إن العظماء هم مَن يصنعون الفرص، ويهيئون أسباب النجاح لغيرهم؛ لاسيما في المجال التعليمي الذي يعتبر الأهم من بين المجالات الحياتية، كون المدرسة هي المكان، الذي ينهل منه الطالب معلوماته الأولى، ويتعلم أبجديات الحياة.
إن بناء العقول، ليس بالأمر السهل، حيث يتطلب الوعي التام بطرق التعليم، وتنمية المواهب، وتوصيل المعلومة، ومنهجية التفكير.
وبناء العقول ليس مجرد حشو معلومات، قد تنسى مع الزمن؛ ولكنه يعتمد بالدرجة الأولى، على إعطاء الطلاب مفاتيح النجاح الحقيقة، التي تؤهلهم مستقبلاً لبناء حياتهم بتفرد، وذكاء، دون الحاجة لأحد.
ومن تلك الشخصيات العظيمة، التي صنعت جيلاً عظيماً، قائد مدرسة أسامه بن زيد الإبتدائية في محافظة الخرج ، الأستاذ عيسى المثيبي، الذي أخذ على عاتقه بناء كيان تعليمي مميز،
واستطاع بما أوتي من دربة، وخبرة، أن يكتشف المواهب، ويرعاها، ليروها أمام أعينهم واضحةً جليةً.
وهذا كله لا يؤتى إلا للعظماء، لأنهم الأقدر على صنع المستقبل، وتربية النشء، وتحقيق المعجزات .
وأيضا لا ننسى وكيل المدرسة، الأستاذ بندر الحربي، الذي يعدّ هو الآخر، كفاءةً تربويةً مثقفةً، تستحق الإشادة، وذلك لإسهامه البارز في ربط علاقة المدرسة وإدارتها بأولياء الأمور؛ ممّا عزّز دور العملية التعلمية، وحقّق مفهوم الشراكة المنهجية بأصول تربوية، تحترم حقوق المدرسة والمعلمين والطلاب والأسرة على حد سواء.
وكذلك، وفي سياق مقالتي، لابدّ من الإشارة إلى نخبة من المدرسين المميّزين الذين لديهم قدرة على الارتقاء بالعملية التعليمية، واحتواء الطلاب، ومراعاة الفروق الفردية.
ختاماً، فإن مدرسة أسامة بن زيد، تعتمد على التطوير المعرفي والإبداعي والرياضي لدى الطلاب، وذلك بتلمُّس احتياجاتهم، وتفقد نواقصهم، وجعل العثرات سلماً للوصول إلى نجاحهم، في غد مشرق، مليء بالأمل والطموحات.
وعليه، يجب على الجميع، أن يجسِّد مفهوم الشراكة التربوية والتعليمية، لبناء جيل صلب ومثقف قادر على مواجهة المستقبل، بكل تحدّياته وتطوره المذهل الذي يسابق الزمن.
وأجزم يقيناً، أن تفهُّم هذا الدور من كافة الأطراف، يشي بتحقُّق أهداف بعيدة لمستقبل التعليم في وطننا الغالي والمحبوب.
المصدر: صحيفة البلاد
إقرأ أيضاً:
هآرتس: انحياز غير مفهوم لصالح الوساطة القطرية بدلا عن مصر
كشفت صحيفة "هآرتس" العبرية، عن انتقادات داخلية في فريق التفاوض الإسرائيلي بشأن الدور الذي تلعبه قطر في الوساطة مع حركة حماس خلال الحرب الجارية، مقابل "تهميش متعمد" للدور المصري، رغم امتلاك القاهرة أدوات ضغط على الحركة.
ونقلت الصحيفة العبرية عن عضو بارز في طاقم التفاوض الإسرائيلي قوله، "كان لدي دائما شعور بوجود انحياز غير مفهوم لصالح قطر"، مضيفا أن "أمورا غامضة حدثت منذ البداية، وبدأ الأمر بتوجيهنا بإطلاع رئيس الموساد السابق يوسي كوهين على معلومات".
وأضاف المفاوض الإسرائيلي أن "نتنياهو كان يحدد مواعيد السفر مع رئيس الموساد فوق رؤوسنا"، موضحا أنه "في أكثر من مرة انضم إلى اجتماعات الطاقم مسؤولون سابقون من مختلف الرتب في الموساد، وكلما حاول الوسطاء المصريون رفع رؤوسهم قليلا، كان هناك شعور بأنهم يُقصَون كي تستمر قطر في قيادة الوساطة".
وفي السياق ذاته، نقلت الصحيفة عن مسؤول إسرائيلي آخر في فريق التفاوض رده على سؤال حول سبب اختيار قطر كوسيط رئيسي بدلا من مصر، حيث قال: "كيف أعرف أن قطر ليست جيدة لنا؟ لأن حماس تصر على العمل من خلالها".
وأضاف "إذا كانت حماس تريد قطر، فنحن يجب أن نفضل المصريين"، مشيرا إلى أن "مصر تمتلك أيضا وسائل ضغط على حماس، والأهم من ذلك أنهم لا يحبونهم"، حسب تعبيره.
وأشارت صحيفة "هآرتس"، إلى أن "هناك أسبابا أخرى تفسر هيمنة قطر على ملف الوساطة، أبرزها أن رئيس الوزراء القطري ذكي ومحنك ومناور، لا سيما مقارنة بمن كان يشغل منصب رئيس جهاز المخابرات المصرية قبل أن يُستبدل قبل نحو نصف عام".
كما أن الأمريكيين، بحسب الصحيفة، "يريدون قطر بشدة". وأضافت أن “وزير الخارجية الأمريكي حينها، أنتوني بلينكن، أوضح لأمير قطر أن علاقة قطر مع حماس يجب أن تنتهي بعد انتهاء ملف الرهائن، وقد وعد الأمير بذلك وبدأ بالتوسط لإبرام صفقة".
وأكدت "هآرتس" أن تفضيل حماس للوساطة القطرية "يترجم عمليا إلى أنها تقدم التنازلات عبر هذا المسار"، لافتة إلى أن "قطر وظفت أيضا عددا كبيرا من كبار المسؤولين الأميركيين، لدرجة يصعب معها معرفة ما إذا كان تفضيلهم لها يستند إلى اعتبارات مهنية حقيقية أم إلى علاقات عمل حالية أو مستقبلية"، على حد زعمها.
وأضافت الصحيفة العبرية أنه "حين اتضح أثناء ذروة المفاوضات أنه حان وقت تجديد العقد الأمريكي لاستخدام القاعدة العسكرية الكبرى في قطر، مارست إسرائيل ضغوطا على واشنطن لربط التجديد بممارسة قطر ضغطا حقيقيا على حماس، لكن ذلك لم يحدث وتم تجديد العقد تلقائيا تقريبا".
واختتمت "هآرتس" تقريرها بطرح تساؤل حول جدوى التمسك بالوساطة القطرية، مشيرة إلى أن "نتنياهو على أي حال لا يريد صفقة حقًا، فهو يشعر أنه أعاد عددًا من الرهائن يفوق التوقعات، والضغط الجماهيري وحده قد يُجبره لاحقًا على تليين مواقفه".
وأضافت الصحيفة: "قد يكون من المناسب طرح مطلب جديد على الطاولة: نحن مستعدون فقط لوساطة تقودها مصر ولا شيء غير ذلك، حتى لو لم يعجب ذلك (المبعوث الأمريكي) ويتكوف".