فايننشال تايمز: إيلون ماسك يوسع نفوذه بعد فوز ترامب
تاريخ النشر: 6th, November 2024 GMT
قالت صحيفة فايننشال تايمز إن إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لشركتي تسلا وإكس، أصبح أحد أبرز المستشارين المؤثرين للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب.
وأشارت الصحيفة إلى أن ترامب وصف ماسك قائلا: "إيلون هو عبقري، علينا أن نحمي عباقرتنا، فليس لدينا الكثير منهم"، مما يعكس مدى الأهمية التي يوليها الرئيس المنتخب لماسك في خططه القادمة.
ووفقا لما نشرته فايننشال تايمز، فإن ماسك -الذي تقدر ثروته بـ260 مليار دولار- سيحصل على دور استشاري مؤثر في إدارة ترامب، حيث سيقود وزارة جديدة مقترحة باسم "وزارة الكفاءة الحكومية"، هذه الوزارة -وفق الصحيفة- ستمنحه صلاحيات واسعة لإعادة هيكلة البيروقراطية الفدرالية، التي يعتبرها ماسك "عائقًا رئيسيًا أمام تطور أميركا".
دعم التحول الرقمي والقطاعات الحيويةوبصفته المرتقب لرئاسة وزارة الكفاءة الحكومية، يعتزم ماسك التأثير بشكل مباشر على سياسات الولايات المتحدة في قطاعات الذكاء الاصطناعي، واستكشاف الفضاء، والسيارات الكهربائية.
وتتداخل هذه المجالات -وفق قول فايننشال تايمز- مع مصالح ماسك الشخصية من خلال قيادته لشركات مثل "إكس إيه آي" و"سبيس إكس" و"تسلا".
وقد عبر ترامب عن تقديره العميق لماسك، واصفًا إياه بأنه "شخصية فريدة وعبقرية نادرة"، مما يرسخ مكانة ماسك كعنصر فاعل ومؤثر في السياسة الأميركية.
يعتزم ماسك التأثير بشكل مباشر على سياسات الولايات المتحدة في قطاعات الذكاء الاصطناعي، واستكشاف الفضاء، والسيارات الكهربائي
ماسك نحو اليمينوتذكر الصحيفة أنه وفي السنوات الأخيرة، اتخذ ماسك مواقف سياسية حادة نحو اليمين، رغم ماضيه في التصويت لصالح مرشحين ديمقراطيين مثل بايدن وهيلاري كلينتون.
ويعكس دعمه العلني لترامب في قضايا تتعلق بالهجرة والتنظيم تحوّلا لافتًا، خاصة بعد نجاته من محاولة اغتيال في يوليو/تموز الماضي.
ووفقًا لتقرير فايننشال تايمز، قام ماسك بتقديم تبرعات تجاوزت 100 مليون دولار للجنة "أميركا باك" المؤيدة للحزب الجمهوري، وعمل على تعزيز الدعم الانتخابي لترامب بطرق مبتكرة.
ولم يكن دعم ماسك لترامب مجرد تعبير عن الولاء السياسي، بل كان استثمارًا إستراتيجيًا شمل تمويل حملة لحرية التعبير، وتوفير مليون دولار يوميًا لدعم عريضة تعزز الحقوق الدستورية.
لم يكن دعم ماسك لترامب مجرد تعبير عن الولاء السياسي، بل كان استثمارًا استراتيجيًا
وأكد التقرير أن ماسك استخدم منصة إكس، التي يملكها، للترويج لرسائل مؤيدة لترامب واتهامات حول تزوير الانتخابات. وفي يوم الانتخابات، قام ماسك بنشر حوالي 200 تغريدة، حققت مشاهدات وصلت إلى 955 مليون مشاهدة، مما أسهم في تعزيز شعبيته ونفوذه.
وحقق ماسك عوائد مالية ملموسة من استثماراته السياسية، حيث ارتفعت أسهم تسلا بنسبة 13% بعد فوز ترامب، مما أضاف قيمة كبيرة إلى ثروة ماسك الشخصية.
وأوضح دانييل آيفز، المحلل في "ويد بوش"، أن تسلا تمتلك إمكانيات متقدمة تجعلها قادرة على الاستمرار حتى في بيئة تفتقر إلى الدعم الحكومي.
وعلى الرغم من حصول ماسك على إشادة واسعة من مؤيدي ترامب، فإن دوره في نشر محتوى سياسي عبر إكس تعرض لانتقادات عديدة.
كشف تحليل فايننشال تايمز أن ماسك اتُهم باستخدام خوارزميات المنصة لدعم الروايات اليمينية ونشر المعلومات المضللة حول الانتخابات، حيث أظهرت مجموعة "بوليتي فاكت" للتحقق من الحقائق أن ماسك نشر 450 منشورًا في الأسابيع الأولى من أكتوبر/تشرين الأول، والتي تضمنت معلومات مضللة، وجذبت نحو 679 مليون مشاهدة و5.3 ملايين إعجاب.
وادي السيليكون للبيت الأبيض؟وتلقى ماسك دعما من شخصيات مؤثرة في وادي السيليكون، إضافة إلى حلفاء ترامب. ويتوقع أن يجلب ماسك معه إلى البيت الأبيض مجموعة من حلفائه من وادي السيليكون، بمن فيهم المستثمر ديفيد ساكس ومؤسس "أندوريل" للتكنولوجيا الدفاعية بالمر لوكي.
ووفقا للتقرير، أشار ماسك إلى أهمية فتح وزارة الدفاع الأميركية أمام الشركات الناشئة المبتكرة، مؤكدا أن دوره سيمتد ليشمل تمهيد الطريق أمام رواد الأعمال للوصول إلى مشاريع حكومية كبيرة.
وأعرب ماسك عن نيته في إعادة هيكلة الوزارات الحكومية وإزالة التكرار في المسؤوليات بين الوكالات.
ووفقًا لما ورد في فايننشال تايمز، قال ماسك: "علينا أن نخفض البيروقراطية، لكن يجب أن تكون القوانين ضرورية فقط"، مشبّهًا الوضع الحالي بالملعب الذي يحتوي على حكام أكثر من اللاعبين.
وأشار التقرير إلى أنه يخطط لدفع رواتب الموظفين الحكوميين لفترة تصل إلى سنتين، لمساعدتهم على الانتقال إلى القطاع الخاص، وأعلن ماسك عن عزمه على الاستمرار في لعب دور نشط في السياسة الأميركية.
وفيما يعد خطوة كبيرة، يستعد ماسك لقيادة وزارة الكفاءة الحكومية المقترحة، حيث يهدف إلى تغيير شامل في كيفية إدارة المؤسسات الحكومية الأميركية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات فایننشال تایمز
إقرأ أيضاً:
ترامب غيّر العلاقات الأميركية العربية
إن الاختراق الاستراتيجي في العلاقات الأميركية الخليجية، والمليارات من الدولارات من الاستثمارات والشراكات الاقتصادية الموقعة، والنجاح الباهر لزيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى الرياض والدوحة وأبو ظبي، تشكل تحولاً جذرياً في العلاقات الأميركية العربية.
كما وجّه تحذيرًا واضحًا لكلٍّ من إيران وإسرائيل: التردد مكلف وخطير. في الواقع، انطلقت سفينة استثنائية بأشرعة كاملة نحو مستقبل مختلف – معهم أو بدونهم.
أصبح للذكاء السياسي الآن حكمة اقتصادية. أصبحت الرؤية هي البوصلة، وحلّت البراغماتية محل الشعارات والمزايدات والنزاعات الخلافية. فإلى أين تتجه دول الخليج، ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا عمومًا، في هذه المرحلة الحرجة؟
لنبدأ بتركيا، التي بنى رئيسها رجب طيب أردوغان علاقة ممتازة مع السيد ترامب. وهذا مهم لأن الأخير يُشخصن سياساته ويستخدم التفاهم الشخصي معيارًا للعلاقات بين الدول. لكن هذا لم يأتِ من فراغ.
لقد لعبت تركيا دور الوسيط الرئيسي في تحقيق ثلاث نتائج رئيسية نشهدها في سوريا اليوم.
أولاً، الانهيار السريع لحكم بشار الأسد، والصعود الصاروخي لزعيم هيئة تحرير الشام السابق أحمد الشرع إلى الرئاسة. وتُوِّج هذا التحول باجتماع بين السيد الشرع والسيد ترامب ، الذي أعلن رفع العقوبات عن سوريا بناءً على طلب ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان وبالتنسيق مع السيد أردوغان.
ثانيًا، لعبت تركيا دورًا محوريًا في إجبار روسيا على الخروج من سوريا، مستغلةً انشغالها بالحرب في أوكرانيا. وقد أكسبها هذا مكانةً جديدةً في الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي (الناتو).
ثالثًا، أُخرجت إيران ووكيلها الرئيسي في سوريا، حزب الله، بطريقة أنهت هيمنة طهران، التي لطالما دعمت الأسد. وأغلقت طرق إمداد حزب الله بالأسلحة الإيرانية في لبنان، وأخمدت مشروع “الهلال الفارسي” الذي أطلقته طهران.
كان السيد أردوغان حاضرًا في الرياض، وإن كان عن بُعد، خلال اجتماع ترامب والشرع. وتجلى الذكاء السياسي الخليجي جليًا في إدراك أن عودة سوريا إلى الحضن العربي لا يمكن أن تتم إلا من خلال تكامل منسق مع تركيا. من جانبها، ترحب أنقرة بالأدوار الجديدة للخليج في سوريا، إذ أدركت أن تعافي البلاد يتطلب استثمارات اقتصادية وجهود إعادة إعمار تتجاوز إمكانياتها بكثير.
تُدرك تركيا أيضًا أن موقعها في سوريا يُفيد علاقتها بإسرائيل. ورغم أن هذه العلاقة تبدو متوترة، إلا أنها في الواقع قائمة على التنسيق والتفاهم الضمني.
في غضون ذلك، أثبت السيد الشرع قدرته على التكيف وبراغماتيته في بناء الشراكات. ففي مقابل رفع العقوبات الأمريكية، التزم بالقضاء على الجماعات المتطرفة مثل داعش، وأبدى استعداده للانضمام إلى اتفاقيات أبرهام. كما أفادت التقارير بأنه أبدى استعداده لقبول منطقة منزوعة السلاح في مرتفعات الجولان، متجاوزًا بذلك المسألة الشائكة حول ما إذا كانت المنطقة سورية أم إسرائيلية.
التحديات التي تواجه السيد الشرع كثيرة. هل هو مستعد أو قادر على كبح جماح الجماعات التي كان ينتمي إليها سابقًا؟ هل يستطيع حماية الأقليات؟ هل يستطيع تلبية المطالب المتعلقة بالسيطرة على السجون؟ هل يستطيع إسكات أعضاء حكومته الذين ما زالوا يتحدثون بلغة الرفض عندما يتعلق الأمر بإسرائيل؟
بينما كانت سوريا نجمة قمة الرياض، حظي لبنان باهتمام أقل. ومع ذلك، فقد ذكره ترامب وقادة الخليج على حد سواء. فلبنان، في نهاية المطاف، مفتاحٌ لبناء سلام أمريكي جديد في المنطقة.
يسعى السيد ترامب إلى بناء نظام أمني إقليمي شامل. وقد عرض على كلٍّ من إيران وإسرائيل خارطة طريق، لكنه لم يتمكن من إقناع أيٍّ منهما بقبولها قبل الزيارة أو خلالها. وبعد فشله في التوصل إلى حلٍّ للصراع في غزة، يُمكن القول إن هذه الزيارة لم تُحقق أهدافها سياسيًا، حتى وإن حققت نجاحًا باهرًا اقتصاديًا.
في هذه العملية، خسرت إسرائيل. أوضحت زيارة السيد ترامب أن الاختراق الاستراتيجي الأمريكي السعودي يمكن تحقيقه دون انضمام الرياض رسميًا إلى اتفاقيات أبرهام. هذه ضربة موجعة لإسرائيل. هذا لا يعني أن التحالف الأمريكي الإسرائيلي في خطر، ولكنه يعني أن الديناميكية السابقة بين البلدين قد تغيرت، لا سيما في ضوء القفزة النوعية في علاقات أمريكا مع الخليج.
في الواقع، حتى وقت قريب، كانت اتفاقيات أبرهام شرطًا أساسيًا للمضي قدمًا. أما اليوم، فهي هدف، وإن لم تعد شرطًا لتحقيق اختراق استراتيجي أمريكي سعودي أو تحول أوسع في العلاقات الأمريكية العربية.
كان السيد ترامب حريصًا على مد يد العون لإيران، حتى مع توطيد علاقاته مع الخليج، الأمر الذي لعب بدوره دورًا إيجابيًا في محاولة تضييق الفجوة بين الموقفين الأمريكي والإيراني، بهدف تجنب المواجهة العسكرية. وكان السيد ترامب صريحًا في دعوة إيران للانضمام إلى قافلة السلام، محمّلًا بحوافز اقتصادية وسياسية واستثمارية. كما أوضح أن المطلوب من طهران ليس مجرد ضبط النفس النووي، بل أيضًا التوقف عن استخدام وكلائها المسلحين في المنطقة.
لقد تأخرت إيران وتواصل المماطلة، مع أن إعلان السيد ترامب رفع العقوبات عن سوريا قد منح طهران أملاً في إمكانية تخفيف العقوبات عليها أيضاً في حال التوصل إلى اتفاق مع واشنطن. مع ذلك، لن يترك الرئيس الأمريكي باب الإغراءات مفتوحاً إلى الأبد.
يريد السيد ترامب أن يشكل البنية الاستراتيجية لنظام إقليمي جديد، ومن غير المرجح أن ينتظر إلى أجل غير مسمى.
ترجمة وتحرير “يمن مونيتور”
المصدر: ذا ناشيونال
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق *
الاسم *
البريد الإلكتروني *
الموقع الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
Δ
شاهد أيضاً إغلاق كتابات خاصةالمتحاربة عفوًا...
من جهته، يُحمِّل الصحفي بلال المريري أطراف الحرب مسؤولية است...
It is so. It cannot be otherwise....
It is so. It cannot be otherwise....
سلام عليكم ورحمة الله وبركاتة...