DW عربية:
2025-07-31@09:39:41 GMT

حالة استنفار في قطاع السياحة بسبب التغير المناخي

تاريخ النشر: 15th, August 2023 GMT

‍‍‍‍‍‍

مشهد من منتجع سياحي في رودوس اليونانية بعد الحرائق التي ضربت الجزيرة (26 يوليو 2023)

في توافق مع إرشادات الاتحاد الأوروبي ذات الصلة، تسعى عدد من دول القارة العجوز إلى تطوير سبل تخفيف أعباء السياحةالمفرطة ومواجهة التغيرات المناخية التي أدخلت القطاع في عدم اليقين. وفي ظل حرائق مدمرة، ودرجات حرارة تجاوزت الأربعين، يسعى السياح إلى تحاشي كوارث محتملة بالبقاء في منازلهم، حيث فرض سؤال نفسه على الجميع: هل يترك التغير المناخي أثاره على السياحة، خاصة في منطقة البحر المتوسط؟ وأظهرت خدمة التغير المناخي "كوبرنيكوس" التابعة للاتحاد الأوروبي أن شهر تموز/ يوليو الماضي كان أكثر الشهور حرارة على الإطلاق.

وتقول نائبة مدير كوبرنيكوس، سامانثا بورخيس، إن درجات الحرارة لم ترتفع إلى هذا المستوى منذ ما لا يقل عن 120 ألف عام، على الأقل، مشيرة في هذا الصدد إلى حسابات "الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتغير المناخي". وكانت المناطق التي تستقبل الحصة الأكبر من السياح هي الأكثر تضررا من التغير المناخي. وجرى الشهر الماضي إجلاء آلاف السائحين من جزيرتي رودس وكورفو باليونان، بعدما اجتاحت الحرائق الجزيرتين، في طقس شديد الحرارة. كما عانت بقوة إيطاليا من موجات الحر، حيث تعرضت جزيرة سردينيا لدرجات حرارة وصلت إلى 48 درجة مئوية.

 

الشمال بات أكثر جاذبية؟

في ظل هذه الظروف، فإن السؤال المطروح هو: هل ينجذب المصطافون إلى السويد أو أيرلندا مستقبلا، عوضا عن منطقة البحر المتوسط ؟ و أشارت دراسة أعدتها "مفوضية السفر الأوروبية"، وهي مظلة تضم العديد من المجموعات والهيئات السياحية في أوروبا، إلى أولى هذه التحولات. ومع ذلك، وبحسب الدراسة، تظل إسبانيا مقصدا مفضلا لراغبي السفر خلال الفترة من حزيران / يونيو إلى تشرين الثاني / نوفمبر، كل عام. وتليها في ذلك فرنسا، وإيطاليا، واليونان، ثم كرواتيا.

هاواي تواجه عاصفة نارية بسبب التغير المناخي والإعصار

ومن ناحية أخرى، يقول رئيس رابطة السفر الألمانية "دي.آر.في:"، نوربرت فيبيغ، "ليس هناك أي تغير (حاليا) في الحجوزات بسبب موجة الحر الممتدة في جنوب أوروبا"، من ناحية أخرى، أظهرت نتائج استطلاع شمل أنحاء أوروبا، وشارك فيه ستة آلاف شخص، أن أقل بنحو 10% من المشاركين يعتزمون القيام برحلة إلى البحر المتوسط، مقارنة بالعام الماضي. وفي المقابل، زادت شهرة جمهورية التشيك وبلغاريا وأيرلندا والدنمارك. ويعزو ادواردو سانتاندير، الرئيس التنفيذي لـ "مفوضية السفر الأوروبية" ذلك، إلى السياح الذين يبحثون عن أماكن أقل ازدحاما، وأكثر اعتدالا في درجات الحرارة. ويقول سانتاندير "نتوقع أن تتأثر حركة السفر في أوروبا على نحو أكبر بالأحوال الجوية في المستقبل، والتي لا يمكن التنبؤ بها".  ومن المرجح على نحو أكبر أن المسافرين سوف يتجنبون المقاصد الجنوبية أثناء موجات الحر. ويقول سانتاندير: "ربما يؤدي هذا إلى دفع مزيد من الأوروبيين إلى مقاصد وسط وشرق أوروبا بحثا عن درجات حرارة معتدلة خلال أشهر الصيف".

التحول الأخضر والرقمي

ولفت سانتاندير إلى أن وجهات جنوبي أوروبا قد تستقبل المزيد من السائحين خلال موسمي الربيع والخريف. وتكشف دراسة أجرتها المفوضية الأوروبية عن كيف يمكن أن تتغير سلوكيات السفر والسياحة. وتقول المفوضية في التقرير: "وجدنا نمطا واضحا لتغيرات الطلب على السياحة ما بين الشمال والجنوب، وتستفيد مناطق الشمال من التغير المناخي، في حين تواجه مناطق الجنوب تراجعا واسعا في الطلب على السياحة". الإمكانيات الخضراء (الصديقة للبيئة): تغيير المسار لتعزيز الجاذبية أدركت إسبانيا تفاقم هذه الحقيقة بسبب التغير المناخي، ولذلك تسعى إلى تعزيز تراثها من مظاهر الطبيعة، مثل الغابات ومحميات المحيط الحيوي، من أجل تغير صورتها النمطية.

وأشارت هيئة تنشيط السياحة التابعة للحكومة مؤخرا إلى الحاجة لتحويل إسبانيا إلى "وجهة ذات منتجات متعددة"، إلى ما هو أكثر من الشمس والشواطئ. وترى هيئة تنشيط السياحة أنه يتعين أن تشمل هذه العملية تحولا في قطاع السياحة في إسبانيا - وهو هدف مدرج في أجندة الاتحاد الأوروبي السياحية حتى عام 2030 ، مما يؤكد على نحو خاص الحاجة إلى وضع التحول الأخضر والرقمي في القلب من النشاط السياحي للبلاد.

الشعاب المرجانية قبالة سواحل فلوريدا تحتضر والعلماء قلقون

وفي الوقت نفسه، كثفت سلوفينيا جهود تعزيز السياحة في البلاد على مدار سنوات، انطلاقا من شعار "الوجهة الخضراء" لديها. وصارت سلوفينيا وجهة سياحية تتمتع بشهرة متنامية بفضل مناطق الغابات والمياه الوفيرة وفرص قضاء عطلات نشطة في أحضان الطبيعة، ولكن ليس للسياحة الجماعية وتشمل التحديات الرئيسية في هذا الشأن السياحة المستدامة، مع أقل قدر ممكن من الانبعاثات الكربونية، والتنقل المستدام، والمواد الغذائية المنتجة محليا، والموارد البشرية الملائمة. والأمل من وراء تبني ممارسات مستدامة، هو أن يتمكن السكان المحليون من تقبُل الضغوط التي تسببها السياحة، على نحو أكبر، فقد كانت تلك مشكلة في الوجهات السياحية الأكثر شهرة مثل بليد وبوينغ، على مدار السنوات الأخيرة.

رؤية البوسنة والهرسك

تأثير الظروف الإقليمية على نجاح السياحة تحظى جمهورية البوسنة والهرسك بإمكانيات سياحية وافرة، خاصة في مجال السياحة الجبلية والنهرية. وتقر المنظمات الدولية للتنمية بهذه الإمكانيات على نحو أكثر من المؤسسات المحلية. وتتبنى البوسنة الاتجاه العالمي المعني بتعزيز الاهتمام بالسياحة في المناطق الأكثر برودة. وتتسم المنطقة بأسعار ملائمة للغاية بالنسبة للجولات السياحية، وبجمال الطبيعة، ولكن هناك مشاكل تتعلق بالبنية التحتية الهشة في مجال النقل، وبالوضع السياسي الذي يعاني من عدم الاستقرار. ولم يتم عمل الكثير للترويج للإمكانات السياحية في البوسنة والهرسك في أنحاء العالم، وحتى القليل الذي تم، لم ينفذ بشكل منهجي.

وفي رومانيا، كان التأثير الإيجابي الوحيد، إلى حد ما، للتغير المناخي هو "إطالة أمد موسم الصيف"، حيث يتجه المزيد والمزيد من السائحين لقضاء عطلاتهم هناك خلال شهر حزيران/يونيو، وهو ما يخفض ضمنا الضغوط على ذروة الموسم، بحسب ما ذكره رئيس الجمعية الوطنية الرومانية لوكالات السياحة دوميترو لوكا. وأدى فصل الشتاء المعتدل على مدار السنوات الأخيرة إلى زيادة حركة السياحة في البلاد خلال الفترة من تشرين الثاني/نوفمبر إلى آذار/مارس. ورغم ذلك، تعاني منتجعات التزلج على الجليد من مواسم شتاء دافئة.

 

تداعيات السياحة المفرطة

وأوضح لوكا أنه حتى في ظل وجود منشآت إنتاج الجليد الاصطناعي، على المنتجعات أن تتقبل الهزيمة في المعركة أمام درجات حرارة تتجاوز الصفر بشكل مستمر. حماية الوجهات المتميزة من "السياحة المفرطة" عادة ما تكتظ الممرات الضيقة في جزيرة "مون سان ميشيل" الإيقونية بفرنسا بالزائرين قبل موعد تناول الغداء مباشرة خلال فترة الذروة في موسم الصيف.

أما في الوقت المتأخر بعد الظهر، تكاد تكون نفس المسارات الصاعدة شبه مهجورة. وتواجه هذه المعضلة عشرات المواقع السياحية الأخرى الشهيرة في فرنسا، وبقاع أخرى من أوروبا، والتي تكتظ بالزائرين خلال نهار أيام الصيف، لكنها تخلو منهم في المساء، وفي المواسم الأخرى، وهو أمر غالبا ما يضر الاقتصاد المحلي. وفرضت جزيرة بريهات الفرنسية الصغيرة قيودا على عدد الزائرين خلال الصيف الحالي، بعدما وصل عدد من أقبل منهم على شواطئها الصخرية في يوم واحد، إلى 15 ضعف عدد سكانها. يشار إلى أن الجزيرة، التي يبلغ عدد سكانها الدائمين 377 فقط ، جزء من شبكة الحماية الخاصة بالاتحاد الأوروبي "نيتشر 2000"، والتي تسعى إلى تعزيز التنوع البيولوجي عبر حماية موائل الأنواع الأكثر عرضة للخطر.

المصدر: DW عربية

كلمات دلالية: التغير المناخي حرائق الغابات البندقية اليونان اسبانيا الاتحاد الأوروبي ألمانيا دويتشه فيله التغير المناخي حرائق الغابات البندقية اليونان اسبانيا الاتحاد الأوروبي ألمانيا دويتشه فيله التغیر المناخی درجات حرارة السیاحة فی على نحو

إقرأ أيضاً:

محاذير سفر العطلات

السنوات العشر الأخيرة شهدت ارتفاعًا في طلب المواطنين للسفر خلال العطلات الصيفية، وزادت أرقام طالبي الحجوزات على التذاكر والفنادق في الدول المقصودة، وهذا مؤشر يعبّر عن وعي في استطلاع ثقافات شعوب الدول الأخرى والاطلاع والاستمتاع بما تزخر به من مقومات طبيعية التي غالبا ما يتجه إليها السيّاح العُمانيون، والتعرّف عن قرب على شعوب هذه الدول.

يتشكل الراغبون في السفر من مجاميع فردية أو جماعية كالعائلة والأصدقاء والأفواج السياحية لزيارة بعض الدول في أوروبا وبعض دول الشرق الأوسط وأمريكا الشمالية، وشرق ووسط آسيا وشرق إفريقيا.

لكن العديد منهم يتعرضون إلى تحديات نتيجة اختيارهم لبعض الوجهات التي لا يتوفر فيها الأمن بشكل كاف؛ حيث يتعرضون لسرقة ممتلكاتهم، وآخرون لعدم السماح لهم بدخول أراضي بعض الدول لمجرد الاشتباه، وآخرون للابتزاز والنصب والاحتيال وكثير من متاعب السفر المتعددة والمتنوعة، ولعل آخرها سحب رصيدك من الأموال لمجرد اقترابهم منك بآلات السحب الذكية.

ولأن هذه الحوادث تتكرر في كل صيف للسياح من أبناء سلطنة عُمان ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، إلا أن البعض ما زال يفضّلها كوجهة له في زياراته السياحية، ويصرّ على ذلك رغم ما تحمله من مخاطر جمة.

صحيح أن البعض من السياح لا يتعرضون فيها لمواقف لاعتبارات منها ارتفاع الوعي لديهم، والقدرة على تجنب المصاعب وعدم الاحتكاك بالآخرين، قد تنتج عنها سلامة للنفس، وهذا أمر يغيب عن بعض العامة.

مشكلتنا أننا نفهم أحيانا أن القانون في بعض هذه الدول سيحمينا من كل سوء، لكنه لا يستطيع أن يحميك من بعض الثغرات لديك؛ فنادرًا ما نسمع عن استعادة تلك الحقوق، لأن الإجراءات القانونية تختلف في مدد تنفيذها من بلد إلى آخر.

وعلينا عند التخطيط للسفر خاصة كمجموعات أن نتجنب نهائيا الدول التي يتكرر فيها عدم السماح بالدخول إليها واستبدال أخرى بها، وكذلك الدول التي ترتفع فيها نسبة الجريمة؛ فالسارق مستعد أن يقضي على حياتك من أجل حفنة من المال، وتجنّب أيضًا ارتداء الأشياء الثمينة كالساعات والمجوهرات وما يُظهر عليك الثراء، واحفظ الهواتف والجوازات في مكان مخفي عن العامة، وملاحظة المتتبعين لخطواتك والابتعاد عنهم، والانسحاب من أي مكان تبدأ فيه التشابكات بالأيدي فقد يكون ذلك تمثيلًا لجرك إلى الحلبة.

وأيضًا الحذر في موضوع الحجوزات التي لا تكون لها مرجعية ودفع مبالغ مقدمة.

دون تواصل معها كعلامة معروفة، أو عدم الحصول على مستندات تفيد بتسديد المبالغ، ويُفضَّل دائما الاعتماد على وكالات السفر المحلية لسهولة الحصول على أماكن إقامة متعددة في الوجهة المقصودة أو الوجهات وحجز السيارات كضامن ومرجعية لك، ومعرفة قوانين ما تحتاجه على الأقل خلال إقامتك خاصة إذا كنت ترغب في قيادة سيارة فيها.

خلال التجوال في هذه الدول عليك أن تقلل من التحدث مع الآخرين لأن بعض الحوارات تقودك إلى مصادمات كلامية، وعليك أحيانا خلال ارتياد المطاعم أن تدفع مبلغًا أكبر لتجنب أي خلاف وإن كانت تلك المبالغ أعلى من الفاتورة المطلوبة في حدود المعقول لأنك تمنع حدوث مشكلة.

السفر رحلة مليئة بالمتعة والمصادفات، والوعي بأساسيات السياحة في البلد المقصود كفيلٌ بأن يشكّل سياج حماية يضمن للمسافر الحفاظ على النفس والمال، ويجنّبه الخوض في تحديات قد تُفقده أهداف الرحلة ومتعتها.

مقالات مشابهة

  • استنفار عالمي وتأهب وإخلاءات نووية بعد زلزال روسيا العنيف
  • إدارة الديون في عالم شديد التغير
  • نقيب السياحيين حمدي عز: مؤتمر السياحة الصحية نمط جديد علي خريطة مصر السياحية
  • أوروبا تتدخل جوياً.. نتنياهو يطرح خطة جديدة في غزة
  • تحذير صحي: الملايين في أوروبا مصابون بالتهاب الكبد دون علمهم
  • تقرير يحذر من أزمة شوكولاتة في أوروبا بسبب الانهيار المناخي
  • وزعوا مياه.. جوري بكر تنصح متابعيها بصدقة بسبب حرارة الجو
  • موجة الحر في أوروبا تودي بحياة 2300 شخصا
  • محاذير سفر العطلات
  • ليس الأعلى حرارة فقط.. العراق يدخل بقوة خارطة الاختناق المناخي العالمي (جدول)