عبدالحكيم عامر
تتجلى صلابة المقاومة وروحُها الجهادية في عملياتها النوعية ضد الكيان الصهيوني، الذي أثبتت أن الكيان الصهيوني يعاني من أزمات خانقة على مختلف الأصعدة؛ فالكيانُ الذي يواجه تحديات وجودية، أصبح في حالة من الانهيار التدريجي، حَيثُ تتوالى عليه الضغوطُ العسكرية والاقتصادية والأمنية والأخلاقية؛ مما يجعله في طريق الزوال.
الكيان الصهيوني، الذي يعتمد بشكل كبير على الدعم الأمريكي والغربي، في حالة نزيف مُستمرّ، ولولا هذه الأنابيب الحيوية من الدعم، لكان اليوم في موت سريري، إن لم يكن في عداد الزوال. فنحن نشهد تطورًا كَبيرًا ونوعيًّا في عمليات المقاومة الإسلامية اللبنانية حزب الله وكذا عمليات فصائل المقاومة الفلسطينية في غزة، حَيثُ لا يكاد يمر يوم إلَّا ونسمع عن خسائر جديدة في صفوف جيش العدوّ الصهيوني، وهو ما يعكس عجز الكيان الصهيوني عن حماية نفسه.
تصاعد العمليات وصل إلى عمق الأراضي المحتلّة؛ مما يدل على العجز في تأمين الجبهة الداخلية، وتزامن ذلك مع تلقيه ضربات موجعة من جبهات الإسناد من لبنان والعراق واليمن وإيران.
فاليوم يشهد الكيان الصهيوني مأزقًا وجوديًّا حقيقيًّا، وأصبح هشًّا وضعيفًا، عاجزًا عن حماية نفسه؛ ما يوحي بتحقيق الوعد الإلهي بزوال الكيان، رغم محاولاته اليائسة للجوء إلى المجازر الوحشية للتغطية على فشله العسكري والاستراتيجي.
إن استمرار العمليات ضد المحتلّ تؤكّـد أن روح المقاومة متجذرة في نفوس أبناء الشعب الفلسطيني واللبناني، على الرغم من خذلان الأنظمة العربية التي تتهافت على التطبيع مع العدوّ.
وفي الأخير، تتجلى المبادئ الإيمانية الحية للمقاومة في كرامة وعنفوان أبناء أمتنا، حَيثُ تتقد في نفوس الأحرار ضد العدوّ الصهيوني المحتلّ، وتؤكّـد العمليات المتكرّرة والمتصاعدة أن جذوة المقاومة لا يمكن إخمادها، مهما كانت الظروف، وأن ما يحدث اليوم ليس مُجَـرّد صراع عسكري، بل هو تجسيد لقوة إرادَة الشعوب التي ترفض الاستسلام.
ويُظهِرُ الواقع الحالي أن المقاومة ليست مُجَـرّد خيار، بل هي ضرورة حتمية لمواجهة الاحتلال، وإن القضايا الجوهرية التي تعكس صلابة الجهاد وروح المقاومة ستظل حاضرة، مؤذنةً بأن الكيانَ الصهيوني لن يستمر طويلًا ولا بد له أن يزول.
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: الکیان الصهیونی
إقرأ أيضاً:
حماس تستهجن تقرير "العفو الدولية" الذي يزعم ارتكاب جرائم يوم 7 أكتوبر
غزة - صفا
استهجنت حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، يوم الخميس، التقرير الصادر عن منظمة العفو الدولية، والذي يزعم ارتكاب المقاومة الفلسطينية جرائم خلال عملية طوفان الأقصى ضد فرقة غزة في جيش الاحتلال الإسرائيلي المجرم، في السابع من أكتوبر من العام 2023.
وأكدت الحركة في تصريح صحفي اطلعت عليه وكالة "صفا" أن دوافع إصدار هذا التقرير مغرضة ومشبوهة لاحتوائه مغالطات وتناقضات مع وقائع وثّقتها منظمات حقوقية، من ضمنها منظمات "إسرائيلية"؛ كالادعاء بتدمير مئات المنازل والمنشآت والتي ثبت قيام الاحتلال نفسه بتدميرها بالدبابات والطائرات، وكذلك الادعاء بقتل المدنيين الذين أكّدت تقارير عدّة تعرضهم للقتل على يد قوات الاحتلال، في إطار استخدامه لبروتوكول "هانيبال".
وأضافت "كما أن ترديد التقرير لأكاذيب ومزاعم حكومة الاحتلال حول الاغتصاب والعنف الجنسي وسوء معاملة الأسرى، يؤكد بما لا يدع مجالا للشك، بأن هدف هذا التقرير هو التحريض وتشويه المقاومة عبر الكذب وتبني رواية الاحتلال الفاشي، وهي اتهامات نفتها العديد من التحقيقات والتقارير الدولية ذات العلاقة".
وطالبت منظمة العفو الدولية بضرورة التراجع عن هذا التقرير المغلوط وغير المهني، وعدم التورّط في قلب الحقائق أو التواطؤ مع محاولات الاحتلال شيطنة الشعب الفلسطيني ومقاومته الشرعية أو محاولة التغطية على جرائم الاحتلال التي تنظر فيها محكمة العدل الدولية والجنائية الدولية تحت عنوان الإبادة الجماعية وجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
وفي هذا السياق؛ أكدت الحركة أن حكومة الكيان الصهيوني ومنذ الأيام الأولى لاندلاع الحرب على غزة، منعت دخول المنظمات الدولية وهيئات الأمم المتحدة إلى قطاع غزة، كما منعت فرق التحقيق المستقلة من الوصول إلى الميدان لمعاينة الحقائق وتوثيق الانتهاكات.
وتابعت "هذا الحصار المفروض على الشهود والأدلة يجعل أي تقارير تُبنى بعيدًا عن مسرح الأحداث غير مكتملة ومنقوصة، ويحول دون الوصول إلى تحقيق مهني وشفاف يكشف المسؤوليات الحقيقية عمّا يجري على الأرض".