قيمة الوطن للفرد والجماعة قيمة عظيمة، حيث يمثل الوطن الأساس الذي ينبني عليه الوجود الفردي والاجتماعي، فهو مصدر الهوية والانتماء والأمان. فالوطن يمنح الفرد إحساسا بالهوية والانتماء، وشعور الفرد بالانتماء لوطن عزيز قوي يرفع من كرامته وفخره، ويحفزه للعمل من أجل رفعة هذا الوطن وتطوره، فهو المكان الذي ينشأ فيه الإنسان ويتعلم لغته، وثقافته، وعاداته.
وتشمل هذه المسؤولية عدة جوانب من أهمها المسؤولية الجماعية: وهى تقتضي من الجميع التعاون والتكاتف من أجل دعم بعضهم البعض والعمل معا على حل التحديات التي تواجه المجتمع. والجانب الثانى المسؤولية الأمنية: وتقع على عاتق الجهات الأمنية ومؤسسات الدولة للحفاظ على الأمن الداخلي والخارجي، لكن دور المواطن أساسي أيضا فى هذا الجانب عبر احترام القوانين، ودعم أجهزة الأمن، وتقديم المعلومات اللازمة عند الحاجة. والجانب الثالث المسؤولية الاجتماعية: وتشتمل على تعزيز الروح الوطنية وغرس القيم الأخلاقية والإنسانية في الأجيال الجديدة، كي يكونوا مسؤولين تجاه وطنهم.
وينبغى أن يكون تقديم مصلحة الوطن على مصلحة الفرد أمرا جوهريا، لأن الوطن هو الحاضن لجميع الأفراد، وازدهاره يعود بالنفع على الجميع. وتقديم مصلحة الوطن يعني الحفاظ على حقوق الأجيال القادمة، بحيث نترك لهم وطنا مستقرا ومتطورا ينعمون فيه بالأمان والاستقرار. والأجيال الحالية تتحمل مسؤولية بناء مستقبل مشرق للوطن.
ومن أهم الأسباب التي تجعل مصلحة الوطن تتقدم على مصلحة الفرد: الأمان والاستقرار، فمصلحة الوطن تضمن الاستقرار والأمن للجميع. وعندما تكون الدولة قوية ومستقرة، يمكن للفرد أن يعيش بأمان ويمارس حقوقه بحرية، مما يوفر له بيئة داعمة لتحقيق طموحاته الشخصية. وتقديم مصلحة الوطن يعزز روح التضامن والوحدة بين أفراد المجتمع، مما يساعد على بناء مجتمع متماسك وقوي قادر على مواجهة التحديات والأزمات. والوحدة بين الأفراد تقود إلى مجتمع مترابط يسوده التعاون والسلام. وتحقيق التنمية والازدهار للوطن يحتاج إلى تضحيات جماعية. فعندما يضع الأفراد مصلحة الوطن أولا، تصبح موارد الدولة موجهة نحو المشروعات الوطنية التي ترفع من مستوى المعيشة وتحسن من الظروف العامة، مع الوضع فى الاعتبار حماية حقوق الأجيال القادمة.
وقرارات الأفراد التي تضع مصلحة الوطن أولا تؤدي إلى تأثير شامل يعم جميع أفراد المجتمع، وليس فقط على المستوى الشخصي. وهذا يجعل الوطن في موقف قوي، قادر على تحقيق مصالح جميع أبنائه.
باختصار، مصلحة الفرد ترتبط ارتباطا وثيقا بمصلحة الوطن، وبالتالي فإن تقديم مصلحة الوطن يضمن بيئة أفضل لكل فرد، ويحقق التوازن بين تطلعات الأفراد واحتياجات المجتمع ككل. وقيمة الوطن بالنسبة للفرد أنه الملاذ الآمن الذي يجد فيه الإنسان الحماية والدعم، ويسعى لبناء مستقبله فيه بأمان واستقرار.
وقيمة الوطن بالنسبة للجماعة أن فيه الوحدة والتماسك، فالوطن يجمع أبناءه تحت مظلة واحدة، وذلك يعزز التماسك الاجتماعي ويقوي الروابط بين الأفراد، ويمثل أيضا التطور والنمو، لأنه يوفر بيئة ملائمة لتطور المجتمع وتقدمه، من خلال المؤسسات، والقوانين، والموارد التي تتيح للجميع فرص النمو.
وعندما يدرك أفراد المجتمع قيمة الوطن، يتوحدون في مواجهة التحديات ويكونون على استعداد للتضحية والعمل من أجل خير الجميع.
اللهم احفظ مصر وأهلها، ووفق ولاة أمورها لما فيه خير البلاد والعباد.
[email protected]
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: أفراد المجتمع مصلحة الوطن
إقرأ أيضاً:
مناقشة سبل توطيد الأمن وتعزيز الخدمات الأساسية خلال زيارة محافظ درعا إلى بصرى الشام والصنمين ونوى
درعا-سانا
بحث محافظ درعا أنور الزعبي مع الفعاليات الرسمية والشعبية في منطقة بصرى الشام، مجموعة من القضايا الأمنية والخدمية الملحة، والتي من شأنها توطيد الأمن والأمان في المنطقة.
ونقل المحافظ تحيات السيد الرئيس أحمد الشرع الى أهل بصرى وقال: “إن السيد الشرع وعد بأن تكون درعا خلال السنوات القادمة منبراً اقتصادياً مهماً لأنها بوابة الشام وسوريا”، وأضاف: “إننا اليوم انتقلنا من مرحلة الثورة إلى مرحلة البناء التي تستوجب التكاتف يداً بيد لبناء اللبنة الأولى لتأسيس نظام عادل، يقوم على التشاركية والعدالة الانتقالية الحقيقية”.
مدير الأمن الداخلي بدرعا العميد شاهر عمران تحدث عن الأهمية التاريخية والسياحية والدينية للمدينة، وأكد ضرورة تفعيل دور المجتمع في تعزيز حالة الأمن والأمان، وضرورة حصر السلاح بيد الدولة.
الدكتور يوسف أحمد المقداد شدد على ضرورة العمل الجاد لتحقيق الأمن وملاحقة الدولة لفلول النظام البائد الذين مازالوا يعيثون فساداً، ويروعون الناس البسطاء، وأكد ضرورة تطبيق العدالة وإعادة الحقوق لأهلها بإشراف الدولة.
الشيخ عمران الفارس تحدث عن بناء المجتمع من خلال مبادرة تقوم على تشكيل هيئة عدلية مؤقتة للمدينة تعمل بشكل مستقل وعادل، مهمتها النظر في كل القضايا الأمنية.
وأكد العديد من الحضور ضرورة أن تقوم الدولة بدورها في تحقيق تنمية اقتصادية واجتماعية ترفع من سوية العيش، وتحقق الحد الأدنى من المعيشة الكريمة للمواطن، وبذل الجهود لتحقيق الأمان.
بدورهم أكد أعضاء من تجمع شباب بصرى ضرورة تفعيل دور الشباب، والاستفادة من توظيف طاقاتهم، وإشراكهم في عملية التنمية المستدامة.
من جهة ثانية بحث محافظ درعا خلال زيارته مدينتي الصنمين ونوى، برفقة مدير الأمن الداخلي بدرعا العميد شاهر عمران، الواقع الخدمي والاحتياجات الضرورية وسبل تعزيز حالة الأمن والاستقرار.
كما ناقش مع الفعاليات الأهلية والرسمية احتياجات المدينتين من الخدمات الأساسية، وسبل التعاون والتشاركية بين المجتمع المحلي والبلديات في تحسينها، وبما ينعكس إيجاباً على حياة المواطنين.
تابعوا أخبار سانا على