الانتخابات الأميركية 2024: لحظة حاسمة تشكل ملامح المستقبل
تاريخ النشر: 5th, November 2024 GMT
اقترب السباق الرئاسي المحتدم في الولايات المتحدة بين المرشح الجمهوري دونالد ترامب والمرشحة الديمقراطية كامالا هاريس اليوم الثلاثاء، من خط النهاية التي يصعب توقعها، إذ توجه ملايين الأميركيين لمراكز الاقتراع للاختيار بين مرشحين يقفان على طرفي نقيض.
وتستعد الولايات المتحدة في الوقت الذي تشهد فيه الساحة السياسية الأميركية تصاعداً في الانقسام الحزبي والصراعات الاستراتيجية، تتركز الأنظار على المرشحين الرئيسيين، دونالد ترامب وكامالا هاريس.
علاوة على ذلك، فإن النتائج المحتملة لهذه الانتخابات قد تؤثر بشكل عميق على الأوضاع الجيوسياسية في مناطق متعددة من العالم، حيث يُعتبر الاقتصاد الأميركي محورياً في تحديد مصير العديد من الدول، خاصة تلك التي ترتبط عملاتها بالدولار. في هذا السياق، يُطرح السؤال الأهم: كيف ستؤثر السياسات المقترحة من كلا المرشحين على الأوضاع الاقتصادية في الداخل والخارج؟ وما هي الخيارات المتاحة لكل منهما إذا ما تولى الحكم؟.
بالتوازي مع ذلك، تسلط الاستطلاعات الأخيرة الضوء على تباين آراء الناخبين واهتماماتهم، مما يزيد من تعقيد الصورة السياسية. مع وجود تحديات متعددة على الساحة، يبقى المشهد الانتخابي الأميركي مثيرا للاهتمام ويدعو الجميع لمتابعته عن كثب.
اقرأ أيضاً.. ترامب: يوم حاسم في تاريخ أميركا
إذ سيصوت ملايين الأميركيين في معركة شرسة، يتنافس فيها الحزبان الديمقراطي والجمهوري على جميع مقاعد مجلس النواب البالغ عددها 435 مقعدا، وكذلك على ثُلث مقاعد مجلس الشيوخ، أي 34 مقعدا من أصل 100.
لكن الطريق ممهد أمام الجمهوريين أكثر في مجلس الشيوخ حيث يدافع الديمقراطيون عن عدة مقاعد في ولايات تميل عادة لتأييد الجمهوريين بيما يبدو التنافس متقارباً للغاية في مجلس النواب.
وأمضى المرشحان عطلة نهاية الأسبوع الأخيرة من الحملة الانتخابية في جولات بالولايات المتأرجحة في محاولة لكسب كل صوت ممكن. ونظم ترامب التجمع الانتخابي الأخير له ليل الاثنين في جراند رابيدز في ولاية ميشيجان أما هاريس فحضرت تجمعين انتخابيين في بيتسبرج وفيلادلفيا بولاية بنسلفانيا.
وأدلى أكثر من 80 مليون أميركي بالفعل بأصواتهم في الاقتراع المبكر عبر البريد الإلكتروني أو شخصياً وذلك وفقا لما أعلنه مختبر الانتخابات التابع لجامعة فلوريدا.
خطة ترامب الاقتصادية: "ماغانوميكس"
يطرح دونالد ترامب، الرئيس الأميركي السابق والمرشح الحالي للانتخابات، مفهوماً جديداً يُعرف باسم “ماغانوميكس”، الذي يسعى من خلاله إلى إعادة تشكيل الاقتصاد الأميركي. تتضمن هذه الخطة فرض رسوم جمركية مشددة على الواردات، مع التركيز بشكل خاص على المنتجات الصينية، واتباع سياسة صارمة تجاه الهجرة. كما يهدف ترامب إلى تعزيز تأثير السياسة النقدية على الدولار.
«ماغانوميكس» هو مصطلح يجمع بين شعار ترامب الشهير “Make America Great Again” (MAGA) وكلمة “economics” (الاقتصاد)، مما يعكس تطلعه لإنشاء بيئة اقتصادية أكثر قوة وتنافسية، تستجيب للتحديات العالمية وتعيد الازدهار للأميركيين.
اقرأ أيضاً.. «انتخابات الرئاسة الأميركية».. ترامب وهاريس في «ملاعب الرياضة»
خطة كامالا هاريس الاقتصادية
تسعى كامالا هاريس، المرشحة للرئاسة، إلى إحداث تغيير جذري في حياة الأسر الأميركية من خلال مجموعة مبتكرة من المقترحات. من أبرز هذه المبادرات، تقديم خصم ضريبي للمرة الأولى لبناة المنازل التي تُباع للمشترين لأول مرة، بالإضافة إلى مساعدة مالية تصل إلى 25 ألف دولار للمساهمة في الدفعة الأولى. كما تدعو هاريس إلى تحديد سعر شهري للأنسولين لعلاج مرض السكري بمبلغ 35 دولاراً للجميع، مع استكشاف حلول لإلغاء الديون الطبية التي تثقل كاهل العديد من الأسر.
علاوة على ذلك، تقترح تقديم خصم ضريبي بقيمة 6000 دولار في السنة التي تشهد ولادة طفل جديد، دعماً للأسر في بداية رحلتها.
ولتعزيز العدالة الاقتصادية، تدعم هاريس تشريعاً فيدرالياً يهدف إلى حماية المستهلكين من أسعار البقالة المبالغ فيها، وتشدد على أهمية اتخاذ إجراءات قانونية لمنع مالكي العقارات من استخدام خدمات قد تؤدي إلى زيادة الإيجارات بشكل غير مبرر.
تأثير الانتخابات على الأسواق والاقتصاد العالمي
فوز ترامب قد يعزز عائدات سندات الخزانة ويعطي دفعة للدولار، بينما فوز هاريس قد يؤدي إلى تغييرات ملحوظة في اتجاهات السوق. يُتوقع أن يعقد بنك الاحتياطي الفيدرالي اجتماعه يوم الأربعاء مع توقعات بخفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس، مما سيساهم في تحديد مسار السياسة النقدية في الفترة المقبلة.
قلق المستثمرين
الانتخابات تساهم في تفاقم حالة القلق وعدم اليقين بين المستثمرين، مما يدفعهم إلى تبني استراتيجيات حذرة ويحد من قراراتهم الاستثمارية. هذا الحذر قد يؤدي إلى تباطؤ في النمو الاقتصادي على المستوى العالمي.
اقرأ أيضاً.. الولايات المتحدة أمام خيار تاريخي للبيت الأبيض.. هاريس أم ترامب؟
التباين في البرامج الحزبية
من المتوقع أن تقدم الأحزاب الأميركية برامج اقتصادية مبتكرة لجذب الناخبين. غالباً ما يسعى الحزب الجمهوري إلى خفض الضرائب وتخفيف التدخل الحكومي في الأسواق، في حين يميل الحزب الديمقراطي إلى زيادة الإنفاق على التعليم والرعاية الصحية.
الآراء والتوقعات حول خطة ترامب وهاريس الاقتصادية
ذكرت شركة “Piper Sandler & Co” أن المستثمرين الذين يتوقعون فوز ترامب يعززون استثماراتهم في أسهم القطاع المالي والعملات الرقمية، بينما يسعى المستثمرون الذين يراهنون على فوز هاريس إلى شراء خيارات على أسهم شركات الطاقة المتجددة.
بينما أشارت صحيفة “الغارديان” إلى التحولات الكبرى في الاقتصاد العالمي وتأثيرها على انتخابات الرئاسة الأميركية 2024، مشددةً على أن الأسواق الناشئة غير مستعدة للامتثال للضغوط الغربية. وفي الوقت نفسه، تُظهر تقديرات صندوق النقد الدولي أن سياسات ترامب الاقتصادية قد تقلل النمو الاقتصادي الأميركي بنسبة نقطة مئوية.
توقعات المستقبل في حال فوز كل منهما
إذا فاز ترامب، من المرجح أن ترتفع معدلات التضخم بسبب التعريفات الجمركية، مما سيدفع بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى رفع أسعار الفائدة. في المقابل، إذا فازت هاريس، فقد تسهم سياساتها في استقرار اقتصادي أكبر لأوروبا وتفادي التأثيرات السلبية المتوقعة على الأسواق.
تُعد انتخابات 2024 نقطة تحول قد تحدد مصير الأسواق والاقتصادات العالمية. يتوجب على المستثمرين والشركات البقاء على أهبة الاستعداد ومراقبة تطورات هذه الانتخابات عن كثب، فالمستقبل الاقتصادي قد يتشكل بناءً على نتائجها.
وفي الأمتار الأخيرة من سباق الانتخابات الأميركية، مازالت تصريحات المرشح الجمهوري دونالد ترامب والمرشحة الديمقراطية كامالا، تتصدر الأحداث عبر منصات التواصل الاجتماعي، وعلق دونالد ترامب عبر حسابه الرسمي في منصة «إكس» في اليوم الحاسم وفي الساعات الأخيرة من سباق الانتخابات الأميركية، وفي منشور قال ترامب: «اليوم هو يوم الانتخابات الرسمي، حيث يتوجه الملايين من الأميركيين إلى مراكز الاقتراع في لحظة تعتبر من الأكثر أهمية في تاريخ البلاد».
اقرأ أيضاً.. «يوم الحسم».. هاريس وترامب في انتظار قرار الأميركيين بصناديق الاقتراع
وأضاف: «يتزايد حماس الناخبين بشكل كبير، لأن الجميع يتطلع للمشاركة من أجل جعل أميركا عظيمة مرة أخرى».
وأضاف: «من المتوقع أن تكون الطوابير طويلة، لكن من المهم أن يبقى الجميع في أماكنهم حتى يتمكنوا من الإدلاء بأصواتهم».
وأردف ترامب: «في المقابل، ترغب بعض الفئات المعارضة، مثل "الديمقراطيين الشيوعيين المتشددين"، في تثبيط الناخبين ودفعهم للعودة إلى منازلهم».
واختتم: «الاتحاد والالتزام في هذا اليوم قد يسهمان في تحقيق نصر كبير، ويضعان البلاد على مسار جديد».
وحضت المرشحة الديموقراطية للبيت الأبيض كامالا هاريس الأميركيين على "الإدلاء بأصواتهم" في الانتخابات الرئاسية الثلاثاء، خلال مقابلة أجرتها معها إذاعة محلية في جورجيا، إحدى الولايات المتأرجحة الحاسمة.
وقالت نائبة الرئيس "أشجع الجميع على إنجاز المهمة، اليوم يوم التصويت" مشيرة إلى"الرؤيتين المختلفتين تماما لمستقبل الأمة" المطروحتين على الناخبين.
المصدر: الاتحاد - أبوظبي
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: كامالا هاريس دونالد ترامب الانتخابات الأميركية الانتخابات الأمیرکیة کامالا هاریس دونالد ترامب اقرأ أیضا
إقرأ أيضاً:
كاتب أميركي: 4 أسئلة حاسمة على ترامب التفكير فيها قبل الضربة
يقول الكاتب دانيال بايمن إن على الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن يجيب على 4 أسئلة رئيسية قبل الإقدام على أي عمل عسكري ضد إيران.
وحذر في مقال له نشرته مجلة "فورين بوليسي" الأميركية من أن أي خطة لضرب إيران تتطلب تفكيرا عميقا حول التكاليف والمخاطر، مشيرا إلى أن ترامب منح نفسه مهلة أسبوعين مع تصاعد الحرب بين إسرائيل وإيران.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2تايمز: أوكرانيا تلجأ لحل غير تقليدي لتعويض النقص بالجنودlist 2 of 2إعلام إسرائيلي: نفتقر لإستراتيجية خروج وإيران تجيد التصويبend of listوفيما يلي الأسئلة الأربعة التي يعنيها الكاتب:
1. ما الهدف من العملية الأميركية؟ذكر بايمن أن الأهداف المحتملة تتراوح بين محدودة وواسعة النطاق. والهدف المباشر والأكثر إلحاحا هو تدمير البرنامج النووي الإيراني أو عرقلته بشكل كبير، خاصة أن إسرائيل رغم نجاحها في ضرب منشأة "نطنز"، لم تمسّ منشأة "فوردو" شديدة التحصين.
ويمكن للولايات المتحدة، وفقا للكاتب، أن توسّع أهدافها لتشمل تقويض النظام الإيراني نفسه، من خلال ضرب الجيش والبنية التحتية الإيرانية، ما قد يزيد الضغط على طهران لتقديم تنازلات نووية وربما وقف دعمها للجماعات الوكيلة.
أما الخيار الأقصى، يقول الكاتب، فهو تغيير النظام، وهو خيار لم يُعلن رسميا، لكنه مطروح ضمنيا، مضيفا أن تنفيذ مثل هذا الهدف دون غزو شامل سيكون صعبا جدا، وغالبا ما يؤدي إلى نتائج عكسية.
2. كيف ترد إيران؟
ويرجّح الكاتب أن ترد إيران على أي هجوم بمحاولة استهداف أميركيين، سواء عبر وكلائها في الشرق الأوسط أو من خلال عمليات "إرهابية" دولية، مشيرا إلى أن ذلك عمل قد يوحّد العالم ضدها. وقد تشمل الردود أيضا مهاجمة حلفاء واشنطن في المنطقة، خصوصا من يساهمون في تسهيل الضربات.
ورغم أن بعض وكلاء إيران قد تعرّضوا لضربات قوية ويبدون حذرين حاليا، فإن إيران قد تدفعهم لتنفيذ ردود رمزية على الأقل.
ويستطرد بايمن بأن أحد الخيارات الخطيرة أيضا هو استهداف تدفق النفط في الخليج، رغم أن ذلك قد يضرّ باقتصاد إيران نفسه ويوحّد خصومها ضدها، وقد تكتفي طهران بالتهديد، مما قد يرفع أسعار النفط مؤقتا ويضغط اقتصاديا على الأسواق العالمية.
إعلان 3. ما العواقب طويلة الأمد؟ويحذر الكاتب أيضا من أنه حتى لو انتهت الحرب المفتوحة في غضون أسابيع، فإن تبعاتها قد تمتد لسنوات. ومن أبرز المخاوف إمكانية تسريع إيران جهودها نحو امتلاك سلاح نووي، خاصة إذا انسحبت من معاهدة عدم الانتشار النووي وبدأت برنامجا سريا خارج رقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
ومن الصعب ضمان رصد جميع أنشطة التسلّح، حتى لو كانت لدى إسرائيل وأميركا قدرات استخباراتية متقدمة، يقول بايمن.
وكذلك، قد تشن إيران هجمات انتقامية بعد انتهاء الحرب بمدة طويلة، مثلما حاولت اغتيال جون بولتون بعد عام من مقتل قاسم سليماني القائد السابق لـفيلق القدس الإيراني.
4. ما التكاليف البديلة لهذه العملية؟
ويؤكد الكاتب أن تركيز الولايات المتحدة على إيران يُضعف أولوياتها الإستراتيجية في آسيا، حيث يجب أن تركّز على مواجهة الصين، كما أن الموارد العسكرية والوقت السياسي الذي تُخصصه واشنطن لأزمة إيران، يستهلك ما هو مخصص لقضايا كبرى مثل تايوان أو بحر جنوب الصين. أما الحرب في أوكرانيا، فقد أصبحت شبه منسية في ظل الأزمة الإيرانية المتصاعدة.
ويلفت بايمن الانتباه إلى أن الحرب مكلفة أيضا من الناحية المالية، فبينما كلّف التدخل ضد الحوثيين في اليمن أكثر من مليار دولار، فإن أي عملية ضد إيران ستكون أكثر تعقيدا وتكلفة، كما ستضطر واشنطن إلى استنفاد علاقاتها وتحالفاتها لتأمين الدعم، ما قد يترك تأثيرا على ملفات أخرى.
وأضاف بايمن أنه إذا تبيّن لترامب أن الأهداف العسكرية قابلة للتحقيق، وأن الرد الإيراني يمكن احتواؤه، وأن العواقب طويلة الأمد ليست مدمرة، وأن التكاليف البديلة ليست باهظة، فقد يُعد الهجوم على إيران خيارا إستراتيجيا مبررا.
وختم بأن النجاح لن يُقاس بالضربات الأولى، بل بوجود خطة واضحة لتحويل المكاسب الميدانية إلى نفوذ سياسي طويل الأمد، مع إدراك الرأي العام والكونغرس لحجم التضحيات المطلوبة، فالحرب مع إيران، إن بدأت، لن تكون لحظة تكتيكية عابرة، بل بداية لإستراتيجية ممتدة لسنوات.