يتحدى فقدان يده بالعزف.. «أبوعيدة»: بحاول أنسى الحرب في غزة
تاريخ النشر: 31st, October 2024 GMT
بيد مبتورة وملامح طفولية وابتسامة صمود وجسد حفرت عليه الحرب آثارها المدمرة، يقف محمد أبوعيدة، 14 عاماً، ممسكاً بآلة «الكمانجة» الموسيقية بيده السليمة، بينما يقوم بتثبيت العصا التى يتم العزف بها على الأوتار داخل قميصه الذى يقوم بتحريكه بشكل يحاكى حركة الأطراف ليصدر أخيراً الصوت الذى يطرب أذن الطفل الغزّى، بعدما أصابته إحدى غارات سلاح الجو الإسرائيلى ليغوص تحت أنقاض منزله رفقة عدد من أفراد أسرته، شمال غزة، بعد شهر من عدوان الاحتلال، وتحديداً مطلع نوفمبر الماضى، قبل أن يتم استخراجه بعد ساعات من الاستهداف، ليمكث فى مستشفى الشفاء 60 يوماً انتهت ببتر ذراعه، لينضم بذلك إلى مصابى العدوان بإعاقات دائمة.
«أبوعيدة»، يقول إنه على الرغم من حزنه لفقد إحدى يديه فإنه لا يخفى سعادته بتمكنه من العزف مجدداً لأن العزف على «الكمان»، التى أصبحت آلته المفضلة عقب الإصابة، تساعده على الخروج من أجواء الحرب: «تعلم الموسيقى جزء أساسى من حياتى قبل الحرب، وكان عندى ساعات محددة فى اليوم للعزف لدرجة إنى أصبحت متمكن من استخدام آلة العود لحد ماصرت محترف بعد شهور قليلة من التعلم».
ويحكى الطفل المصاب: «ولكن بعد ما بتر الدكاترة نص إيدى صارت فكرة العزف على آلة العود مستحيلة، لأنه مفيش أصابع تضرب على الأوتار ودخلت فى حالة من الحزن والاكتئاب وقتها لأنى كنت متخيل إن حلمى انتهى للأبد»، ورغم الإعاقة والألم.
ويتابع: «كل ما بسمع صوت الموسيقى اللى بعزفها بنسى إنى فقدت إيدى وإنها مبتورة، وبتذكر إنى قوى وقدرت غصب عن الاحتلال أكمل حياتى وموهبتى، لأنى كنت معتقد فى أول الإصابة إنى ماضلش عندى القدرة على ممارسة الشىء اللى بحبه».
وبعد مرور ما يزيد على عام على حرب الإبادة الإسرائيلية، لا تزال محاولات «أبوعيدة» مستمرة للتغلب على إصابته: «صحيح أنا سنى صغير وإصابتى مش بسيطة، إلا إنى تحديت نفسى وصار عندى إرادة قوية وهى اللى كانت سبب فى انتصارى على إعاقتى وقدرت أعمل أشياء كتير تخيلت أنها أصبحت مستحيلة، إضافة إلى الاعتماد على نفسى فى كثير من الأحيان فى مختلف تفاصيل الحياة اليومية رغم صعوبة الأمر»، بينما يأمل أن تنتهى الحرب فى أقرب وقت ليتمكن من السفر إلى الخارج لتركيب طرف صناعى.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: غزة الإبادة الاحتلال مجازر الاحتلال
إقرأ أيضاً:
التمثيل بلا تجديد: التدوير السياسي يعمّق فقدان الثقة بالانتخابات
13 مايو، 2025
بغداد/المسلة:
افادت تحليلات بان المشهد الانتخابي العراقي سوف تمخض عن تكرار الوجوه ذاتها في الانتخابات المقبلة، مع بقاء الأحزاب النافذة في صدارة المشهد، رغم الدعوات المتكررة للتغيير والإصلاح.
وأكدت مصادر سياسية أن نسبة التغيير في الانتخابات المقبلة ضعيفة، مع عودة معظم الوجوه السياسية الحالية، خاصة تلك التابعة لأحزاب نافذة، مما يثير تساؤلات حول جدوى العملية الانتخابية في ظل هذه الظروف.
وتزايدت المخاوف من تأثير المال السياسي والضغوط على الناخبين، حيث بدأ حراك منذ أكثر من شهرين لجمع البطاقات الانتخابية باستخدام المال أو الضغط، حتى وصلت الأمور إلى مرحلة بيع الصوت مقابل مبالغ مالية، مما يهدد نزاهة العملية الانتخابية ويقوض ثقة المواطنين بها.
وتكررت هذه الظاهرة في الانتخابات السابقة، حيث شهدت انتخابات أكتوبر 2021 حالات فساد وعدم ثقة بالعملية الانتخابية.
وفي ظل هذه الظروف، أعلنت مفوضية الانتخابات اكتمال غالبية خطوات الجدول الزمني للتحضير ليوم الانتخابات، المقرر في 10 أكتوبر القادم، مشيدة بالدعم الدولي لإجراء الاستحقاق الانتخابي بشكل غير مسبوق، والذي أعطى زخمًا حقيقيًا لإنجاز ملف الانتخابات المبكرة .
وتدوير الوجوه السياسية القديمة في المشهد العراقي يمثل تكريسا لنمط من الجمود السياسي، حيث تُعاد الشخصيات نفسها إلى مواقع القرار، رغم تعاقب الأزمات وتبدّل الشعارات.
ويفسّر هذا التدوير بوصفه فشلاً للنظام السياسي في إنتاج نخبة جديدة قادرة على تمثيل الشارع وتمثّل تطلعاته، خاصة في ظل موجات احتجاجية متكررة عبّرت عن سخط عميق من الأداء السابق.
ويكشف استمرار هذه الوجوه عن وجود شبكات مصالح راسخة تفرض إيقاعها على الانتخابات، سواء من خلال القوانين المصممة على قياسها، أو من خلال أدوات التأثير كالإعلام والمال والسلاح غير الشرعي ما يبعث برسالة مفادها أن التغيير في العراق لا يتم عبر صناديق الاقتراع، بل يبقى محصورًا في إطار ضيق ترسمه إرادة القوى المهيمنة.
ويؤدي ذلك إلى إعادة تدوير الفشل، لا الأشخاص فحسب، إذ غالبًا ما ترتبط تلك الأسماء بتاريخ من التراخي أو الفساد أو تغليب المصالح الحزبية والطائفية على المصلحة الوطنية.
وتؤكد الدراسات السياسية أن النظم التي تعجز عن تجديد نخبها تميل إلى الاستبداد أو الانهيار، لأنها تقطع الصلة بين الشرعية الشعبية والتمثيل البرلماني.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post AuthorSee author's posts