مرشح لمنصب بإدارة ترامب.. كيف تحالف ماسك مع الرئيس المنتخب؟
تاريخ النشر: 9th, November 2024 GMT
خلال الحملة الانتخابية للرئيس المنتخب، دونالد ترامب، كان لافتا الحضور الكبير لإيلون ماسك الذي رمى بثقله المالي والإعلامي وراء المرشح الجمهوري، وبرز كأحد أكبر داعميه وحلفائه الأساسيين، في تحول لافت لعلاقتهما التي شهدت توترات في الماضي.
لعب ماسك، أغنى رجل في العالم، دورا رئيسيا في حملة الجمهوريين، إذ أنفق أكثر من 110 ملايين دولار من ثروته الشخصية لدعم حملة ترامب، ونظم أيضًا سلسلة لقاءات انتخابية في ولاية بنسلفانيا حيث كانت المنافسة محتدمة في ولاية بنسلفانيا حيث كانت المنافسة محتدمة، وهو الآن في طريقه لتولي منصب رفيع في إدارة ترامب.
وقبل انتخابات عام 2016، كان موقف إيلون ماسك من دونالد ترامب مغايرا تماما للحالي، حيث صرح لشبكة "سي ان بي سي"، آنذاك، أن ترامب "ليس الرجل المناسب" لرئاسة البلاد، منتقدا شخصيته التي "لا تعكس صورة جيدة للولايات المتحدة".
ووقف ماسك حينها في صف هيلاري كلينتون، مؤيدا سياساتها الاقتصادية والبيئية، لكن المفاجأة جاءت بعد فوز ترامب، حيث عينه في مجلسين استشاريين اقتصاديين، في محاولة منه لاستقطاب أبرز رجال الأعمال في قطاع التكنولوجيا.
غير أن هذا التنسيق لم يدم طويلا، إذ استقال ماسك من منصبيه الاستشاريين في يونيو 2017، احتجاجا على قرار ترامب الانسحاب من اتفاقية باريس للمناخ.
وكتب ماسك حينها: "تغير المناخ حقيقي. مغادرة باريس ليست جيدة لأميركا أو العالم"، في موقف جاء متسقا مع رؤيته وأهداف شركته للسيارات الكهربائية "تسلا" في تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري.
لكن العلاقة بين الرجلين، بدأت تشهد تحولا تدريجيا منذ عام 2020، عندما دعم ترامب موقف ماسك في صراعه مع ولاية كاليفورنيا بشأن إغلاق مصنع تسلا خلال جائحة كورونا.
وتدخل الرئيس ترامب، آنذاك، لدعم موقف ماسك. وغرد على تويتر : "يجب على كاليفورنيا أن تسمح لتسلا وإيلون ماسك بفتح المصنع، الآن! يمكن القيام بذلك بسرعة وأمان!"، رد ماسك على تغريدة ترامب بكلمة "شكرا لك!".
وفي يناير من العام نفسه، أشاد ترامب بماسك بشكل علني، واصفا إياه بأنه "أحد عباقرتنا العظماء" وشببه بتوماس إديسون، لافتا إلى نجاحات تسلا و"سبيس إكس"، كما أكد أنه "يقوم بعمل جيد" في مجال الصواريخ.
غير أن التوتر عاد مجددا ليطبع علاقتهما، مع إعلان ترامب نيته الترشح للعودة للبيت الأبيض في 2022، وحينها وصف ماسك الرئيس السابق بأنه "كبير جدا في السن" للترشح مجددا، داعيا إياه إلى التقاعد والانسحاب بشكل مشرف. ورد عليه ترامب بغضب، إذ اتهمه بالنفاق والسعي للحصول على دعم حكومي لمشاريعه.
تويتر "إكس"، وترامبومثل استحواذ إيلون ماسك على منصة تويتر التي أصبحت تُعرف لاحقا باسم "إكس"، نقطة تحول ليس فقط في علاقتهما بل أيضا في وفي الساحة السياسية والإعلامية الأميركية. فبعد حظر استمر، منذ أحداث 6 يناير 2021، بعد أن اعتبرت إدارة تويتر السابقة أن تغريداته تشكل "تحريضا على العنف"، عاد ترامب إلى المنصة.
وكان ماسك سبق أن وصف في مقابلة مع "فاينانشال تايمز"، قرار حظر ترامب بأنه "قرار سيئ أخلاقيا" و"حماقة في أقصى درجاتها".
وباعتباره "متطرفا في حرية التعبير"، كما يصف نفسه، أعلن ماسك في مايو 2022 أنه سيلغي حظر ترامب إذا نجح في الاستحواذ على المنصة، وهو ما حدث بالفعل بعد إتمام صفقة الشراء مقابل 44 مليار دولار.
ورحب ترامب في البداية بشراء ماسك للمنصة، مشيدا على منصته "تروث سوشال" بأن تويتر "الآن في أيد عاقلة"، وأنه "لن يديره بعد الآن متطرفون يساريون ومجانين يكرهون بلدنا حقا". لكنه أشار حينها إلى تفضيله البقاء على منصته الخاصة.
ومطلع شهر أغسطس الماضي، عاد الرئيس الأميركي المنتخب للنشر بنشاط على "إكس" أخيرا، عبر سلسلة منشورات ترويجية لحملته الانتخابية، قبل أن يظهرا معا في مقابلة على الهواء، بثت على المنصة.
وخلال الحملة الانتخابية، أصبحت المنصة تحت إدارة ماسك أداة إعلامية فعالة لدعم الحملة الانتخابية للجمهوريين، إذ أصبحت منبرا رئيسيا لحملة ترامب ووسيلة فعالة لتنظيم جهود التصويت.
وكشف تقرير لـ"نيويورك تايمز" عن وجود تنسيق مباشر بين المنصة وحملة ترامب، خاصة في التعامل مع المعلومات الحساسة والتحكم في انتشار المحتوى.
وأشارت إلى أنه بعد نشر الصحفي المستقل، كين كليبنشتاين، معلومات مخترقة تتعلق بنائب الرئيس المنتخب، جي دي فانس، تواصلت الحملة مع "إكس" لوقف انتشار المواد. وشرعت بعدها المنصة بحظر الروابط المؤدية للمواد المخترقة وتعليق حساب الصحفي.
كما أشارت "إن بي سي نيوز" إلى أن ماسك أجرى تغييرات جوهرية على المنصة لتصبح أكثر ملاءمة للمحتوى المحافظ، شملت إعادة هيكلة برنامج التحقق، وتعديل خوارزميات الظهور والانتشار، وتخفيف قواعد المحتوى، وإطلاق نظام مشاركة الإيرادات مع المستخدمين المؤثرين.
وأظهر استطلاع لمركز "بيو" للأبحاث انقساما حادا في تصورات المنصة على أسس حزبية، حيث يرى 53 بالمئة من الجمهوريين أن "إكس" مفيد للديمقراطية، مقابل 26 بالمئة فقط من الديمقراطيين، في انعكاس كامل للأرقام قبل استحواذ ماسك على المنصة.
كما أوضحت صحيفة "وول ستريت جورنال" في تقرير حديث أن خوارزميات منصة "إكس"، تميل بشكل واضح نحو المحتوى السياسي، مع تفضيل ملحوظ للمنشورات المؤيدة لترامب.
ووفقا لصحيفة "بوليتيكو"، يؤكد هذا المعطى كان يشتبه به محللون من تحول المنصة تحت إدارة ماسك إلى أداة دعم رئيسية للحملة الجمهورية.
وأشار المصدر ذاته، أنه لم يقتصر الأمر على الخوارزميات، بل شارك ماسك نفسه في "نشر معلومات مضللة" عبر المنصة، كان أبرزها مزاعم عن تعمد إدارة بايدن عرقلة جهود الإغاثة من الإعصار، في أكتوبر الماضي.
ويبرر ماسك نهجه بادعاء أنه يسعى لتحقيق توازن في المشهد الإعلامي الرقمي، متهما كبريات الشبكات الإعلامية ومنصات التواصل الاجتماعي الرئيسية مثل فيسبوك وإنستغرام بالانحياز للديمقراطيين، ومقدما منصته كبديل يدعم "حرية التعبير" و"تنوع الآراء".
وساهمت عودة ترامب إلى المنصة في تعميق تحالف الميليارديرين، وفتحت قنوات جديدة للتعاون بينهما. وهذا ما تجلى في الدعم المالي الكبير الذي قدمه ماسك لحملة ترامب، والذي تجاوز 110 مليون دولار.
وشكلت محاولة اغتيال دونالد ترامب في يوليو 2024 منعطفا جديدا في التحالف بين الرجلين، إذ أعلن ماسك عن "تأييده الكامل" لترامب مباشرة، بعد الحادثة التي وقعت خلال تجمع سياسي قبل المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري.
ووصل التقارب بين الرجلين إلى ذروته في أكتوبر 2024، عندما ظهر ماسك في تجمع انتخابي لترامب في بنسلفانيا، مرتديا قبعة "اجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى"، وخلاله أعلن ماسك أن فوز ترامب ضروري "للحفاظ على الدستور والديمقراطية في أميركا".
ماسك والمنصب الحكوميوأبدى ترامب نيته تعيين ماسك في منصب حكومي رفيع، مقترحا إنشاء منصب "وزير خفض التكاليف" أو رئيس لجنة الكفاءة الحكومية.
من جهته، أعرب ماسك عن استعداده للخدمة "دون أجر أو لقب أو اعتراف"، مؤكدا رغبته في إصلاح "الهدر واللوائح غير الضرورية في الحكومة".
وبدأ الحديث عن دور محتمل لماسك في الإدارة الجديدة مبكرا، إذ أعلن ترامب في سبتمبر أنه سيطلق لجنة كفاءة حكومية مكلفة بإجراء "تدقيق مالي وأدائي كامل للحكومة الفيدرالية"، وهي خطة كان ماسك أول من اقترحها.
وأفاد ترامب أمام شخصيات من دوائر المال والأعمال في نيويورك بأن ماسك الذي اقترح الفكرة، سيشرف على "مراجعة كاملة للحسابات المالية والأداء للحكومة الفيدرالية بأكملها" في إدارته الثانية في حال فوزه في الانتخابات الرئاسية.
وطرح ماسك الفكرة خلال محادثة مع ترامب في أغسطس، تم بثها مباشرة على منصة "إكس"، حيث اقترح تشكيل لجنة لضمان إنفاق "أموال دافعي الضرائب بشكل جيد".
ولم تُكشف بعد الطريقة التي ستعمل من خلالها لجنة الكفاءة المطروحة.
ونقلت "نيويورك تايمز"، عن مصادر مطلعة أن خطط ماسك تسعى إلى إحداث تغيير في الإنفاق الحكومي، وخفض ما لا يقل عن 2 تريليون دولار من الميزانية الفيدرالية، بالإضافة إلى إعادة هيكلة الوكالات الحكومية، فضلا على تقليص ما يعتبره "البيروقراطية غير الضرورية".
ويشير تقرير لصحيفة "الغارديان" إلى أن الدور المقترح لماسك يثير مخاوف جدية من تضارب المصالح، موضحا أن شركاته الست متشابكة بعمق مع الوكالات الفيدرالية، إذ تجني شركاته مليارات من عقود إطلاق الصواريخ، وتستفيد من بناء الأقمار الصناعية وخدمات الاتصالات الفضائية.
كما تحصل شركته تسلا على مئات الملايين من ائتمانات الانبعاثات التجارية، وتواجه شركاته ما لا يقل عن 20 تحقيقا فيدراليا حديثا.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: دونالد ترامب على المنصة ترامب فی ماسک فی
إقرأ أيضاً:
هدنة بشروط إسرائيلية.. ألعاب خداعية يمارسها تحالف ترامب - نتنياهو ضد حماس
لم يترك ترامب العرب يحلمون كثيرًا بوجود خلافات بينه وبين حليفه رئيس الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو، وأعلن مع وسيطه ستيف ويتكوف عن خطة خداع بديلة عما اتفقت عليه الإدارة الأمريكية مع حماس تتضمن إجبار المقاومة الفلسطينية على رفض ورقة هدنة مقترحة بين حماس وإسرائيل لتكون بديلًا عما تم الاتفاق عليه بين حماس والإدارة الأمريكية في الدوحة.
وبينما وصفت الورقة الجديدة بأنها انقلاب على الاتفاق مع حماس ذهب كثيرون إلى أنها لعبة خداع أمريكية نجحت من خلالها في استرداد أسيرها عيدان اسكندر دون أي مقابل لحماس، وجاءت الورقة الأخيرة بغية الحصول على عشرة أسرى إسرائيليين دون تقديم أي شيء لحماس أيضًا.
وتقول لعبة الخداع على أبناء حماس، إن التفاوض المباشر الأمريكي معها هو اعتراف مباشر بشرعيتها في غزة مما يجعل الحركة تعتبره إنجازًا كبيرًا، حيث أخرجتها القوة العظمى من دائرة التصنيف الإرهابي إلى مفاوض يجلس رأسًا برأس مع ممثلي القوى العظمى الأولى في العالم، ولكن تم استدراج حركة المقاومة منفردة دون غطاء عربي أو إسلامي أو حتى من السلطة الفلسطينية لتقف وحيدة أمام أخطر وأشرس تحالف استعماري في العالم ليمارس عليها أقذر الألعاب الخداعية التي تستهدف بالأساس تهجير الشعب الفلسطيني وإلغاء القضية الفلسطينية من الأمم المتحدة والمنظمات الدولية ومن التاريخ أيضًا.
خداع ترامب ـ نتنياهوولمعرفة خطورة مقترح ويتكوف الجديد، وتأثيره على الشعب الفلسطيني ومستقبله، يجب المقارنة بين الخطتين الأولى التي وافقت عليها حماس مع ويتكوف في الدوحة، وكان المطلوب موافقة إسرائيل عليها، والورقة الثانية التي عدلها ويتكوف، ووافقت عليها إسرائيل، وكانت بمثابة انقلاب تام على الورقة الأولى.
وهناك عدة فروق بين الورقتين، يمكن إجمالها في الآتي:
أولًا: الانسحاب من غزة- ورقة حماس ـ ويتكوف تنص على انسحاب الجيش الإسرائيلي قبل تسليم جميع الأسرى، من كل المناطق التي عاد واحتلها بعد انهيار اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه في يناير الماضي.
- ورقة ويتكوف ـ نتنياهو تنص على انسحاب الجيش الإسرائيلي بعد تسليم جميع الأسرى، من بعض المناطق التي عاد واحتلها بعد انهيار اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه في يناير الماضي.
ثانيًا: عدد الأسرى- ورقة حماس ـ ويتكوف تتضمن الإفراج عن 10 أسرى أحياء على دفعتين، الأولى 5 أسرى في اليوم الأول للاتفاق، مع ثماني جثث، والدفعة الثانية 5 أسرى في اليوم الأخير للاتفاق مع ثماني جثث أيضًا في نهاية مدة الهدنة المتفق عليها وهي 60 يومًا.
- الورقة الجديدة تقترح إتمام صفقة تبادل أسرى خلال أسبوع، تبدأ بالإفراج عن 5 أسرى إسرائيليين أحياء في اليوم الأول، و5 آخرين في اليوم السابع، بالإضافة إلى تسليم 18 جثة.
ثالثًا: المساعدات الإنسانية- ورقة حماس ـ ويتكوف تنص على دخول المساعدات الإنسانية دون قيود، وفقًا للبروتوكول الإنساني الموقع في 17 يناير الماضي.
- الورقة الجديدة تركت لإسرائيل عملية الإشراف والتدخل في المساعدات بما يضمن سيطرتها عليها واستخدامها وتوظيفها أمنيًا وسياسيًا.
رابعًا: تحليق طائرات الكيان على قطاع غزة- ورقة حماس ـ ويتكوف تنص على توقف كامل لتحليق طائرات الاحتلال الإسرائيلي فوق قطاع غزة طيلة فترة وقف إطلاق النار (60 يوما).
- الورقة الجديدة تنص على توقف تحليق طائرات الاحتلال الإسرائيلي فوق قطاع غزة لمدة 10 ساعات يوميا وخلال 12 ساعة في أيام تسليم الأسرى فقط.
خامسًا: إدارة القطاع- ورقة حماس ـ ويتكوف تنص على أن جهة فلسطينية مستقلة من التكنوقراط ستتولى مسؤولية إدارة قطاع غزة وتشمل مهامها الإشراف على عملية إعادة الإعمار.
- الورقة الجديدة تتكلم عن ترتيبات أمنية طويلة المدى في قطاع غزة، وهو ما يعني موافقة أمريكية على بقاء قوات الاحتلال في القطاع دون انسحابها.
سادسًا: الضمانات الأمريكية- ورقة حماس ـ ويتكوف تتضمن التزاما أمريكيا يعلنه الرئيس دونالد ترامب شخصيًا بضمان استمرار وقف إطلاق النار حتى التوصل لاتفاق دائم.
- الورقة الجديدة خلت تمامًا من أية ضمانات أمريكية بوقف إطلاق النار وهو ما يعني أن إدارة ترامب منحت إسرائيل الحق في الرجوع إلى الحرب مرة أخرى في أي وقت تحدده هي.
الواشنطن بوست: خطة إسرائيل للمساعدات فاشلة وخطيرةانتقدت صحيفة الواشنطن بوست المساعدات وفق المعايير الإسرائيلية، وقالت إن الخطة لا تخفف من الجوع والمعاناة، بل تعمّقها وتخدم أهدافًا سياسية وأمنية إسرائيلية، وقد تؤدي إلى تهجير جماعي لأبناء قطاع غزة، والحل الوحيد هو وقف الحرب فورًا.
وأبرزت الصحيفة تقريرها حول الخطة في الآتي:
- الخطة الإسرائيلية لتوزيع المساعدات لم تنجح، والمساعدات لا تصل فعليًا للمحتاجين.
- توزيع المساعدات يتم ضمن شروط أمنية إسرائيلية مشددة، مع عسكرة المساعدات وتدخل شركات أمنية أمريكية.
- ولفتت الصحيفة إلى استقالة جيك وود مدير مؤسسة غزة المسؤولة عن توزيع المساعدات، وكشفت أن المؤسسة تشكلت من أفراد أمن تابعين للولايات المتحدة وإسرائيل، وقالت إن مدير المؤسسة برر استقالته بأن عملها لا يتناسب مع مبادئ العمل الإنساني والحيادية والاستقلالية وعدم التحيز، إضافة إلى استقالة مدير العمليات اعتراضًا على تسييس العمل الإنساني وتخليه عن المبادئ.
- أربعة مراكز فقط مخصصة لتوزيع المساعدات على أكثر من مليوني نسمة، بينما كانت الأمم المتحدة توزع 500 شاحنة يوميًا قبل الحرب من خلال 450 مركزا للمساعدة.
- وبالفعل فشلت إسرائيل في مراكزها الأربعة ولم يعثر الصحفيون إلا على مركز واحد يعمل فعليًا.
- الخطة تهدف فعليًا لتهجير سكان الشمال نحو الجنوب، عبر حرمانهم من المساعدات.
- رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي يدعم فكرة نقل جميع السكان إلى الجنوب بحجة "سلامتهم".
- إجبار الناس على عبور نقاط تفتيش إسرائيلية وتقديم أوراقهم يعرّضهم للخطر، ويؤدي إلى عسكرة المساعدات.
- قد تؤدي الخطة إلى مزيد من الفوضى وقتل وجرح الجوعى الذين يتدافعون على مراكز التوزيع، وهو ما حدث بالفعل في يومها الأول عندما أطلق المرتزقة الذين تستخدمهم إسرائيل النار على الجائعين مما أدى إلى استشهاد فلسطيني وإصابة 48 آخرين.
هل انتهت المقاومة؟
ويتساءل المراقبون، ما هو الدافع الذي مكن ترامب ـ نتنياهو من التسلط والعودة عن الاتفاق مع حماس، وتقديم ورقة جديدة يجمع المراقبون في إسرائيل نفسها أن حماس لن تقبل بها لأنها أقرب ما تكون من خطة استسلام وليس توقيع سلام أو هدنة؟
ويأتي انهيار المقاومة على رأس الأسباب التي تجعل من نتنياهو وترامب يتصرفان في المطلق بفرض شروط واستسلام وليس ورقة هدنة.
وفي هذا الاتجاه تحدثت أوساط أمريكية عن انهيار شبه كامل لقوة حماس، وبالتالي عدم وجود أي مبرر لمنحها مزايا على الأرض، وربما أيضًا توصلت إسرائيل وأمريكا عبر الرقابة الجوية والأرضية المستمرة في القطاع إلى أماكن الأسرى وهي قامت بفرض تلك الشروط على المقاومة حتى ترفضها وتكون مبررا كافيا لتدمير ما تبقى في القطاع وتهجير أبناء الشعب الفلسطيني، وتحرير الأسرى، ولكن عمليات بثتها حركة المقاومة نهاية الأسبوع الماضي تكشف عن وجود قدرات حقيقية للمقاومة الفلسطينية ربما أكبر بكثير من الوهم الأمريكي الإسرائيلي، ومن أبرز هذه العمليات:
المقاومة تلاحق جنود العدوبثت كتائب القسام مشاهد مصوَّرة لكمين نفذ ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي في منطقة القرارة شرق خانيونس، ضمن عملياتها التي أطلقت عليها "حجارة داوود".
وأوضحت الكتائب أنها استدرجت قوات الاحتلال إلى مدخل نفقٍ مُفخَّخ، ثم فجَّرته بعد دخول عددٍ من الجنود، لتباشر بعدها باستهداف قوة الاحتياط التي هرعت إلى موقع الانفجار.
وأظهرت اللقطات المصوَّرة التي نشرتها القسام عمليات المراقبة والرصد المكثفة التي سبقت الكمين، بما في ذلك تتبع تقدم قوات الاحتلال في المنطقة ومراقبة جنودها أثناء اقتحامهم منازل تمت تهيئتها كمصائد متفجرة قبل تفجيرها بهم.
كما أبرزت المشاهد دقة الرصد لتواجد الجنود ومسارات تحركهم وتمركز آلياتهم العسكرية من مسافات قريبة جداً، إضافة إلى ذلك، ظهر مقاتلان من القسام خلال تقدمهما لضرب آليات الاحتلال والاشتباك المباشر مع جنوده.
نشرت كتائب القسام الجمعة الماضية تسجيلاً مصوراً يوثق استهداف قوة من المستعربين التابعين لجيش الاحتلال أثناء قيامهم بعمليات تمشيط شرق مدينة رفح جنوب قطاع غزة.
وأظهر التسجيل عناصر الاحتلال وهم يداهمون المنازل في المنطقة، قبل أن يفجر مقاتلو القسام عبوة ناسفة في القوة، ما أسفر عن إصابات مباشرة في صفوفها.
في سياق متصل، بثَّت سرايا القدس مشاهد منفصلة تُظهر عملية تفخيخ منزل في حي الشجاعية بمدينة غزة، وتفجيره بقوة من قوات الاحتلال بعد توغلها في المنطقة.
ووثَّقت لقطات السرايا مقاتليها وهم يُحضرون عبوات ناسفة من مخلفات قوات الاحتلال، ويُجهِّزونها لتفخيخ المنزل، ثم يُموِّهون المصيدة بأشكال مختلفة قبل وصول القوات المستهدفة.
واختتمت المشاهد بعرض لحظة تفجير المنزل فور وصول قوات الاحتلال إليه.
مأزق حماس
وعلى الرغم من هذه العمليات إلا أن خطة الخداع الأمريكية الإسرائيلية قد وضعت حركة حماس والمقاومة الفلسطينية في مأزق حقيقي، حيث خيرتها بين أمرين كليهما مر، الأول هو رفض الخطة لأنها لا تتضمن انسحابًا ولا توزيعا عادلا للمساعدات ولا وقفا نهائيا لإطلاق النار، وفي هذه الحالة يقوم التحالف الامريكي الإسرائيلي بتوجيه ضربة أخيرة لقطاع غزة والبدء في عملية تهجير أبناء القطاع بحجة أن حماس إرهابية، وهي من رفضت إنقاذ شعبها، والخيار الثاني وهو قبول الخطة والوقوع في فخ تسليم الأسرى أولا مما يسمح للقوات الإسرائيلية بتنفيذ خطتها لتدمير قطاع غزة تدميرا شاملا ومن ثم إجبار أبناء القطاع على الهجرة وفقًا لخطة تجويعهم وحشرهم على الحدود مع مصر، وعدم السماح لهم مرة أخرى بالعودة إلى ديارهم في الوسط والشمال، وهي عملية تهجير قسري حتمية، بالتالي سوف تتهم حركة المقاومة بالخيانة لأنها قبلت بخطة العدو.
وأمام هذا المأزق التاريخي لم تظهر الحركة في بيانها موافقتها أو رفضها للخطة ولكنها أشارت إلى أنها تقوم بدراسة المقترح بمسؤولية وبما يحقق مصالح شعبها وإغاثته وتحقيق وقف إطلاق النار الدائم في القطاع.
اقرأ أيضاًوزير الخارجية الفرنسي: نتمسك بالحل السياسي للنزاع الإسرائيلي الفلسطيني
جيش الاحتلال الإسرائيلي يصدر أوامر إخلاء في خان يونس جنوبي قطاع غزة
عاجل | مقتل 3 جنود إسرائيليين وإصابة اثنين آخرين في استهداف قوة عسكرية شمالي غزة