موقع 24:
2025-06-10@10:47:47 GMT

ترامب الثاني

تاريخ النشر: 7th, November 2024 GMT

ترامب الثاني

بعد أربع سنوات على تركه البيت الأبيض إثر خسارته أمام الرئيس الديمقراطي الحالي جو بايدن، ها هو الرئيس السابق دونالد ترامب يعود إليه، مُلحقاً هزيمة ثقيلة بمرشحة الحزب الديمقراطي نائبة الرئيس كامالا هاريس بعد معركة انتخابية ضارية شهدت فصولاً غير معهودة من التحديات والمعارك الكلامية.

لكن الظروف الدولية التي كانت خلال ولايته الأولى من عام 2016 حتى عام 2020 تغيرت، وجرت مياه كثيرة كالطوفان في مجرى التحولات العالمية، وكانت الحرب الأوكرانية عام 2022 والحرب الإسرائيلية الحالية في قطاع غزة ولبنان، إضافة إلى تصاعد التوتر في شبه الجزيرة الكورية وفي بحر الصين الجنوبي، وحالة عدم اليقين في الموقف الأوروبي من الحرب الأوكرانية والعلاقات عبر الأطلسي، من القضايا التي استجدت خلال أربع سنوات.


كلها تحديات جديدة سوف يواجهها ترامب بعد تربعه على عرش المكتب البيضاوي، سوف تحدد كيف سيحقق شعاره «أمريكا دولة عظمى من جديد»، وكيف سيتمكن من تنفيذ وعوده بإنهاء الحرب الأوكرانية والحرب الإسرائيلية على غزة ولبنان، وكيف سيدير علاقاته مع أوروبا وحلف الأطلسي والصين، إضافة إلى العلاقات مع كوريا الشمالية.
في خطاب انتصاره الذي ألقاه بعدما تأكد من حصوله على 277 صوتاً في المجمع الانتخابي من أصل 538 صوتاً، في حين كان يحتاج إلى 270 صوتاً فقط، أعلن ترامب مخاطباً أنصاره «لقد كتبنا التاريخ هذه الليلة»، وتحدث عن بعض الخطوات الداخلية التي سيقوم بها كرئيس بقوله «سنغلق الحدود أمام المهاجرين غير الشرعيين»، و«سنساعد بلدنا على التئام الجروح، وسنصحح وضع حدودنا»، و«سأصارع من أجل عائلاتكم ومن أجلكم ومن أجل المستقبل الذي يستحقه أبناؤنا»، فيما تجنب الخوض في القضايا الدولية.
في مطلق الأحوال لن تبقى الولايات المتحدة كما هي، سوف تتغير بالتأكيد في عهد ترامب الثاني باتجاه لم تتحدد معالمه بعد، لكن من الواضح من خلال ما طرحه في حملاته الانتخابية، أن الحرب الأوكرانية سوف تشهد مساراً مختلفاً عن المسار الحالي، وأيضاً العلاقات مع الدول الأوروبية وحلف شمال الأطلسي. لكن يبدو أن العلاقات مع الصين قد تشهد حرباً اقتصادية جديدة بعدما أعلن ترامب أنه سيفرض تعرفة ثابتة بنسبة 60 في المئة على جميع الواردات الصينية. وبالنسبة للحرب الحالية في الشرق الأوسط فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو كان أول المهنئين له بالفوز قائلاً «عودتك بداية جديدة». لكن من الملاحظ أن الجالية العربية في مدينة ديربورن بولاية ميشيغان رحبت بخسارة هاريس، بعدما كان ممثلو هذه الجالية قد دعوا لمعاقبتها وإدارة الرئيس جو بايدن لدعم إسرائيل مالياً وعسكرياً وفشلهم في وقف عدوانها، لذلك فإن قسماً كبيراً من الجالية صوت لترامب أو للمرشحة المستقلة جين شتاين.
يذكر أن ولاية ميشيغان أهدت الفوز لترامب عام 2016، ثم اختارت جو بايدن عام 2020. ويرى هؤلاء أن ترامب وعدهم بوقف الحرب إذا ما تم انتخابه رئيساً، ويعتقدون أيضاً أن الجمهوريين لا يخلقون الحروب ولا يصرفون المال من أجل تمويل حروب خارجية. لكن تفاؤل هؤلاء بدور إيجابي لترامب في وقف الحرب الإسرائيلية قد يكون مبالغاً فيه، لأنه لم يتخل عن دعم إسرائيل وسياساتها خارج البيت الأبيض وداخله.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الانتخابات الأمريكية عام على حرب غزة إيران وإسرائيل الحرب الأوكرانية إسرائيل وحزب الله غزة وإسرائيل الحرب الأوکرانیة

إقرأ أيضاً:

اتجاهات مستقبلية

 

اتجاهات مستقبلية
حرب أوكرانيا ومخاطر التصعيد

 

في تصعيد نوعي يعكس تحوّلًا في عقيدة الردع الأوكرانية، نفذت كييف عمليتها التي أطلقت عليها اسم “شبكة العنكبوت”، منذ ما يربو على الأسبوع، حيث استهدفت قواعد جوية روسية باستخدام طائرات مسيّرة متقدمة. لم تكن هذه الضربة مجرد عمل عسكري تقني، بل شكلت إعلانًا صريحًا بأن أوكرانيا باتت تمتلك القدرة -وربما الإرادة- لفرض معادلات ميدانية تتجاوز الدفاع إلى استباق الهجوم الروسي.
يأتي هذا في ظل تقارير استخباراتية غربية، خاصة من واشنطن، تشير إلى استعداد روسيا لشن هجوم واسع النطاق خلال الأيام القليلة؛ تحفظ به ماء الوجه من ناحية، ومن ناحية أخرى تمنع أوكرانيا من فرض رؤية مؤثرة حال الجلوس على مائدة المفاوضات، قد تشمل خاركيف أو تمتد إلى الجنوب الأوكراني. إن التوقيت والسياق يعكسان ملامح مرحلة جديدة في الحرب، تتداخل فيها التكنولوجيا مع الاستراتيجية، وتغدو فيها المسيّرات بمثابة أدوات ترسيم الحدود المؤقتة في الميدان، وتشكل أدوات سياسية جديدة على مائدة المفاوضات.
في هذا المشهد المربك، يلوح دور دولي حاسم قد يصنع فارقًا في مسار التصعيد، أو يكبح اندفاعه؛ حيث تتجه الأنظار تجاه الولايات المتحدة في ظل إدارتها الحالية. فالرئيس دونالد ترامب، العائد بقوة بأسلوبه غير المتوقع للمشهد السياسي المحلي والعالمي، يشكّل عاملًا حاسمًا في معادلة الحرب، حيث يملك علاقات وخطوط اتصال مفتوحة مع الجانبين المتحاربين. وذلك على عكس أوروبا التي تقف خلف أوكرانيا تحديدًا. بَيْدَ أن مواقف ترامب يكتنفها الغموض أحيانًا، فبينما يعلن رفضه “للحرب المفتوحة”، لا يُخفي نيّته لتقليص الدعم لكييف، ويعتمد خطابًا غامضًا قد يُفَسَّر من الكرملين كإشارة عن تراجع في الدعم الغربي لأوكرانيا. بهذا المعنى، لا يبدو ترامب مُهَدِّئًا للنزاع، بل قد يبدو مُسَرِّعًا له، ولو من حيث لا يقصد، عَبْرَ ترك مساحات رمادية تملؤها الحسابات الروسية بقوة السلاح، وهو ما دفع أوكرانيا للتصعيد العسكري من أجل تدعيم موقفها في المفاوضات، كما دفع حلفاء أوكرانيا الأوروبيين إلى أن يُعيدوا في اعتبارهم وضع سيناريوهات الحرب الواسعة في القارة، وتقديم مزيد من الدعم لكييف.
في مقابل هذا الترقب، تبرز أهمية الفاعلين الإقليميين الذين يتّسمون بالحياد النسبي، وعلى رأسهم دولة الإمارات العربية المتحدة، التي راكمت خبرة دبلوماسية في الوساطة، وأظهرت مرونة عالية في تسهيل عمليات إنسانية معقدة، كالإفراج عن الأسرى وتبادل الرسائل بين الخصوم. وهناك أيضًا دول أخرى مهمة في هذا المسار، مثل المملكة العربية السعودية، التي استضافت محادثات الأطراف الثلاثة: الروس والأوكرانيين والأمريكيين، وكذلك الهند، أو غيرها من الدول التي لا تُظهر انحيازًا لطرف على حساب طرف.
إن عملية “شبكة العنكبوت” ليست فقط عنوان ضربة ناجحة، بل هي رمز لصراع خيوطه معقدة. فإمّا أن تُقْطَع هذه الخيوط بعنف، أو أن تُفَكَّك بحكمة. وفي ظل عالم يموج بالاضطرابات والضبابية، قد تكون اليد التي لا تطلق النار هي الأكثر تأثيرًا في مصير الحرب الأخطر على هذا الكوكب في الوقت الراهن.


مقالات مشابهة

  • زلزال بقوة 5.4 ريختر يضرب جزر ساندويتش الجنوبية بالمحيط الأطلسي
  • اتجاهات مستقبلية
  • القاهرة الإخبارية تكشف عن أخر تطورات الحرب الروسية الأوكرانية
  • مكالمة هاتفية مرتقبة بين الرئيس الأمريكي ونتنياهو
  • عاجل. للمرة الأولى منذ بدء الحرب.. الجيش الروسي يعلن شن هجوم على منطقة دنيبروبتروفسك الأوكرانية
  • أخبار العالم | المقاومة الفلسطينية تعلن عن عملية نوعية ضد الاحتلال في غزة.. وألمانيا تكشف تفاصيل جديدة عن عملية «شبكة العنكبوت» الأوكرانية ضد روسيا.. وولي العهد السعودي يعلن نجاح موسم الحج
  • الرئيس البرازيلي يقترح مبادرة جديدة لإنهاء حرب أوكرانيا
  • تواضروس الثاني وبابا الفاتيكان يدعوان لوقف “الحرب العدوانية” على غزة
  • إلى أين يقود التصعيد الحالي الحرب الروسية الأوكرانية؟
  • تواضروس الثاني وبابا الفاتيكان يدعوان لوقف "الحرب العدوانية" على غزة