انتخابات بورتوريكو: يوم حافل بالتاريخ والتغيير في مسار الجزيرة
تاريخ النشر: 6th, November 2024 GMT
تُجري بورتوريكو انتخابات من المتوقع أن تكون تاريخية، بغض النظر عن نتيجة السباق بين المرشحين الرئيسيين لمنصب الحاكم.
وإن فازت جنيفر غونزاليس من الحزب التقدمي الجديد المؤيد للدولة، فسيكون هذا أول فوز للحزب بثلاث دورات متتالية في تاريخ الجزيرة. أما إذا انتصر خوان دالماو، مرشح حزب استقلال بورتوريكو وحركة النصر المواطن، فسيكون أول فوز لمرشح لا يمثل أحد الحزبين الرئيسيين الذين هيمنوا على السياسة في بورتوريكو لعقود.
يأتي خلف غونزاليس ودالماو في استطلاعات الرأي خيسوس مانويل أورتيز من الحزب الديمقراطي الشعبي، الذي يؤيد الوضع الإقليمي للجزيرة، ويشارك في السباق أيضًا خافيير خيمينيز من مشروع الكرامة، وهو حزب محافظ أنشئ في عام 2019.
وفي مختلف أنحاء الجزيرة، اصطف آلاف الناخبين في طوابير طويلة، متجاهلين الأمطار الغزيرة صباح يوم الثلاثاء.
وقال خورخي هيرنانديز، طالب الفنون البالغ من العمر 24 عامًا: "أشعر للمرة الأولى أن هناك فرصة حقيقية للتغيير. يبدو أن ثنائية الأحزاب تفقد قوتها، وأملي كبير في حدوث تغيير حقيقي."
ومنذ عقود، دأب الحزبان التقدمي الجديد والديمقراطي الشعبي على حصد 90% على الأقل من أصوات الناخبين، لكن الأمور بدأت تتغير منذ عام 2016 بعد أن بدأت الأحزاب الجديدة تستقطب مزيدا من الناخبين، وسط أزمات اقتصادية وسياسية متزايدة.
وكغيره من الناخبين، قال هيرنانديز إنه سئم من اانقطاع الكهرباء المزمن، ويشعر بقلق جراء غلاء السكن.
كما أبدى الناخبون اهتمامًا بقضايا التعليم والصحة والسلامة العامة، وسط تحذيرات من فيضانات متوقعة في العاصمة سان خوان ومناطق أخرى.
وقالت نادجا أوكيندو، وهي متقاعدة تبلغ من العمر 62 عامًا: "لم أشاهد الانتخابات بهذا الشكل من قبل".
أما فافيولا ألكالا، متسابقة الأمواج المحترفة، فأعربت عن فرحتها بتصويتها للمرة الأولى بعد تسجيلها في الجامعة، وأضافت: "أحب هذا الجو، وأود رؤية تغيير حقيقي وإتاحة المزيد من الفرص للشباب."
كما شارك في التصويت رغم الأمطار نجم الريغيتون باد باني، الذي انتقد الحزب المؤيد للدولة وأظهر دعمه لدالماو في حدثه الانتخابي الأخير.
وقال للصحفيين: "لدي ثقة بأن شعب بورتوريكو سيتخذ القرار الصحيح لمستقبلنا."
تأخير في إعلان النتائجسُجلت طوابير طويلة في بعض المراكز الانتخابية بسبب أعطال في أجهزة التصويت، ومع أن مراكز الاقتراع ستُغلق في وقت متأخر من مساء الثلاثاء، فقد يستغرق إعلان النتائج بضعة أيام. وخلال انتخابات عام 2020، استغرق الأمر أربعة أيام لإعلان النتائج الأولية.
ومع ذلك، أبدى دالماو ثقته في كون نتائج السباق على منصب الحاكم لن تتأخر. وقال للصحفيين: "نأمل أن تخطو البلاد خطوة تاريخية."
ومن جهته، لا يزال مفوض الانتخابات في بورتوريكو يُحصي أكثر من 220 ألف صوت مبكر وعن بُعد، حيث أفاد مسؤولو الأحزاب أن العملية بطيئة. وقد بدأت عملية العدّ بعد أسبوعين من الموعد المعتاد.
وقالت جيسيكا باديلا، نائب رئيس اللجنة، في مؤتمر صحفي: "نحن لن نتساهل في عملية التحقق هذه."
كما سيُطلب من الناخبين التعبير عن رأيهم للمرة السابعة في قضية الوضع السياسي لبورتوريكو حيث سيُطرح عليهم خياران غير ملزمين: الدولة، الاستقلال، والاستقلال مع علاقة شراكة حرة حيث يتم التفاوض حول القضايا المتعلقة بالسياسة الخارجية والجنسية واستخدام الدولار الأميركي.
وصرّحت جنيفر غونزاليس، مرشحة الحزب المؤيد للدولة، بينما كانت تنتظر الإدلاء بصوتها: "سنواصل العمل من أجل تحقيق المساواة لشعبنا."
كما أشار مسؤولو الحزب إلى أن بورتوريكو، رغم أنها إقليم أميركي، تتلقى معاملة غير متساوية فيما يتعلق ببرامج مثل ميديكيد وميديكير.
وبغض النظر عن نتيجة الاستفتاء، فإن أي تغيير في الوضع السياسي لبورتوريكو يتطلب موافقة الكونغرس الأميركي.
يذكر أن أكثر من 5,000 نزيل من بين 7,400 نزيل في سجون بورتوريكو شاركوا أيضًا في التصويت، على الرغم من عدم وضوح عدد الأصوات التي تم عدّها حتى الآن.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية شاهد: بعد بورتوريكو .. إرنستو يضرب برمودا وسط تحذيرات من رياح قوية وفيضانات مدمرة "يجمعنا تاريخ مشترك".. منظمة في بورتوريكو تخطط لعودة الاندماج مع إسبانيا حلم يسعى التوحيديون لتحقيقه.. هل يمكن أن تكون بورتوريكو جزءا من إسبانيا؟ رئيس بورتوريكو الولايات المتحدة الأمريكية الكونغرسالمصدر: euronews
كلمات دلالية: الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024 دونالد ترامب كامالا هاريس فيضانات سيول إسرائيل الحزب الديمقراطي الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024 دونالد ترامب كامالا هاريس فيضانات سيول إسرائيل الحزب الديمقراطي رئيس بورتوريكو الولايات المتحدة الأمريكية الكونغرس الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024 دونالد ترامب كامالا هاريس فيضانات سيول إسبانيا إسرائيل الحزب الديمقراطي ضحايا روسيا الاتحاد الأوروبي كامالا هاريس الحزب الجمهوري فی بورتوریکو یعرض الآن Next
إقرأ أيضاً:
سادس أقوى زلزال بالتاريخ.. ما سر الضربة التي تلقتها روسيا اليوم؟
في فجر 30 يوليو/تموز 2025، ضرب زلزال بلغت قوته 8.8 درجات على المقياس ساحل شبه جزيرة كامتشاتكا في أقصى شرقي روسيا، ليصبح أحد أهم الأحداث الزلزالية في التاريخ الحديث.
ألحق الزلزال أضرارا بالمباني وأصاب عدة أشخاص في المنطقة الروسية النائية، وبسبب قوته، صدرت أوامر بإخلاء معظم الساحل الشرقي لليابان، الذي دمره زلزال بقوة 9 درجات على المقياس، مع وتسونامي في عام 2011.
ويوضع هذا الزلزال في الترتيب السادس بقائمة أشد الزلازل المسجلة قسوة إلى الآن، إلى جانب زلزال "بيو بيو"، الذي ضرب دولة تشيلي، قبالة شاطئ منطقة ماولي التشيلية على عمق 35 كيلومترا تحت سطح البحر، يوم السبت 27 فبراير/شباط 2010.
ويأتي ذلك بعد زلزال وتسونامي فالديفيا أو زلزال تشيلي العظيم، الذي حدث في 22 مايو/أيار 1960، وقد وضعته معظم الدراسات عند 9.4-9.6 على المقياس، ورتب على أنه أقوى زلزال تم تسجيله على الإطلاق، استمر 10 دقائق، وتراوحت أعداد ضحاياه بين ألف و6 آلاف شخص.
وقد صنف الزلزال الذي ضرب شبه جزيرة كامتشاتكا في روسيا اليوم على أنه "زلزال دفعي ضخم"، ويحدث هذا عند حدود الصفائح التكتونية المتقاربة، حيث تجبر إحدى الصفائح التكتونية على الانحشار تحت الأخرى.
ولفهم الفكرة تخيل أن الأرض بحجم التفاحة، في هذه الحالة ستكون القشرة الأرضية بحجم قشرة التفاحة الرقيقة، لكن هناك اختلاف، فقشرة الأرض مقسمة إلى "صفائح تكتونية" متداخلة كما تتداخل قطع الأحجيات الورقية التي يطلب منك تجميعها للحصول على صورة جميلة.
الصفائح التكتونية هي قطع ضخمة من صخور القشرة الأرضية تطفو فوق طبقة منصهرة جزئيا تُسمى "الوشاح".
وتتحرك هذه الصفائح ببطء بسبب تيارات حرارية في باطن الأرض، وقد تصطدم أو تبتعد أو تنزلق بجانب بعضها، وتسبب حركتها الزلازل والبراكين وتُشكّل الجبال والمحيطات على مدى ملايين السنين.
في هذه الحالة، وقع الزلزال على طول خندق كوريل-كامتشاتكا، وهو عبارة عن منخفض عميق وضيق تحت سطح البحر يقع في شمال غرب المحيط الهادي، وقد نشأ عبر ملايين السنين نتيجة تقارب صفيحتين تكتونيتن: صفيحة المحيط الهادي وصفيحة أوخوتسك، بعمق 10 آلاف و542 مترا.
إعلانفي هذه المنطقة، تغوص صفيحة المحيط الهادئ تحت صفيحة أوخوتسك، وتُنتج الطاقة المنبعثة من هذه التحولات التكتونية موجات زلزالية قوية، مما يجعل هذه النوعية الزلازل من أقوى الزلازل المسجلة عالميًا.
يحدث الانزلاق بشكل تدريجي على مدار ملايين السنين، حيث تتراكم الضغوط عند حافة الصفائح، وعندما تصبح هذه الضغوط غير قابلة للتحمل، يحدث تحرر مفاجئ للطاقة في شكل زلزال.
بمجرد أن تتحرر الطاقة المخزنة في الصخور الملتوية، تحدث اهتزازات قوية جدا، تنتقل عبر الطبقات الجيولوجية على شكل موجات زلزالية، مما يؤدي إلى تدمير في المناطق المتأثرة.
وتختلف هذه النوعية عن الزلازل المعتادة، التي تحدث عادة بسبب حركات جانبية بين الصفائح التكتونية مثل الانزلاق الأفقي أو العمودي، وليس انحشار صفيحة تكتونية تحت الأخرى.
في الواقع، شهدت المنطقة نفسها من قبل الزلزال الواقع في الترتيب الخامس بقائمة أقوى زلزال على الإطلاق، وهو زلزال كامتشاتكا 1952 بقوة 9 درجات على المقياس، حيث انزلقت صفيحة محيطية (المحيط الهادي) تحت صفيحة أوخوتسك، على امتداد خندق كوريل-كامتشاتكا.
تسونامي متوسط وزلازل تابعةتسبب هذا الزلزال في تسونامي ضخم اجتاح سواحل روسيا، ووصل تأثير التسونامي إلى هاواي وسبب أضرارًا هناك، كما تم تسجيل موجات على شواطئ ألاسكا وتشيلي.
حينما انزلقت صفيحة المحيط الهادي تحت صفيحة أوخوتسك، فإن هذا النوع من الحركة لا يكون أفقيا فقط، بل يتضمن رفعا مفاجئا لقاع البحر خلال ثوانٍ قليلة، بالضبط كما تضع يديك داخل الماء ثم تحركهما للأعلى، فتلاحظ ظهور موجة أعلى سطح الماء.
في حالة المحيط، فهذا الارتفاع يزيح مليارات الأطنان من الماء للأعلى، مسببًا موجات ضخمة تنتشر بسرعة في كل الاتجاهات.
ونظرا لشدة الزلزال الروسي البالغة 8.8 درجات، فقد حدث تسونامي كبير على طول مناطق الاندساس، أثرت على شبه جزيرة كامتشاتكا، ودفعت إلى إصدار تحذيرات بالإخلاء في جميع أنحاء المحيط الهادي، بما في ذلك اليابان وهاواي وألاسكا.
وقد بلغ ارتفاع موجات تسونامي المرصودة حوالي 4 أمتار، ورغم أن هذه الموجات ليست بحجم بعض موجات تسونامي التي شهدناها في التاريخ، فإنها لا تزال قادرة على التسبب في أضرار جسيمة على طول المناطق الساحلية.
ويظل احتمال وقوع المزيد من موجات تسونامي قائما، رغم أنها ستكون على الأرجح أصغر من الموجات الأولية، وقد تتضاءل شدتها مع انتشارها عبر المحيط الهادي، وتواصل السلطات في المناطق المعرضة لتسونامي مراقبة مستويات سطح البحر وإصدار التحذيرات.
ومن العواقب الشائعة الأخرى للزلازل ذات الدفع الهائل حدوث الهزات الارتدادية، وهي زلازل أصغر حجما تتبع الحدث الزلزالي الرئيسي، حيث تتكيف قشرة الأرض مع التحولات الناجمة عن الزلزال الأولي، وتعد الهزات الارتدادية شائعة في المناطق المتضررة من الزلازل الكبيرة، ويمكن أن تستمر لأيام أو أسابيع أو حتى أشهر.
في حالة زلزال اليوم، تم تسجيل عدة هزات ارتدادية بالفعل، بقوة تصل إلى 6.9 درجات، ورغم أن هذه الهزات الارتدادية أقل شدة من الزلزال الرئيسي، فإنها قد تكون قوية بما يكفي لإحداث المزيد من الأضرار، لا سيما في المباني والبنية التحتية التي أضعفها الزلزال الأولي.
إعلان