ماذا يحدث في مرتفعات الجولان؟ تفجيرات لم تقع منذ حرب 1973
تاريخ النشر: 12th, November 2024 GMT
على مدى عقود من الصراع، ظلت مرتفعات الجولان السورية المحتلة هادئة، وحتى بعد اندلاع حرب غزة التي أشعلت الأوضاع في المنطقة، ظل الهدوء سائدا في المرتفعات ولو نسبيا. لكن تغيرات دراماتيكية حدثت في هذه المنطقة في الآونة الأخيرة.
تتسارع الأحداث على جبهة الجولان السوري المحتل، ما يشي بأن شيئاً ما قد يحدث، وسط تقارير إعلامية بأن إيران قد تهاجم إسرائيل براً من إحدى الجبهات المحيطة، من المرجح أن تكون الجولان.
وبدأ الجيش الإسرائيلي أعمال تشييد على طول الخط الفاصل في الجولان المعرف باسم "خط ألفا"، وفقما أظهرت صور أقمار اصطناعية حللتها وكالة "أسوشيتد برس ".
ومن بين هذه الأعمال، تعبيد طريق على طول الحدود.
وتقول الأمم المتحدة إن القوات الإسرائيلية دخلت المنطقة المنزوعة السلاح، خلال قيامها بهذا العمل.
ونقلت "أسوشيتد برس" عن قوة المراقبة التابعة للأمم المتحدة في الجولان قولها "إن أعمال الجيش الإسرائيلي على طول الحدود السورية انتهاك خطير لاتفاق وقف إطلاق النار" الذي أنهى حرب عام 1973.
وبحسب الأقمار الاصطناعية، فإن العمل بدأ في أواخر سبتمبر/ أيلول الماضي.
ولا يقف الأمر عند هذا الحد، بل نشر الجيش الإسرائيلي مقاطع فيديو تظهر تدمير ألغام على الحدود في الجولان، في حدث لم يقع بهذا الحجم، منذ حرب عام 1973.
وتظهر اللقطات أعمال تفجير تحت السيطرة في حقول ألغام عديدة في الجولان، بعضها بالقرب من كيبوتس "عين زيفان" المتاخم للحدود.
وبحسب القناة 12 الإسرائيلية، فقد تم تدمير أكثر من 2000 لغم على مساحة تمتد 370 دونماً.
وذكرت القناة أن عمليات التفجير هذه جاءت بعد "عام من العمل المعقد" مشيرة إلى أن الغاية هي استغلال الأراضي المزروعة بالألغام في العقارات والزراعة والسياحة.
والألغام الأرضية استراتيجية دفاعية تهدف إلى إبطاء العدو أو منع قواته من المرور عبر مناطق معينة، وغالباً ما تكون هذه العبوات المتفجرة مموهة أو مدفونة تحت الأرض، وهي مصممة لتدمير الأهداف التي تعبرها.
واستخدمت إسرائيل هذه الاستراتيجية على نطاق واسع في الجولان.
وحتى الآن، لم تعلق سوريا رسمياً على كل ما يجري في الجولان، بينما امتنع مسؤولون إسرائيليون عن الحديث عن صور الأقمار الاصطناعية.
وبحسب المرصد، وهو مؤسسة حقوقية معنية بسكان الجولان، فإن أكثر من 75 ألف دونم، أي ما يقارب 6٪ من مساحة الجولان المحتلة، يُشتبه في كونها مزروعة بالألغام الموزعة على حوالى 2000 حقل.
Relatedإسرائيل تُشغل الجبهات: تطورات جديدة في الجولان تهدد هيمنة حزب اللهشاهد: بعد استهداف الجولان والجليل الأعلى بـ100 صاروخ.. الجيش الإسرائيلي يضرب منصات صاروخية لحزب اللهرصد قواعد ومواقع إسرائيلية في الجولان.. حزب الله ينشر مشاهد الحلقة الثانية طار بها "الهدهد"قلق في تل أبيب من التصعيد في الجولان السوري المحتل وحادثة مجدل شمسلكن كيف تزيل إسرائيل أحد وسائل حمايتها في ظل حرب متعددة الجبهات؟
البعض ربط ذلك بالاستعداد لتوغل القوات الإسرائيلية في الأراضي السورية تحسباً لهجوم إيراني مباغت.
وكان موقع "والا" الإخباري العبري الواسع الانتشار أفاد، الاثنين، نقلاً عن مصادر إسرائيلية قولها إن هناك تقديرات تشير إلى أن إيران ربما تخطط لتنفيذ هجوم بري من إحدى الجبهات المحيطة بإسرائيل.
وسيكون هذا الهجوم، إن حدث، رداً على الهجوم الصاروخي الذي شنته إسرائيل على المواقع العسكرية الإيرانية أواخر تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.
ومع أن المصادر لم تذكر تلك الجبهة، فإن التوقعات تشير إلى الجولان.
وكانت دبابات إسرائيلية توغلت في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي في أراضي محافظة القنيطرة السورية.
وذكر الجيش حينئذ أن الهدف من ذلك: منع تسلل مسلحين من القنيطرة في اتجاه الجولان.
عملية إنزالوعملياً، بدأت إسرائيل في توسيع نطاق عملياتها داخل سوريا، فإلى جانب القصف المتكرر، أعلنت مطلع تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري عن عملية إنزال داخل الأراضي السورية.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان إنه "أحبط خطط شبكة إرهابية إيرانية" في سوريا، وذلك بعد أن اعتقل أحد أعضائها "في الأشهر الأخيرة خلال عملية استخبارية" في سوريا ونقله إلى إسرائيل للتحقيق معه.
وأضاف أن الشخص هو علي عاصي من سكان محافظة درعا القريبة من الجولان.
وبحسب الجيش، فإن عاصي كان "يعمل على جمع المعلومات الاستخباراتية حول قوات جيش الدفاع في منطقة الحدود لتنفيذ نشاطات إرهابية مستقبلية"، متهماً إياه بأنه كان يعمل بتوجيه من "شبكة إرهابية تابعة لإيران".
المخاوف الإسرائيلية في جنوب سورياودأبت إسرائيل، منذ سنوات، على القول: إن ما يثير مخاوفها هو التمركز الإيراني المتزايد في سوريا، خصوصاً في الجنوب القريب من مرتفعات الجولان التي تسيطر عليها.
وبحسب معهد "كارينغي" الأمريكي للأبحاث، فإن إيران وحزب الله باتا لاعبين رئيسيين في جنوب سوريا وخصوصاً في القنيطرة، لكنهما لا يتمتعان بسيطرة مطلقة.
وازداد وجود إيران وحزب الله في هذه المنطقة بعدما تمكن الجيش السوري من السيطرة على المنطقة في عام 2018، مع أن الأمر يلقى معارضة من الأردن وإسرائيل.
المصادر الإضافية • وسائل إعلام إسرائيلية وعربية
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية ما هي الشروط الإسرائيلية لوقف الحرب على لبنان؟ هل بدأت إسرائيل في تطبيق "خطة الجنرالات" في شمال غزة؟ ماكرون دعا لوقف تزويد إسرائيل بالأسلحة ونتنياهو يرد: معك أو بدونك سننتصر وصدى عارك سيلاحقك سورياالصراع الإسرائيلي الفلسطيني هضبة الجولانالسياسة الإسرائيليةالمصدر: euronews
كلمات دلالية: كوب 29 الصراع الإسرائيلي الفلسطيني غزة لبنان ألمانيا إسرائيل كوب 29 الصراع الإسرائيلي الفلسطيني غزة لبنان ألمانيا إسرائيل سوريا الصراع الإسرائيلي الفلسطيني هضبة الجولان السياسة الإسرائيلية كوب 29 غزة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني لبنان ألمانيا إسرائيل منوعات بنيامين نتنياهو شوكولاتة الحمل دونالد ترامب تل أبيب الجیش الإسرائیلی إسرائیلیة فی یعرض الآن Next فی الجولان على طول
إقرأ أيضاً:
أعمال عنف ونشر ألفين من قوات الحرس.. ماذا يحدث بولاية كاليفورنيا؟
اندلعت مساء الجمعة احتجاجات في لوس أنجلوس بولاية كاليفورنيا بعد أن نفذ ضباط من وكالة إنفاذ قوانين الهجرة والجمارك عمليات في المدينة واعتقلوا 44 شخصا على الأقل بتهمة ارتكاب مخالفات لقوانين الهجرة، وسرعان ما تطورت الاحتجاجات التي استمرت حتى اليوم الأحد إلى أعمال عنف مما دفع الرئيس الأميركي دونالد ترامب اليوم الأحد إلى إصدار أوامر بشر ألفي عنصر من قوات الحرس الوطني في المدينة لموجهتها.
فما سبب الأزمة وكيف بدأت شرارة الأحداث؟ وما هو موقف الإدارة الأميركية من تلك الأحداث؟ كذلك ما هو موقف الديمقراطيين الذين يديرون لوس أنجلوس؟ وما دور النقابات بعد اعتقال رئيس نقابة عمال الخدمات الدولية في ولاية كاليفورنيا؟
ما سبب الأزمة؟جعل ترامب من اتخاذ إجراءات صارمة ضد الهجرة سمة مميزة لولايته الثانية، وبدأ عمليات ترحيل لعشرات آلاف المهاجرين، الأمر الذي وضع الديمقراطيين في مواجهة إدارة ترامب، خاصة مع تزايد الاحتجاجات على الاعتقالات في معاقل الديمقراطيين، وتصاعد الأمر بوصول حملة ترامب إلى لوس أنجلوس -التي يديرها الديمقراطيون- والتي يشكل ذوو الأصول اللاتينية والمولودون في الخارج جزءا كبيرا سكانها.
كيف بدأت شرارة الأحداث؟بدأت الاحتجاجات بعد ظهر يوم الجمعة الماضي بعد احتجاز أكثر من 40 شخصا في عمليات مداهمة للهجرة في جميع أنحاء لوس أنجلوس في وقت سابق من ذلك اليوم، مما أثار اشتباكات بين الضباط والمتظاهرين تحولت إلى أعمال عنف وأسفرت عن قيام الشرطة بإلقاء قنابل الغاز المسيل للدموع في وسط الحشد.
إعلان ما هو موقف الادارة الأميركية وسلطات إنفاذ القانون:بحسب وصف صحيفة بوليتيكو فقد سعى مسؤولو إدارة ترامب إلى تصوير أحداث يوم الجمعة باعتبارها هجوما عنيفا على مسؤولي الهجرة الفيدراليين، مدفوعا بسياسيين ديمقراطيين كانوا صريحين في إدانتهم لسياسة الهجرة التي تنتهجها الإدارة.
وقال توم هومان، مسؤول الحدود في البيت الأبيض، لشبكة فوكس نيوز يوم أمس السبت إن إنفاذ قوانين الهجرة يجعل لوس أنجلوس أكثر أمانا، وأنه وسط الاحتجاجات "سنقوم باستدعاء الحرس الوطني الليلة".
واعتبرت المتحدثة باسم وزارة الأمن الداخلي تريشيا ماكلولين في بيان ان الوضع الذي حدث كان نتيجة مباشرة "للتشويه المتكرر وتشويه سمعة إدارة الهجرة والجمارك" من قبل السياسيين الديمقراطيين، بما في ذلك حاكم ولاية كاليفورنيا جافين نيوسوم وعمدة لوس أنجلوس كارين باس.
وأضافت أن "الاستهداف العنيف لرجال إنفاذ القانون في لوس أنجلوس من قِبل مثيري الشغب الخارجين عن القانون أمرٌ حقير، ويجب على عمدة كاليفورنيا باس وحاكم كاليفورنيا نيوسوم المطالبة بإنهائه. لقد خاطر رجال ونساء إدارة الهجرة والجمارك بحياتهم لحماية المواطنين الأمريكيين والدفاع عنهم"، مشددة بأن "الخطاب العنيف" لـ"سياسيي الملاذ الآمن" أمرٌ مرفوض.
وقد عززت إدارة الهجرة والجمارك موقفها وحذرت من أن أحداث يوم الجمعة لم تكن بأي حال من الأحوال نهاية حملتها على الهجرة.
مع تصاعد الموقف، أُلقي القبض على رئيس نقابة عمال الخدمات الدولية في كاليفورنيا، ديفيد هويرتا، حيث أصيب بجروح خلال احتجازه استدعت دخوله المستشفى لفترة وجيزة، وفقًا لبيان صادر عن النقابة.
ووفقا لبيان صادر عن اتحاد عمال الخدمات الدولي مساء الجمعة، أُطلق سراح هويرتا من المستشفى، لكنه لا يزال رهن الاحتجاز.
إعلانوقال هويرتا في بيان: "ما حدث لي لا يتعلق بي؛ إنه يتعلق بأمر أكبر بكثير. يُعامل الكادحون، وأفراد عائلتنا ومجتمعنا، كالمجرمين. علينا جميعا الاعتراض على هذا الجنون، لأن هذا ليس عدلا، بل ظلم. وعلينا جميعا أن نقف إلى جانب الحق".
وتدفقت صرخات الاستنكار يوم السبت من جانب المنظمات الليبرالية الكبرى -بما في ذلك اتحاد العمال العملاق "الاتحاد الأميركي للعمل ومؤتمر المنظمات الصناعية" وفرع اتحاد الحريات المدنية الأميركي في جنوب كاليفورنيا – والتي أدانت المداهمات وطالبت بالإفراج عن رئيس نقابة عمال الخدمات الدولية في كاليفورنيا، ديفيد هويرتا.
في أعقاب الاشتباكات التي وقعت يوم الجمعة، قالت مجموعة من أعضاء الكونغرس الديمقراطيين من منطقة لوس أنجلوس إنهم مُنعوا يوم السبت من زيارة المبنى الفيدرالي حيث يُزعم احتجاز أشخاص في مراكز احتجاز المهاجرين .
وقالت النائبة لوز ريفاس (ديمقراطية من كاليفورنيا) في بيان: "إن التقارير عما يحدث داخل مبنى رويال الفيدرالي تُعدّ انتهاكًا صارخًا لقوانيننا ووصمة عار على قيمنا كدولة". وأضافت: "لقد منعتني إدارة ترامب وزملائي من أداء واجباتنا الرقابية في الكونغرس بشأن الانتهاكات والإهمال المُبلّغ عنه في هذه المنشأة".
أمر الرئيس الأميركي اليوم الأحد بنشر ألفي عنصر من قوات الحرس الوطني في لوس أنجلوس بولاية كاليفورنيا، وقال البيت الأبيض في بيان إن ترامب وقع مذكرة رئاسية لنشر قوات الحرس الوطني "لمعالجة الفوضى التي سُمح لها بالتفاقم".
وقال كبير مسؤولي إنفاذ القانون في إدارة ترامب في جنوب كاليفورنيا إن قوات الحرس الوطني ستصل إلى لوس أنجلوس خلال الساعات الـ24 القادمة، لقمع المحتجين الرافضين لموقف إدارة ترامب من الهجرة.
إعلانكما أعلن ترامب، اليوم الأحد، حظر ارتداء الأقنعة في المظاهرات التي تشهدها لوس أنجلوس ضد حرس الحدود، وكتب في منشور على منصة "تروث سوشال" التي يملكها: "من الآن فصاعدا سيمنع ارتداء الأقنعة في المظاهرات، ماذا يريد هؤلاء الناس إخفاءه ولماذا؟".
يرى بعض المسؤولين الأميركيين أن ترامب قد يستند -إذا اضطر- إلى قانون العصيان الذي يعود لعام 1807 ويعطي الرئيس حق نشر الجيش الأميركي لإنفاذ القانون وكبح الاضطرابات المدنية، مما يجعل الأحداث تأخذ منحا آخر أكثر خطورة.