وزارة الثقافة تعلن حوافز جديدة لدعم الناشرين المصريين في معرض القاهرة الدولي للكتاب
تاريخ النشر: 1st, November 2024 GMT
أعلن الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، عن تخفيضات خاصة لأسعار إيجارات أجنحة الناشرين المصريين المشاركين في معرض القاهرة الدولي للكتاب، بدورته الـ56، المقرر إقامتها نهاية يناير 2025، تحت رعاية فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، في خطوة تعكس مدى اهتمام الدولة المصرية بدعم صناعة النشر، من خلال معرض القاهرة الدولي للكتاب.
ويأتي ذلك بالتزامن مع إغلاق باب اشتراك الناشرين في النسخة الـ56 من المعرض، والتي شهدت إقبالاً كبيراً من الناشرين المصريين والعرب والأجانب للمشاركة في المعرض.
وقال وزير الثقافة، إنه في إطار الإيمان العميق للدولة المصرية، بأهمية الثقافة كقوة ناعمة تعكس ريادة مصر الحضارية، تسعى وزارة الثقافة إلى دعم صناعة النشر بكل ما تمتلك من إمكانات، إدراكاً منا أن الكتاب ليس مجرد سلعة تُباع وتُشترى، بل هو جسر يمتد بين الأجيال ونافذة للشعوب على آفاق أرحب من الفكر والإبداع.
وأكد هنو أن الثقافة هي القلب النابض للمجتمع، وأن الكتاب المصري يحمل رسالة حضارية تسعى الدولة لترسيخها إقليمياً ودولياً، لتعزز مكانة مصر كمركز إشعاع ثقافي يثري العالم بالفكر والمعرفة.
وأضاف وزير الثقافة أن التخفيضات شملت جميع شرائح الناشرين بشكل عام، والشرائح الأولى للناشرين بشكل خاص، بالإضافة إلى تخصيص جناح مجاني بمساحة 45 متراً لاتحاد الناشرين يشارك فيه دور النشر الناشئة. جاء هذا القرار لدعم الناشرين المحليين، وخاصة في الشرائح الثلاث الأولى، مما يمنحهم فرصة أوسع للوصول إلى جمهور أكبر، وتقديم إصداراتهم بأسعار مناسبة تعزز من انتشار الثقافة والمعرفة بين الناس.
وقال: "إيماناً من وزارة الثقافة بدور الكتاب في تشكيل الوعي ورسم ملامح الهوية، أطلقنا مبادرات متتالية لدعم صناعة النشر، باعتبارها القوة الناعمة التي تحمل رسالة مصر للعالم. هذا الدعم ليس مجرد رعاية لقطاع اقتصادي، بل هو استثمار في نشر فكر مستنير ينقل للعالم عمق الإرث الثقافي المصري وريادته، عبر مساندة الناشرين وتيسير مشاركتهم في الفعاليات الثقافية."
ومن جانبه، قال الدكتور أحمد بهي الدين، رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب، إن اللجنة العليا لمعرض القاهرة الدولي للكتاب وضعت الناشر المصري في صدارة أولوياتها، إيماناً منها بأن الكتاب هو نبض الوعي الذي يسري في عروق الأمة، خاصة وأن الدولة المصرية تسعى من خلال هذه المبادرة إلى ترسيخ مكانة الكتاب المصري في سوق الثقافة، وإتاحة فرصة ذهبية أمام القراء للغوص في عوالم جديدة من المعرفة.
وأضاف رئيس هيئة الكتاب أن المعرض شهد إقبالاً كبيراً على المستوى الإقليمي والدولي للاشتراك في هذا الحدث البارز، مؤكداً أن هذا الدعم يعد خطوة استراتيجية تنبض بالتقدير لكل حرف وُلد على أرض مصر، ويؤكد على أن الثقافة ليست مجرد كلمات تُكتب، بل هي رسالة تتجلى في كل زاوية من أروقة المعرض، لترتقي بذوق المجتمع وتبني جيلاً قارئاً وواعياً.
وكانت «اللجنة الاستشارية العليا لمعرض القاهرة الدولي للكتاب» بدورته الـ56، قد استقرت على اختيار شخصيتي المعرض للدورة المقبلة، حيث وقع الاختيار على اسم العالم والمفكر د. أحمد مستجير ليكون شخصية معرض القاهرة الدولي للكتاب، والكاتبة الكبيرة فاطمة المعدول شخصية معرض كتاب الطفل.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الدكتور أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة معرض القاهرة الدولي للكتاب الرئيس عبد الفتاح السيسي معرض القاهرة الدولی للکتاب
إقرأ أيضاً:
مصر في قلب المعركة.. جهود دبلوماسية وإغاثية متواصلة لدعم غزة وإنقاذ الأرواح
منذ عقود طويلة، لم تكن مصر يومًا على هامش القضية الفلسطينية، بل كانت دومًا في صدارة الفاعلين الإقليميين الذين انحازوا بثبات لحقوق الشعب الفلسطيني.
واليوم، ومع اشتداد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر 2023، تجد القاهرة نفسها من جديد في مواجهة اختبار تاريخي، بين ضغوط دولية هائلة، وتعقيدات ميدانية غير مسبوقة، ومطالب إنسانية لا تحتمل التأجيل.
وبين أروقة المفاوضات السياسية وقوافل المساعدات المتدفقة عبر معبر رفح، تلعب مصر دورًا مركزيًا في مساندة غزة، سياسيًا وإنسانيًا، من أجل وقف نزيف الدم، وفتح أبواب الأمل أمام أكثر من مليوني فلسطيني محاصر في القطاع.
ارتبط قطاع غزة بمصر تاريخيًا وجغرافيًا وأمنيًا، وهو ما جعل القاهرة تتحمل مسؤولية أخلاقية واستراتيجية مستمرة تجاه ما يجري داخل هذا الشريط الضيق من الأرض.
ولعبت مصر أدوارًا حاسمة في حروب غزة السابقة (2008، 2012، 2014، 2021)، سواء من خلال الوساطة لوقف إطلاق النار، أو استقبال الجرحى الفلسطينيين، أو تنظيم المؤتمرات الدولية لإعادة الإعمار، أو حتى إطلاق مبادرات للمصالحة الفلسطينية.
وكانت مصر دائمًا ملتزمة بثوابتها: رفض التهجير، دعم الدولة الفلسطينية، وتعزيز وحدة الصف الفلسطيني، وهي المبادئ التي لا تزال تحكم رؤيتها بعد انفجار الأزمة الأخيرة في غزة.
طوفان الأقصى... ورد القاهرة الحاسمجاءت عملية "طوفان الأقصى" في 7 أكتوبر 2023 لتُشعل تصعيدًا غير مسبوق، ردت عليه إسرائيل بحرب شاملة أسفرت عن دمار واسع النطاق وأزمة إنسانية غير مسبوقة.
وفي هذا السياق، تحركت مصر بقوة، رافضة بشكل قاطع أي مخطط لتهجير الفلسطينيين إلى أراضيها، ومعلنة تمسكها بـوقف إطلاق النار الفوري، مع تحذير صريح من استمرار العدوان وتداعياته.
قوافل الإغاثة... شريان حياة عبر معبر رفحرغم القصف الإسرائيلي المتكرر على محيط معبر رفح، لم تتوقف مصر عن إرسال قوافل الإغاثة، حيث تجاوزت المساعدات المصرية منذ أكتوبر 2023 أكثر من 130,000 طن من المواد الغذائية والطبية والوقود والمستلزمات الإنسانية.
ودخل القطاع أكثر من 7,000 شاحنة محملة بتلك المساعدات، إضافة إلى 123 سيارة إسعاف مجهزة بالكامل. كما استقبلت مصر أكثر من 103,000 جريح فلسطيني، بينهم أكثر من 12,000 طفل، وتم تطعيم آلاف المدنيين ضد أمراض خطيرة.
وشملت الاستجابة تجهيز 164 مستشفى وفتح أكثر من 10,000 سرير و867 حاضنة أطفال، مع توفير 25,000 كيس دم، وطاقم طبي تجاوز 35,000 طبيب و39,000 ممرّض.
الوساطة السياسية.. محاولات مستمرة لإخماد النيرانإلى جانب البعد الإنساني، استضافت مصر جولات مفاوضات معقّدة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، سواء في القاهرة أو عبر وساطات إقليمية، في محاولة لوقف إطلاق النار أو التوصل إلى هدنة قابلة للتمديد. كما شاركت مصر في جهود دولية لتنسيق صفقة تبادل أسرى بين إسرائيل وحركة حماس.
ورغم تعقيدات المشهد، حافظت القاهرة على موقفها الثابت بضرورة رفع الحصار عن غزة، والسماح بالنفاذ الإنساني الكامل من كافة المعابر، وليس فقط من معبر رفح الذي ظل في قلب الحدث الإقليمي والدولي.
الضغوط والتحديات: مصر ترفض التوطين وتتمسك بالثوابتواجهت مصر ضغوطًا هائلة من بعض القوى الدولية، خاصة من الولايات المتحدة، لفتح أراضيها أمام اللاجئين الفلسطينيين، وهو ما رفضته القاهرة بشكل قاطع، مؤكدة أن أي تهجير قسري يمثل خطًا أحمر يمس أمنها القومي وحقوق الفلسطينيين التاريخية.
ويُضاف إلى ذلك استمرار الانقسام الفلسطيني الداخلي، الذي يعقّد جهود مصر لتحقيق مصالحة شاملة، وهو ما يجعل التحركات المصرية السياسية تراوح بين الدبلوماسية المرنة والحسم تجاه أي تهديدات تمس وحدة القضية.
مصر... الحاضنة التاريخية للقضية الفلسطينيةمنذ نكبة 1948 وحتى حرب 2025، لم تغب مصر عن المشهد الفلسطيني. وفي ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة، تواصل القاهرة دورها بصبر ومسؤولية، توازن بين متطلبات الأمن القومي، ودورها التاريخي والإنساني.
فالمعادلة المصرية لا تزال واضحة: لا للتهجير، نعم للدعم، ولا بديل عن السلام العادل والدائم، وفق حل الدولتين.
وما بين معبر رفح، وأروقة السياسة، ومخازن الإغاثة، تظل مصر ركيزة محورية لا يمكن تجاوزها في أي حديث جاد عن مستقبل فلسطين وغزة والمنطقة بأكملها.