العملاق الخفي تحت طوكيو.. كيف يحمي G-Cans المدينة من الفيضانات الكارثية
تاريخ النشر: 9th, November 2024 GMT
في أعماق مدينة طوكيو، يوجد عملاق غير مرئي لا يشبه أي شيء تراه في الأفلام. يُدعى هذا المشروع الهائل "جي-كانز" (G-Cans)، أو كما يعرف رسميًا "قناة تصريف المياه الجوفية الخارجية لمنطقة طوكيو الكبرى". يُعتبر هذا النظام هو الأكبر من نوعه في العالم، ويهدف لحماية المدينة من الفيضانات التي قد تسببها الأمطار الغزيرة والعواصف المدارية مثل التيفون.
تم تشييد هذا المعلم الضخم في مدينة كاسوكابي، في محافظة سايتاما، التي تقع ضمن منطقة طوكيو الكبرى، وهي واحدة من أكثر المناطق كثافة سكانية في العالم، حيث يقدر عدد سكانها بنحو 38 مليون نسمة. تم الانتهاء من بناء "جي-كانز" بعد 14 عامًا من العمل، في 2006، بتكلفة إجمالية بلغت حوالي 2.5 مليار يورو.
يتكون النظام من خمسة صوامع عمودية ضخمة بارتفاع 65 مترًا وقطر 32 مترًا، وهي مرتبطة بقناة تصريف رئيسية تمتد لمسافة 6.4 كم تحت الأرض، بعمق يصل إلى 50 مترًا. تم تصميم هذه الصوامع لاحتجاز مياه الفيضانات القادمة من الأنهار والقنوات المحيطة، ثم ضخها إلى "المعبد"، وهو غرفة ضخ ضخمة تقع تحت الأرض.
تُعتبر غرفة الضخ، التي تمتد على طول 177 مترًا، عرض 78 مترًا وارتفاع 25.4 مترًا، من أكبر وأعظم المنشآت الهندسية في العالم. تحتوي الغرفة على 59 عمودًا ضخمًا تدعمه، وبإمكانها ضخ 200 طن من المياه في الثانية الواحدة، وهو ما يعادل تفريغ حوض سباحة أولمبي في غضون 12 ثانية فقط.
على الرغم من أن "جي-كانز" يُستخدم أساسًا للتحكم في الفيضانات، فإن الموقع في أوقات الجفاف يُصبح معلمًا سياحيًا حيث يمكن للزوار زيارة المنشأة مقابل 3000 ين ياباني. ولكن للأسف، يُجرى الجولات السياحية فقط باللغة اليابانية.
وبفضل هذه المنظومة العملاقة، تتمكن مدينة طوكيو من تجنب العديد من الكوارث المائية التي قد تؤثر بشكل كبير على حياة سكانها، وبالتالي يستمر "جي-كانز" في لعب دور أساسي في حماية المدينة من القوة العارمة للفيضانات.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الأفلام طوكيو الكبرى الفيضانات
إقرأ أيضاً:
التمر.. غذاء خارق يحمي الدماغ ويقلل خطر الزهايمر
يواصل التمر تأكيد مكانته كأحد أهم الأغذية الطبيعية التي ترتبط بصحة الدماغ ووظائفه الإدراكية، إذ تشير دراسات طبية حديثة وتصريحات لخبراء في الأعصاب والصيدلة إلى أن هذه الفاكهة الغنية بالعناصر الغذائية تلعب دورا بارزا في دعم الذاكرة وتقليل مخاطر الأمراض التنكسية، وعلى رأسها الزهايمر.
التمر.. كنز غذائي يعود بالنفع مباشرة على خلايا الدماغ
بحسب أطباء وخبراء تغذية، فإن التمر يتميز باحتوائه على مجموعة واسعة من مضادات الأكسدة، أبرزها الفلافونويدات والكاروتينات وأحماض الفينول، وهي مركبات تسهم في محاربة الالتهابات والتقليل من الإجهاد التأكسدي داخل خلايا الدماغ، ما ينعكس مباشرة على تحسين الذاكرة وحماية الخلايا العصبية.
يقلل خطر ألزهايمر والخرف
وأكدت أخصائية الصيدلة، رناد مراد، تؤكد أن التمر يساعد في خفض مستويات مادة الإنترلوكين 6 (IL-6)، التي ترتبط ارتفاعاتها بزيادة خطر الإصابة بمرض الزهايمر.
كما يساهم في الحد من نشاط البروتينات المسؤولة عن تشكيل لويحات الدماغ التي تؤدي إلى موت الخلايا العصبية وفقدان القدرة الإدراكية، وتشير إلى أن التمر يعزز القدرة على التعلم ويقلل من التوتر والقلق بفضل ما يحتويه من مركبات قوية مضادة للالتهاب.
تحسين الذاكرة والقدرة على التعلم
من جانبه، يشير الدكتور حسن النوبى، المتخصص في طب الأعصاب، إلى أن التمر يعد "غذاء مثاليا للمخ" لاحتوائه على نسبة مرتفعة من الجلوكوز، وهو الوقود الأساسي للدماغ.
ويوضح أن المداومة على تناول سبع تمرات يوميًا تساعد في تحسين التركيز وتنشيط الذاكرة والوقاية من التهابات الأعصاب الطرفية، بفضل وجود الكالسيوم والمغنيسيوم وفيتامين B6 الضرورية لنقل الإشارات العصبية.
وتعزز تقارير طبية عالمية هذه النتائج، إذ تشير بيانات منشورة في منصات صحية متخصصة إلى أن 100 غرام من التمر توفر حزمة متكاملة من العناصر الحيوية، تشمل الألياف والبوتاسيوم والمغنيسيوم والنحاس، إلى جانب نسبة مرتفعة من مضادات الأكسدة، ما يجعله غذاءً متكاملاً لصحة الدماغ والقلب والجهاز العصبي.
كما تؤكد دراسات متعددة أن التمر يساعد في تحسين التعلم وتقوية الذاكرة، ويعمل على تقليل تكوّن بروتينات بيتا أميلويد المتسببة بالزهايمر، بالإضافة إلى مساهمته في تعزيز الحالة المزاجية وتقليل نوبات القلق والاكتئاب.
إلى جانب فوائده الدماغية، يكشف خبراء التغذية عن قائمة طويلة من المنافع الصحية للتمر، من بينها دعم صحة الهضم، تعزيز المناعة، تقوية العظام، تحسين صحة القلب، وتنشيط الطاقة، إذ يوفر التمر كربوهيدرات طبيعية تزيد من مستوى النشاط البدني والذهني. وتعد هذه الفاكهة أيضًا بديلًا صحيًا للسكر الأبيض في المخبوزات، ومصدرًا مهمًا للألياف التي تنظم مستوى السكر في الدم وتمنع الإمساك.
خفض الالتهاب وتعزيز الإشارات العصبية
ورغم فوائده الواسعة، ينصح الأطباء بالاعتدال في تناوله خصوصًا لدى المصابين بمتلازمة القولون العصبي أو من يعانون الحساسية تجاه الفركتوز، بالإضافة إلى تجنبه عند الإصابة بالإسهال بسبب محتواه من السوربيتول الذي قد يزيد من حركة الأمعاء.
وبين خبراء الأعصاب والتغذية اتفاق واضح على أن التمر ليس مجرد غذاء تقليدي، بل “سوبر فود” طبيعي يساهم —عند تناوله بانتظام— في حماية الدماغ وتعزيز وظائفه، في وقت تتزايد فيه الحاجة إلى أنماط غذاء صحية تساعد على الوقاية من أمراض العصر المرتبطة بالتوتر والشيخوخة.