إسرائيل لم تستجب لإنذار أمريكا الأخير بشأن غزة.. هل يتوقف تصدير الأسلحة؟
تاريخ النشر: 13th, November 2024 GMT
كشفت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية، أنه بعد مرور المهلة التي أعطتها الولايات المتحدة الأمريكية لإسرائيل بشأن الوضع الإنساني المأساوي في قطاع غزة، لم تتخذ إسرائيل أي خطوات يمكن أن تقلل من حجم المعاناة في القطاع المُحاصر.
ووجد تحليل للصحيفة الأمريكية أن إسرائيل فشلت إلى حد كبير في الامتثال للمطالب الأمريكية، ما جعل أجزاء من شمال غزة أقرب إلى المجاعة.
وانتهت مهلة الـ30 يومًا التي أعلنت عنها الولايات المتحدة في رسالة إلى إسرائيل، وقال نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية فيدانت باتيل، إنه لا يوجد لديه تأكيدات حول أي تغيير في السياسة الأمريكية لإعلانه.
وأضاف: «لقد رأينا بعض الخطوات تتخذ، وهناك حاجة إلى اتخاذ بعض الخطوات الإضافية أيضًا، لا أحد في هذه الإدارة يقول إن الوضع الإنساني في غزة سليم، إنه لا يزال يُشكِّل أزمة».
إسرائيل فشلتووفقا لمنظمات الإغاثة ومسؤولي الأمم المتحدة، فشلت إسرائيل إلى حد كبير في الامتثال للمطالب الثلاثة الرئيسية في الرسالة الأمريكية، والتي تضمَّنت زيادة المساعدات الإنسانية، واستئناف وصول الشاحنات التجارية وإنهاء عزلة شمال القطاع.
ووصف منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، مهند هادي، بعد رحلة إلى شمال غزة المحاصر، بأن الأمور تسير من سيئ إلى أسوأ، كما وصف الوضع الذي يواجهه المدنيون بأنه يتجاوز الخيال.
وخلال الأيام القليلة الماضية، كان هناك صراع داخلي عنيف داخل وزارة الخارجية الأمريكية حول مسألة ما إذا كانت إسرائيل قد نفذت معظم المطالب الأمريكية، بحسب مسؤولين أمريكيين، نقلًا عن موقع «أكسيوس» الأمريكي.
وقال المسؤولون الأمريكيون إن العديد من مسؤولي وزارة الخارجية يعتقدون أن إسرائيل لم تتخذ خطوات كافية ودفعوا وزير الخارجية أنتوني بلنيكن وكبار موظفيه إلى تعليق بعض المساعدات العسكرية لإسرائيل على الأقل.
هل تحظر أمريكا المساعدات والأسلحة؟ومع بعض التأكيدات أن إسرائيل لم تمتثل للمطالب الأمريكية بشأن المساعدات الإنسانية في قطاع غزة، يصبح السؤال الأبرز هو إمكانية حظر واشنطن إرسال الأسلحة والمساعدات إلى تل أبيب، لكن في الوقت نفسه، أكد وزير الخارجية الأمريكية أنتوني بلينكن، أنه لا توجد أي تغييرات في السياسة الأمريكية تجاه إسرائيل حتى الآن، بحسب وكالة «رويترز».
وأكد محللون سياسيون وخبراء، أن الولايات المتحدة، من الإدارة الأمريكية الحالية والمنتهية ولايتها بعد فوز المرشح الجمهوري دونالد ترامب بالانتخابات الرئاسية، من المتوقع ألا تعلن عن أي تغيير في سياساتها تجاه إسرائيل أو إعلان وقف تصدير الأسلحة حتى ولو لفترة مؤقتة، في انتظار سياسات الرئيس الأمريكي المنتخب.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الأوضاع في غزة شمال غزة غزة قطاع غزة إسرائيل أنتوني بلينكن
إقرأ أيضاً:
ناشط في أسطول الحرية لـعربي21: نضالنا لن يتوقف حتى لو قتلتنا إسرائيل
قال الناشط البرازيلي في تحالف "أسطول الحرية" تياغو أفيلا، إن نضالهم من أجل كسر الحصار المفروض على قطاع غزة مستمر ولن يتوقف مهما فعلت إسرائيل، حتى لو قامت بقتل جميع النشطاء على متن السفينة "مادلين" القادمة من جزيرة صقلية الإيطالية.
وأضاف: "إذا قتلونا، سيأتي عشرة أضعافنا، ثم مئة، ثم ألف.. نضالنا سيواصل طريقه ولن يتوقف، وجميع الاعتداءات الصهيونية لن تؤدي إلى إسكات هذا الحراك الذي يزداد قوة وانتشارا حول العالم عاما بعد عام. هذه حركة تتسع ولن يتمكنوا من إيقافها بأي شكل من الأشكال".
جاء ذلك في تصريحات خاصة ومصوّرة أرسلها أفيلا إلى "عربي21" قبل أن تقوم القوات البحرية الإسرائيلية بقرصنة السفينة "مادلين" فجر الاثنين على بعد حوالي 120 ميل بحري في المياه الدولية.
وقال أفيلا: "إذا كانوا (الإسرائيليين) يعتقدون أنهم يستطيعون إيقافنا بالترهيب والعنف فهم مخطئون جدا. تحالف أسطول الحرية موجود منذ 17 عاما، حتى قبل أن يحمل هذا الاسم عندما كانت حركة (غزة الحرة) تحاول كسر هذا الحصار الإسرائيلي غير القانوني المفروض على غزة منذ 18 عاما".
وتابع: "العديد من مهماتنا تعرّضت للاعتراض الإسرائيلي وبعض مهماتنا تعرّضت لهجمات مثل ما حدث قبل نحو شهر عندما قُصفت سفينتنا أو قبل 15 عاما عندما هوجمت سفينة مافي مرمرة وقُتل آنذاك 10 من مشاركينا"، لافتا إلى أن هذه الاعتداءات الإسرائيلية لم ولن تثني المشاركين في "أسطول الحرية" عن مواصلة مهمتهم الإنسانية والحقوقية والسياسية.
وكانت سفينة "الضمير"، التابعة أيضا للجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة، قد تعرضت لهجوم بطائرة مسيرة إسرائيلية في 2 أيار/ مايو الماضي، أثناء محاولتها الوصول إلى غزة، ما تسبب في ثقب بهيكلها واندلاع حريق في مقدمتها.
وفي 31 أيار/ مايو 2010، تعرّض ناشطون وصحفيون كانوا على متن السفينة "مافي مرمرة (أسطول الحرية1)" التي شقت طريقها من تركيا عبر البحر المتوسط لإيصال مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة المُحاصر لقوة مفرطة استخدمتها قوات الاحتلال الإسرائيلي ضدهم في المياه الدولية.
وأسفر الهجوم الإسرائيلي عن استشهاد 10 ناشطين وجرح أكثر من 50 آخرين.
المزيد من السفن قادمة
ولفت الناشط البرازيلي إلى أن الأسطول الحالي يضم 12 مشاركا فقط على متن سفينة صغيرة، مُحمّلة بما يمكن حمله من مساعدات إنسانية، إلا أن الهدف الأساسي هو "فتح ممر إنساني شعبي"، يُمهّد الطريق للمزيد والمزيد من السفن القادمة من دول متعددة، رفضا للإبادة الجماعية والتجويع القسري للأطفال في غزة.
وأشار أفيلا إلى التغير الكبير في المزاج الشعبي العالمي، قائلا: "من المهم جدا أن نعلم أن أمام وضع مختلف الآن؛ فلسنا وحدنا اليوم، ومن المهم جدا أن يفهموا (الإسرائيليين) أن لدينا الآن أغلبية اجتماعية عالمية تدعم الشعب الفلسطيني وتمقت الكيان الصهيوني، وتمقت الجيش الإسرائيلي نظرا جرائم الحرب الوحشية التي يرتكبها ضد الشعب الفلسطيني".
وقال: "لدينا اليوم أغلبية اجتماعية واسعة. الناس في مختلف أنحاء العالم يكرهون رؤية الأطفال يموتون جوعًا، يرفضون قصف المستشفيات والمدارس والملاجئ، ويقفون ضد هذا النظام الصهيوني العنصري والمتعالي، الذي يمثل أحد أبشع أنظمة القمع في جيلنا."
واستطرد قائلا: "هذه الأغلبية الشعبية العالمية تدين جرائم الحرب التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي، وتكره رؤية الأطفال يموتون جوعا، وتكره رؤية المستشفيات تُقصف، وتكره رؤية الملاجئ والمدارس تُحرق وتُدمر على يد أكثر نظام بغيض في جيلنا، إنه النظام الصهيوني العنصرية والمتعالي".
نضال لا ينتهي
وزاد: "لا يمكنهم (الإسرائيليين) إيقافنا بالعنف. يمكنهم مهاجمتنا، وقد هاجموا بالفعل مهمات أخرى لنا، لكنهم لا يستطيعون ردعنا. إذا قصفونا، كل ما سيفعلونه هو قتل 12 شخصا، ولكن ما سيحدث بعد ذلك هو أنه سيكون لدينا 10 أضعاف العدد في الأسطول التالي، ثم 100 ضعف في الأسطول التالي، ثم ألف ضعف في الأسطول التالي، ولن يتمكنوا من إيقافنا مهما حدث".
ورأى أفيلا أن "مرحلة تفوق النظام الصهيوني المطلق باتت في طريقها إلى النهاية، وأن زمن ارتكاب جرائم الحرب بالإفلات من العقاب وبتواطؤ قادة العالم قد ولى"، مشيرا إلى أن "الشعوب أصبحت تتولى المهام التي عجزت عنها الحكومات والمؤسسات الدولية. لذا، هذا هو وقتنا الآن كشعوب عالمية تؤمن بعدالة القضية الفلسطينية، خاصة أن الظروف اليوم باتت مختلفة؛ إذ تحظى القضية الفلسطينية بدعم شعبي عالمي غير مسبوق".
وأعرب عن ارتباط مهمة "أسطول الحرية" بمبادرات أخرى متزامنة، مثل "المسيرة العالمية إلى غزة" التي تحاول كسر الحصار من البر، و"قافلة صمود" التي تعبر شمال إفريقيا لنقل المساعدات ودعم نضال الشعب الفلسطيني، مُعتبرا أن هذا الحراك يُمثل استمرارا لنضالات الشعوب من أجل الحرية ورفضا للاستعمار والفصل العنصري والإبادة الجماعية والتطهير العرقي.
وكانت "مادلين" تمثل جزءا من جهود متجددة ينفذها ائتلاف أسطول الحرية، بهدف لفت أنظار العالم إلى المأساة المستمرة في غزة، وإيصال رسائل دعم ومساعدات رمزية إلى سكانها المحاصرين.
وأعلن منظمو "قافلة الصمود" المغاربية لفك الحصار على قطاع غزة، أنه من المرتقب وصول القافلة البرية إلى العاصمة المصرية القاهرة، الخميس المقبل، بينما تصل مدينة رفح المصرية، الأحد، وفق المخطط له.
هزيمة "إسرائيل"
وأشار أفيلا إلى أن التهديدات التي واجهوها خلال رحلتهم لم ولن تردعهم، ولم تكسر معنوياتهم، "لقد جعلتنا أكثر اقتناعا بأننا بحاجة إلى الاستمرار في مسيرتنا. نحتاج إلى إيقاف جرائم حرب الإبادة الإسرائيلية".
وأكمل: "نحتاج إلى التأكد من أن العالم مكان نفخر بالعيش فيه، وهذا يعني الاستجابة للدعوة التاريخية لهزيمة هذا النظام (الإسرائيلي) البغيض، وبدلا من الكراهية والعنف، نحتاج إلى جلب التضامن والحب والتعاون وعالم مليء بالسعادة. هذا ما نحن هنا من أجله".
ودعا أفيلا العالم إلى مواصلة متابعة رحلة "أسطول الحرية"، مؤكدا أن "المشاهدة والاهتمام العام يُمثلان أكبر ضمانة أمنية للمشاركين"، وقال: "نعم، لدينا تدريبات، ونستعد جيدا، لكن الأهم من كل ذلك هو أن يعلم المعتدون أن العالم يراقبهم، وأن تكلفة أي اعتداء علينا ستكون باهظة سياسيا وأخلاقيا، بل ينبغي أن نجعل هذه التكلفة لا تُطاق على الصهاينة إذا فعلوا أي شيء لنا".
واختتم أفيلا رسالته لـ"عربي21"، بتذكير العالم بتاريخ النضالات السلمية الكبرى التي انتصرت رغم المخاطر، مثل حركة استقلال الهند، والنضال ضد الفصل العنصري في جنوب إفريقيا، وحركة الحقوق المدنية في الولايات المتحدة. وقال: "الشعب الفلسطيني حتما سينتصر في نضاله كما انتصر غيره، وحركة التضامن العالمية لن تقتصر على دعم فلسطين، بل ستكون منطلقا نحو التحرر والعدالة في أماكن عديدة من العالم. علينا تغيير هذا العالم".
وجاءت قرصنة السفينة فجر الاثنين، حين كانت تبحر في المياه الدولية، حيث حاصرتها زوارق إسرائيلية، وظهر الجنود في بث مباشر وهم يطالبون المتضامنين برفع أيديهم.
كما حلّقت طائرات مسيرة إسرائيلية فوق السفينة، وألقت سائلا أبيض مجهول التركيب، بحسب ما وثقته لقطات البث المباشر.
وتأتي عملية القرصنة بعد تحذيرات إسرائيلية باعتبار إبحار السفينة "محاولة غير قانونية" لكسر الحصار البحري المفروض على غزة، وفق بيان صادر عن وزارة الخارجية الإسرائيلية.
ومنذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، ترتكب إسرائيل بدعم أمريكي إبادة جماعية بغزة، تشمل قتلا وتجويعا وتدميرا وتهجيرا، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلفت الإبادة أكثر من 181 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم أطفال، فضلا عن دمار واسع.