أكد تقرير للمركز الأوروبي للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن رئيس حكومة الوحدة المؤقتة عبد الحميد الدبيبة يعمل للبقاء في السلطة على حساب ليبيا، مدعوما من الحكومة الإيطالية.

وقال تقرير للمركز في بيان إن المشهد بات في ليبيا أكثر تعقيداً من أي وقت مضى وهو عبارة عن ساحة معركة تتنافس فيها مختلف التيارات السياسية، فيما أثار تعهد الدبيبة باتخاذ خطوة وصفها بالحازمة من أجل الوصول للانتخابات جدلاً واسعاً بين الليبيين.

وأشار التقرير إلى أن تصريح الدبيبة خلال لقائه الأخير مع عمداء بلديات من المنطقتين الشرقية والجنوبية رأى فيه مراقبون أنه يتجه صوب استفتاء لحل مجلسي النواب والدولة الاستشاري، فيما قلل آخرون من شأن تصريحاته معتبرين أنه لا يقوى على ذلك، بينما أشار سياسيون إلى أن مواصلة الدبيبة لأي تحركات في هذا الشأن ستفاقم الخلافات بينه وبين مجلس النواب.

وبحسب التقرير أكد المحللون أن الدبيبة يحاول من خلال الاستفتاء الدفع قُدماً نحو إقرار موازنته، بحجة التحضير للانتخابات ليس أكثر، فبحسب المادة السادسة من “خارطة الطريق” الموضوعة في منتدى الحوار السياسي الليبي والذي أوصل بالدبيبة الى رئاسة الحكومة في العام 2021، فإن تنفيذ الإجراءات المالية اللازمة للتحضير للانتخابات يوسع من صلاحيات السلطة التنفيذية الممثلة بحكومة الوحدة والمجلس الرئاسي.

في السياق ذاته  قال أعضاء بمجلس النواب الليبي إن الحديث عن إجراء المجلس الرئاسي استفتاء وما صرح به الدبيبة بهذا الشأن، مجرد كلام لا يمكن تطبيقه على الأرض، وهذا لخلط الأوراق، مؤكداً أن المجلس الرئاسي غير مؤهل لإجراء الانتخابات، وما يفعله لن يقدم أو يؤخر إلا لمزيد من خلط الأوراق.

وأضافوا أن الرئاسي والدبيبة يعلمان أن الرأي العام الليبي يتمنى الخروج من هذا المأزق وهم يدغدغون مشاعرهم بالحديث عن استفتاء بشأن مصير مجلسي النواب والدولة، وهذا التحرك من الرئاسي والدبيبة يبدو أنه للدفع نحو حوار سياسي جديد، تخرج فيه الأطراف بصفقة جديدة تمكنهم من الاستمرار في مناصبهم والدور حول ذات الأزمة.

ولفت تقرير المركز إلى أن تصريح الدبيبة أتى بالتوازي مع إشاعات قوية انتشرت مؤخرا حول اتساع هوة الخلافات بين الدبيبة ورئيس المؤسسة الوطنية للنفط فرحات بن قدارة .

وقال مراقبون تعليقا على نية الدبيبة البقاء لأطول فترة ممكنة في المشهد السياسي عبر إقصائه لمعارضيه وخاصة رئيس المؤسسة الوطنية للنفط الذي يقف عائقاً أمام الصفقات النفطية التي يقوم الدبيبة بعقدها مع الإيطاليين.

حيث سبق وأن أعلنت إيطاليا رسمياً عن الإنطلاق في تفعيل معاهدة الصداقة والشراكة والتعاون المبرمة بين روما وطرابلس في العام 2008، بمباركة من الدبيبة، وقامت شركة “إيني” الإيطالية بإستئناف أعمال الحفر البري داخل البلاد، في منطقة حوض “غدامس” في ظل اعتراض من قبل بن قدارة، على تحركات الدبيبة ومنحه العقود للشركات الأجنبية بما يتعارض مع مصالح البلاد.

وشدد مختصون في الشأن الليبي على أن الدبيبة يتحرك بخطا ثابتة نحو البقاء في السلطة، ضارباً بجميع مساعي توحيد الصف وإزاحة الخلافات السياسية بين الأطراف عبر تغييراته التي تحقق مصالحه في المرتبة الأولى وتزيد من وتيرة الخلافات. مستمدا قوته من الدعم الأجنبي له، بعد أن قدم للإيطاليين وغيرهم من الدول الأوروبية الموارد الليبية على طبق من ذهب.

كما حذروا من مخاطر تحركات الدبيبة على البلاد خاصة في قطاع النفط خاصة مع وجود خلافات جدية حول توزيع الإيرادات النفطية، وغياب التوازن في توزيع المناصب بين الشرق والغرب.

 

 

الوسومإيطاليا الدبيبة ليبيا

المصدر: صحيفة الساعة 24

كلمات دلالية: إيطاليا الدبيبة ليبيا

إقرأ أيضاً:

الدبيبة يدعو إلى إجراء انتخابات مباشرة.. رفض تمديد المرحلة الانتقالية

أكد رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية، عبد الحميد الدبيبة، الثلاثاء، أن رؤية حكومته تقوم على إنهاء المراحل الانتقالية عبر التوجه المباشر نحو الانتخابات، رافضًا أي محاولة لخلق فترات انتقالية جديدة.

وأوضح الدبيبة، خلال لقائه في طرابلس عددًا من أعضاء المجلس الأعلى للدولة (نيابي استشاري)، أن "التمديد (لمؤسسات قائمة) من خلال خلق مراحل انتقالية جديدة لا شرعية له ولا يمثل إرادة الليبيين"، مشددًا على أن "استفتاء الشعب الليبي على المسار المطلوب هو أداة مهمة لتجاوز حالة التقاعس من قبل رئاسة مجلس النواب، وما ترتب عليها من تعطيل متعمد لمسار الانتخابات".

ويأمل الليبيون أن تؤدي الانتخابات، التي طال انتظارها، إلى إنهاء الصراعات السياسية والمسلحة المتواصلة منذ الإطاحة بنظام معمر القذافي (1969–2011).

أمنيًا، تطرق اللقاء بين الدبيبة وأعضاء المجلس الأعلى للدولة إلى مستجدات الوضع الأمني ومسار توحيد المؤسسات، حيث شدد رئيس الحكومة على "استمرار جهود الدولة في إنهاء مظاهر التسلح خارج إطارها، وتعزيز دور مؤسسات الجيش والشرطة في حفظ الأمن والاستقرار".

كما أكد أهمية تنسيق الجهود بين المؤسسات السياسية والأمنية لدعم هذا المسار، بما يرسخ سلطة الدولة ويحقق تطلعات المواطنين في الاستقرار والعدالة.

وفي السياق ذاته، عقد مجلس النواب، الثلاثاء، جلسة في مدينة بنغازي (شرق) برئاسة عقيلة صالح، خُصصت للاستماع إلى برامج عدد من المترشحين لرئاسة الحكومة، على أن تُستكمل الجلسة الأربعاء، وفق بيان للمجلس.

وسبق أن أعلن المجلس، في 18 أيار/ مايو الجاري، مباشرة لجنة مكلفة من مجلسي النواب والدولة عملها في فرز ملفات المترشحين لتولي رئاسة حكومة جديدة، ستكون مهمتها الإشراف على إجراء الانتخابات.

لكن حكومة الوحدة تعتبر أن هذه التحركات تهدف إلى فرض فترات انتقالية جديدة، وتمديد سلطتي مجلسي النواب والدولة، مؤكدة أنها لن تسلم السلطة إلا لحكومة تُكلف من برلمان جديد منتخب.

ويأتي ذلك وسط انقسام مستمر بين حكومتين، الأولى معترف بها دوليًا وهي حكومة الوحدة الوطنية برئاسة الدبيبة، ومقرها طرابلس وتدير مناطق الغرب، والثانية مكلفة من مجلس النواب منذ مطلع 2022، ويرأسها أسامة حماد، وتتخذ من بنغازي مقرًا وتدير مناطق الشرق ومعظم الجنوب.

وكانت العاصمة طرابلس قد شهدت، قبل أكثر من أسبوع، اشتباكات بين قوات تابعة لحكومة الوحدة وتشكيلات مسلحة، إضافة إلى خروج مظاهرات متباينة بين مؤيدة ومناهضة للحكومة.

مقالات مشابهة

  • “الداخلية”: غرامة مالية تصل إلى (20,000) ريال بحق من يقوم من حاملي تأشيرات الزيارة بأنواعها كافة أو يحاول القيام بالدخول إلى مدينة مكة والمشاعر أو البقاء فيهما
  • كراسيس24: استمرار اعتماد الدبيبة على الميليشيات يهدد الأمن.. والتنافس على ملء فراغ “غنيوة” يقود لمواجهات جديدة
  • القضاء الليبي يعيد المشري رئيسًا للمجلس الأعلى للدولة ويفتح باب أزمة جديدة
  • البنتاغون في حالة تأهب: موقع إيطالي يكشف عن سلاح صيني “شبح” يتجاوز أقوى دفاعات أمريكا
  • عائلات إسرائيلية تفند ادعاء نتنياهو “تحقيق إنجازات” بالحرب
  • مجلس النواب الليبي يكمل الاستماع لبرامج مرشحي رئاسة الحكومة الجديدة
  • البرلمان الليبي.. سلطة تائهة بين شرعية الماضي ومصالح البقاء
  • راموفيتش: “نطمح لانهاء الموسم في المركز الثاني والتأهل لرابطة أبطال إفريقيا”
  • الدبيبة يدعو إلى انتخابات مباشرة لإنهاء الانقسام في ليبيا
  • الدبيبة يدعو إلى إجراء انتخابات مباشرة.. رفض تمديد المرحلة الانتقالية