شهادات مروعة لناجيات من الحرب في السودان
تاريخ النشر: 13th, November 2024 GMT
نشر صندوق الأمم المتحدة للسكان المتخصص في صحة الأم والطفل، أمس الثلاثاء، سلسلة من شهادات "مروعة" لنساء وفتيات فررن من عمليات القتال في السودان الذي يشهد حربا منذ أكثر من عام.
وأشار الصندوق الأممي في بيان إلى مقتل ما لا يقل عن 124 مدنيا وفرار نحو 135 ألفا من ولاية الجزيرة في وسط السودان إلى الولايات المجاورة، بينهم 3200 امرأة حامل، وذلك بعد الهجوم الكبير الذي شنته قوات الدعم السريع على الولاية منذ 20 أكتوبر/تشرين الأول.
وأورد الصندوق، نقلا عن أرقام وزارة الصحة في ولاية الجزيرة، معلومات "أولية" من 27 امرأة وفتاة تتراوح أعمارهن بين 6 و60 عاما تعرضن للاغتصاب أو الاعتداء، مشيرا إلى أن هذه الحالات تشكل "جزءا صغيرا من اعتداءات جنسية عنيفة تحصل على نطاق واسع".
وتجنب الصندوق الإشارة إلى مصدر تلك الهجمات، بيد أن كل المعلومات التي يتم تداولها من ولاية الجزيرة تؤكد تورط الدعم السريع الذي يسيطر على المنطقة في تلك الهجمات بعد أن صعد من هجماته الانتقامية مؤخرا في أعقاب انشقاق أحد قادته وهو من أبناء ولاية الجزيرة وانضمامه للجيش.
ونقل البيان عن ماريا، وهي أم لولدين، قولها "لقد اضطهدونا (المسلحون) وضربونا وصوبوا أسلحتهم نحونا وفتشوا بناتنا".
وروت فتيات أن إخوتهن وأعمامهن وآباءهن وفروا لهن سكاكين، وأضفن "قالوا لنا إن علينا قتل أنفسنا إذا هددنا المقاتلون بالاغتصاب".
وقالت ناجيات في شهادات أخرى "إن نساء رمين بأنفسهن في النهر لعدم التعرض لهجوم من رجال مسلحين"، بينما "فرت أخريات واختبأن لأن عائلاتهن هددتهن بالقتل بداعي غسل العار".
وقالت فاطمة، وهي أم لـ6 أولاد لا تعرف ماذا حدث لزوجها "لقد ضربونا مثل الكلاب، فغادرنا. لم يكن معنا شيء ولا حتى خبز. سرنا 7 أيام تحت أشعة الشمس الحارقة من دون أن نأكل شيئا. وماتت بعض النساء في الطريق".
وكانت أمينة (27 عاما) ضمن مجموعة من 21 امرأة حاملا في المرحلة الأخيرة جمعهن طبيب محلي في إحدى القرى لمساعدتهن على الولادة قبل الفرار، وتعين إخضاعها لعملية قيصرية، وقالت "كانت عمليات إطلاق النار مرعبة جدا لدرجة أنني استجمعت قواي لمغادرة القرية".
وأوضحت أنه "بعد 6 ساعات فقط" من الخضوع للعملية القيصرية، ورغم "الجروح التي كانت لا تزال حديثة ومؤلمة"، واصلت طريقها مع مولودها الجديد سيرا على الأقدام، ثم في "عربة يجرها حمار" لأيام عدة.
وقد وقعت أفظع هذه الانتهاكات في مناطق مثل مدينة الهلالية وأزرق والسريحة وقبل ود النورة في ولاية الجزيرة.
فظائع صادمة
وكانت الأمم المتحدة قد أعربت أمس الثلاثاء عن قلقها حيال الهجمات التي أودت بحياة مدنيين مؤخرا في ولاية الجزيرة، و"معلومات عن فظائع صادمة يتعلق آخرها بمجازر مروعة وعنف جنسي" وفي هجمات الدعم السريع على المنطقة.
وحذر مدير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في جنيف راميش راجاسينغهام أمام مجلس الأمن من تفاقم الحرب في السودان وقال إنه بعد أكثر من 18 شهرا على اندلاع الحرب بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو حميدتي "لا يوجد أي مؤشر على التهدئة".
كما أشارت وكيلة الأمين العام للشؤون السياسية روز ماري ديكارلو إلى أنه "مع اقتراب نهاية موسم الأمطار، يواصل الطرفان زيادة عملياتهما العسكرية وتجنيد مقاتلين جدد وتكثيف هجماتهما" حيث إن الطرفين "مقتنعان بقدرتهما على تحقيق النصر في الميدان".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات ولایة الجزیرة الدعم السریع
إقرأ أيضاً:
“المشتركة” ترد على أكاذيب “الدعم السريع”
متابعات ـ تاق برس ـ اعتبرت القوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح أن ترويج قوات الدعم السريع المتكرر حول سقوط مدينة الفاشر ـ شمال دارفور كذبة تأتي في إطار الحرب الإعلامية والنفسية.
وقالت المشتركة، إن قوات الدعم السريع تمر بمرحلة “ضعف عسكري غير مسبوق”، بعد الهزائم المتلاحقة التي منيت بها في الفاشر.
ونشرت منصات داعمة لقوات الدعم السريع مقاطع فيديو من داخل الفاشر عقب الهجوم البري الذي نفذته قوات الدعم من الجهة الجنوبية، الا ان الجيش السوداني والمقاتلين معه تصدوا له.
وقال المتحدث الرسمي باسم القوة المشتركة، العقيد أحمد حسين، إن ما حدث لقوات الدعم السريع خلال الأيام الثلاثة الماضية في الفاشر لم “يسبق له مثيل حيث هزموا بأعداد كبيرة بعد تدخل الطيران الحربي في المعارك الأخيرة”.
وشدد بان الحديث عن سيطرة ما الدعم السريع على الفاشر لا أساس له من الصحة، ولن تتمكن من دخول الفاشر حتى وإن أُخليت لها المدينة.
ولفت المتحدث باسم المشتركة، أن الوضع فى” الفاشر تحت السيطرة، وأن الفاشر آمنة”، وستظل حائط صد في وجه جميع الهجمات.
وسخر من رفض حركة جيش تحرير السودان دعوة الأمم المتحدة لإيصال المساعدات إلى الفاشر، واعتبره موقفا يتنافى مع القيم الإنسانية والثورية
ونفى حسين ما روج له عضو تحالف تأسيس الهادى ادريس حول خلو مدينة الفاشر من السكان، وقال إن المواطنين لا يزالون داخل المدينة.
وأوضح أن من نزحوا هم الذين خرجوا من المناطق الغربية للفاشر بعد أن أحرقت قوات الدعم السريع أكثر من 100 قرية حول المدينة في محاولة لتضييق الخناق على المدينة.
وتوعد الناطق الرسمي باسم القوة المشتركة قوات الدعم السريع والحركات المتحالفة معها بالهزيمة قريبًا.
وأكد ـ بحسب الترا سودان عزمهم على القضاء على قوات الدعم السريع والمرتزقة من أرض السودان.
وتفرض قوات الدعم السريع حصارًا خانقًا على مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، منذ أيار/مايو 2024، ما أدى إلى أوضاع إنسانية معقدة يعاني منها السكان، نتيجة نقص الغذاء والدواء، إلى جانب الهجمات البرية والقصف المدفعي الذي أودى بحياة عدد كبير من الأبرياء.
وتواصل قوات الدعم السريع هجماتها على الفاشر منذ أكثر من عام، في محاولة للسيطرة على آخر فرقة تتبع للجيش السوداني في إقليم دارفور، سعيًا إلى إقامة حكومة موازية تنوي قوات الدعم السريع إعلانها في المناطق الخاضعة لسيطرتها.
ووافق رئيس مجلس السيادة الانتقالي ـ قائد الجيش السوداني، الأسبوع الماضي على مقترح أممي لتنفيذ هدنة إنسانية في الفاشر، إلا أن قوات الدعم السريع قالت إنها لم تتواصل معها.
الدعم السريعالقوات المشتركةمدينة الفاشر