ناشطون:تقرير فريق خبراء يحمل الكثير من المغالطات
تاريخ النشر: 3rd, November 2024 GMT
متابعات/
أثار تقرير “فريق الخبراء التابع لمجلس الأمن” الخاص باليمن، موجة واسعة من الاستغراب بين الأوساط الحقوقية.
وقال ناشطون إن التقرير، حمل الكثير من المغالطات حول ما يحدث في اليمن، من خلال تلفيق التهم بعيدا عن الحياد الذي يفترض أن يتسم به أداء الفريق التابع لمجلس الأمن الدولي.
واعتبر الناشطون حديث الفريق عن وجود “تعاون مع تنظيم القاعدة وحركة الشباب الصومالية” منافيا مع الواقع، وكان من الواضح بحسب المراقبين، أن تقرير الفريق “يحاول تلفيق التهم الكيدية بشكل فاضح”.
وأشار الناشطون إلى أن كل الأدلة المتوافرة في اليمن، تؤكد أن قوى التحالف هي من تقيم علاقات قوية مع التنظيمات الإرهابية، وقد سبق أن كشفت منظمات دولية وتقارير صحفية عالمية، عن وجود علاقات وطيدة بين الجماعات الإرهابية وقوى التحالف في اليمن، كان من أبرزها تقرير وثائق “باندورا” مطلع العام 2022 وتقارير نشرتها وكالة “اسوشيتد برس” وشبكة “سي. إن.إن” الامريكية، والتي قدمت في تقاريرها الكثير من الاثباتات حول تورط دول التحالف مع التنظيمات الإرهابية في اليمن بينما أعلن “خالد باطرفي” زعيم تنظيم القاعدة في جزيرة العرب واليمن، في 12 نوفمبر 2021م، أن التنظيم يقاتل إلى جانب التحالف في 11 جبهة يمنية.
وتابع الناشطون “التقرير لم ينس توجيه الاتهامات ” باستخدام اليمنيين منصات التواصل الاجتماعي للتحريض على الكراهية والتعصب القومي والديني” في إشارة واضحة للموقف العدائي الذي يتخذه شعب اليمن ضد “إسرائيل”، والوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني في وجه جرائم الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي في غزة.
وسبق للفريق الأممي من خلال ثلاثة تقارير سابقة تحيزه لصالح التحالف، بدء من اعتبار ما يحدث في اليمن نزاع داخلي والتغاضي عن كونه عدوان دولي كما تجاهلت تقاريرهم السابقة العديد من انتهاكات، وجرائم حرب التحالف، ومنها احتلال محافظات وجزر اليمن، واستخدام الأسلحة المحرمة دوليا واستخدام الورقة الاقتصادية كسلاح حرب ضد اليمنيين.
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: فی الیمن
إقرأ أيضاً:
خبراء الحركات الإسلامية بين الباحث والمباحث
الحركات الإسلامية تحظى باهتمام كبير من الدراسة، سواء منذ ظهورها وبزوغها، وحتى في فترات ضعفها لم تفقد الاهتمام بمسيرتها وما يحدث لها من تطور سواء كان سلبيا أو إيجابيا، وتختلف الأقلام والأصوات التي تتناول الحركة الإسلامية، ورغم أن أكثر هذه الاهتمامات كان على الإخوان، إلا أن بقية الحركات نالت قسطا كبيرا أيضا.
ومسيرة دراسة الإخوان وغيرها من الحركات الإسلامية، مرت بمراحل عدة، وكذلك انقسم من تناولوها إلى فئات ثلاث: فئة الباحث، وفئة الباحث المباحث، وفئة المباحث.
الباحث المنصف المتجرد
ونقصد بالباحث هنا من يتناول الإخوان أو الحركات الإسلامية من دوافع بحثية، تحكمه فيها قواعد البحث العلمي، من افتراضات وإشكالات، ومعلومات، يبذل جهدا في جمعها، سواء من خلال أدبيات الحركة، أو من خلال رصد لمسيرتها وأدائها الفعلي، محللا ما يقع تحت يده من أدبيات، ووثائق، يسعى للبحث عنها، وربما يكلفه ذلك الجهد والوقت والمال، لكنه لا يألو جهدا في السعي وراء بحثه، وهذه الفئة برز فيها شخصيات عربية وغربية.
وسواء من تناول الإخوان والحركة بالبحث، كان مؤيدا لها أو ناقدا، لكنه كان في بحثه وتحليلاته منصفا، وعند أخطائه العلمية التي يقع فيها، تكون نتيجة قصور بشري وهو ما يقع للكثيرين، ولا يسلم منه أحد، لأنها طبيعة بشرية، ولكنه سرعان ما يكتشف خطأه، فيعود ويصوب، ومن هؤلاء: المستشار طارق البشري رحمه الله، فعندما كتب كتابه: الحركة السياسية في مصر (1945-1953م)، كان في طبعته الأولى منه، قد قصر في البحث، ونتج عن ذلك قصور في نتائجه فيما يتعلق بالإخوان، ثم استدرك ذلك في الطبعات التالية، واعترف بما وقع فيه من قصور.
الحركات الإسلامية تحظى باهتمام كبير من الدراسة، سواء منذ ظهورها وبزوغها، وحتى في فترات ضعفها لم تفقد الاهتمام بمسيرتها وما يحدث لها من تطور سواء كان سلبيا أو إيجابيا، وتختلف الأقلام والأصوات التي تتناول الحركة الإسلامية، ورغم أن أكثر هذه الاهتمامات كان على الإخوان، إلا أن بقية الحركات نالت قسطا كبيرا أيضا.ومنهم: المفكر الكبير الأستاذ خالد محمد خالد، فقد كان أول كتبه: من هنا نبدأ، وقد نشره دون فصل منه، ولما سئل عن ذلك، أجاب: إنني كتبته منتقدا للإخوان المسلمين، وقد كانوا وقت نشر الكتاب في السجون، ولم أجد من المروءة أن أكتب ما كتبت وهم لا يملكون حق الدفاع عن أنفسهم، فلما خرجوا من السجن، نشر الفصل المحذوف، وبعد ما يقرب من ثلاثين عاما، نشر خالد كتابا آخر يتراجع فيه عن كتابه الأول، بعنوان: الدولة في الإسلام، بين في مقدمته الخطأ الذي وقع فيه، وأنه أخطأ حين جعل بعض الأحداث التي وقعت من الإخوان مصدر تفكير، لا موضع تفكير، وشتان بين المنهجين، وهو خطأ منهجي وقع فيه، اعترف به، واعتذر عنه، وقد امتلك شجاعة نادرة، فاعتذر بكتاب كامل، ينسف فيه فكرته القديمة.
الباحث المباحث الغربي
وبرز فصيل آخر من الباحثين في الحركة الإسلامية، جمعوا بين أمرين معا، وهؤلاء يمكن تقسيمهم لقسمين، قسم باحث مباحث لكنه يبحث وينتهي بالبحث الذي يسعى فيه، ويعمل على رصد الحقائق، لكنه لأهداف استخباراتية، فهو يكتب ويبحث ليمد بمادته جهة تجمع معلومات، وتجمع أبحاث عن الحركة الإسلامية، وهؤلاء كان أكثرهم من الغربيين، ورأينا منهم نموذجين في نهايات النصف الأول من القرن العشرين، فكان أولهم: هيوارث دن، وقد نزل إلى مصر لدراسة الإخوان، بتكليف من المخابرات البريطانية، وادعى الإسلام، وتزوج بفنانة مصرية وهي روحية خالد.
ولكن بدا من المعلومات التي توافرت بعد ذلك أنها كشفته، وكشفت تحركه المريب، ونبهت لذلك الجهات الأمنية في مصر، واكتشفه أيضا الشيخ حسن البنا، والأستاذ سيد قطب، وقد التقى بكل منهما على حدة، وكتب كتابا بعنوان: (الاتجاهات الدينية والسياسية في مصر)، وبدا فيه واضحا أن البنا اكتشفه، ولذا كان يمده بمعلومات مغلوطة عن دور الإخوان في فلسطين، وكانت صدمته وصدمة المخابرات البريطانية أنه أوهمهم أنهم لن يشاركوا في حرب فلسطين، ثم اشتركوا بقوة، وكان لاشتراكهم أثر ملموس.
والشخصية الثانية: كانت ريتشارد ميشيل، وله كتاب بعنوان: الإخوان المسلمون، ونزل مصر والتقى عددا من الشخصيات، وعثر على عدد من الوثائق، وكانت جهوده وكتاباته من الواضح أنها لنقل الحراك السياسي في مصر، وبخاصة صدام الإخوان مع عبد الناصر، ثم بعد ذلك انتقل لبحث آخر، حيث لقيه أحد المفكرين الإسلاميين في الكويت منذ سنوات، وسأله: فيم تبحث هذه الأيام يا مستر ريتشارد، فقال له: أدرس الخلافات التي بين الجماعات الإسلامية. فهذه النماذج هي تبحث بحثا جادا، رغم أنه موظف لجهة أمنية أو استخباراتية، ويحاول الوصول لأن المستهدف المعلومات عن الدراسة، سواء اتقفت معه فيما انتهى إليه من تحليلات أم اختلفت.
الباحث المباحث العربي
أما القسم الثاني من هذا القسم، فهم باحثون مباحث، لكنهم يحملون تحاملا ضد الحركة، ولذا فهو يضع نتيجة يريد أن يصل إليها، سواء وجد عليها أدلة أم لم يجد، وإن لم يجد فلا بأس من القص واللصق والفبركة للوصول إلى مستهدفه، وسواء كان ما كتبه بطلب رسمي من جهات أمنية، أم كتبه متطوعا، ليدفع هذه الجهات لاتخاذ مواقف تصادمية مع الحركة، ومن أبرز هؤلاء: د. رفعت السعيد، فقد كان يدفعه التعصب الأعمى للحركة الإسلامية، لكتابة بحوثه وكتاباته عنهم، ويسعى لتتبناها السلطة، وتطبع في مطابعها، ويتم تبنيها في دوائرها البحثية.
ومنهم من نشأ باحثا، ثم تحول لباحث مباحث، وهو ما نجده واضحا في شخصية كضياء رشوان، فقد كانت سنوات بروزه الإعلامي والبحثي الأولى، يبدو منصفا في تناوله للإخوان، وغيرهم من الحركات الإسلامية، ويواجه من يدعون عليهم كذبا، لكنه تحول بعد ذلك، إلى عكس ما قال تماما، ليس عن مراجعات علمية، بل عن مراجعات أمنية بحتة، لا تمت للبحث العلمي بصلة، فتحالف مع السلطة، ولو كانت تقترف كل الموبقات التي يرفضها هذا الباحث من قبل، باسم العلم والبحث النزيه، فصار متبرعا ومتطوعا لكل كذبة على الحركة.
المباحث
بقي صنف أصبح هو الغالب في هذه الأيام، وهو قسم أخفى تماما شريحة الباحث، والباحث المباحث، فلم يعد يوجد في هذا المعسكر السلطوي ودوائره، سوى مجموعة من الأشخاص لا علاقة لهم بالبحث، بل هم مباحث صرف فقط، تحركه الأهواء والأوامر الأمنية، وهو في جل من نراهم يبرزون على منصات الإعلام المصري والإماراتي وبعض المنصات الخليجية والأجنبية، وبخاصة المتهصينة منها.
فهؤلاء أدواتهم ومعلواتهم أمنية فقط، وليست أمنية من حيث صحتها، بل من حيث هدفها، ولا توجد أي ملكة بحثية لديهم، سوى أنهم مخبرون فقط، بل إن منهم من يقدم على أنه خبير في الحركات الإسلامية، وكل تاريخه من السمعة لدى الحركات، أنه عندما اعتقل معهم في السجون، كان مشهورا بأنه يسرق ملابسهم الداخلية داخل المعتقلات والسجون.
مسيرة دراسة الإخوان وغيرها من الحركات الإسلامية، مرت بمراحل عدة، وكذلك انقسم من تناولوها إلى فئات ثلاث: فئة الباحث، وفئة الباحث المباحث، وفئة المباحث.ولأن الإمارات أصبحت مركزا لإيواء هذه الشريحة، فأصبحت منصاتها تتبنى هذه الشخصيات، ولا تجد فيما يقدمونه منهجا علميا، ولا صدقا في معلومة، وأذكر أن أحد هذه المصادر نشر خبرا عن اجتماع لإحدى الحركات الإسلامية، وفيه تفاصيل غريبة، فأرسل لي باحث رسالة يسألني: السلام عليكم، هل ما ورد في هذه الرسالة صحيح؟ فأجبته: لا يوجد أي كلام صحيح في رسالة حضرتك إلي سوى جملة: السلام عليكم!! فرد ضاحكا: معقولة؟ قلت له: نعم، لأن هذه المنصات تعتمد مخبرين يمدونها بالأكاذيب، ولأنهم لا معلومات لديهم، ويريدون استمرار تمويلهم، فيلجأون للكذب لاستمرار السبوبة، وهكذا.
وهؤلاء شخصيات تجدها منثورة في عدة أماكن، وليس شرطا أن يكونوا في مصر أو الإمارات، بل تجد لهم أعوانا من نفس صنفهم، يتواجدون بأي شكل، ولو كانوا بين بعض شخصيات المعارضة المصرية في الخارج، معتمدين على عدم معرفة الناس بآخر تطوراتهم في صلاتهم بهذه المنصات، لكن كثيرا منهم يكشفه ما يكتب، وطريقة كتابته، ومستوى الكذبة التي يرسلها لهذه المنصات، وتقوم بنشرها، وهو ما نلاحظه في عدد من الشائعات التي تبث على منصات تعادي الحركة الإسلامية، وكلما قرأت خبرا، استطعت عن طريق ما يذكر فيه، معرفة من وراء الخبر، ومن مصدره الذي يمده، فهؤلاء أصبحوا الأبرز، وغابت مساحة البحث، ولو كان في مساحة البحث الموجه، لكنها اختفت تماما، ولم تبقى سوى المادة التي أصبحت أشبه ببلاغات المخبرين لضباط المباحث.
وفي هذه الشريحة من ليس مرتبطا بجهة، لكنه متطلع للارتباط، فهو يعرض خدماته، ويعرض مواهبه، فهو لديه سلعة يبحث عمن يشتريها، ويكاد يكتب على صفحته، بعد عرض أفكاره: مخبر للبيع.
[email protected]