ختام ناجح في مسقط لأكبر تجمّع للمنتدى الدولي لصناديق الثروة السيادية بالعالم
تاريخ النشر: 6th, November 2024 GMT
مسقط- الرؤية
أسدل الستار في مسقط على فعاليات الاجتماع السنوي لصناديق الثروة السيادية (IFSWF) الذي يُعدّ الأكبر في تاريخ المنتدى، واستضافته سلطنة عُمان ممثلةً بجهاز الاستثمار العُماني خلال الفترة من 3 إلى 6 نوفمبر الجاري، وشهد رقمًا قياسيًا في المشاركة بحضور أكثر من 300 مشارك يمثلون 46 دولة، بينهم رؤساء دول ووزراء ورؤساء تنفيذيون من أكثر من 50 صندوقًا سياديًا.
وبتكليف سامٍ من حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- رعى صاحب السمو السيد تيمور بن طارق آل سعيد رئيس مجلس محافظي البنك المركزي العُماني، مأدبةَ العشاء التي أقامها جهاز الاستثمار العُماني لكبار ضيوف الاجتماع السنوي للمنتدى الدولي لصناديق الثروة السيادية؛ وذلك في فندق قصر البستان؛ حيث حضره عدد من أصحاب السمو والمعالي والوكلاء وعدد من مسؤولي جهاز الاستثمار العُماني.
وشهدت فعاليات الاجتماع السنوي لقاءات جانبية لبحث التعاون في الجانب الاستثماري وتوقيع مذكرة تعاون؛ حيث استقبل معالي عبد السلام بن محمد المرشدي رئيس جهاز الاستثمار العُماني فخامة الرئيس ديفيد رانيبوك رئيس جمهورية ناورو، وجرى خلال اللقاء بحث سبل تعزيز التعاون الاقتصادي والاستثماري بين البلدين الصديقين والاستفادة من الفرص المتاحة لإقامة شراكات إستراتيجية بين الطرفين في مختلف القطاعات. كما وقّع معاليه مذكرة تعاون مع غانم الغنيمان عضو مجلس الإدارة والمدير العام للهيئة العامة للاستثمار بدولة الكويت بهدف تعزيز الشراكة الاستثمارية بين سلطنة عُمان والكويت، وسيبدأ الطرفان مناقشات لتأسيس صندوق استثماري مشترك في عُمان، إضافة إلى دراسة فرص الاستثمار في الفرص الاستثمارية القائمة والتابعة للجهاز والتي تعنى بالاستثمار في مختلف المجالات.
وتأكيدًا على المناقشات الثرية التي شهدها الاجتماع؛ فقد قرر أعضاء المنتدى رفع المؤتمر المصاحب له إلى مستوى جديد ويُسمّى في هذه النسخة باسم "حوار مسقط"، على أن يُسمى باسم المدينة التي تستضيفه في كل عام؛ ليكون منصةً حوارية وتفاعليةً تسهم في تعزيز النقاشات والتعاونات حول الاستثمارات والتنمية المستدامة والقضايا الاقتصادية العالمية ذات الصلة.
وشهدت جلسات الاجتماع والمؤتمر المصاحب 2024 مجموعة ثرية من الجلسات الحوارية والاجتماعات؛ حيث ناقش المشاركون الموضوعات الأكثر أهمية في عالم الاستثمار، والتي اختيرت لتتناسب مع سياق الأولويات الوطنية التي تنص عليها رؤية "عُمان 2040"؛ بما في ذلك تحول الطاقة والذكاء الاصطناعي وسلاسل الإمداد، إلى جانب تطور أدوار صناديق الثروة السيادية ومسؤولياتها، وحوار مع رجل الأعمال الأمريكي إيلون مسك حول الذكاء الاصطناعي وتقنيات الفضاء والطاقة البديلة، وفرص الاستثمار في الذكاء الاصطناعي.
وحرص جهاز الاستثمار العُماني على إبراز البُعد العُماني أثناء فعاليات المنتدى؛ حيث شارك في المؤتمر المصاحب له 15 متحدثًا عُمانيًا يمثلون قطاعات حكومية وخاصة واسعة بما في ذلك الاقتصاد، والتنمية، والطاقة، والخدمات اللوجستية، والابتكار، والذكاء الاصطناعي، وأثروا النقاشات بأفكار ورؤى تعكس تطلعات سلطنة عُمان للنهوض الاقتصادي.
وانتخب أعضاء المنتدى مجلس إدارة جديدًا يترأسه إسرافيل مامادوف الرئيس التنفيذي لصندوق النفط الحكومي لجمهورية أذربيجان خلفًا لعبيد عمران الرئيس التنفيذي لإثمار كابيتال. كما تم تسليم ملف استضافة الاجتماع السنوي السابع عشر للمنتدى في عام 2025 للعاصمة الإماراتية أبوظبي، وفازت اليونان باستضافة الاجتماع الثامن عشر في عام 2026، بعد التصويت عليها من قبل الأعضاء.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
الهند تكسر حاجز الجغرافيا.. افتتاح أعلى جسر سكك حديدية بالعالم في كشمير
في لحظة وُصفت بـ”التحول التاريخي في بنية الهند التحتية”، افتتح رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، رسميًا أعلى جسر للسكك الحديدية في العالم، مقامًا على ارتفاع مذهل يبلغ 359 مترًا فوق نهر تشيناب، عند سفوح جبال الهيمالايا في إقليم جامو وكشمير.
المشروع العملاق، الذي استغرق عقودًا من التخطيط والتنفيذ، بلغت تكلفته نحو 437 مليار روبية (ما يعادل 5.1 مليار دولار)، ويضم 36 نفقًا بإجمالي أطوال تقارب 119 كيلومترًا، في إنجاز يُعد من أكثر المشاريع الهندسية تعقيدًا في تاريخ الهند الحديث.
وفي كلمة ألقاها خلال حفل التدشين، وصف مودي الجسر بأنه “معجزة وطنية” ستحدث نقلة نوعية في حياة سكان كشمير، قائلاً: “هذا المشروع لا يربط الجبال فقط… بل يربط القلوب والمستقبل. إنه خطوة جبارة نحو الازدهار والتنمية والسلام في المنطقة”.
هذا ويمثل الجسر، الذي يُعد عنصرًا استراتيجيًا ضمن شبكة السكك الحديدية الهندية الوطنية، شريان حياة جديد يربط كشمير بباقي ولايات الهند، بعد أن ظلت معزولة لفترات طويلة بسبب التضاريس الصعبة والاضطرابات السياسية.
وتعود جذور فكرة المشروع إلى سبعينيات القرن الماضي، حين طرحتها رئيسة الوزراء الراحلة إنديرا غاندي، لكن لم يُمنح الضوء الأخضر رسميًا إلا في عام 1994، فيما بدأت الأعمال الإنشائية الفعلية في 2002.
ورغم أن الموعد المبدئي للافتتاح كان محددًا في 2019، فإن الظروف الجوية القاسية، والتضاريس الوعرة، وانتشار جائحة كوفيد-19، أسهمت في تأجيل الإنجاز حتى اليوم، وسط إشادة محلية ودولية بقدرة الهند على إتمام واحد من أكثر المشاريع الهندسية طموحًا في العالم.
ويرى مراقبون أن الجسر سيساهم في تعزيز التنمية الاقتصادية، وزيادة النشاط السياحي، وتسهيل نقل البضائع والركاب، كما سيُوفر فرص عمل كبيرة في المنطقة، وتعتبر الحكومة الهندية المشروع أيضًا ركيزة أمنية واستراتيجية، تتيح تعزيز التحركات اللوجستية في إقليم يشهد توترات دورية.
ووصفت صحيفة هندوستان تايمز الجسر بأنه “رمز جديد للهند الصاعدة، القادرة على تجاوز المستحيل”، فيما يرى البعض أنه رسالة سياسية وتنموية موجهة إلى الداخل والخارج.
ويعد جسر تشيناب أعلى جسر للسكك الحديدية في العالم، بارتفاع 359 مترًا من مستوى سطح النهر، متجاوزًا بذلك ارتفاع برج إيفل الشهير في العاصمة الفرنسية باريس، والذي يبلغ 300 متر دون الهوائي (وحوالي 330 مترًا مع الهوائي)، هذه المقارنة لم تأتِ من باب المبالغة الإعلامية، بل استخدمها عدد من المصادر الرسمية والإعلامية البارزة لإبراز ضخامة الإنجاز الهندسي.
ووصفت صحيفة Hindustan Times الهندية الجسر بأنه “أعلى من برج إيفل”، مشيرة إلى أن الهند “حققت إنجازًا يتجاوز أحد أشهر معالم العالم”، كما ذكرت Times of India أن “الجسر الجديد يعد معلما فريدا في مجال البنية التحتية ويعكس التفوق الهندسي، إذ إنه بُني على ارتفاع لم يصله أي جسر للسكك الحديدية من قبل، بما في ذلك الجسور الأوروبية الشهيرة”.