المئات يتظاهرون بأم الفحم رفضًا لحرب الإبادة بغزة وهدم المنازل
تاريخ النشر: 15th, November 2024 GMT
أم الفحم - صفا انطلقت، يوم الجمعة، مسيرة احتجاجية شارك فيها المئات من أهالي مدينة أم الفحم وبلدات أخرى في الداخل المحتل، رفضًا لحرب الإسرائيلية في قطاع غزة ولبنان. وتأتي المسيرة تعبيرًا عن رفض حرب الإبادة الإسرائيلية في غزة ولبنان، واحتجاجًا على تواطؤ الشرطة في مكافحة الجريمة بالمجتمع العربي، وسياسات هدم المنازل والقرى العربية في النقب.
المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية
كلمات دلالية: أم الفحم حرب الإبادة هدم المنازل غزة
إقرأ أيضاً:
سلامة الهزيمة العربية في خصوصيتها
انتشرت منذ سنوات ليست بعيدة، وتحديدا مع بداية الثورات العربية المغدورة، مفردة عربية عن "خصوصية" هذا النظام العربي وذاك الذي عصفت بأحواله ثورات عربية؛ متأثرا بها أو فاعلا يحاول التأكيد على مؤامرات وأيادٍ خارجية تلعب بمصير الوطن والشعب، مع أن ما جرى ويجري له علاقة مباشرة بهذه المفردة القديمة وشعاراتها المرتبطة بالحفاظ على نسق الاستبداد العربي منذ هزيمة خمسة جيوش عربية وضياع بقية فلسطين في الخامس من حزيران/ يونيو عام 1967. نقلب روزنامة الحدث الفلسطيني بكل قساوته ومرارته وربطا بما يجري اليوم من تشخيص لتداعيات العدوان المستمر على الشعب الفلسطيني مع حرب الإبادة في قطاع غزة، نجد أن هناك محاولة لتخصيص المسؤولية عن "الهزيمة" التي يدفع الجميع اليوم باتجاه أن يكون هناك إعلان أو بيان صادر من غزة يتم فيه الإقرار والتسليم بها، كحلٍ ينقذ من نجا من الإبادة الجماعية بدفعه نحو الاقتلاع من أرضه.
هزيمة الجيوش العربية أمام إسرائيل قبل 58 عاما، كانت خاطفة وسريعة، وسهّلت على النظام العربي اختراع كثير من شعارات رفع المسؤولية عنه، واغتنمها لإعدام السياسة العربية، بوضع شوارع ومجتمعات عربية تحت سياط القمع والقهر لاحتواء مشاعر الخيبة والغضب والمرارة. كل هذه الإجراءات لم تُطفئ أمل الإنسان العربي والفلسطيني، فتُوّج بانطلاق الثورة الفلسطينية، وبعدها بعقود طويلة تُوّج الأمل بالثورات العربية المغدورة، التي انتهت لنفس المقبرة التي حُفرت لثورة الفلسطينيين ومشروعهم الوطني، فما كان من شعارات الدعم والإسناد اللفظي للقضية تحوّل لكذبة "نقبل بما يقبل به أصحاب القضية"، ثم انحدر هذا الشعار إلى الدرك السحيق في تحالف وتطبيع مع المحتل ضد القضية وأبنائها لفرض الهزيمة عليهم لصالح المشروع الاستعماري على أرضهم.
ولا حاجة لذكاء كبير، في الإجابة عن سؤال: من يهتم بسلامة الهزيمة العربية أمام المشروع الصهيوني، ومن يتفرج على الإبادة الجماعية لأكثر من 600 يوم؟ وهي تصلح لتفسير كل دهاليز المؤامرة منذ ما قبل النكبة عام48، في ظل مؤشرات جرائم الإبادة الجماعية في غزة وتغول العدوان الصهيوني على الضفة والقدس بالاستيطان والتهويد والتهجير مع صمت عربي مقصود، وانحدار فلسطيني رسمي يغذي بشكل مطلق عوامل الهزيمة ويؤكدها من خلال وقائع التعاطي اليومي مع السياسة الاستعمارية الصهيونية التي تجد نفسها في وضع شديد الإحراج في شوارع وعواصم غير عربية؛ بدأت بقطع العلاقة مع الاحتلال وترفع دعوات فرض الحصار والعقوبات عليه، والتي يرى فيها النظام الرسمي العربي بأنها "فاقدة للحكمة" وغير مسؤولة؛ دون تقديم معنى المسؤولية الأخلاقية والإنسانية التي تتنبه لها شعوب خارج حوزة الجغرافيا العربية وروابطها التاريخية والوطنية السياسية.
تسخيف مقاومة الفلسطينيين لعدوهم، ومحاولة إيجاد قواسم عربية مشتركه معه، والإيحاء بأن "العدو المشترك" لإسرائيل مع عواصم عربية هو الفلسطيني المدافع عن أرضه وحقه، وأنه المسؤول عن وحشية وفاشية مستعمره لأنه لا يعلن خضوعه المطلق له ويواصل نضاله ومواجهته لمحتله بكل الطرق والوسائل، مع عدم إقراره بالهزيمة التي تكفلت البلاغة السياسية العربية بمخرجات صياغتها منذ عقود طويلة بالكلام عن الحل السلمي ثم حل الدولتين والمبادرات والمؤتمرات الدولية. فبعد فشل 3 عقود من هذه الأوهام وتوسيع دائرة العدوان التي قضت على كل شيء، ماذا يمكن أن تفعل سياسة عربية وفلسطينية لا نفع منها ولا فائدة مرجوة سوى تسخيف ذاتها وتجسيد الخيبة والإحباط من فاعليتها وقت الإبادة والاستيطان والتهويد، مع بمواصلة بث رسائل الاطمئنان للمحتل بعلاقة متينة وحكيمة معه!
المفاسد السياسية العربية والفلسطينية تضخمت منذ 600 يوم، ومآل جوع وحصار الغزيين وقتلهم وتحطيمهم جعل إعلان الهزيمة الفلسطينية يداعب خيالات البعض الذين يعتقدون أن 7 تشرين الأول/ أكتوبر (2023) أسّس لها، وليست النكبة والهزيمة والسياسة الاستعمارية التي أفضت لاحقا لاستمرار موروث البشاعة الصهيونية الفاشية ووصولها الى أعلى أشكالها الدموية؛ في ارتكاب الجرائم في غزة يوميا وعلى مدار الساعة وفي طروحات اليمين العنصري في ائتلاف نتنياهو. وعوضا عن البحث عن عمل سياسي وشعبي كفاحي عربي وفلسطيني، يرد على كل ما يجري، تتسلح المواقف العربية بالهزيمة وبعبارات متكلسة عن جرائم الاحتلال وعدوانه، فكل شيء جامد لحين سقوط غزة رسميا وإعلانها كيانا مستسلما.
كانت سلامة الهزيمة العربية في تطبيع ثلاثي ورباعي مع المشروع الصهيوني الذي يُؤمل من ورائه هيمنة صهيونية كلية على أنظمة عربية تنتظر منها إزاحة عقدة الخيبة التاريخية التي منيت بها من شعب فلسطين، الذي كان وسيبقى شَكل وجوده وظروفه القاهرة في موضع تصادم مع مستعمره، وإلحاق هزيمة بمقاومته أصبحت "ضرورة" مشتركة مع أنظمة عربية لإبراز خصوصية فشل خيار المقاومة لإبعاد شبهة عربية في مآسي القضية، بينما وقائع أحداثها ودلائلها العلنية والسرية والصمت عن جرائم الإبادة الجماعية فضحت كل شيء.
أخيرا، جرائم الإبادة المتواصلة على شعب محاصر وأعزل؛ ليس لأنه يمتلك قوة عسكرية، وهذا معلوم، وإعلان إسرائيل عن مشاريع استيطان جديدة ونية ضم بقية الأراضي المحتلة، ورفضها لأي دولة فلسطينية أو كيان وطني يمثل وجود الفلسطينيين فوق أرضهم، هو بسبب الطبيعة العنصرية الفاشية للمشروع الصهيوني، ولم تغيره لا تجربة أوسلو ولا عمليات التطبيع معه، ولا القانون الدولي. ولأن إسرائيل تحتكم إلى مفهوم "الوجود المرتبط بقدرتها على العدوان والتوسع كعقد تأمين خاص بها"، فإن كل تهافت سابق ولاحق على أي شكل من أشكال التسوية معها من قبل العرب والفلسطينيين لم يحد من طموحات هذا المشروع.
وإسرائيل بمقدورها العيش دون سلام مع جيرانها بحسب زعماء المؤسسة الصهيونية الأوائل، وباستخدام نهج الغطرسة والقوة بحسب ورثة هذا الفكر تستطيع فرض الهزيمة والاستسلام على العرب، وليسمّها الطرف الآخر ما يشاء، فالهزيمة الكلية أو الجزئية لمقاومة المشروع الاستعماري في فلسطين تزيد من تهميش مزمن لسياسة عربية مخصصة وعامة، واستمرارها أيضا كان سببا في تقزم هذه السياسة التي لم تتعلم من تجربتها التاريخية سوى حصاد الوهم.
x.com/nizar_sahli