خبير عسكري: الاحتلال يقصف صور لجلب حزب الله إلى طاولة المفاوضات
تاريخ النشر: 29th, October 2024 GMT
قال الخبير العسكري والإستراتيجي العميد إلياس حنا إن الغارات الإسرائيلية المكثفة على مدينة صور جنوبي لبنان تستهدف الضغط على حزب الله لدفعه نحو طاولة المفاوضات.
وأوضح حنا في تحليل للمشهد العسكري أن هذه الخطوة تأتي ضمن محاولات إسرائيلية لفرض واقع جديد على الأرض يقلص من نفوذ الحزب ويؤمن انتشارا آمنا لقواتها على طول الحدود الشمالية.
وشنت المقاتلات الإسرائيلية سلسلة غارات على مدينة صور الساحلية ومناطق أخرى في الجنوب اللبناني، مما أدى إلى انهيار وتضرر عدد من المباني واشتعال حريق كبير، في حين واصل حزب الله استهداف تجمعات إسرائيلية عبر الحدود باستخدام الصواريخ والمسيّرات، واستهدف مواقع عسكرية وصناعية في مناطق مختلفة.
وأضاف حنا أن وتيرة استهداف حزب الله لأهداف عسكرية داخل إسرائيل، وخصوصا لشركات التصنيع العسكري، تمثل تصعيدا جديدا في مسار المواجهة.
وأشار إلى أن حزب الله ركز مؤخرا على استهداف شركة "رافييل" للصناعات العسكرية، والتي تعد من أهم المؤسسات الدفاعية الإسرائيلية، حيث تنتج معدات مثل القبة الحديدية ومقلاع داود، ما يجعلها هدفا إستراتيجيا في سياق عمليات الحزب.
خطة ممنهجةوأوضح حنا أن ما يحدث اليوم في صور يعكس نمطا إسرائيليا معتادا يهدف إلى ضرب الأهداف المدنية والبنى التحتية، في محاولة لتشريد السكان وإجبارهم على النزوح إلى شمال نهر الأولي، ضمن خطة تهجير ممنهجة.
وبين أن هذه الغارات تتماشى مع ضغوط إسرائيلية على حركة أمل وحزب الله في مناطق تعتبر موالية للنفوذ الشيعي جنوب لبنان، كالنبطية وصور، مما قد يشير إلى محاولة ابتزاز الطرفين سياسيا تحت ضغط العمليات العسكرية.
وأشار حنا إلى أن إسرائيل تسعى إلى تقليص تواجد "قوة الرضوان" الخاصة التابعة لحزب الله، عبر إبعادها مسافة 10 كيلومترات داخل الأراضي اللبنانية.
ويعتبر الجيش الإسرائيلي هذه القوة تهديدا لتواجده، حسب حنا، لا سيما مع محاولاته الأخيرة لتأمين مناطق حيوية مثل كفركلا وعيترون، والتي تعد مناطق اشتباك عنيف.
ولفت الخبير العسكري إلى أن الجيش الإسرائيلي يعتمد حاليا على ما يسمى بـ"الردع العقابي"، وهو أسلوب قصف انتقامي يهدف إلى فرض التفاوض، دون امتلاك القدرة الفعلية على تحقيق نصر عسكري حاسم.
ويرى حنا أن قصف صور جزء من إستراتيجية لترهيب المدنيين ومحاولة استدراج حزب الله إلى طاولة الحوار من موقف ضعف، مما يجعل من احتمال التفاوض تحت ضغط النار خيارا مطروحا يسعى الجيش الإسرائيلي إلى فرضه.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
ما الذي يخطط له الاحتلال في السويداء؟ ممر إنساني أم فخ عسكري؟
دعا وزير مالية الاحتلال الإسرائيلي، المتطرف بتسلئيل سموتريتش، يوم الأربعاء، إلى فتح ما وصفه بـ"ممر إنساني" لإدخال الغذاء والدواء إلى محافظة السويداء جنوبي سوريا، بزعم دعم الطائفة الدرزية في المنطقة، وسط تحذيرات من أن هذه الدعوات قد تشكل غطاءً لتدخل عسكري محتمل.
وفي منشور على منصة "إكس"، قال سموتريتش إنه زار غرفة العمليات التي أقامتها الطائفة الدرزية في بلدة جولس شمالي الأراضي المحتلة، برفقة رئيس الطائفة الدرزية لدى الاحتلال موفق طريف، وذلك "لمتابعة أوضاع الدروز في السويداء والتواصل معهم"، حسب تعبيره.
وزعم سموتريتش أن وقف إطلاق النار القائم في السويداء "يخفي وراءه حصاراً على الدروز، وتخريباً ممنهجاً لقراهم، وأزمة إنسانية خانقة"، على حد قوله. ودعا إلى إنشاء ممر إنساني عاجل لإدخال مساعدات غذائية وطبية، مضيفاً أن الاحتلال "يجب أن يكون مستعداً عسكرياً للدفاع عن الدروز، ولفرض ثمن باهظ على النظام السوري وخلق حالة ردع تمنع تجدد الهجمات"، على حد وصفه.
لكن مراقبين شككوا في جدية هذه الدعوة، مشيرين إلى عدم وجود أي حدود مباشرة بين الأراضي المحتلة ومحافظة السويداء، حيث تفصل محافظة درعا بين الجانبين، ما يجعل إنشاء ممر إنساني من طرف الاحتلال غير واقعي ويثير تساؤلات بشأن دوافعه الحقيقية، خاصة في ظل تصعيد الاحتلال لعملياته العسكرية داخل الأراضي السورية مؤخراً.
وكان المتحدث باسم وزارة الداخلية السورية نور الدين البابا قد نفى بشكل قاطع وجود حصار على محافظة السويداء، واصفاً الاتهامات بأنها "محض أكاذيب تهدف إلى فتح ممرات لتسهيل عمليات تهريب المخدرات"، وفق ما جاء في بيان رسمي.
وأكد البابا أن الحكومة السورية تعمل على إدخال المساعدات الإنسانية إلى داخل السويداء بالتعاون مع منظمات محلية ودولية، في إطار استجابتها للوضع الإنساني الراهن.
وتشهد محافظة السويداء منذ 19 يوليو/تموز الجاري وقفاً لإطلاق النار بعد أسبوع من الاشتباكات بين مجموعات مسلحة من الطائفة الدرزية وأخرى من العشائر البدوية، في ظل أوضاع إنسانية وأمنية متدهورة.
وتحت ذريعة "حماية الدروز"، كثّف الاحتلال الإسرائيلي من عدوانه على الأراضي السورية، حيث شن في 16 يوليو/تموز غارات على أربع محافظات سورية، من بينها دمشق، مستهدفاً مقر هيئة الأركان ومحيط القصر الرئاسي.
© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com)
قانوني وكاتب حاصل على درجة البكالوريوس في الحقوق، وأحضر حالياً لدرجة الماجستير في القانون الجزائي، انضممت لأسرة البوابة عام 2023 حيث أعمل كمحرر مختص بتغطية الشؤون المحلية والإقليمية والدولية.
الأحدثترنداشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن
اشترك الآن