كشفت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية، أنه بعد مرور المهلة التي أعطتها الولايات المتحدة الأمريكية لإسرائيل بشأن الوضع الإنساني المأساوي في قطاع غزة، لم تتخذ إسرائيل أي خطوات يمكن أن تقلل من حجم المعاناة في القطاع المُحاصر.

ووجد تحليل للصحيفة الأمريكية أن إسرائيل فشلت إلى حد كبير في الامتثال للمطالب الأمريكية، ما جعل أجزاء من شمال غزة أقرب إلى المجاعة.

انتهاء مهلة «الإنذار الأخير»

وانتهت مهلة الـ30 يومًا التي أعلنت عنها الولايات المتحدة في رسالة إلى إسرائيل، وقال نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية فيدانت باتيل، إنه لا يوجد لديه تأكيدات حول أي تغيير في السياسة الأمريكية لإعلانه.

وأضاف: «لقد رأينا بعض الخطوات تتخذ، وهناك حاجة إلى اتخاذ بعض الخطوات الإضافية أيضًا، لا أحد في هذه الإدارة يقول إن الوضع الإنساني في غزة سليم، إنه لا يزال يُشكِّل أزمة».

إسرائيل فشلت

ووفقا لمنظمات الإغاثة ومسؤولي الأمم المتحدة، فشلت إسرائيل إلى حد كبير في الامتثال للمطالب الثلاثة الرئيسية في الرسالة الأمريكية، والتي تضمَّنت زيادة المساعدات الإنسانية، واستئناف وصول الشاحنات التجارية وإنهاء عزلة شمال القطاع.

ووصف منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، مهند هادي، بعد رحلة إلى شمال غزة المحاصر، بأن الأمور تسير من سيئ إلى أسوأ، كما وصف الوضع الذي يواجهه المدنيون بأنه يتجاوز الخيال.

وخلال الأيام القليلة الماضية، كان هناك صراع داخلي عنيف داخل وزارة الخارجية الأمريكية حول مسألة ما إذا كانت إسرائيل قد نفذت معظم المطالب الأمريكية، بحسب مسؤولين أمريكيين، نقلًا عن موقع «أكسيوس» الأمريكي.

وقال المسؤولون الأمريكيون إن العديد من مسؤولي وزارة الخارجية يعتقدون أن إسرائيل لم تتخذ خطوات كافية ودفعوا وزير الخارجية أنتوني بلنيكن وكبار موظفيه إلى تعليق بعض المساعدات العسكرية لإسرائيل على الأقل.

هل تحظر أمريكا المساعدات والأسلحة؟

ومع بعض التأكيدات أن إسرائيل لم تمتثل للمطالب الأمريكية بشأن المساعدات الإنسانية في قطاع غزة، يصبح السؤال الأبرز هو إمكانية حظر واشنطن إرسال الأسلحة والمساعدات إلى تل أبيب، لكن في الوقت نفسه، أكد وزير الخارجية الأمريكية أنتوني بلينكن، أنه لا توجد أي تغييرات في السياسة الأمريكية تجاه إسرائيل حتى الآن، بحسب وكالة «رويترز».

وأكد محللون سياسيون وخبراء، أن الولايات المتحدة، من الإدارة الأمريكية الحالية والمنتهية ولايتها بعد فوز المرشح الجمهوري دونالد ترامب بالانتخابات الرئاسية، من المتوقع ألا تعلن عن أي تغيير في سياساتها تجاه إسرائيل أو إعلان وقف تصدير الأسلحة حتى ولو لفترة مؤقتة، في انتظار سياسات الرئيس الأمريكي المنتخب.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الأوضاع في غزة شمال غزة غزة قطاع غزة إسرائيل أنتوني بلينكن

إقرأ أيضاً:

14 شهيدا في غزة بردا وغرقا وقرار أممي يطالب إسرائيل بإدخال المساعدات فورا

استشهد 14 فلسطينيا نتيجة الأمطار والبرد في غزة، وانهار أكثر من 15 منزلا منذ بدء المنخفض بيرون الجوي، في حين اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارا يطالب إسرائيل -باعتبارها قوة احتلال- بالسماح الفوري وغير المشروط بدخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.

وقالت مصادر في مستشفيات غزة إن "14 شخصا -بينهم 6 أطفال- توفوا بسبب البرد وانهار أكثر من 15 منزلا في مناطق عدة بمدينة غزة"، في حين يكافح النازحون في خيامهم المهترئة لحماية أطفالهم من البرد القارس بإمكانيات وقدرات شبه معدومة.

وأفاد مراسل الجزيرة بانهيار مبنى متعدد الطوابق في منطقة مشروع بيت لاهيا شمالي قطاع غزة دون وقوع إصابات، في حين انتشلت طواقم الإسعاف والدفاع المدني جثامين 4 فلسطينيين -بينهم طفلان- إثر انهيار منزل في منطقة بير النعجة شمالي قطاع غزة.

ومنذ أول أمس الخميس يعيش مئات آلاف النازحين الفلسطينيين أوقاتا صعبة داخل خيام مهترئة بمختلف مناطق غزة، مع استمرار تأثير المنخفض بيرون على القطاع، حيث أغرقت مياه الأمطار وجرفت السيول واقتلعت الرياح أكثر من 27 ألف خيمة، وفق بيان للمكتب الإعلامي الحكومي بغزة.

أوضاع مأساوية

من جانبه، قال فرحان حق نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة إن أكثر من 140 ألف شخص تضرروا من الأمطار الغزيرة التي غمرت أكثر من 200 موقع للنزوح في قطاع غزة.

وأكد حق على ضرورة رفع القيود المفروضة على دخول المساعدات إلى القطاع، مشددا على ضرورة رفع الحظر عن عمل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة (أونروا).

في الأثناء، قال المتحدث باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) في فلسطين جوناثان كريكس إن "الحاجة ملحة لإدخال مزيد من المساعدات لقطاع غزة"، داعيا إلى حشد الدعم من أجل ذلك.

وشدد كريكس في حديث للجزيرة على ضرورة تكثيف إدخال الملابس والخيام إلى القطاع.

إعلان

بدورها، قالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إن ما يدخل من مستلزمات الإيواء إلى قطاع غزة لا يلبي الحد الأدنى من المتطلبات، ولا يقي من المطر والبرد.

وأضافت حماس أن استشهاد فلسطينيين في غزة بسبب غرق الخيام والبرد والانهيارات يؤكد أن حرب الإبادة مستمرة وإن تغيرت أدواتها.

ويأتي المنخفض في وقت يعيش فيه النازحون أوضاعا مأساوية جراء انعدام مقومات الحياة وصعوبة الوصول إلى المستلزمات الأساسية وتراجع الخدمات الحيوية بسبب الحصار الإسرائيلي.

وتعيش نحو 250 ألف أسرة في مخيمات النزوح بقطاع غزة، وتواجه البرد والسيول داخل خيام مهترئة، وفق تصريحات سابقة للدفاع المدني.

قرار أممي

سياسيا، اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارا يطالب إسرائيل -باعتبارها قوة احتلال- بالسماح الفوري وغير المشروط بدخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، وضمان توفير الغذاء والماء والدواء والمأوى لسكان الأراضي الفلسطينية المحتلة، مع احترام امتيازات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية.

كما يؤكد القرار -الذي صاغته النرويج- على ضرورة حماية الطواقم الطبية والإغاثية ومنع التهجير القسري وتجويع المدنيين وعدم عرقلة عمل الأمم المتحدة.

ورغم مرور شهرين على اتفاق وقف الحرب على غزة فإن إسرائيل ما زالت تعرقل حتى الآن تدفق المساعدات الإنسانية إلى القطاع.

وتشير الأرقام إلى أن ما تسمح إسرائيل بإدخاله حاليا أقل من الحد الأدنى المطلوب لتلبية احتياجات مليونين و400 ألف إنسان يعيشون داخل قطاع غزة.

وفي سياق متصل، شدد بيان صادر عن وزراء خارجية كل من قطر والسعودية ومصر والأردن والامارات وتركيا وإندونيسيا وباكستان على أن دور الأونروا لا غنى عنه لحماية حقوق اللاجئين الفلسطينيين ورعايتهم.

وأدان البيان اقتحام القوات الإسرائيلية مقر وكالة الأونروا في حي الشيخ جراح بالقدس المحتلة، واصفا ذلك بالتصعيد المرفوض والانتهاك الصارخ للقانون الدولي.

وأكد على أن دور الأونروا غير قابل للاستبدال، مشددا على الدور الأساسي الذي تتكفل به في توزيع المساعدات بقطاع غزة.

غضب إسرائيلي

في المقابل، قالت وزارة الخارجية الإسرائيلية إن دعوة الجمعية العامة للأمم المتحدة إسرائيل إلى التعاون مع ما سمتها "أونروا حماس" تثبت مرة أخرى أنها هيئة مشوهة أخلاقيا، وفق تعبيرها.

وزعمت الوزارة أن هناك وثائق عديدة ومقاطع فيديو تؤكد مشاركة موظفي وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في أحداث 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وهو الاتهام الذي نفته الوكالة مرارا.

من جهتها، قالت الخارجية الأميركية إن الجمعية العامة للأمم المتحدة "اعتمدت مرة أخرى قرارا غير جاد يُظهر الانحياز ضد إسرائيل"، وفق تعبيرها.

وأضافت الخارجية في بيان أن القرار الذي اعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة جاء على حساب الدبلوماسية الفعلية بالمنظمة، مشيرة إلى أن الجمعية العامة للأمم المتحدة اختارت طرح "قرار مثير للانقسام ومسيس يستند إلى مزاعم كاذبة".

وقالت إن القرار يؤكد أن على إسرائيل تنفيذ استنتاجات خاطئة ومضللة لرأي استشاري أصدرته محكمة العدل الدولية، مضيفة أن الآراء الاستشارية ليست أساسا للتشريع، واللجوء إلى استخدامها يعتبر استهزاء بالقانون الدولي.

إعلان

وخلفت حرب إبادة جماعية بدأتها إسرائيل في 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023 بدعم أميركي واستمرت عامين أكثر من 70 ألف شهيد فلسطيني وما يزيد على 171 ألف جريح، ودمارا هائلا طال 90% من البنى التحتية المدنية، بخسائر أولية قُدّرت بنحو 70 مليار دولار.

مقالات مشابهة

  • دول عربية وإسلامية تصدر بياناً حول «أونروا».. أمريكا تجدد دعم إسرائيل!
  • الخارجية الأمريكية: قرار الأمم المتحدة بشأن غزة “غير جاد ومنحاز ضد إسرائيل”
  • 14 شهيدا في غزة بردا وغرقا وقرار أممي يطالب إسرائيل بإدخال المساعدات فورا
  • الأمم المتحدة تعتمد قرارا يطالب إسرائيل بضمان وصول المساعدات إلى غزة
  • الأمم المتحدة تعتمد قرارًا يلزم "إسرائيل" بتسهيل إدخال المساعدات إلى غزة
  • الأمم المتحدة تعتمد قرارا يُلزم إسرائيل بتسهيل دخول المساعدات إلى غزة
  • كامل الوزير: مصر على أعتاب تصدير سيارات نيسان للأسواق الخارجية
  • الخارجية الأمريكية: فرضنا عقوبات على 4 أفراد و6 كيانات لدعمها نظام مادورو
  • الخارجية الفنزويلية: السياسة الأمريكية العدوانية تستهدف ثروات الطاقة لبلادنا
  • WSJ: أمريكا محبطة من عدوانية إسرائيل ضد النظام الجديد في سوريا