آياتُ الله في زمننا: رسائلُ إلى الأنظمة قبل الأعداء
تاريخ النشر: 31st, October 2024 GMT
شاهر أحمد عمير
تشهد الساحة العربية والإسلامية اليوم أحداثًا تقفُ كآيات إلهية تجلّت من خلالها المقاومة ضد قوى الظلم والاستكبار، في غزة ولبنان واليمن والعراق وإيران. هذه الآيات الإلهية ليست مُجَـرّد أعمال مقاومة؛ بل هي تجسيد لحكمة الله وعدالته في مواجهة الأنظمة العربية والإسلامية المتخاذلة.
تتجلى هذه الآيات بعظمةٍ تفوق بعض آيات القصص القرآني، لتتناسب مع الظروف الراهنة وحجم التحديات التي تعيشها الأُمَّــة.
ما تقدمه المقاومة من تضحيات في مواجهة أمريكا و”إسرائيل” وأعوانهم يكشف تقاعس الأنظمة العربية، التي تُسوّق أعذارها لتبرير انصهارها مع قوى الظلم. هذه الأنظمة، المملوءة بالثروات والقوة، تفتقر إلى الإرادَة التي لو كانت مرتبطة بصدق مع الله لكانت أقدر على تحقيق نصرٍ كبير يفوق ما تحقّقه حركات المقاومة، التي تتحَرّك بإمْكَانات أقل لكنها محاطة بإرادَة وعزيمة لا تهزم.
إن الله -بحكمته العظيمة- جعل هذه الآيات تظهرُ في هذا الزمن، ليس فقط كرسالة للعدو، بل لتنبيه الأنظمة الغارقة في التخاذل والتبعية. ويذكرنا الله بهذه الآيات رحمةً منه وتحذيرًا للذين يخشون القوة الظاهرة دون خوف من الله القوي الجبار. وها نحن نرى مؤشرات تتصاعد بأن هذه الأنظمة لن تُترك دون حساب، فقد يقترب سحب النعم التي مكنهم الله فيها، ومنها الملك والأراضي المقدسة.
قد يكون هذا التحذير الإلهي بدايةً لمرحلة جديدة تمهّد لوعد الله بانتصار الحق على الظلم. فما نراه اليوم من صمود وقوة يمثل إشارة إلى قرب تغيّر موازين القوى لصالح من يخافون الله ويتحَرّكون وفق مسؤولياتهم الإيمانية.
إن هذه الآيات تدعو الأنظمة المتخاذلة إلى التفاعل بإيمان صادق؛ فالخوف من الله وحده هو الذي يصنع الأُمَّــة القادرة على مواجهة الظلم ونصرة المظلومين. وإن استمرّوا في الغفلة والالتحاق بالبطلان، فَــإنَّ عاقبة التخاذل والخيانة لا شك قريبة، ومصيرهم في قبضة الله العادل الذي يورث الأرض لعباده الصالحين.
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: هذه الآیات
إقرأ أيضاً:
بنزيمة يُطلق رسائل قاسية تكشف أزمة نجوم ريال مدريد!
معتز الشامي (أبوظبي)
في قراءة صريحة وعميقة لواقع ريال مدريد الحالي، قدّم النجم الفرنسي كريم بنزيمة تشخيصه لما يمر به الفريق الملكي، معتبراً أن المشكلة الأساسية لا تتعلق بالمدرب أو جودة العناصر، بل بـ«غياب الترابط والانسجام» داخل أرض الملعب.
جاءت تصريحات بنزيمة خلال حوار موسّع مع صحيفة «ليكيب» الفرنسية، على هامش وجوده في دبي مؤخراً استعداداً لاستئناف النصف الثاني من الموسم مع فريق الاتحاد السعودي، مثيرة وغير متوقعة.
حيث شدد بنزيمة، الذي يعرف دهاليز ريال مدريد جيداً، على أن الفريق يضم نخبة من أفضل لاعبي العالم، لكنه يفتقد وضوح الأدوار.
وقال: «ما ينقص ريال مدريد ببساطة هو الربط بين مبابي، فينيسيوس، بيلينجهام ورودريجو، كل لاعب يجب أن يعرف ماذا يفعل داخل الملعب، بيلينجهام صانع لعب وليس هدافاً، مبابي هو الهداف وليس صانع اللعب، فينيسيوس جناح أيسر وليس لاعب ارتكاز دفاعي، عندما يعرف الجميع أدوارهم، تُحل المشكلة».
وأكد بنزيمة أن الحديث هنا لا يتعلق بمستويات فنية، لأن «كل هؤلاء من بين أفضل عشرة لاعبين في العالم، وهم يلعبون في فريق واحد»، مشيراً إلى أن التحدي الحقيقي يظهر عندما تجتمع الأسماء الكبيرة في مكان واحد، حيث تتداخل الطموحات والشخصيات.
وعن دور المدرب تشابي ألونسو، كان بنزيمة واضحاً وحاسماً، حيث قال «المدرب لا يستطيع أن يفعل أكثر من ذلك، هو يختار الأسماء التي يرى أنها الأفضل، وبعدها تصبح المسؤولية على اللاعبين، إذا كان زميلك أفضل منك، عليك أن تتقبل ذلك. المشكلة ليست في تسجيل زميلك أهدافاً أكثر منك، بل في عدم تقبل هذا الأمر».
وأضاف أن وجود خمسة أو ستة نجوم كبار في فريق واحد يجعل إدارة الأدوار أمراً بالغ التعقيد، لأن الهداف دائماً ما يحظى باهتمام أكبر، «لكن الهدّاف لا يستطيع فعل كل شيء بمفرده، هو يحتاج إلى الآخرين».
وتوقف بنزيمة عند نقطة حساسة تتعلق بغياب اللاعب القائد داخل غرفة الملابس، قائلاً: «لم يعد هناك في ريال مدريد لاعب صاحب خبرة كافية ليقول لبيلينجهام أو مبابي أو فينيسيوس إنهم يخطئون في شيء ما، هذا يجعل الأمور أكثر تعقيداً المدرب يقول ذلك، لكن بطريقة مختلفة، كرة القدم اليوم معقدة، اللاعبون لم يعودوا يتحدثون مع بعضهم البعض».
واعتبر بنزيمة أن ثقافة «قمت بواجبي وسجلت أهدافي» باتت سائدة، وهو ما ينعكس سلباً على الروح الجماعية، مشدداً على أن تقبل النقد يمثل خطوة ضرورية للتطور، وقال: «النقد صعب دائماً، لكنه إذا أُخذ بشكل إيجابي، يجعلك أفضل، لك وللفريق، لكن بصراحة، مدريد صعب لأن هناك عدداً كبيراً من اللاعبين المميزين».
وعن كيليان مبابي، أكد بنزيمة ثقته في قدراته، قائلاً: «مبابي يسجل الكثير من الأهداف، وسيواصل ذلك كما فعل في باريس، لكن الأهم أن ريال مدريد تعاقد معه ليحسم المباريات في اللحظات الكبرى، هذا هو الضغط الذي يجب أن يتحمله، وأن يخطو تلك الخطوة الصغيرة ليصبح قائد الهجوم، هو من يجب أن يقود مدريد نحو الألقاب، ليس وحده، بل مع الآخرين».
كما تحدث بنزيمة عن الحسم في المباريات الكبرى، محذراً من التقليل من قيمة أي خصم «تسجيل ثنائية أو ثلاثية ليس أمراً سهلاً ضد أي فريق، اسم الخصم لا يعني أن المباراة سهلة، ما أعنيه هو المباريات التي يجب الفوز بها حتماً، هنا تظهر القيمة الحقيقية للاعب الكبير».
وفي ختام حديثه، تطرق بنزيمة إلى زين الدين زيدان، مؤكداً ثقته المطلقة في نجاحه أينما ذهب، وقال: «إذا أصبح زيدان مدربا لمنتخب فرنسا، سيتوّج بالنجاحات، زيدان رقم واحد، لا يحتاج للكثير من الكلام، العلاقة معه سلسة، وأنا واثق أنه سينجح في أي مهمة».