الجزيرة:
2025-12-14@08:40:55 GMT

هل يستخدم ترامب الجيش الأميركي في السياسة إذا فاز؟

تاريخ النشر: 28th, October 2024 GMT

هل يستخدم ترامب الجيش الأميركي في السياسة إذا فاز؟

واشنطن– ألمح الرئيس السابق والمرشح الجمهوري للبيت الأبيض دونالد ترامب إلى أنه يجب استخدام الجيش الأميركي ضد فئة من المواطنين الذين وصفهم بأنهم "العدو الداخلي" للبلاد، مما أثار مخاوف في الوسط السياسي من نواياه إذا فاز بالانتخابات.

وقال ترامب قبل أيام إن هناك تهديدات خطيرة تتعرض لها الولايات المتحدة، مضيفا أن هناك "العدو الخارجي، ثم لدينا العدو في الداخل، والعدو الداخلي، في رأيي، أكثر خطورة".

وشرح ترامب ذلك بالقول إن "المشكلة الأكبر هي الناس في الداخل. لدينا بعض الأشخاص السيئين للغاية. لدينا بعض المرضى، مجانين يساريين راديكاليين. وأعتقد أنه يجب التعامل معهم بسهولة من قبل الحرس الوطني أو الجيش إذا لزم الأمر".

وفي تعقيبه على ما قاله ترامب، أفاد مارك إسبر، وزير الدفاع السابق في عهد ترامب، بأن الأميركيين "يجب أن يأخذوا هذه الكلمات على محمل الجد، خاصة أن ترامب حاول بالفعل القيام بذلك عندما كان رئيسا".

واستدعت تصريحات ترامب ما سبق وقام به خلال فترة رئاسته التي امتدت 4 سنوات، عندما حاول استخدام الجيش خلال احتجاجات صيف 2020، التي اندلعت عقب مقتل جورج فلويد، الرجل الأسود، على يد رجال شرطة بيض.

وزادت تصريحات ترامب من مخاوف واسعة مما قد يخطط للقيام به إذا وصل للبيت الأبيض مرة ثانية، كما ضاعف صدور حكم جديد من المحكمة العليا في الأول من يوليو/تموز الماضي، والذي يمنح الرئيس حصانة عن الأعمال الرسمية، بما في ذلك ربما كقائد أعلى للقوات المسلحة، من هذه المخاوف.

ورفض ترامب الاعتراف بهزيمته الانتخابية أمام جو بايدن في نوفمبر/تشرين الثاني 2020، وبالتشكيك في نتائج الانتخابات بث الحماس في الآلاف من أنصاره قبل اقتحامهم مبنى الكابيتول، في محاولة لوقف عملية التصديق رسميا على نتائج الانتخابات الرئاسية.

ترامب حاول الزج بالجيش الأميركي لقمع احتجاجات 2020 إثر مقتل جورج فلويد (رويترز) استمرار التشكيك

خلال المناظرة الرئاسية التي جمعت الرئيس دونالد ترامب والمرشح السابق جو بايدن في يونيو/حزيران الماضي، ثم بكامالا هاريس الشهر الماضي، رفض المرشح ترامب التعهد بقبول نتائج الانتخابات إذا خسرها، ولا يبدو الرئيس السابق دونالد ترامب مؤمنا بضرورة اتباع التقاليد الأميركية الراسخة، إذ لم يتعهد بقبول نتائج الانتخابات وتهنئة المرشحة كامالا هاريس إذا خسر الانتخابات كما جرت العادة.

وللمرة الثانية، وعلى يد ترامب، يشكك مرشح ورئيس سابق في نتائج انتخابات مستقبلية، وهو ما قد يسبب أزمة ثقة في النظام الديمقراطي للولايات المتحدة وإجراءاتها السياسية، مما يطرح مجددا أسئلة عن موقف الجيش من أزمة مستقبلية.

وقبل إعلان نتائج انتخابات 2020، كان جو بايدن قد قال إنه "مقتنع تماما" بأن الجيش سيتدخل لإخراج الرئيس دونالد ترامب من البيت الأبيض، إذا خسر الأخير الانتخابات ورفض المغادرة.

ثم دخل الجيش على خط النقاش السياسي بعدما وجهت إليسا سلوتكين وميكي شيريل، وهما نائبتان ديمقراطيتان من مجلس النواب، أسئلة مكتوبة إلى كل من وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر ورئيس هيئة الأركان المشتركة مارك ميلي قبل انتخابات 2020، تتعلق بالقلق من رفض ترامب ترك منصبه طواعية، أو أنه قد يحاول استخدام الجيش للتشبث في السلطة إذا فاز المرشح الديمقراطي جو بايدن بالانتخابات.

ونأى الجنرال ميلي بالجيش بعيدا عن السجالات السياسية، ورد بخطاب رسمي جاء فيه أنه "في حال وقوع خلاف على جوانب من الانتخابات، حسب القانون، فإن المحاكم الأميركية والكونغرس هما المطالبان بحل أي خلاف، لا القوات العسكرية الأميركية".

القضاء وليس الجيش

وخشي مؤسسو الدولة الأميركية تدخل الجيش في الحياة السياسية، وحد الدستور من أي احتمال لسيطرة ضباط عسكريين غير منتخبين على الحكم. وحدد الدستور بدقة مسؤوليات الرئيس المنتخب، والتي على رأسها أنه قائد أعلى عام للقوات المسلحة. من ناحية أخرى، يثق الأميركيون بأن جيشهم لا تحركه الأهواء السياسية الداخلية أو الحزبية.

ولا يوجد دور للجيش في العملية السياسية، فقد حدد القانون الرجوع للمحاكم الأميركية وصولا للمحكمة الدستورية العليا لحل أي خلاف بشأن هوية المرشح الفائز إذا وقعت أزمة في عدّ أو فرز الأصوات أو عدم اعتراف مرشح بالهزيمة، وهو ما تم اللجوء إليه لحسم انتخابات 2000 بين جورج بوش وآل غور.

ولم يعطِ الدستور أي دور للجيش في عملية الانتقال السياسي، بل اشترط أن يكون وزير الدفاع شخصا مدنيا، كما جرد رئيس الأركان من أي سلطات سياسية، وجعل المنصب ضعيفا يستطيع معه الرئيس أن يقيله.

وللديمقراطية الأميركية أركان عدة، من أهمها خضوع القوات المسلحة لسيطرة الجانب المدني، وعدم تدخل القوات المسلحة في العملية السياسية. ومنذ اعتماد الدستور عام 1788 (الأقدم في العصر الحديث) حرص الآباء المؤسسون للنظام الأميركي على تجنب وجود سيطرة مطلقة ومركزية قد تؤدي لتركز السلطة في يد شخص واحد أو هيئة واحدة تشجع على نمو الممارسات الاستبدادية.

ومن الجدير بالذكر أن البنتاغون لا يعبّر عن تفضيله مرشحا على آخر، ويدلي العسكريون الأميركيون بأصواتهم في الانتخابات بحرية تماما كأي مواطِن آخر، ويمكن لهم كذلك العمل بالسياسة والسعي للوصول لأي منصب سياسي فقط بعد الاستقالة من وظيفتهم العسكرية، أو بعد التقاعد من الخدمة العسكرية.

وعرفت الانتخابات الرئاسية على مدى تاريخها الحديث ظاهرة تسمر المواطنين الأميركيين أمام الشاشات انتظارا لخبر تلقي المرشح الرئاسي الفائز مكالمة هاتفية من المرشح الخاسر يهنئه فيها بالانتصار، ويتمنى له ولأميركا كل الخير والتقدم.

وعلى الرغم من سخونة الحملات الانتخابية وما تشهده من هجمات موضوعية وشخصية من كل فريق على الآخر، يطوي إعلان نتائج الانتخابات صفحة الصراع السياسي بين الفريقين، وتبدأ بعدها مرحلة انتقالية تمتد لأسابيع لنقل السلطة للطرف الفائز، إلا أن دونالد ترامب، وللمرة الثانية قد يمثل تهديدا لهذا العرف الديمقراطي الأميركي الأصيل.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات نتائج الانتخابات دونالد ترامب جو بایدن

إقرأ أيضاً:

وول ستريت جورنال: الجيش الأميركي يغير أدواته وتكتيكاته استعدادا لحرب المحيط الهادي

قالت صحيفة وول ستريت جورنال إن عصرا مروّعا من الحروب يلوح في الأفق، مما يجبر الولايات المتحدة على إعادة التفكير في كيفية الاستعداد لصراع القوى العظمى مع الصين.

وكشفت الصحيفة -في مقال بقلم نيهاريكا ماندانا- كيف يمر الجيش الأميركي بمرحلة تحول عميقة في أدواته وتكتيكاته العسكرية استعدادا لاحتمال اندلاع صراع واسع النطاق في المحيط الهادي، ولا سيما في مواجهة الصين.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2خبير روسي: الأزمة الأفغانية الباكستانية قد تشعل حربا طاحنة بشرق آسياlist 2 of 2تجربة مسيّرة "الخفاش الشبح" تغير ملامح حروب المستقبلend of list

وبعد عقدين من الحروب غير النظامية في العراق وأفغانستان، بات الجيش الأميركي يواجه واقعا مختلفا جذريا يتميز بساحات قتال مفتوحة، وجزر متناثرة، وتفوق صاروخي وصناعي محتمل لدى الخصم، مما يفرض إعادة نظر شاملة في أساليب القتال التقليدية، كما تقول الكاتبة.

الطائرات المسيّرة أصبحت أحد الأسلحة الرائدة في الحروب الحديثة (الفرنسية)

وخلال مناورات عسكرية واسعة أُجريت في هاواي، عرض الجنود الأميركيون -حسب الكاتبة- أحدث ما لديهم من معدات خفيفة وسريعة الحركة، في مقدمتها الطائرات المسيّرة بأنواعها المختلفة، من طائرات استطلاع صغيرة إلى مسيّرات هجومية وانتحارية تدار منفردة أو ضمن أسراب.

ويعكس هذا التحول انتقال الجيش من الاعتماد على أنظمة باهظة ومعقدة إلى معدات أرخص، مرنة وقابلة للاستهلاك السريع، مشابهة لما فرضته الحرب في أوكرانيا من نماذج جديدة للقتال.

الجميع مرئي

ويؤكد قادة عسكريون أن ساحة المعركة الحديثة لم تعد تقتصر على البر والبحر والجو التقليدي، بل امتدت إلى ما يعرف بـ"السواحل الجوية" وهي المجال الجوي بين الأرض والسماء العالية، حيث تكمن الطائرات المسيّرة وتترصد وتقتل.

وفي هذا السياق، بات الجنود يتدربون على القتال بالطائرات المسيّرة وضدها، وعلى تقليص بصمتهم البصرية والإلكترونية لتفادي الرصد والاستهداف، وسط قناعة متزايدة بأن "الجميع مرئي" في الحروب الحديثة.

وقال اللواء جيمس بارثولوميز، قائد الفرقة 25 مشاة "حقيقة ساحة المعركة الحديثة هي أن الجميع يمكن رؤيتهم".

إعلان

وأضاف اللواء أن على الجنود التعامل مع "أول احتكاك" قادم من السماء أو من الطيف الكهرومغناطيسي الذي أصبح هو الواقع الجديد، حيث تتصارع الطائرات المسيّرة وأنظمة التشويش والاستشعار، كما تشير الصحيفة.

وسلّطت الكاتبة الضوء على تغييرات هيكلية داخل الجيش، أبرزها إنشاء وحدات جديدة تجمع بين الكشافة التقليديين، ومشغلي الطائرات المسيّرة، وخبراء الحرب الإلكترونية، بهدف كشف العدو واستهدافه عبر تتبع الإشارات الرقمية لمشغلي المسيّرات.

الولايات المتحدة بدأت تقلص الاعتماد على المعدات الباهظة مثل بطاريات باتريوت (الجزيرة)

ومن الإضافات عالية التقنية في هذا المجال -كما تقول الكاتبة- جهاز قابل للارتداء لتعطيل الطائرات المسيّرة، يتكوّن من وحدتين بحجم هواتف آيفون تقريبا، إحداهما، وتسمى "وينغمان" تكتشف الطائرات القادمة، والأخرى "بيتبول" تُعطّلها أو تشوش عليها بما يشبه سهما كهرومغناطيسيا، علما أن التشويش يعني كشف الموقع.

عصر مخيف من الحروب

ومع كل ذلك يدرك الجنود أن العدو يمتلك مثل ما يمتلكونه، ولهذا أصبحت الحرب الإلكترونية أكثر أهمية من أي وقت مضى، لأن الجنود الذين يقاتلون بالموجات والإشارات غير المرئية، وكانوا في السابق في الخلف، باتوا الآن في المقدمة "وجها لوجه مع العدو"، بحسب الملازم أول أندريس رودريغيز، الخبير في هذا المجال.

ولم يعد هؤلاء المتخصصون يعملون من الخطوط الخلفية -حسب الصحيفة الأميركية- بل باتوا جزءًا من الاشتباك المباشر، مما يستدعي تدريبا قتاليا بدنيا إلى جانب مهاراتهم التقنية.

ورغم التقدم السريع في تبني التكنولوجيا، يبرز تحدٍّ رئيسي يتمثل في القدرة على الإنتاج الكمي، إذ تنتج روسيا وأوكرانيا ملايين الطائرات المسيّرة سنويا، وتمتلك الصين قدرة صناعية أكبر، في حين يخشى محللون من أن يكتفي الجيش الأميركي بتطوير نماذج متقدمة من دون امتلاك مخزون كافٍ لخوض حرب طويلة الأمد.

ولهذا يسعى الجيش الأميركي إلى تسريع آليات الشراء وتحفيز التصنيع المحلي، مانحا القادة مرونة أكبر في اقتناء التقنيات الحديثة، كما تقول الكاتبة.

وفي الخلاصة رسمت الكاتبة صورة لجيش أميركي يدخل "عصرا مخيفا" من الحروب، حيث تتقاطع التكنولوجيا الرخيصة والفتاكة مع ساحات قتال معقدة وغير متوقعة، مما يفرض على الولايات المتحدة أن تتعلم بسرعة، وأن تختبر عقائدها الجديدة ميدانيا، استعدادا لصراع محتمل قد يحدد ملامح التوازن العسكري في المحيط الهادي لعقود مقبلة.

مقالات مشابهة

  • وول ستريت جورنال: الجيش الأميركي يغير أدواته وتكتيكاته استعدادا لحرب المحيط الهادي
  • الجيش الأميركي يعلن مقتل جنديين ومترجم بهجوم تدمر ويؤكد: نفذه داعش
  • تونس: السجن 12 سنة بحق السياسية المعارضة عبير موسي بعد طعنها في أوامر الرئيس قيس سعيّد
  • الجيش الأميركي نفذ طلعات جوية فوق ساحل فنزويلا
  • الجيش الأميركي يعترض شحنة عسكرية كبيرة في طريقها لإيران
  • كيف حافظ قانون مباشرة الحقوق السياسية علي نزاهة الانتخابات.. تفاصيل
  • بالصور: الجيش الإسرائيلي يعلن استكمال مناورات مشتركة مع البحرية الأميركية
  • سلام استقبل مجموعة العمل الأميركية لأجل لبنان بحضور السفير الأميركي
  • قائد الجيش استقبل مجموعة الدعم الأميركي من أجل لبنان.. وهذا ما جرى بحثه
  • جنبلاط يستقبل وفد مجموعة العمل الأميركية والسفير الأميركي