بوابة الوفد:
2025-05-09@01:43:54 GMT

«رولان بارت».. القارئ والنص

تاريخ النشر: 9th, November 2024 GMT

قدم لنا الفيلسوف والناقد الفرنسي رولان بارت (1915م – 1980م) مُؤلَّفًا تحت عنوان "From work to text" بالعربية "من العمل إلى النص"، كشف خلاله عن الطابع البنائي، حيث يُعدُ الانتقال من مفهوم العمل إلى مفهوم النص الحلقة التي تتحول فيها بعض إسهامات البنيوية إلى ما بعد البنيوية، حيث يمكن بلورة نوع من التقابل بين "العمل" و "النص".

كما يصبح الفرق بينهما هو أقرب إلى الفرق بين الدال والمدلول، ولئن كان النص يمثل عملية استبدال من نصوص أخري، أي عملية "تناص"، حيث تتقاطع في فضائه آراء مختلفة مأخوذة من نصوص أخري، فإن بارت يعلق على هذا التحديد للنص مشيرًا إلى أن نظرية النص هي قبل كل شيء نقد مباشر لأية لغة واصفة، أي أنها مراجعة لعملية الخطاب. ومع ذلك فكما يتضح النص عن طريق تحديه، فكذلك يتضح عن طريق المجاز.

عزيزي القارئ إن النص يترك للقارئ المبادرة التأويلية، وهو القارئ المتخصص القادر على فهم النص، وفهم النص معناه القدرة على وضع المادة التي يتناولها أثناء القراءة في مكانها من منظومة المفاهيم التي تنظم هذا السياق، كما أن النص هو المكان الذي يتكون فيه فاعله، ويعمل على تحويل الأزمنة الفعلية، لكي يبني عالم الشيء وعالم الذات، وفي قلبه يستقر القارئ والمؤلف. 

إلا أنه يؤكد قارئ المقالات على الفاعلية المتبادلة بين النصوص، وعدم انغلاق النص على نفسه، وانفتاحه على غيره من النصوص، تأسيسًا لقول بارت أن "كل نص يتضمن وفرة من نصوص مغياره، يتمثلها ويحلوها بقدر ما يتحول، ويتحدد بها على مستويات متعددة"، وهو قارئ قادر علي إنشاء المعني عبر ما يقيمه من علاقات جدلية بين مجمل مقتضيات النص. كما يمكننا حصر أنوع القراء فيما يلي: القارئ الكافي أو الوافي، الذي يسعي إلى تحقيق كمالته دون الاستسلام لسلطة النص، أو الوقوع في أسره، بالإضافة إلى القارئ المتخصص، والمبدع، والخبير، والنقاد، والفعلي أو الواقعي، والمجرد أو الضمني، والنموذجي والمتوهم أو المزعوم أو الافتراضي. ولا نجانب الصواب إذا قلنا إن قراءة القارئ للنص هي قراءة لهويته هو: حيث يضم القارئ خيوط هويته فينسجها خلال استجابته للعناصر التي يتكون منها النص.

وفي الختام نصل إلى وصف بارت للقارئ النموذجي بأنه الشخص الذي يرغب في أن يكون كاتبًا، ويذهب إلى أبعد من ذلك فيقرر أنه بمجرد أن تتم طباعة النص، يفقد الكاتب أو المؤلف جميع حقوقه فيه، فلا يعود هو صاحب ذلك النص أو مالكه، ولا يتمتع إزاءه بأية حقوق للملكية الفكرية، وبذلك يكون القارئ أو الناقد، الحرية في أن يفعل بالنص ما شاء، وأن يخضعه لمختلف الطريق والمناهج للكشف عما يسميه بارت تعدد النظم التي يحتويها النص، وإدراك الإمكانات اللامحدودة لإعادة كتابة هذا النص نفسه بشكل جديد.

‏[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

إقرأ أيضاً:

الطفل حسن عياد الذي أنشد لصمود غزة واستشهد كما غنى

لم يكن حسن عياد مجرد فتى، بل كان صوتا صغيرا يصدح بالغناء، يعلو فوق أزيز الطائرات الإسرائيلية، يحاول أن يمنح أملا وسط الرماد، ويُلحن أوجاع شعبه وسط ركام البيوت والقلوب في قطاع غزة.

لكن الحرب التي لا تميّز بين صوت وألم، اختطفته جائعا، تحت نيران طائرات الاحتلال، في مجزرة جديدة استهدفت مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، ليُسكت الرصاص آخر ألحانه، في حرب إبادة ما تزال تواصل سحق الأرواح والأحلام دون رحمة.

وفور الإعلان عن استشهاده، انتشر كالنار في الهشيم عبر منصات التواصل الاجتماعي مقطع فيديو مؤثر لأغنيته الشهيرة، التي كان يؤديها بين جدران المخيمات وخيام النزوح في غزة، بصوته العذب والموجوع "بالطيارات إحنا ذقنا طعم الموت، غارة برّية وبحرية، سدوا المعابر بالجوع الناس تموت، اشهد يا عالم علينا وهدموا بيوت، والعرب بنومة هنيّة".

هذا الطفل في الفيديو هو حسن عيّاد، غنّى:
"بالطيارات احنا ذقنا طعم الموت،
غارة برّية وبحرية. سدّوا المعابر بالجوع الناس تموت، اشهد يا عالم علينا وهدموا بيوت،
والعرب بنومة هنيّة"

استُشهد الطفل حسن قبل قليل في قصف جوي إسرائيلي، ليرتفع عدد الشهداء إلى أكثر من ستين منذ فجر اليوم . pic.twitter.com/HmfvELcFjR

— Tamer | تامر (@tamerqdh) May 5, 2025

إعلان

ويلخص هذا المقطع -الذي تحوّل إلى نشيد شعبي- معاناة الفلسطينيين، وقد عاد ليصدم العالم من جديد، لكن هذه المرة وقد سُكِت صوت صاحبه إلى الأبد، بعد أن عاش الألم وردّده غناء، ثم قتل شهيدا بنفس المشهد الذي أنشده.

وقد ضجّت منصات التواصل بالحزن والغضب على استشهاد الطفل المنشد، ونعاه الآلاف من النشطاء والمغردين الفلسطينيين والعرب بكلمات مؤثرة، مؤكدين أن حسن لم يكن مجرد طفل، بل كان رمزًا للوجع الفلسطيني، وأحد الأصوات الصادقة التي غنّت للوطن من بين الركام.

وفي ذات السياق، علّق الناشط حكيم "فيديو قديم للشهيد الطفل حسن علاء عياد، الطفل الذي سكن في ذاكرة الجميع حين غنّى: اشهد يا عالم علينا وهدموا بيوت، ارتقى اليوم شهيدًا بنفس المشهد الذي أنشده.. طائرات الاحتلال النازية هدمت البيت، وخطفت الطفل".

فيديو قديم للشهيد الطفل – حسن علاء عياد – الذي ارتقى اليوم بقصفٍ إسرائيلي استهدف مخيم النصيرات وسط قطاع غزة.

الطفل الذي سكن في ذاكرة الجميع حين غنّى

– اشهد يا عالم علينا وهدموا بيوت –

ارتقى اليوم شهيداً بنفس المشهد الذي أنشده.. طائرات الاحتلال النازية هدمت البيت، وخطفت الطفل.… pic.twitter.com/vHMkhWfHxz

— الحـكـيم (@Hakeam_ps) May 5, 2025

ويضيف عبر منصة إكس "رحل حسن، وبقي صوته شاهدًا على وحشية لا ترحم، وعلى طفولة تُدفن تحت الركام كل يوم".

وقال المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي، في وداع مؤلم "استُشهد اليوم حسن عياد، الطفل الذي أهداني أغنية من غزة. غنّى لأفلام المسافة صفر، بصوته الطفولي العذب والموجوع. كان ضحية قصف إسرائيلي على مخيم النصيرات وسط قطاع غزة. نفقد أرواحنا يوميًا يا حسن.. الشاطر حسن، الفنان حسن، الشهيد حسن.. أوجعتني يا حسن".

بينما كتب الناشط علي أبو رزق عبر صفحته على منصة إكس "في طفل صغير اسمه حسن عياد، اعتاد أن يصنع البهجة للأيتام والمصابين في مخيمات النزوح، يغني للوطن، وينشد للعودة، ويزرع الأمل رغم الألم الشديد. قتلته إسرائيل اليوم بدمٍ بارد، لم يقتلوه بالخطأ، بل اغتالوه عن سبق إصرار، لأنه يصنع الأمل، وصناعة الأمل أخطر من صناعة الصاروخ".

هناك طفل صغير اسمه حسن، اعتاد أن يصنع البهجة للأيتام والمصابين في مخيمات النزوح،

يغني للوطن، وينشد للعودة، ويزرع الأمل في نفوس الناس، رغم الألم الشديد، والشديد جدا،

قتلته إسرائيل، نعم، قتله المجرمون اليوم بدم بارد، لم يقتلوه بالخطأ، بل اغتالوه عن سبق وإصرار، لا لشيء إلا أنه… pic.twitter.com/qLeps5tuSg

— Ali Abo Rezeg (@ARezeg) May 5, 2025

إعلان

أما الناشط خالد صافي فأكد أن حسن كان موهوبًا، وقال "رغم صغر سنه، كان عنده أداء وقبول.. اليوم اغتال الغزاة حسن، وأمسى فؤاد أبيه فارغًا. عرفتم لماذا بيننا وبين المجرم أنهار من دماء وانتقام وثأر طويل؟".

علاء عياد (أبو حسن) كان دايم يصدّر ابنه حسن ويفخر فيه ويدعمه على اعتبار إنه خليفته في الزجل الشعبي
والولد ما شاء الله كان موهوب ورغم صغر سنه كان عنده الأداء والقبول
اليوم اغتال الغزاة حسن، وأمسى فؤاد أبيه فارغًا..
عرفتم لماذا بيننا وبين المجرم أنهار من دماء وانتقام وثأر طويل؟ pic.twitter.com/rg9qwtL9Bh

— Khaled Safi ???????? خالد صافي (@KhaledSafi) May 5, 2025

وكتب أحد المدونون "ليشهد العالم أن حسن لم يكن مجرد صوت صغير، بل كان حاملًا للأمل وسط الدمار، يرسم البسمة على وجوه أطفال غزة المكلومين. لم يكن بحاجة لمن يرفع معنوياته، بل كان هو من يرفع معنويات من حوله، ويزرع الفرح في مخيمات النزوح. سبق عمره في رجولته، وصوته كان رسالة حبّ وسلام رغم القهر".

وتناقل المغردون ذكرياتهم مع حسن، الذي اعتاد أن يغني لغزة وبيروت، وأنشد للجوع والألم، وكان صوته يحتضن معاناة أطفال القطاع.

وقال أحدهم "الطفل اللي غنّى للحياة، انكتم صوته بصاروخ. اللي رسم البسمة، انخطف من بينّا. اللي حلم، ما عاد يحلم، صار هو نفسه حلم".

https://www.facebook.com/reel/1262448991983136

ورأى آخرون أن "حسن مش بس طفل.. حسن صار جملة في وجداننا، وجعا مزروعا في قلوبنا، دمعة ما بتنزل لأنها علقت بالحنجرة. يا عالم إحنا موجوعين، موجوعين كأن الأرض اتشقّت من تحتنا".

مقالات مشابهة

  • الفاتيكان يختار أول بابا أمريكي عبر التاريخ.. وهذ اللقب الذي سيحمله
  • ماذا يعني اسم سيندور الذي أطلقته الهند على عمليتها ضد باكستان؟
  • كان منزلنا في قلب الحصار الذي فرضته مليشيا الجنجويد، المدججة بالأسلحة والمركبات
  • النص الكامل لمقابلة رئيس الوفد الوطني محمد عبد السلام بخصوص الاتفاق مع أمريكا
  • النص الكامل لرسالة الرئيس تبون بمناسبة الذكرى الـ80 لمجازر 8 ماي 1945
  • الشهرة على حساب البراءة.. مسلسل يكشف الثمن النفسي الذي يدفعه الأطفال المؤثرون
  • الرق في الرواية السودانية- من التاريخ المؤلم إلى التمثيل الأدبي الناقد
  • وفاة الحاجة فتحية ابنة القارئ الراحل محمد صديق المنشاوي
  • الهدوء الذي يسبق العاصفة
  • الطفل حسن عياد الذي أنشد لصمود غزة واستشهد كما غنى