سرايا - في خطاب ألقاه مؤخراً، وعد دونالد ترامب قائلاً: "سأمنع الحرب العالمية الثالثة"، ويصر نائب المرشح الجمهوري السيناتور جيه دي فانس على أن ترامب هو "مرشح السلام".

يبرز هذا التوتر حول قضية إيران وإسرائيل

وفي حملة مليئة بالمزاعم الغريبة، قد يكون من السهل رفض كل هذا باعتباره كلاماً طناناً لا معنى له. لكن هذا سيكون خطأ بحسب الكاتب السياسي في صحيفة "فايننشال تايمز" جدعون راخمانـ فخلف الشعارات والإهانات، تختلف وجهات نظر معسكري ترامب وكامالا هاريس اختلافاً جوهرياً حول كيفية منع العالم من الانزلاق إلى الصراع.


أصبحوا حزب التدخل
وتعود وجهة نظر ترامب في السياسة الخارجية الأمريكية، مثل شعاره "أميركا أولاً"، إلى رؤية ما قبل سنة 1941 لدور البلاد في العالم.

ومثل الجماعات التي عارضت تورط الولايات المتحدة في الحربين العالميتين الأولى والثانية، غريزة ترامب هي البقاء بعيداً من الصراعات الأجنبية، وهو يشك في ما سماه الرئيس الثالث لأمريكا توماس جيفرسون بـ"التحالفات المتشابكة".


ويزعم الجمهوريون أن الديمقراطيين أصبحوا حزب التدخل العسكري في الخارج، ويشيرون إلى حقيقة مفادها أن كامالا هاريس خاضت الحملة جنباً إلى جنب مع الجمهورية المناهضة لترامب ليز تشيني.

وفي الأسبوع الماضي، ندد ترامب بتشيني واصفاً إياها بأنها "صقر حرب".

وهاجم فانس معارضي ترامب لرغبتهم في "إشراك أمريكا في الكثير من الصراعات العسكرية السخيفة".

معسكر هاريس
وعلى النقيض من ذلك، يتمسك معسكر هاريس بإجماع واشنطن بعد سنة 1945 حول الأمن القومي.

وهذا يؤكد أن الدرس المستفاد من الحربين العالميتين الأولى والثانية هو أن أمريكا ستنجر في نهاية المطاف إلى حرب أوروبية، لذلك فإن أفضل طريقة للولايات المتحدة للحفاظ على السلام هي عبر سلسلة من التحالفات العسكرية العالمية مثل الناتو والتي تردع المعتدين المحتملين وتحتويهم.

ويستمر الديمقراطيون في الاعتقاد بأن على أمريكا أن تتصرف كنوع من ضابط شرطة عالمي، باستخدام القوة بحكمة للحفاظ على السلام والنظام العالمي الحالي.


وظهر هذا التباين في الرؤى لفترة وجيزة خلال المناظرة التلفزيونية الفوضوية بين ترامب وبايدن في يونيو (حزيران). في مرحلة ما، اقترح ترامب أن الحرب في أوكرانيا ليست حقاً من شأن أمريكا بسبب البعد الجغرافي.

بيان كلاسيكي
وكان رد جو بايدن عبارة عن بيان كلاسيكي لوجهة نظر المؤسسة بعد سنة 1945، إذ أصر الرئيس على أن "ما من حرب كبرى في أوروبا ظلت محتواة في أوروبا فقط، مشيراً إلى أن التخلي عن أوكرانيا من شأنه أن يؤدي في النهاية إلى صراع أكبر وأكثر خطورة.

بالرغم من أن هذا التبادل للآراء كان وجيزاً، تطرق بايدن وترامب إلى نقاش حاسم.

ويشير الكاتب إلى مرور نحو 80 عاماً منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، لذلك ينبغي ألا يكون مستغرباً تحدي عقائد السياسة الخارجية التي أورثتها تلك الحرب بشكل متزايد، كما أدت حروب أمريكا المكلفة والخاسرة في العراق وأفغانستان إلى استياء الكثير من الجمهور بشأن التدخلات العسكرية في الخارج.

فهل يمكن أن يصمد الإجماع القديم؟

يجب الكاتب أن فرص إجراء نقاش جاد معرضة للخطر بسبب التناقضات الداخلية في آراء ترامب، فالرئيس السابق وأنصاره يهاجمون هاريس في الوقت نفسه لكونها من دعاة السلام ولأنها ضعيفة في مواجهة أعداء أمريكا.

فريق ترامب... خلف الأبواب المغلقة
وحاول فانس إيجاد حل وسط من خلال الإيحاء بأن سياسة ترامب هي سياسة "السلام من خلال القوة"، ولكن هناك توتر حقيقي بين الصقور في معسكر ترامب الذين يعتقدون أن على الولايات المتحدة تبني سياسة خارجية أكثر قوة، ودعاة ضبط النفس الذين يريدون خفض الالتزامات العسكرية الأمريكية في الخارج.
ويبرز هذا التوتر حول قضية إيران وإسرائيل، إذ ينتقد العديد من أعضاء فريق ترامب إدارة بايدن لمحاولتها كبح الهجمات العسكرية الإسرائيلية على إيران.

وخلف الأبواب المغلقة، يزعم بعض كبار مستشاري ترامب أن لدى إسرائيل الآن فرصة فريدة لتدمير برنامج الأسلحة النووية الإيراني، وهي مهمة عسكرية ستحتاج حتماً إلى دعم الولايات المتحدة.

من يحل التوتر؟
الشخص الوحيد الذي يمكنه حل هذا التوتر بين الصقور ودعاة ضبط النفس هو ترامب نفسه، ويزعم دان كالدويل، وهو من المحاربين القدماء ويعمل في مؤسسة ديفنس برايوريتيز، أن ترامب سينحاز في نهاية المطاف إلى دعاة ضبط النفس لأن "غريزته كانت دائما تجنب حرب كبرى".

ويضيف الكاتب "لكن ترامب يعين أشخاصاً في المناصب العليا على أساس الولاء الشخصي أو ما إذا كانوا يبدون مناسبين لذلك. من هنا، لا أحد يعرف كيف سيوازن الصقور ودعاة ضبط النفس بعضهم البعض في إدارة ترامب الثانية".

ويعتقد الديمقراطيون وهاريس أن المعسكرين الجمهوريين يمكن أن يورطا أمريكا في حرب أخرى، ويزعمون أن الهجوم الكامل على إيران من شأنه أن يؤدي حتماً إلى تورط الولايات المتحدة في صراع آخر طويل الأمد في الشرق الأوسط.

مخاطر خاصة
ويتابع الكاتب أن سياسة ضبط النفس، كما ينفذها ترامب، تحمل مخاطرها الخاصة، إذ يرتبط حذر ترامب من التورط الأجنبي ارتباطاً وثيقاً بشكوكه العميقة في العديد من حلفاء الولايات المتحدة والذين قال في كثير من الأحيان إنهم ينهبون الأمريكيين، فيما يرى الديمقراطيون أن سياسة "السلام من خلال القوة" يجب أن تستند إلى شبكة أمريكا من الحلفاء العالميين.

ويختم بقوله إن "الحجج التي تستخدم في الحملات الانتخابية لا تشكل إلا دليلاً غير كامل على ما يحدث في العالم الحقيقي وفق الكاتب، ففي الانتخابات الرئاسية لسنة 1916، خاض وودرو ويلسون حملته الانتخابية بصفته مرشحاً للسلام. وبعد عام واحد، قاد أمريكا إلى الحرب العالمية الأولى".





تابع قناتنا على يوتيوب تابع صفحتنا على فيسبوك تابع صفحتنا على تيك توك


طباعة المشاهدات: 1289  
1 - ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه. 05-11-2024 08:31 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
رد على :
الرد على تعليق
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
اضافة
دراسة مثيرة تتنبأ .. متى وكيف تنتهي البشرية والحياة على الأرض؟ "عريس قنا" يرحل قبل زفافه بساعات قليلة .. ما القصة؟ قبل زفافه بساعات .. وفاة عريس بصعيد مصر بسبب "لمبة" تونس .. توقعات بإنتاج 340 ألف طن من زيت الزيتون مواطن عالق منذ ساعات داخل "مصعد" في عمّان... الأرصاد لـ "سرايا": هطول للبرد و أمطار... إحالة عطاء تصاميم جسر صويلح إلى مرج الحمام لإحدى... تحذير مهم للأردنيين .. عملية نصب جديدة عن طريق... عباس يتحرك لدخول غزة عبر معبر رفح البري ويطالب... قتيل و 3 إصابات بقصف إسرائيلي على ريف حمص الجنوبياعتقالات في بولندا بسبب طرود مفخخة أرسلت إلى بريطانياروسيا: سنرد على أي عدوان محتمل من الناتوعدد مواطنيها 6 .. بلدة أمريكية تنتخب وتفرز... القسام تجهز على قوة إسرائيلية راجلة من مسافة صفر...إيران: سنرد على إسرائيل .. بطريقة مدروسة ومحسوبة...بدء التصويت لاختيار الرئيس الأميركي ال47 في جميع...بيان أمريكي رسمي: دولتان تهددان الانتخابات الرئاسيةالاحتلال يدمر 37 بلدة و40 ألف منزل في لبنان بالدموع .. منى زكي تكشف عن اكتئابها لخمس سنوات... هنأها سيد رجب .. منة شلبي تخرج عن صمتها: "لن... بعد وفاته .. من هو كوينسي جونز ؟ أحمد حلمي وأولادي بيحسسوني بأهداف تانية .. تصريحات... دونالد ترامب ينتقد جوليا روبرتس قبل الانتخابات... برشلونة يخسر صفقة أرنولد لصالح ريال مدريد موعد مباراة ريال مدريد وميلان في قمة مباريات دوري الأبطال والقنوات الناقلة مورينيو منتقدا حكما تركيا: "كان يشرب الشاي أثناء المباراة" مفاجأة .. ريال مدريد مستعد للتخلي عن نجمه لناد إنجليزي "ميسي الجديد" .. مغربي .. إسرائيلي و"صديق العيادة" هاتف في القبر .. هل الميت خارج التغطية؟ قبل زفافه بساعات .. وفاة عريس بصعيد مصر بسبب "لمبة" دولة تبيع ملايين "المنازل الفارغة" بأسعار رخيصة! هشم رأسه .. مقتل طفل على يد والده في مصر بدعوى تأديبه 4.7 مليون دولار سعر قميص مايكل جوردان قطعت أمها بالمنشار الكهربائي ووضعت بقاياها على الشواية اختبار حمض نووي يكشف تبديل طفلتين قبل 57 عاماً فالنسيا .. إنقاذ سيدة علقت في سيارة 3 أيام مع جثة بسبب ترامب وهاريس .. إصابة أمريكي ونقله للمستشفى بعد مشاجرة مع جاره دولة تبيع ملايين "المنازل الفارغة" بأسعار رخيصة!

الصفحة الرئيسية الأردن اليوم أخبار سياسية أخبار رياضية أخبار فنية شكاوى وفيات الاردن مناسبات أريد حلا لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر(وكالة سرايا الإخبارية) saraynews.com
الآراء والتعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها فقط
جميع حقوق النشر محفوظة لدى موقع وكالة سرايا الإخبارية © 2024
سياسة الخصوصية برمجة و استضافة يونكس هوست test الرجاء الانتظار ...

المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية

كلمات دلالية: الولایات المتحدة ضبط النفس

إقرأ أيضاً:

استئناف المحادثات بين أمريكا والصين.. ما هي التوقعات؟

يجتمع كبار المفاوضين الأمريكيين والصينيين في ستوكهولم غداً الاثنين لمعالجة خلافات اقتصادية قائمة منذ فترة طويلةوتتمحور حولها الحرب التجارية بين البلدين، في مسعى لتمديد هدنة أوقفت تطبيق رسوم جمركية مرتفعة.

من جانبه، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، إن إدارته تقترب من التوصل إلى اتفاقتجاري مع الصين، لكنه لم يذكر أي تفاصيل أخرى.

وأضاف للصحفيين في بداية اجتماع مع رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين في اسكتلندا "نحن قريبونجداً من التوصل إلى اتفاق مع الصين. لقد توصلنا نوعاً ما إلى اتفاق معهم ولكننا سنرى كيف سيسير الأمر".

وتواجه الصين موعداً نهائياً في 12 أغسطس للتوصل إلى اتفاق دائم بشأن الرسوم الجمركية مع إدارة الرئيس الأميركيدونالد ترامب، بعد أن توصل البلدان في يونيو إلى اتفاق مبدئي أوقف تصعيداً على مدى أسابيع لحرب الرسومالجمركية بينهما.

وإذا لم يتم التوصل إلى اتفاق، ستتجدد على الأرجح اضطرابات سلاسل التوريد العالمية بسبب تجاوز الرسوم الجمركية100%.

وتعقد محادثات ستوكهولم، التي يقودها وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت ونائب رئيس الوزراء الصيني خه ليفنغ، غداً بينما من المقرر أن تجتمع رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين اليوم مع ترامب في ملعب الجولفالخاص به في اسكتلندا لمحاولة إبرام اتفاق من المرجح أن يشهد فرض رسوم أساسية 15% على معظم سلع الاتحادالأوروبي.


 

منع التصعيد

ويقول محللون تجاريون على جانبي المحيط الهادي إن من غير المرجح أن تسفر المناقشات في العاصمة السويدية عن أيمستجدات مؤثرة ولكن ربما تمنع المزيد من التصعيد وتساعد في تهيئة الظروف للقاء ترامب والرئيس الصيني شي جينبينغ في وقت لاحق من هذا العام.


 

رئيس الولايات المتحدة، دونالد ترامب، قال يوم الاثنين التاسع من يونيو، إن إدارته تبلي بلاءً حسناً فيما يتعلق بالمفوضات  التجارية مع الصين التي انطلقت اليوم في لندن، وإنه يتلقى تقارير إيجابية بشأنها.
 

طباعة شارك ترامب لندن السويدية

مقالات مشابهة

  • أمريكا تفرض رسومًا 50% على الواردات من النحاس
  • أوراق أمريكا المتساقطة في خريف ترامب
  • ترامب يرفع الرسوم الجمركية على واردات أمريكا من الهند إلى 25%
  • وزير الخارجية الصيني: مستعدون لتعزيز الاتصالات مع أمريكا وتجنب سوء التقدير
  • بسبب رسوم ترامب الجمركية.. أبل تبتعد عن الصين وتعتمد على هذه الدولة
  • أمريكا.. إمبراطورية الأزمات
  • هل ستعترف أمريكا بالدولة الفلسطينية بعد إنذار بريطانيا؟ ترامب يرد
  • نيجيرفان بارزاني: إقليم كوردستان ينظر بعين الأهمية إلى علاقاته التاريخية مع إيران
  • إستشهاد 14 شخصا آخرين بسبب الجوع في غزة .. والأغذية العالمي: يجب زيادة المساعدات
  • استئناف المحادثات بين أمريكا والصين.. ما هي التوقعات؟