إسرائيل تنسف مئات المباني في جنوب لبنان
تاريخ النشر: 1st, November 2024 GMT
كتبت" الشرق الاوسط": أظهرت صور الأقمار الاصطناعية والفيديوهات دماراً واسع النطاق في ست قرى على الحدود الجنوبية للبنان مع إسرائيل، حيث تظهر تدميراً كلياً أو جزئياً لـ1085 مبنى منذ 1 تشرين الأول. وأكدت صحيفة «نيويورك تايمز»، في بداية هذا الشهر، باستخدام صور الأقمار الاصطناعية، تدمير العشرات من المباني في قريتين أخريين.
وتعرض الصور، وفقاً لـ«نيويورك تايمز»، لمحة فقط عما يجري في جنوب لبنان، حيث ما زالت درجة الأضرار غير واضحة بسبب عدم إمكان الوصول لتلك المناطق منذ بدء العملية البرية الإسرائيلية.
وتقول إسرائيل إن عمليتها البرية في جنوب لبنان تهدف إلى إعادة الإسرائيليين إلى منازلهم في الشمال. وتتهم «حزب الله» بوضع بنية تحتية عسكرية في المناطق السكنية.
وفرّ العديد من الأشخاص من المنطقة، حيث أصبحت بعض البلدات خالية تماماً من السكان، وتشير الأمم المتحدة إلى أن 1.4 مليون شخص قد نزحوا عبر البلاد.
The Israeli invasion is going according to plan - its slow pace is not the result of fierce resistance. What makes me say that? The level of destruction we’re seeing in the South. Lebanese villages have been completely razed to the ground (here Mhaibib). Thread with images???? pic.twitter.com/tjUQxpt6hr
— Georges Haddad ???????? (@Georges__Haddad) October 30, 2024 وفقاً لتحليل صحيفة «ذا تايمز» الأخير، يبدو أن قرية محيبيب قد تم تدميرها تقريباً بالكامل، إذ لا يزال عدد قليل من المباني قائماً. وفي خمس قرى ومدن أخرى، تم تحويل أحياء بأكملها إلى أنقاض.وتظهر مقاطع فيديو نشرها الجيش الإسرائيلي وبعض الجنود على وسائل التواصل الاجتماعي، وتحققت من صحتها صحيفة «ذا تايمز»، أنه تم تفجير ما لا يقل عن 200 من المباني بوضع المتفجرات فيها ثم نسفها عن بعد.
وتشير «نيويورك تايمز» إلى أنه رصد النسف المتعمد في خمس من البلدات الست وهي: بليدة وكفر كلا ومحيبيب ورامية وعيتا الشعب. ولم يجب المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي بخصوص التدمير في تلك القرى، وقال فقط إن إسرائيل تضرب الأهداف العسكرية لـ«مواجهة التهديد المستمر الذي يشكله (حزب الله) للمنازل والعائلات الإسرائيلية».
وأوضح الجيش الإسرائيلي، في بيانات نشرت على وسائل التواصل الاجتماعي، أن قواته عثرت على أنفاق لـ«حزب الله» تحت منازل ومبان أخرى في ميس الجبل وكفر كلا ومحيبيب وعيتا الشعب ثم دمرتها.
(800 kilo explosives detonated here)
Footage sourced from the private accounts of soldiers in the 603rd Combat Engineering Battalion.
I chose not to add my watermark, as I prefer to avoid it when publishing content related to Lebanon. pic.twitter.com/bQn3TcSWNe
ولاقت بلدة ميس الجبل الدمار الأشد، وفقاً للصحيفة، حيث كانت تضم قبل الحرب نحو 8000 نسمة. تم تدمير 311 مبنى على الأقل، كلياً أو جزئياً.
في مدينة بليدة، تم تدمير 168 مبنى على الأقل، بما فيها مسجد في مبنى قديم وانهارت منارته. في عيتا الشعب، أظهرت صور الأقمار الاصطناعية أنه تم تدمير 206 مبان على الأقل، مما أدى تقريباً إلى تسوية الجزء الشرقي من القرية بالكامل.
في كفر كلا، أكبر المدن الستة التي حللتها الصحيفة، والتي كان تعداد سكانها قبل الحرب نحو 10 آلاف نسمة، دُمر بشكل كلي أو جزئي 284 مبنى على الأقل.
ودُمرت قرية محيبيب الصغيرة تقريباً بالكامل في عمليات نسف، وفقاً لما أظهرته مقاطع الفيديو. بينما أظهرت صور الأقمار الاصطناعية أنه تم تدمير ما لا يقل عن 76 مبنى.
وكذلك أظهرت صور الأقمار الاصطناعية أنه تم تدمير ما لا يقل عن 40 مبنى في قرية رامية. حيث ظهر في أحد مقاطع الفيديو نشره جندي إسرائيلي على «إنستغرام»، وتم التحقق من صحته، وأعاد نشره الصحافي الفلسطيني يونس طيراوي على منصة «إكس»، جنود وهم يعدّون تنازلياً قبل تفجير جزء كبير من القرية. ثم يُسمع صوت الجنود وهم يهتفون عندما يرتفع عمود دخان كبير.
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: نیویورک تایمز على الأقل تم تدمیر أنه تم
إقرأ أيضاً:
خريطة الموت في غزة.. هكذا يحول الاحتلال ملاذ النازحين الأخير إلى مصيدة للقتل
الثورة / افتكار القاضي
في حين تتواصل في العاصمة المصرية القاهرة المفاوضات بين حماس والاحتلال للتوصل لاتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى وفق خطة ترامب لإنهاء الحرب على غزة ..تتعالى أصوات القصف الصهيوني فوق صرخات المدنيين النازحين فيما تبقى من مدينة غزة، حيث تكدس أكثر من مليون فلسطيني في المدينة التي تتحول يوما بعد يوم إلى ركام.
حيث انهارت الأبراج، ومُحيت المخيمات، وتعرضت مراكز الإيواء للقصف والتدمير ، لتتشكل خريطة جديدة لا تُرسم بالصدفة، بل وفق خطة لإعادة تشكيل المشهد السكاني عبر نزوح قسري متدرج.
وأشارت صور الأقمار الصناعية وبيانات النزوح وشهادات الميدان إلى خيط واحد يربط بين التدمير الممنهج ودفع السكان نحو الجنوب، حيث روّج الاحتلال لما سماه مناطق إنسانية، بينما هي في الواقع بؤر اختناق ومعاناة.
تدمير ممنهج
وأظهرت صور الأقمار الصناعية الصادرة عن مركز الأمم المتحدة للأقمار الصناعية (يونوسات) ارتفاع عدد المباني المدمرة شمال القطاع إلى 42 ألفا و470 مبنى حتى 8 يوليو 2025، مقارنة بـ33 ألفا و837 مبنى في 25 فبراير/شباط 2025.
وعكس هذا الفارق، الذي يقارب 9 آلاف مبنى خلال أقل من 5 أشهر، مرحلة جديدة من العمليات الإسرائيلية، حيث أصبح الاستهداف ممنهجا للكتلة العمرانية بهدف دفع السكان قسرا نحو الجنوب، ضمن سياسة أشبه بـ”الأرض المحروقة”.
إخلاء قسري تحت النار
وفي مدينة غزة وشمالها يسكن أكثر من 1.3 مليون نسمة، بينهم نحو 398 ألفا من محافظة شمال غزة نزح معظمهم إلى غرب المدينة، إضافة إلى أكثر من 914 ألفا من سكان محافظة غزة، بينهم نحو 300 ألف اضطروا لترك الأحياء الشرقية نحو وسط المدينة وغربها.
لكن هذا النزوح لم يكن اختيارا طوعيا، بل وقع تحت القصف والدمار الهائل حيث نفذت قوات الاحتلال عمليات إخلاء قسري استهدفت نحو 140 مخيما ومركز إيواء في شمال غزة، إلى جانب أحياء التفاح والشجاعية شرق المدينة وحي الزيتون جنوبها.
وأظهرت صور الأقمار الصناعية لمخيمات النازحين في حي الزيتون اختفاء المخيمات بالكامل عقب العمليات العسكرية المكثفة، في مشهد لخص التهجير القسري الممنهج الذي أفرغ الأحياء من سكانها بصمت وأعاد رسم الخريطة السكانية بالقوة.
وكشف تحليل صور الأقمار الصناعية من 4 يوليو إلى 4 سبتمبر 2025 عن حركة نزوح كثيفة نحو غرب المدينة ومخيم جباليا، حيث انتشرت خيام جديدة على مساحات ضيقة. وأدى ذلك إلى تكدس عشرات الآلاف من المدنيين في ظروف معيشية قاسية وخطر الاستهداف المباشر.
استهداف الملاذات الأخيرة
وصعّد الاحتلال، في إطار سياسة التهجير القسري، استهداف المباني السكنية العالية التي باتت ملاذا لأسر فلسطينية.
ومنذ سبتمبر الماضي دمّر الاحتلال عشرات المباني السكنية والابراج مما أدى إلى تهجير مئات الأسر دفعة واحدة.
ونشر الاحتلال الشهر الماضي خريطة لما سماه منطقة إنسانية جنوب غزة، داعيا سكان شمال ووسط القطاع للنزوح إليها.
لكن تحليل صور الأقمار الصناعية كشف أن المساحة الإجمالية للخريطة تبلغ نحو 43 كيلومترا مربعا، منها 17 كيلومترا مشغولة بخيام نازحين وأراضٍ زراعية وأحياء مدمرة، لتتبقى نحو 10 كيلومترات مربعة فقط صالحة نسبيا لإقامة مخيمات جديدة.
ولم تُظهر المساحة المعلنة سوى شريط ضيق شديد لا يكفي لمئات آلاف المدنيين، مما حوّل المنطقة الإنسانية إلى أداة دعائية لشرعنة التهجير القسري بدلا من توفير بيئة إنسانية آمنة.
ومع استمرار النزوح تحت القصف، كشفت صور الأقمار الصناعية عن تكدس خيام جديدة في دير البلح وخان يونس، أبرزها غرب مدينة حمد، حيث بلغت مساحة انتشارها نحو 1.25 كيلومتر مربع فقط ، محوّلة الخريطة الإنسانية إلى مصيدة اكتظاظ تحت القصف.
واستخدم الاحتلال الخريطة كأداة دعائية لتسويق التهجير القسري كخيار إنساني، غير أن الواقع يروي قصصاً مروعة للموت قصفا وتجويعا لأكثر من مليوني فلسطيني يختنقون في بقعة ضيقة في مشهد يعكس حجم المأساة الإنسانية التي صنعها الاحتلال الصهيوني في قطاع غزة على مدى عامين من حرب الإبادة والتجويع والتدمير الممنهج .