أول ما قد تلتفت إليه حال زيارتك لمعرض الشارقة الدولي للكتاب بنسخته الحالية الـ43، هو جدران الجالية المغربية ضيف شرف الدورة الحالية.

جدران ملونة مزخرفة بالخط العربي يقف البعض عندها ملتقطاً صوراً تذكارية، بينما يتساءل آخرون: لماذا تراجع حضور هذا الفن العريق في ظل الثورة التكنولوجية؟.

تحمل الجدران المزخرفة هوية الخطاط المغربي محمد بوخانة، الذي أتى من المغرب بدعوة من وزارة الثقافة المغربية حسبما تحدث لـ24.

ويسرد محمد أبوخان مدير مؤسسة "أخطلوجيا" لتعليم فن الخط والزخرفة لـ24 عن أهمية حضور الثقافة والموروث المغربي في فعالية ثقافية رفيعة مثل معرض الشارقة الدولي للكتاب.

الخط المغربي

ويقول "المغرب ضيف شرف الدورة الحالية للمعرض، وعليه تنطوي فكرة جمع كل ما له علاقة بالكتاب والثقافة والأدب، لذلك استحضرنا ركن مخصص لفن الخط العربي بصفة عامة، وفن الخط المغربي بصفة خاصة".

وعززت وزارة الثقافة المغربية حضور جاليتها في المعرض من خلال عدة أدوات، وتطرق بوخانة لهذه الأدوات قائلاً :"المعرض اليوم غني بكل ما هو موروث ثقافي من شأنه تعزيز الهوية المغربية الأندلسية"، معلقاً: "نُعلم في هذا الركن البسيط كيفية صنع الشاي المغربي، ونعرّف الزوار بالزي التقليدي المغربي، والجلسة المغربية".

ويستحضر بوخانة كواليس زيارته للمعرض، ويشير إلى أنه جاء بطلب من وزارة الثقافة في المغرب، لأنه حاصل على الجائزة التكريمية من الملك محمد السادس في فن الخط والزخرفة الحروفية قبل عامين.

ويعتبر بوخانة أن سبب زيارته إبهار زوار المعرض ونقل الموروث المغربي، إذ أن الخط العربي "أينما ظهر بهر" لجماليته وبداعة ألوانه، بحسب وصفه.
ويرى بوخانة أن الذكاء الاصطناعي أرخى بأسداله على خيارات الكثيرين، فبإمكانه بزر واحد تقديم لوحة باذخة الجمال بخط اليد، لكنها "بلا روح وغير نابضة بالحياة كما يفترض بها أن تكون".
ويكمل بوخانة "لهذا يأتي بعض الزوار إلى الركن متسائلاً عن نشأة هذا الخط وكيفية تعلمه".

فوضى الورق 

وعن سؤاله كيف يمكن لفوضى الورق أن تقاوم جيل يرى في التكنولوجيا ملاذاً يقول بوخانة :"من يدري قد تغرق عتمة التكنولوجيا أصحابها في الظلام الدامس يوماً ما".
ويكمل "الخط في مفهومنا يعبر عن المكنونات الإنسانية وما لا تفصح به النفس، فمثلاً من يكتب باتساع فبنيته النفسية متسعة، إذ يظهر الإسراف حتى في الكتابة معبراً بذلك عن تطلعاته السابحة في الأفق ونفسه المتقدة".
وفي المفهوم المعاكس، فمن يكتب نصاً بسيطاً فهو غير مسرف حتى بأفكاره، ومقيد بذاته.
وهذا ما يحاول بوخانة الإشارة إليه في حديثه "أن تقنيات الذكاء الاصطناعي لن تتغلب على إنسانية القلم وسحره.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: عودة ترامب عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية معرض الشارقة الدولي للكتاب المغربي المعرض الذكاء الاصطناعي الشارقة الدولي للكتاب الشارقة المغرب الذكاء الاصطناعي الخط العربی

إقرأ أيضاً:

خوف وعضات قاتلة.. لماذا تتجاهل السلطات المغربية الكلاب الضالة التي تهاجم المواطنين؟

"توفّي مواطن مغربي بسبب الكلاب الضّالة في مدينة وجدة" هكذا سلّط العضو باسم فدرالية اليسار بمجلس وجدة، نور الدين لزرق، الضّوء، على ما وصفه بـ" الخطر المُداهم لسلامة المواطنين"، فيما اعترف بوجود بعض الحملات للتعقيم أو الجمع، لكنه دعا لتكثيفها وتوسيع نطاقها لتشمل "هوامش" المدينة أيضا.

حادثة وجدة، ليست معزولة، إذ رصدت "عربي21" عدد من الحوادث التي تسبّبت فيها "الكلاب الضالة" مؤخّرا في عدد من المدن المغربية. آخرها حادثة سير، الأربعاء، كان ضحيتها شاب على متن دراجته النارية، تعرّض لهجوم مفاجئ من "الكلاب" في مدينة عين عتيق، نواحي العاصمة المغربية، الرباط.



خوف بالنهار وإزعاج بالليل
بإقليم سيدي إفني، استنفرت السلطات المحلية، عناصرها، في الأيام القليلة الماضية، عقب الإبلاغ عن العثور على جثمان شخص نهشته الكلاب الضالة؛ يتعلق الأمر بشيخ مسن، اختفى بالقرب من مقر سكناه، ما دفع الساكنة لإطلاق حملة واسعة للبحث عنه، قبل اكتشاف الحادث المُروع.

وفيما تم نقل جثمان الهالك إلى مستودع الأموات، عقب معاينته من طرف السلطات المختصة، بغرض التشريح الطبي لتحديد الأسباب المباشرة للوفاة، وما إن كان قد تعرض لهجوم من الكلاب الضالة فعلا أم أنّ وفاته كانت إثر سبب آخر. تعالت أصوات المواطنين المغاربة، في عدد من المدن، لمُطالبة السلطات بالتدخل العاجل للحد من انتشار الكلاب الضالة.

مريم، من مدينة الصخيرات، قالت في حديثها لـ"عربي21": "أواجه صعوبة في النوم، بسبب النباح المُتصاعد للكلاب، بشكل يومي، ما أثّر على صحّتي النفسية، وتسبّب لي في القلق؛ من سيعوّضني عن سلامتي الجسدية والنفسية، جرّاء الكلاب الضالة".

عرض هذا المنشور على Instagram ‏‎تمت مشاركة منشور بواسطة ‏‎Amis Poilus ???? Avec Hind‎‏ (@‏‎amis.poilus‎‏)‎‏
وتابعت: "أنا ضد حملات قتل الكلاب، لكنّني مع الحلول السلمية، التي ترضينا وترضيهم"، مشيرة إلى أنّ ظاهرة انتشار الكلاب الضالة، تنامت بشوارع وأحياء المدينة بشكل مُقلق، ما بات يهدد سلامة وأمن المواطنين، خاصة خلال ساعات الليل، والصّباح الباكر.

وفي مدينة الحسيمة، أيضا، انتشرت الكلاب في أحياء وشوارع عدّة، ما بات تهديدا حقيقيا لسلامة الساكنة، في مقدمتهم الأطفال الذين يرتادون المؤسسات التعليمية مشيا على الأقدام، وذلك بحسب شهادت عدد من سكان المدينة أنفسهم، لـ"عربي21".

وبحسب ساكنة المدينة فإنّه: "لا يختلف إثنان بخصوص ما تخلّفه عضات الكلاب وما يصاحب ذلك من تبعات تتجلى أساسا في خطر داء الكلب، الذي يؤدي إلى الوفاة، كما أن انتشار هذه الكلاب الضالة بالمدينة يكون بالدرجة الأولى بالأماكن التي تتكدّس فيها النفايات، في مقدمتها مخلفات الدجاج وبقايا اللحوم".

وفي السياق ذاته، ضمن سؤال كتابي، إلى وزير الداخلية، حذّرت النائبة البرلمانية عن الفريق الاشتراكي، عويشة زلفى، من خطر الكلاب الضالة بمجموعة من أحياء مدينة أكادير بجهة سوس ماسة.

وتساءلت البرلمانية عن الجهة التي تحمل المسؤولية عمّا وصفته بـ"غض الطرف عن ظاهرة انتشار الكلاب الضالة التي تشوّه المشهد الحضري للمدينة التي تعتبر وجهة سياحية مهمة للمغاربة والأجانب وتراهن عليها الدولة لتنظيم تظاهرات قارية وعالمية".

تجدر الإشارة إلى أنّ المحكمة الإدارية في أكادير، في الآونة الأخيرة، قضت بتعويض بمبلغ 18 مليون سنتيم، إلى مواطن مغربي قد تعرّض إلى عضة كلب ضال، وذلك جبرا للضرر الذي لحقه.


"تهديد حقيقي"
إنذارا بالخطر المُتصاعد للكلاب الضالة على سلامة المواطنين، تداول عدد من رواد مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، في المغرب، في الآونة الأخيرة، عدّة صور ومقاطع فيديو توثٍّق لتوجد الكلاب في قلب بعض الأسواق المخصصة لبيع الخضر والفواكه واللحوم، إذ يمكنها نقل الأمراض، مما يعرض صحة المستهلكين للخطر.



جرّاء الأحداث الجارية، ورفعا للوعي بضرورة إيجاد حلول إنسانية وبديلة لهذه الممارسات التي أثارت جدلا متصاعدا، أطلقت مجموعة من الجمعيات الحقوقية والمهتمة بالحيوانات، ناهيك عن عدد من مشاهير مواقع التواصل الاجتماعي، حملة رقمية، تهدف إلى وقف قتل الكلاب الضالة في عدد من المدن المغربية.

"لا لقتل الكلاب"..مؤثرون مغاربة يطلقون حملة رقمية لوقف إبادة الكلاب الضالة في شوارع المغرب

.
.
.
.#المغرب #TheVoiceofMorocco #صوت_المغرب #صدى_الحقيقة pic.twitter.com/ZWwvGWzQNp — The voice صوت المغرب (@voiceofmorocco) April 19, 2025
ودخلت الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان، على الخط، بـ"قلق بالغ" جرّاء هذا الوضع الذي وصفته بـ"المتدهور"، والذي أصبح يشكل مصدر خوف وقلق لساكنة عدد من المدن المغربية، بالقول عبر بيان لها، إنّ: "أبرز النقاط السوداء التي تعرف تكدسا كبيرا لهذه الكلاب، تتمركز بمحطة الوقود بالصخيرات".


وبحسب البيان الذي وصل "عربي21" نسخة منه فإنّ: "المواطنون والمارة، خاصة الأطفال والنساء، يضطرّون للتعامل مع تهديد حقيقي يومي أمام مرأى ومسمع السلطات المحلية، دون تسجيل أي تدخل فعّال".

إلى ذلك، أرجعت الجمعية أسباب تفاقم هذه الظاهرة إلى: غياب تدابير ملموسة من طرف الجهات المسؤولة، ما يسيء لصورة المدينة ويمسّ بحقوق الساكنة في الأمن والسلامة الجسدية. بينما أعلنت الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان احتفاظها بحقها في اللجوء إلى كافة الأشكال النضالية والقانونية المتاحة، دفاعا عن أمن وكرامة المواطنين.

مقالات مشابهة

  • بعد انتهاء معرض الكتاب بالرباط.. جدل ثقافي وزخم فكري
  • عدنان إبراهيم يعترف بمشاركته بخدعة كبرى ضد العرب بـالربيع العربي ويشعل تفاعلا
  • الدرهم المغربي يتراجع أمام اليورو
  • هنا شيحة تخطف الأنظار بإطلالة أنيقة.. و"الخط العربي" يزين حقيبتها
  • خوف وعضات قاتلة.. لماذا تتجاهل السلطات المغربية الكلاب الضالة التي تهاجم المواطنين؟
  • سيف بن زايد: شكراً محمد بن زايد على صدارة الإمارات الثورة الرقمية العالمية
  • سيف بن زايد: الإمارات في صدارة الثورة الرقمية العالمية
  • وفاة الفنانة المغربية نعيمة بوحمالة عن 77 عاما بعد صراع مع المرض
  • تنصيب خمسة أعضاء جدد بأكاديمية المملكة المغربية
  • محمد الشرقي يشهد جلسة «الخط العربي كيف نسج جماله من الجذور إلى الآفاق؟»