسبب الاكتظاظ وسوء التنظيف.

مشاكل التهوية: تساهم أنظمة التدفئة والتهوية وتكييف الهواء (HVAC) غير الفعالة بشكل كبير في متلازمة المباني المريضة. تلعب هذه الأنظمة دورًا حيويًا في ضمان بيئة صحية من خلال تبادل الهواء الداخلي الراكد مع الهواء الخارجي النقي. ومع ذلك، فإن عدم كفاءة أنظمة التهوية يمكن أن يؤدي إلى سوء دوران الهواء، مما يتسبب في تراكم الملوثات.

مستويات ثاني أكسيد الكربون: قد تؤدي المستويات المرتفعة من ثاني أكسيد الكربون (CO2) في الأماكن المغلقة إلى تقليل الوظائف الإدراكية والمساهمة في متلازمة المباني المريضة. في بيئات المكاتب، يمكن أن ترتفع تركيزات ثاني أكسيد الكربون بسرعة بسبب الزفير المستمر من قبل شاغلي المبنى، مما يتسبب في مشاكل صحية فورية وطويلة الأجل.

الرطوبة والعفن: يمكن أن يؤدي تراكم الرطوبة في المبنى إلى نمو العفن والفطريات، وهي عوامل رئيسية تساهم في مشاكل الجهاز التنفسي والحساسية. تعتبر العزل الحراري الفعال والتصميم الحذر للمباني أمرًا حيويًا لمنع تراكم الرطوبة والمخاطر الصحية المرتبطة بها.

التخفيف من تلوث الهواء الداخلي ومتلازمة المباني المريضة

يتطلب معالجة متلازمة المباني المريضة استراتيجية متعددة الأوجه تركز على تحسين جودة الهواء الداخلي والحفاظ على بيئة صحية بشكل فعال:

الصيانة الدورية: يمكن للصيانة المنتظمة لأنظمة التدفئة والتهوية وتكييف الهواء، وإصلاح المواد التالفة في المبنى، واستخدام المواد غير السامة أن تقلل بشكل كبير من تلوث الهواء الداخلي.

تحسين التهوية: يعد الحفاظ على التهوية المناسبة من خلال تحقيق التوازن بين الاحتفاظ بالحرارة وإدخال الهواء النقي أمرًا ضروريًا. يمكن لأنظمة التهوية الذكية التي تراقب وتضبط مستويات ثاني أكسيد الكربون أن تعزز الإنتاجية والرفاهية.

التحكم في الرطوبة: يمكن أن يقلل الوقاية الفعالة من الرطوبة من خلال التصميم المناسب للمبنى والعزل الكافي واستخدام المواد المقاومة للرطوبة بشكل كبير من أخطار العفن والمشاكل الصحية المرتبطة به.

التكنولوجيا الرقمية: تعتبر المنصات الرقمية الحديثة مثل PlanRadar حاسمة في الحد من متلازمة المباني المريضة. تتيح هذه التقنيات التوثيق الرقمي لظروف المباني، وتبسيط عمليات الصيانة، وتعزيز التواصل بين أصحاب المصلحة في العقار.

دور مديري العقارات والمستثمرين

من أخطار متلازمة المباني المريضة، من الضروري الاستثمار في صيانة وتحسين أنظمة المباني، خاصة أنظمة التدفئة والتهوية وتكييف الهواء. يجب أن يركز مدراء العقارات على التفتيشان الدورية، والإصلاحات في الوقت المناسب، واستخدام مواد بناء عالية الجودة للحفاظ على البيئات الداخلية آمنة وصحية. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تمنح الأدوات الرقمية المستخدمة لمراقبة وإدارة ظروف المباني ميزة تنافسية في جذب والحفاظ على المستأجرين.

متلازمة المباني المريضة: أولوية استراتيجية لإدارة العقارات المستدامة

تُعد متلازمة المباني المريضة تهديدًا خفيًا، ولكنه جاد لصحة وإنتاجية شاغلي المباني. ومع استمرار زيادة فهمنا لها، يصبح من المهم اتخاذ خطوات للحد من آثارها. بالنسبة لمديري العقارات والمستثمرين، يجب أن تكون معالجة متلازمة المباني المريضة أولوية، لأنها تؤثر على قيمة وجاذبية ممتلكاتهم. يمكن أن يساعد التركيز على جودة الهواء الداخلي، والتهوية، والتحكم في الرطوبة، جنبًا إلى جنب مع اعتماد التقنيات الرقمية، في خلق مساحات صحية وأكثر إنتاجية للجميع. في عالم نقضي فيه الكثير من الوقت في الداخل، يعد التصدي لمتلازمة المباني المريضة أمرًا بالغ الأهمية. إنه ليس فقط حول صيانة المباني، بل يتعلق بحماية صحة ورفاهية من يعيشون ويعملون فيها.


المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: ثانی أکسید الکربون الهواء الداخلی بشکل کبیر یمکن أن من خلال

إقرأ أيضاً:

عريس متلازمة داون.. هل يجوز شرعًا وقانونًا زواج ذوي الهمم؟

أثارت واقعة زواج فتاة من محافظة الشرقية بـ عريس من متلازمة داون الجدل عبر مواقع التواصل الاجتماعي خلال الأيام القليلة الماضية، ولذلك يتساءل الكثير هل يجوز شرعًا وقانونًا زواج ذوي الهمم؟.

وأكدت دار الافتاء المصرية أنه يجوز للمعاق ذهنيًّا أن يتزوج، فالزواج حق من حقوقه، فهو إنسان مُرَكَّبٌ فيه العاطفةُ والشهوةُ، ويحتاج إلى سَكَنٍ ونَفَقَة ورعاية وعناية، ولكن لا يجوز له أن يباشر عقد الزواج بنفسه، بل وليُّ أمره هو من يُزوِّجه.

ذلك الحق ثابت له طبعًا، فهو ثابت له شرعًا، فإذا كانت الشريعة قد أجازت للمجنون جنونًا مُطبقًا أن يتزوج، فإن من كان في مرتبةٍ دون هذه المرتبة -كالمعاق إعاقة ذهنية يسيرة- يكون زواجه جائزًا من باب أولى، ولا حرج في ذلك، ما دام المعاق مَحُوطًا بالعنايةِ وَالرعايةِ اللازمتين.

زواج عريس متلازمة داون بالشرقية

ومن جانبه، وأوضح طارق جبر، المحامي بالاستئناف العالي ومجلس الدولة أنه لا يوجد في القانون المصري أو القوانين العالمية ما يمنع زواج ذوي الهمم، ورفض المجتمع لهذه الزيجات لا يستند لأي نص قانوني، بل هو تحامل غير مبرر على أصحاب الإعاقات.

وقال طارق جبر خلال تصريحات تلفزيونية أن القانون لم ينص صراحة على منع أي شخص من الزواج بسبب إعاقته الذهنية أو الجسدية، ومنحت الدولة المصرية ذوي الاحتياجات الخاصة العديد من الحقوق، ومنها التمثيل البرلماني، فكيف تُمنح لهم حقوق سياسية ويتم حرمانهم من أبسط الحقوق الإنسانية كالزواج؟.

وأضاف المحامي بالاستئناف العالي أن الأمر يحتاج إلى تنظيم قانوني دقيق، يتضمن تقييمًا طبيًا ونفسيًا واضحًا لحالة ذوي الهمم المقبلين على الزواج، للتأكد من قدرتهم العقلية والذهنية على تحمل المسؤولية، وليس الاعتماد فقط على الأوراق العامة التي تُطلب من أي شخص عند الزواج.

وتابع في حال كان الطرف الآخر في الزواج على علم تام بحالة شريكه وموافقًا على الزواج دون إكراه، فلا يوجد ما يمنع قانونًا من إتمام الزواج، مؤكدًا أن لكل حالة خصوصيتها، ولا يجوز التعميم أو إطلاق أحكام عامة على جميع ذوي الهمم.

اقرأ أيضاًبعد واقعة عروس الشرقية وعريس متلازمة داون.. خبير نفسي يوضح شروط زواج ذوي الهمم «فيديو»

وحدة حماية الطفل بالشرقية: زواج عريس متلازمة داون غير رسمي والعروس قاصر

قرار عاجل من النيابة بشأن والدي واقعة زفاف عريس متلازمة دوان

مقالات مشابهة

  • الأعلى 49 مئوية.. بيان درجات الحرارة ونسب الرطوبة على مدن المملكة
  • أحمد حسن: طارق حامد يضع العودة للزمالك أولوية له
  • بالفيديو.. تضرر عدد من المباني في إسرائيل جراء الصواريخ الإيرانية
  • الإطفاء الإسرائيلي: نتعامل مع حرائق وأناس محاصرين في المباني
  • إسرائيل: تضرر عدد من المباني بعد إطلاق صواريخ من إيران
  • الإمارات.. طقس السبت صحو نهاراً رطب ليلاً
  • قوة خفية وراء الجفاف.. كيف يمتص الغلاف الجوي الرطوبة؟
  • الإمارات.. طقس الجمعة صحو بوجه عام
  • عريس متلازمة داون.. هل يجوز شرعًا وقانونًا زواج ذوي الهمم؟
  • الجيش في الضاحية للكشف على أحد المباني