أمريكا تصادر ناقلة نفط فنزويلية.. وكاراكاس تتهمها بالسرقة
تاريخ النشر: 11th, December 2025 GMT
أعلنت إدارة ترامب مصادرة ناقلة نفط خاضعة للعقوبات قبالة سواحل فنزويلا فى خطوة أشعلت ارتفاعا فى أسعار النفط ورفعت مستوى التوتر بين واشنطن وكاراكاس إلى أعلى درجاته منذ سنوات. وأكد الرئيس الأمريكى دونالد ترامب أن بلاده نفذت عملية احتجاز لواحدة من أكبر الناقلات قائلا إن الولايات المتحدة ستحتفظ بالنفط المصادر، فيما وصفت الحكومة الفنزويلية العملية بأنها سرقة وقرصنة دولية وتعهدت بإدانتها أمام الهيئات الدولية.
وتأتى عملية المصادرة كأول عملية ضبط لشحنة نفط فنزويلى خاضعة للعقوبات منذ فرضها عام 2019، كما أنها الإجراء الأول من نوعه منذ أن أمر ترامب بتعزيز عسكرى كبير فى المنطقة. ويكرر ترامب منذ أشهر احتمال التدخل العسكرى للإطاحة بالرئيس نيكولاس مادورو الذى يتهم واشنطن بالسعى للسيطرة على أكبر احتياطى نفطى فى العالم.
وتشير تفاصيل العملية إلى أن مكتب التحقيقات الفيدرالى ووزارة الأمن الداخلى وخفر السواحل نفذوا، بدعم من الجيش الأمريكى، أمرا بمصادرة ناقلة خام تستخدم فى شحن النفط الخاضع للعقوبات من فنزويلا وإيران. ونشرت المدعية العامة الأمريكية بام بوندى مقطع فيديو مدته 45 ثانية يظهر مروحيات أمريكية تقترب من سفينة كبيرة قبل أن ينزل جنود مسلحون بالحبال إلى سطحها.
ولم تكشف إدارة ترامب اسم السفينة أو موقعها لحظة الاحتجاز، لكن مجموعة فانغارد البريطانية المتخصصة فى إدارة المخاطر البحرية أشارت إلى أن السفينة المحتجزة هى الناقلة العملاقة سكيبر التى سبق أن فرضت عليها واشنطن عقوبات عندما كانت تعرف باسم أديسا بسبب نشاطها فى تجارة النفط الإيرانى. وكانت السفينة قد غادرت ميناء خوسيه النفطى الرئيسى فى فنزويلا بين 4 و5 ديسمبر بعد تحميل نحو 1.8 مليون برميل من خام ميرى الثقيل، كما نقلت قبل عملية الاحتجاز نحو 200 ألف برميل قرب كوراساو إلى الناقلة نبتون 6 المتجهة إلى كوبا، وفقا لمعلومات الأقمار الصناعية وتحليل TankerTrackers.com وبيانات داخلية من شركة النفط الفنزويلية الحكومية PDVSA.
وأعلنت هيئة الملاحة البحرية فى غيانا أن سكيبر كانت ترفع علم البلاد بشكل مزيف، فيما أظهرت بيانات PDVSA أنها شاركت فى شحنات نفطية إلى آسيا بين 2021 و2022. وتسبب خبر الاحتجاز فى ارتفاع أسعار العقود الآجلة للنفط، حيث ارتفع خام برنت 27 سنتا إلى 62.21 دولار للبرميل، بينما ارتفع خام غرب تكساس الوسيط الأمريكى 21 سنتا ليستقر عند 58.46 دولار.
ولم يعلق مادورو على العملية خلال كلمة ألقاها فى مسيرة، وذلك رغم تصاعد التوتر. ويأتى هذا وسط مخاوف متزايدة من الضربات التى تنفذها واشنطن ضد سفن يُشتبه فى حملها مخدرات، وهى ضربات وصفها خبراء قانونيون بأنها قد تكون غير قانونية، خاصة مع غياب الأدلة على وجود مخدرات أو ضرورة تفجير القوارب بدلا من احتجازها. وأسفرت أكثر من 20 غارة منذ سبتمبر عن مقتل أكثر من 80 شخصا، وتزايدت المخاوف بعد تقارير تفيد بأن قائدا أمريكيا أمر بتنفيذ ضربة ثانية ضد ناجين.
ويظهر استطلاع رويترز/إبسوس أن شريحة واسعة من الأمريكيين تعارض هذه الضربات، بما فى ذلك خُمس الجمهوريين المؤيدين لترامب. وتؤكد وثيقة استراتيجية حديثة لإدارة ترامب أن محور سياستها الخارجية يتركز على إعادة تأكيد الهيمنة الأمريكية فى نصف الكرة الغربى.
وتطرح عملية المصادرة أيضا تحديات جديدة لقطاع الشحن العالمى، إذ تواجه أكثر من 30 سفينة خاضعة للعقوبات الأمريكية وتعمل فى فنزويلا خطر التعرض للاحتجاز بعد مصادرة سكيبر، بحسب بيانات الشحن. وتحذر مصادر فى قطاع الشحن من أن الإجراء الأمريكى وضع مالكى السفن ومشغليها ووكالات الشحن فى حالة استنفار، ما يدفع الكثير منهم لإعادة تقييم قرار الإبحار خارج المياه الفنزويلية خلال الأيام المقبلة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الرئيس الأمريكى أسعار النفط وزارة الأمن الداخلي الولايات المتحدة الحكومة الفنزويلية
إقرأ أيضاً:
الطريقة السينمائية لاستيلاء أمريكا على ناقلة نفط فنزويلية تثير ضجة عالمية.. فيديو
في خطوة وصفت بأنها "جزء من فيلم سينمائي"، استولت القوات البحرية الأمريكية على ناقلة نفط قبالة سواحل فنزويلا، ما أدى إلى تصعيد حاد في التوتر بين واشنطن وكاراكاس وارتفاع في أسعار النفط.
وتصدرت مشاهد استيلاء السلطات الأمريكية على الناقلة منصات التواصل الاجتماعي على مستوى العالم.
وبحسب قناة “الغد”، نشرت وكالة رويترز أن واشنطن نفذت عملية استيلاء على ناقلة نفط قبالة سواحل فنزويلا بمشاركة خفر السواحل الأميركي.
وأكدت وزارة العدل أن الناقلة كانت تحمل نفطًا خاضعًا للعقوبات المفروضة على فنزويلا وإيران.
وتمت العملية باستخدام مروحيات من حاملة الطائرات USS Gerald R. Ford بدعم من مكتب التحقيقات الفيدرالي.
وأوضحت السلطات الأمريكية أن الهدف هو تعطيل شبكة تمويل غير قانونية مرتبطة بجماعات إرهابية.
وكشفت النائبة العامة الأمريكية، بام بوندي، في منشور على منصة "إكس" أن العملية تمت بتنسيق مشترك بين مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) ووزارة الأمن الداخلي وخفر السواحل، وبدعم من الجيش الأمريكي، لتنفيذ مذكرة ضبط لناقلة نفط خاضعة للعقوبات قادمة من فنزويلا وإيران.
وعلق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على الحادثة، واصفاً الناقلة المصادرة بأنها "الأكبر على الإطلاق"، ومؤكداً أن الولايات المتحدة "سنحتفظ بالنفط" الموجود على متنها.
في المقابل، اعتبرت الحكومة الفنزويلية هذا الإجراء الأمريكي بمثابة "سرقة فاضحة وقرصنة دولية".
اقرأ المزيد..