جريدة الرؤية العمانية:
2025-12-04@08:29:05 GMT

رسالة "لافي" الصغير إلى نتنياهو

تاريخ النشر: 3rd, December 2025 GMT

رسالة 'لافي' الصغير إلى نتنياهو

 

 

 

ماجد المرهون

[email protected]

 

 

 

عزيزي نتنياهو، أُخاطبك بصفتك أب عاش مرحلة تربية أبنائه وما يخالطها من مشاعر الأبوةِ والطفولة، وبصفتك رئيس حكومةٍ عايش مراحل تدرج المناصِب والمهام وعاصر أهم أحداثِها... شلومو وبعد

 

لقد رأيت الليلة الماضية صورًا مُتداولة عبر مواقع التواصل الاجتماعي لمناسبةِ عرس أقيم في إحدى مُمتلكاتنا التي وعدنا بها الرب وهي غزة كما تعلم، ولا أخفيك أني في البدايةِ تفاعلت قليلًا معها، وسَرحت بأفكاري بعيدًا إلى ثقافة النَّاس هناك وعاداتُهم وتقاليدهم من حيث الأزياء والألوان والأغاني والتي تختلف عنَّا جذريًا وفي كل شيء، وما أن بدأت استشعر شيئًا من السعادة حتى أعادني ضميري الحي إلى الواقع ومُنبهًا لي بأنَّ ذلك الشعور خاطئ ولا يجوز، فهو يحمل نوعًا من التعاطف مع الأعداء، وقد خفت لحظتها على نفسي من سيطرةِ فكرة الفرح مع الصور وعلى مشاعري فتكبر مُستقبلًا وتُصبح أفكاري لاحقًا إرهابية ومُعادية للسامِّية، وهذا فكر مُحرم علينا حتى في أحلامنا كما هو مُحرمٌ على كل سكان الأرض من الأغيار الذين خُلقوا لخِدمتنا.

 

قررتُ تنبيهك مع اعتِقادي الجازم بأنَّك تعلم كُل شيء، وحكومتك تُسيطر على كُل ما ينشرهُ ويتداوله الناس في العالم، ولا أشُك أن غزة ستستعصي عليك وأنت قادر على مُراقبة الدول التي تبعد عنها بآلاف الأميال، وإنما خطابي هذا من باب "لا تنسوا فعل الخير وتشاركوا ما لديكم" حسب ما جاء في وصايا كتابنا المُقدس، لذلك أكتُب إليك بقصد فعل الخير ومُشاركتك ما لدي وما أفكر به، وكُلي ثقةٌ بأنك ستقوم باللازم إزاء الفرح الذي يشعر به الفلسطينيون في احتفالهم بالعرس وسوف تضمنُ عدم حدوث ذلك مُجددًا.

 

سيدي، أعلم أن ربَ حكومتكم أمركُم بتحطيم وتدمير كُل ما يُقيمهُ الأعداء في غزة وغير غزة، كما أعلم بأنكم تبتهجون بمُشاهدةِ الدمار الذي أحدثتموه وعندي نفس ذلك الشعور الجميل وهو شعور مُتبادل لدى كُل المُستوطنين القادمين من كُل مكان إلى أرض الميعاد، ولكن أعداءنا الفلسطينيين يحتفلون بين الأنقاض ولاحظت أن بعضُهم كان يبتسِم والبعض يرقص وقد هالني ما رأيت، فأين ذهب قتل عددٍ كبيرٍ منهم كما تزعمون؟! وأين هو الحصار المُقدس والتجويع المُبجَّل الذي تمارسونه عليهم منذ أعوام؟! ولماذا لم تَتدارك الأمر وتأمر أحد مُقاتلينا الأخلاقيين العظماء بقصف ذلك العرس بقاذفة أصدقائنا الأمريكيين وقتل كُل من فيه حتى لا يجرؤون في المُستقبل على القيام بمثلِ تلك الأمور المُستفَزة؟!

 

بابا نتنياهو، لقد رأيت طفلًا في ذلك العرس وهو يضحك وبيده قِطعةُ حلوى وأنت تعلم بأنه سيكبر ويتحول إلى إرهابي يعادي السامية ويعادي إسرائيل بحجة الدفاع عن الوطن، ولكنك لم تفعل شيئًا وتركتهُ ليبقى حيًا وكان من واجبك الأبوي أن تسرق روحهُ قبل ضحكاته وتُرسله إلى العالم الآخر قبل أن يُشكِّل علينا خطرًا وجوديًا وتهديدًا لأمن دولتنا واحة السلام الوحيدة في المِنطقة.

 

لقد كان عُرسًا جماعيًا وتعلم ما يعنيه ذلك، وإن كُنت لا تعلم فإنِّه تشكيل أُسرٍ جديدةٍ وعوائل مُتعددةٍ ومواليد ويعني أنهم يتكاثرون في الوقت الذي نتناقص نحن فيه، فأنا وحيد أهلي وكم كنت أتمنى أن يكون لي إخوة، وللأسف ليس لدي أصدقاء سوى كلبي "لوي" ولُعبة ترامبولين في فناء المنزل وأخاف الخروج لأني أسمع طنين صافرات الإنذار في أُذنَّي باستمرار وإن كانت مُتوقفة وأكره رائحة الملاجئ تحت الأرض، بينما تجد في كُل أُسرة من أعدائِنا مجموعة كبيرة من الإخوة والأخوات وليس لديهم كلب ولا ألعاب ولا صافرات إنذار ولا ملاجئ، فلماذا تسمح حكومتكم الذكية بتكاثرهم وفي نفس الوقت تسمح بتناقُصنا؟! إن مُزدوجي الجنسية وحملة الجوازات المُتعددة من الذين تستجلبونهم يُغادرون وبكل بَساطة، وقد غادر منهُم الكثير كجيراننا "ديفيد وشمعون ومزراحي" وأبناؤهم معهم بعد أن أطلقوا سراح كلابهم، وأخشى أن تتبعهم أنت وأبقى أنا هنا وتزداد وحدتي لأني لا أحمل سوى جوازًا واحدًا فقط، ولم تتمكن أمي "سارة" من الرحيل بعد أن مات والدي في إحدى دبابات الميركافا الأسطورية، ولا زلت أشعر بالحزن وأمي تبكي كُل يوم والفلسطينيون في غزة يحتفلون.

 

رأيت على الأنقاض الرائعة لإحدى البنايات السكنية التي قُمتم بقصفها علمًا كبيرًا جدًا لما يُسمى بدولةِ فلسطين ويتوسطه المُثلث الأحمر الرهيب الذي أرعبنا خلال الفترة الماضية ولا يزال مُستمرًا، كما رأيت الجميع في مُناسبة العرس وهم يحملون أعلام دولتهم المزعومة ويلبسون أزياءً تحمل نفس ألوان العلم، وإني أسألك هنا عن كيفية تمسُّكهم بتلك الروح الوطنية لأرضِهم وبلادِهم وأنتم تقولون نحن أبناء الرب وإننا الأصل والأحق بالمكان بينما نُشاهد علم دولتنا من النهر إلى النهر وهو يُحرق في كُل مكان من العالم وتطأه الأقدام؟! بل إن الإسرائيلي بات يخاف على نفسه عند سفره إلى الخارج ويتخفى ويتنكَّر ويُخفي جنسيته ومرجعيته تحت جنسيات وأصولٍ أخرى، وفي المُقابل تُرفع إعلام فلسطين وتُرفرف في كُل الدول باستثناء القليل جدًا منها، وأسألك لماذا يتردد أحدنا في اعتمار "الكيباه" كمة الرأس خارج إسرائيل على النقيض من الكوفية الفلسطينية والتي يتوشحها كل إنسان يتحدث عن الحرية سواءً في المُظاهرات حول العالم أو في اللقاءات الإخبارية والصحفية ومواقع التواصل؟!

سيدي رئيس الوزراء، أعرفُ أني طفلٌ إسرائيلي وأتميز عن كُل أطفال العالم نظرًا للتفضيل الذي استقِّل به من الولادةِ عن الجميع، وبحسب ما تعلَّمتُه في المدرسة وما أخبرنا به رجال الدين وكبار الشخصيات في حكومتكم، وأعلم أنه في حال ردك على رسالتي هذه ستقول إن ما نتعرض لهُ إنما هو اختبار من الرب، وأن عقدة العقد الثامن الوشيكة ليست إلا مُجرد خُرافات وأوهام وأننا سنعيشُ بعد انجلاء هذه المِحنة ألف عامٍ قادمٍ في رخاء، ولكني لا أرى بأنك قادر على ضمان ذلك وأنت لم توقف مُجرد عرسٍ في غزة وسمَحت لأهلها بالفرح والضحك والغِناء، وتشاهد أطفالهُم بملابِس مُهترئة لا تقيهم البرد يضحكون، ويلعبون بين خراب بيوتهم تحت المَطر جياعًا دون أن تُحرك ساكنًا، ويبدو لي أن جنودك تأثروا بمفهوم الإنسانية ويستمتعون بوقتِهم وهم متوقفون عن قتل المَدنيين من أعدائِنا الفلسطينيين لا سيَّما الأطفال والنساء، فهلا فعلت شيئًا لتمسح عنهُم كل مظهرٍ للراحة والترويح كما فعلت في السابق؟! لتعود علينا صور الدمارِ والخراب والدماء والأشلاء والبكاء بالفرح والسرور.

أرجو أن يكون ردك في رسالةٍ مكتوبة بخط يدك لأني لا أضمن مواقع التواصل فهناك من يراقب على الدوام، ولأنك ستُخلَّد من العظماء فتبقى رسالتك عندي للذكرى كرسائل بن جوريون وجولدا مائير.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

اليوم.. أولى جلسات محاكمة سفاح الإسماعيلية الصغير في واقعة الصاروخ

تنظر محكمة جنايات أحداث الطفل بمحافظة الإسماعيلية، اليوم  الثلاثاء ، قضية مقتل طفل علي يد زميله في الواقعة المعروفة إعلاميا بقضية الصاروخ الكهربائي.
 

وحصل « صدي البلد »، علي أمر إحالة المتهم يوسف ايمن.

وبحسب أمر الاحالة : أنه في الفترة ما بين 15 و17 يوليو 2025 وفي يوم 12 أكتوبر 2025 بدائرتي قسم شرطة أول الإسماعيلية، حال كونه طفلا جاوز سنه الثانية عشرة ولم يجاوز خمس عشرة سنة ميلادية كاملة.

1- قتل الطفل المجني عليه محمد.أ عمدا مع سبق الإصرار على ذلك بأن بيت النية وعقد العزم على قتله خشية افتضاح أمره السابقة قيامه بسرقة الهاتف المحمول الخاص بالمجني عليه - محل الاتهام الثالث - ونفاذا لمخططه الإجرامي هيأ مسكنه لذلك، وأعد سلاحين أبيضين ومطرقة وما يصلح لستر الأثر وطي الجريمة من أدوات يجعل بها من جسد المجني عليه شيئًا لا يُستدل عليه؛ واستدرجه إلى مسكنه تحيلا بزعم رد هاتفه المسروق إليه، وما إن ظفر به بداخله حتى أطبق بيديه على عنقه يخنقه ثم كال له ضربات على رأسه بالأداة الموصوفة "مكواة " فأعدمه مقاومته، فأحكم وثاق يديه وقدميه باللاصق البلاستيكي، واقتاده جرًا إلى دورة المياه، حيث أخذ المجني عليه في استعادة وعيه فعاجله المتهم بطعنات وضربات بالسكينين والمطرقة قاصدًا إزهاق روحه فأحدث به الإصابات الواردة بتقرير الصفة التشريحية والتي أودت بحياته، ثم مزق جثمانه الأشلاء مستخدمًا الأداة الموصوفة "صاروخ كهربائي" وألقاه في أماكن مهجورة بدائرة المركز، حيث تم العثور عليها فيها - على النحو المبين بالتحقيقات.

2- خطف المجنى عليه سالف الذكر تحيلا، بأن أوهمه باعتزامه رد هاتفه المحمول الذي كان قد سرقه منه بتاريخ سابق - محل الاتهام الثالث - واستدرجه بتلك الحيلة من المدرسة محل دراستهما لمسكنه محل ارتكاب الواقعة، مبعدا إياه عن أعين ذويه وكان ذلك بقصد ارتكاب الجريمة محل الاتهام السابق، وذلك على النحو المبين بالتحقيقات.

3ـ سرق المحمول المملوك للمجني عليه آنف الذكر هاتف محمول والمبين وصفا وقيمة بالأوراق وكان ذلك بطريق المغافلة حال تواجده برفقته أمام أحد المحال التجارية وذلك على النحو المبين بالتحقيقات.

4ـ أحرز سلاحين أبيضين وسكينين دون مسوغ قانوني على النحو المبين بالتحقيقات.

5ـ أحرز أدوات مما تستخدم في الاعتداء على الأشخاص صاروخ كهربي مكواة، دون أن يكون لإحرازها مسوغ قانوني أو مبرر من الضرورة المهنية على النحو المبين، وبناءًا عليه يكون المتهم قد ارتكب جناية وجنحة الطفل المؤثمتين بالمواد ۱/۲۹۰،۲۳۱،۲۳۰ ۳۱۸ من قانون العقوبات وبالمواد ۲۵،۱/۱ مكرر / 1/1،30 من القانون رقم 394 لسنة ١٩٥٤ المعدل بالقوانين أرقام 165 لسنة 1981، 5 لسنة 2019، 136 لسنة 2022 والبندين رقمي (6) (7) من الجدول رقم (1) الملحق بالقانون الأول والمعدل بقرار وزير الداخلية رقم 1756 لسنة 2007 وبالمواد 95،101،109،122 /1من القانون 12 لسنة 1996المعدل بالقانون 126 لسنة 2008

لذلك، وبعد الاطلاع علي نص المادة 214 من قانون الإجراءات الجنائية:

نأمر أولا - إحالة القضية إلى محكمة جنايات الطفل بالإسماعيلية بدائرة محكمة الإسماعيلية الابتدائية لمعاقبة المتهم طبقًا لأمر الإحالة وقائمة أدلة الثبوت المرفقين مع استمرار إيداعه على ذمة المحاكمة الجنائية.

ثانيا - ندب المحامي صاحب الدور للدفاع عن المتهم.

ثالثا - إرفاق تقرير الباحث الاجتماعي والنفسي للمتهم.

رابعا - إعلان المتهم وولي أمره بأمر الإحالة وقائمة بأدلة الثبوت

طباعة شارك الإسماعيلية سفاح الإسماعيلية الصغير حوادث الإسماعيلية

مقالات مشابهة

  • مكتب نتنياهو: الرفات الذي تسلمناه من غزة يخص الأسير التايلاندي سوتيساك رينتالاك
  • سعد الصغير يستضيف المطربة أنغام البحيري في "سعد مولعها نار"
  • ما الذي سيفعله ترامب إزاء تجاهل نتنياهو الواضح لأهدافه في سوريا؟
  • ريان رينولدز يتلقى إشادة مفاجئة من ابنه الصغير
  • اليوم.. أولى جلسات محاكمة سفاح الإسماعيلية الصغير في واقعة الصاروخ
  • بعد 5 سنوات غياب.. سعد الصغير يخوض سباق رمضان 2026 بـ (فرصة عمل)
  • سعد الصغير يعود للدراما بمسلسل فرصة عمل .. رمضان 2026
  • سعد الصغير يستعد للعودة إلى الدراما
  • عقل: “ترامب هذا الذي يزعم أنه زعيم العالم يهدد الجميع.. ويجب أن يتوقف عند الأردن “