موقع 24:
2025-12-13@15:56:02 GMT

هل انتهت الزعامة الأمريكية للعالم؟

تاريخ النشر: 11th, November 2024 GMT

هل انتهت الزعامة الأمريكية للعالم؟

تناول دان بيري، محرر سياسي خبير بشؤون الشرق الأوسط وأفريقيا وأوروبا، الدور المتغير لأمريكا في السياسة العالمية، بالنظر إلى الاحتمالات الانعزالية في ولاية ترامب الثانية.

موقف ترامب الانعزالي يثير المخاوف بين الحلفاء في أوروبا الشرقية

وأوضح بيري، وهو محرر سابق في وكالة أسوشيتد برس، في مقاله بموقع مجلة "نيوزويك"، كيف تحولت السياسة الخارجية الأمريكية على مدى عقود من الزمان: من منظور دولي بعد الحرب العالمية الثانية إلى موقف ترامب الأخير الذي يركز على الداخل تحت شعار "أمريكا أولاً".

فبدءاً من ترومان، أكد الرؤساء الأمريكيون باستمرار على تعزيز الديمقراطية والسلام والاستقرار الاقتصادي في مختلف أنحاء العالم.

وعززت المبادرات البارزة، مثل تشكيل حلف شمال الأطلسي وخطة مارشال، الالتزام بالأمن الجماعي والنظام القائم على القواعد.

وأيّد الرؤساء أيزنهاور وجونسون ونيكسون هذا النهج، إذ اعتبروا القوة الأمريكية أمراً حاسماً للدفاع عن الحرية العالمية.

وحتى في خضم التأثيرات الانقسامية لحرب فيتنام، شعر قادة البلاد بواجب مقاومة الاستبداد، مما يؤكد تفانيهم الحزبي للقيادة الأمريكية.

ترامب.. دكتاتور "اليوم الواحد" وإقالة "في ثانيتين" - موقع 24قال الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب إنه لن يكون دكتاتوراً، "باستثناء اليوم الأول"، وأوضح في تصريحات أن أمامه الكثير، ليفعله في ذلك اليوم في البيت الأبيض.

وكانت زيارة نيكسون التاريخية للصين وسياسات ريغان في الحرب الباردة مبنية على رؤية أمريكا لتعزيز الاستقرار والنمو العالميين.

واستمر هذا الالتزام في إدارة أوباما، التي سعت إلى تحقيق التوازن بين القوة والأهداف، والاعتراف بعيوب السياسة الخارجية الأمريكية ولكنها أكدت على تأثيرها الإيجابي الشامل في الأمن العالمي.

انقلاب ترامب على السياسة الخارجية 

ورأى الكاتب أن انتخاب ترامب في عام 2016 انحرف بشكل كبير عن هذا التقليد، إذ أكد ترامب أن كل دولة يجب أن تعطي الأولوية لمواطنيها، وحث البلدان على رعاية نفسها بدلاً من الاعتماد على الدعم الأمريكي.

وهزت تصريحات ترامب بأن حلف شمال الأطلسي "عفا عليه الزمن" وأن أمريكا لا تتحمل سوى القليل من الالتزامات بدعم الأنظمة الدولية حلفاء الولايات المتحدة التقليديين وألقت بظلال من الشك على الالتزامات الخارجية الأمريكية طويلة الأمد.

وأوضح الكاتب أن هذا التحول يأتي بعواقب وخيمة على الاستقرار العالمي، خاصة فيما يتصل بالتحالفات والردع. على سبيل المثال، أثار خطاب ترامب "أمريكا أولاً" مخاوف من أن تتخلى الولايات المتحدة عن المساعدات العسكرية لأوكرانيا، الأمر الذي يترك البلاد فعلياً عرضة للعدوان الروسي.

وقال بيري إن مثل هذه الخطوة لن تؤثر في أوكرانيا فحسب، بل إنها تشير أيضاً إلى تحول أوسع نطاقاً من شأنه أن يشجع القادة الاستبداديين.

 أوروبا الشرقية والشرق الأوسط

ولفت الكاتب إلى أن موقف ترامب الانعزالي يثير المخاوف بين حلفاء أوروبا الشرقية، الذين قد يضطرون إلى إعادة التفكير في استراتيجيات الدفاع دون دعم أمريكي مضمون.

ويروي بيري المخاوف من مؤتمر أوكرانيا الأخير في بوخارست، حيث كان الحاضرون قلقين من أن أمريكا بقيادة ترامب قد تقلل من الانتشار العسكري في بولندا ورومانيا، الأمر الذي قد يعرض موقف أوروبا الشرقية الأمني لخطر التوسع السوفييتي.

وفي الشرق الأوسط، يعكس موقف ترامب العدواني تجاه إيران والتحالفات غير التقليدية مع بعض دول الخليج وإسرائيل ميله إلى العمل الأحادي الجانب بدلاً من الدبلوماسية التقليدية.

وأشار الكاتب إلى أن أنصار ترامب في المنطقة يتوقعون أنه قد يتعامل مع إيران بنهج "العصا الغليظة"، مما قد يؤدي إلى تعطيل الاستقرار الهش في المنطقة. ومع ذلك، فإن أسلوب ترامب قد يؤدي إلى عواقب لا يمكن التنبؤ بها، حيث أن تركيزه على العلاقات الثنائية قد يهمل الأطر المتعددة الأطراف التي ساعدت تقليدياً في استقرار الصراعات الإقليمية.

مسألة تايوان ونفوذ الصين المتوسع

في المحيط الهادئ، يحذر الكاتب من أن عدم القدرة على التنبؤ بترامب يمثل نقاط ضعف جديدة، وخاصة بالنسبة لتايوان؛ فاعتماد تايوان على الدعم الأمريكي أمر بالغ الأهمية لردع الصين، التي أظهرت اهتماماً متزايداً بتأكيد السيطرة على الجزيرة.

ماذا وعد ترامب بريطانيا حال عودته للبيت الأبيض؟ - موقع 24وعد الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، بإعادة تمثال نصفي لرئيس الوزراء البريطاني الأسبق ونستون تشرشل، إلى المكتب البيضاوي، وذلك "علامة احترام" للزعيم البريطاني العظيم في زمن الحرب.

وأوضح بيري أن أمن تايوان قد يقوضه إحجام ترامب المحتمل عن التدخل في الصراعات الأجنبية. وقد يشجع هذا التقاعس طموحات الصين، ويزيد من عدم الاستقرار الإقليمي ويقوض التزام الولايات المتحدة التاريخي بالدفاع عن الدول الديمقراطية من التعدي الاستبدادي.

الانقسامات الداخلية 

وتناول الكاتب الاختلاف داخل الحزبين السياسيين الرئيسين في الولايات المتحدة، مشيراً إلى أن نهج بايدن في السياسة الخارجية يعتمد على العودة إلى القيم التقليدية للأممية، والدفاع عن التحالفات، ودعم أوكرانيا ضد الغزو الروسي.

ومع ذلك، أشار الكاتب إلى أن هناك جناحاً تقدمياً داخل الحزب الديمقراطي يفضل إعادة تخصيص الموارد لبرامج محلية مثل الرعاية الصحية والتعليم. وعلى الجانب الجمهوري، ابتعد جناح "أمريكا أولاً" الذي يهيمن عليه ترامب عن الميول العالمية التي مثلتها ذات يوم شخصيات مثل ريغان وبوش، مفضلاً التوجه الانعزالي الذي يعطي الأولوية للمخاوف المحلية على التحالفات والتدخلات العالمية.

العواقب العالمية لتراجع الإمبراطورية الأمريكية

وقال الكاتب إن تآكل الدور العالمي للولايات المتحدة يتطلب من العالم الاستعداد لمستقبل بدون حاميه التقليدي. ويؤكد هذا التغيير على تراجع أوسع نطاقاً عن الرؤية المشتركة بين أجيال من القادة الأمريكيين.

هل يستطيع ترامب ضمان "العصر الذهبي" لأمريكا؟ - موقع 24يُشبّه البعض دونالد ترامب بغروفر كليفلاند مع انتصاره على نائب الرئيس كامالا هاريس؛ وكليفلاند هو أول ديمقراطي يُنتخب بعد الحرب الأهلية وفاز بفترتين غير متتاليتين في 1884 و1892.

وخلص الكاتب إلى أن العالم يمر بمرحلة انتقالية مع إعادة تقييم أمريكا لمسؤولياتها، وهو ما قد يشير إلى نهاية "إمبراطوريتها الحسنة النية"، ومع تضاؤل دور أمريكا، قد يواجه المجتمع الدولي تهديدات متزايدة من الاستبداد الجامح، منوهاً إلى أن تداعيات هذا التحول لن تشكل مستقبل أمريكا فحسب، بل وأيضاً استقرار العالم الذي اعتمد على الزعامة الأمريكية لعقود من الزمان.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: عودة ترامب عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية ترامب حلف شمال الأطلسي عودة ترامب الانتخابات الأمريكية الحرب الأوكرانية الناتو السیاسة الخارجیة الولایات المتحدة أوروبا الشرقیة الکاتب إلى أن موقف ترامب

إقرأ أيضاً:

أمريكا تصادر ناقلة نفط فنزويلية.. وكاراكاس تتهمها بالسرقة

أعلنت إدارة ترامب مصادرة ناقلة نفط خاضعة للعقوبات قبالة سواحل فنزويلا فى خطوة أشعلت ارتفاعا فى أسعار النفط ورفعت مستوى التوتر بين واشنطن وكاراكاس إلى أعلى درجاته منذ سنوات. وأكد الرئيس الأمريكى دونالد ترامب أن بلاده نفذت عملية احتجاز لواحدة من أكبر الناقلات قائلا إن الولايات المتحدة ستحتفظ بالنفط المصادر، فيما وصفت الحكومة الفنزويلية العملية بأنها سرقة وقرصنة دولية وتعهدت بإدانتها أمام الهيئات الدولية.
وتأتى عملية المصادرة كأول عملية ضبط لشحنة نفط فنزويلى خاضعة للعقوبات منذ فرضها عام 2019، كما أنها الإجراء الأول من نوعه منذ أن أمر ترامب بتعزيز عسكرى كبير فى المنطقة. ويكرر ترامب منذ أشهر احتمال التدخل العسكرى للإطاحة بالرئيس نيكولاس مادورو الذى يتهم واشنطن بالسعى للسيطرة على أكبر احتياطى نفطى فى العالم.
وتشير تفاصيل العملية إلى أن مكتب التحقيقات الفيدرالى ووزارة الأمن الداخلى وخفر السواحل نفذوا، بدعم من الجيش الأمريكى، أمرا بمصادرة ناقلة خام تستخدم فى شحن النفط الخاضع للعقوبات من فنزويلا وإيران. ونشرت المدعية العامة الأمريكية بام بوندى مقطع فيديو مدته 45 ثانية يظهر مروحيات أمريكية تقترب من سفينة كبيرة قبل أن ينزل جنود مسلحون بالحبال إلى سطحها.
ولم تكشف إدارة ترامب اسم السفينة أو موقعها لحظة الاحتجاز، لكن مجموعة فانغارد البريطانية المتخصصة فى إدارة المخاطر البحرية أشارت إلى أن السفينة المحتجزة هى الناقلة العملاقة سكيبر التى سبق أن فرضت عليها واشنطن عقوبات عندما كانت تعرف باسم أديسا بسبب نشاطها فى تجارة النفط الإيرانى. وكانت السفينة قد غادرت ميناء خوسيه النفطى الرئيسى فى فنزويلا بين 4 و5 ديسمبر بعد تحميل نحو 1.8 مليون برميل من خام ميرى الثقيل، كما نقلت قبل عملية الاحتجاز نحو 200 ألف برميل قرب كوراساو إلى الناقلة نبتون 6 المتجهة إلى كوبا، وفقا لمعلومات الأقمار الصناعية وتحليل TankerTrackers.com وبيانات داخلية من شركة النفط الفنزويلية الحكومية PDVSA.
وأعلنت هيئة الملاحة البحرية فى غيانا أن سكيبر كانت ترفع علم البلاد بشكل مزيف، فيما أظهرت بيانات PDVSA أنها شاركت فى شحنات نفطية إلى آسيا بين 2021 و2022. وتسبب خبر الاحتجاز فى ارتفاع أسعار العقود الآجلة للنفط، حيث ارتفع خام برنت 27 سنتا إلى 62.21 دولار للبرميل، بينما ارتفع خام غرب تكساس الوسيط الأمريكى 21 سنتا ليستقر عند 58.46 دولار.
ولم يعلق مادورو على العملية خلال كلمة ألقاها فى مسيرة، وذلك رغم تصاعد التوتر. ويأتى هذا وسط مخاوف متزايدة من الضربات التى تنفذها واشنطن ضد سفن يُشتبه فى حملها مخدرات، وهى ضربات وصفها خبراء قانونيون بأنها قد تكون غير قانونية، خاصة مع غياب الأدلة على وجود مخدرات أو ضرورة تفجير القوارب بدلا من احتجازها. وأسفرت أكثر من 20 غارة منذ سبتمبر عن مقتل أكثر من 80 شخصا، وتزايدت المخاوف بعد تقارير تفيد بأن قائدا أمريكيا أمر بتنفيذ ضربة ثانية ضد ناجين.
ويظهر استطلاع رويترز/إبسوس أن شريحة واسعة من الأمريكيين تعارض هذه الضربات، بما فى ذلك خُمس الجمهوريين المؤيدين لترامب. وتؤكد وثيقة استراتيجية حديثة لإدارة ترامب أن محور سياستها الخارجية يتركز على إعادة تأكيد الهيمنة الأمريكية فى نصف الكرة الغربى.
وتطرح عملية المصادرة أيضا تحديات جديدة لقطاع الشحن العالمى، إذ تواجه أكثر من 30 سفينة خاضعة للعقوبات الأمريكية وتعمل فى فنزويلا خطر التعرض للاحتجاز بعد مصادرة سكيبر، بحسب بيانات الشحن. وتحذر مصادر فى قطاع الشحن من أن الإجراء الأمريكى وضع مالكى السفن ومشغليها ووكالات الشحن فى حالة استنفار، ما يدفع الكثير منهم لإعادة تقييم قرار الإبحار خارج المياه الفنزويلية خلال الأيام المقبلة.

مقالات مشابهة

  • الإطار:الزعامة الإطارية عازمة على ترشيح السوداني لرئاسة الحكومة المقبلة
  • هل ستصادر أمريكا المزيد من أصول النفط الفنزويلية؟.. ترامب يرد
  • ترامب: غزو أوكرانيا يشبه فوز أمريكا في مباراة الهوكي معجزة على الجليد
  • استراتيجية الأمن القومي 2025 الأمريكية تعيد تشكيل نظرة واشنطن للعالم
  • أمريكا تصادر ناقلة نفط فنزويلية.. وكاراكاس تتهمها بالسرقة
  • أكسيوس: ترامب سيعين جنرالا أمريكا لقيادة قوة الاستقرار في غزة
  • السفارة الأمريكية تجدد موقف بلادها الداعم لاستقرار العراق
  • من الذي فتح باب حمام الطائرة الرئاسية رغمًا عن ترامب «فيديو»
  • أمريكا ترامب: سلامٌ بالقُوّة (القوّة الذّكيّة)
  • صفقة ترامب السرية.. الذي يخفيه بيع رقاقات إنفيديا للصين؟