جولة استكشافية لـ«الأسبوع» داخل الصنادل البحرية لنقل المواد الغذائية و الصلبة بالإسكندرية
تاريخ النشر: 17th, November 2024 GMT
تطل مدينة الإسكندرية العريقة، على ساحل البحر الأبيض المتوسط، وتحتوي على أسرار عديدة لمهن شاقة ورثها الكثير من أبنائها عبر الأجيال من أجدادهم، ولا يزال العديد منهم يمارسون هذه المهن حتى اليوم و عند تجولك في المنطقة المعروفة باسم المتراس، التي تقع في حي الورديان، الذي يُعد من أشهر الأحياء، يلفت انتباهك بحيرة كبيرة بشكل طولي، تزينها سفن ضخمة تُعرف باسم «الصنادل البحرية» تعمل هذه السفن على نقل كميات ضخمة من المواد الغذائية، والمواد الصلبة، و المواد البترولية، حيث تُعتبر هذه السفن مجوفة من البداية، مما يسهل استخدامها في عمليات النقل والتجارة البحرية و يُمارس بها العديد من العمال هذه المهنة على مدار الساعات، سواء في ساعات الليل أو النهار، سعياً لكسب لقمة العيش، بالإضافة إلى كونها إحدى المهن التي ورثوها عن أجدادهم.
يقول إبراهيم يوسف، المسؤول عن جمعية عمال الصنادل في منطقة المتراس، لـ«الأسبوع»، إن سفن الصنادل تعتبر بمثابة وسيلة نقل مخصصة لنقل جميع أنواع المواد الصلبة بكميات كبيرة، تتراوح بين 400 إلى 500 طن حيث يتكون طاقم كل صندل من أربعة أفراد: الريس البحري الذي يشغل منصب القائد، والميكانيكي الذي يكون مسؤولاً عن تشغيل محرك الصندل، بالإضافة إلى شخصين آخرين يُعرفان باسم سكوندوا، وهما البحارة أو المساعدون مشيراً أن يوم العمل يبدأ في الساعة الثامنة صباحاً، علي مدار 24 ساعة متواصلة حيث يبدأون بتحميل المواد التي سيتم تفريغها داخل الصندل بخلاف المواد الغذائية كالقمح و الفول الصويا وأيضا أخشاب و فحم و غيرها.
وأضاف إن الحياة داخل المراكب الصنادية تعتبر صعبة للغاية بالنسبة للعاملين فيها، إذ يُضطر هؤلاء العاملون للعمل على مدى 15 يومًا متواصلاً وذلك لأن هذه المراكب تسير في رحلات تمتد من مدينة الإسكندرية شمالًا وصولاً إلى مدينة أسوان جنوبًا لافتا أن العمل في الصنادل البحرية يوفّر فرصة لاستكشاف هذا العالم الخفي عن قرب، مما يمنح القائمين على هذا العمل القدرة على التفاعل المباشر مع أنشطة الشحن و التفريغ، والتعرّف على العمليات اللوجستية المرتبطة بهذه الحركة التجارية الحيوية.
أوضح أن هذه المراكب تحتوي على غرفة مجوفة، تضم مكانًا مخصصًا للمعيشة مزودًا بأسرة و دورة مياه يتيح ذلك للعامل فرصة الإقامة فيها، حيث يمكنه النوم داخلها لافتا انها تم تصميمها لتكون قادرة على تحمل الظروف الجوية المختلفة، بالإضافة إلى مواجهة الصدمات والعوامل الأخرى التي قد تواجهها أثناء التنقل في البحيرات.
يقول عم محمد، أحد العاملين في مجال الصنادل البحرية، إنه لم يكن مجرد عامل، بل إن لديه ارتباطاً عميقاً بهذه المهنة التي ورثها عن والده فقد بدأ في العمل في هذا المجال منذ خمسة و عشرين عاماً كان والده يعمل أيضاً في ذلك، وكانت فرصة لمرافقته في رحلاته البحرية بمثابة تجربة ملهمة له حيث كان يذهب معه دائماً عندما تسمح له الظروف، مما زرع في قلبه حب هذه المهنة على الرغم من التحديات العديدة التي تواجههم، مثل التعب وصعوبة العمل، إلا أنه كان مصمماً على أن يسير على خطى والده و يواصل العمل في هذا المجال.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: الإسكندرية محافظة الإسكندرية حي الورديان
إقرأ أيضاً:
اعتبارا من تموز المقبل ..فرنسا تحظر التدخين في كل الأماكن التي يتواجد فيها الأطفال
مايو 30, 2025آخر تحديث: مايو 30, 2025
المستقلة/-أعلنت فرنسا حظر التدخين في الأماكن العامة الخارجية التي يتواجد فيها الأطفال، مثل الحدائق والشواطئ والمدارس، بدءًا من 1 تموز/يوليو. تهدف المبادرة إلى حماية صحة الأطفال وبناء جيل خالٍ من التدخين، مع غرامات مالية على المخالفين.
وقالت كاثرين فوترين، وزيرة العمل والصحة والتضامن والأسرة في فرنسا، أن حظر التدخين في الأماكن العامة الخارجية التي يتواجد فيها الأطفال بشكل متكرر سيدخل حيز التنفيذ بدءًا من الثلاثاء الموافق 1 تموز/يوليو.
وأكدت الوزيرة أن “جيلًا خالٍ من التدخين ممكن، ويبدأ الآن”.
وقالت فوترين خلال مقابلة مع صحيفة “أويست-فرانس” نُشرت الخميس: “أينما كان هناك أطفال، يجب أن يختفي التدخين. لذا لا مزيد من السجائر على الشواطئ، وفي المتنزهات العامة والحدائق، والمرافق الرياضية، وملاجئ الحافلات، ومحيط المدارس”. كما سيشمل الحظر المدارس الثانوية أيضًا، بهدف منع التلاميذ من التدخين أمام مدرستهم.
وترى الوزيرة أن حرية التدخين “تنتهي حيث يبدأ حق الأطفال في استنشاق هواء نظيف”، مشيرةً إلى أن مخالفة هذا القانون ستؤدي إلى غرامة من الدرجة الرابعة قيمتها 135 يورو.
وسيتم تحديد نطاق الحظر بدقة عبر مرسوم تنفيذي قادم. وأضافت فوترين: “نحن بصدد العمل على ذلك مع مجلس الدولة، وسنعتمد على المنتخبين المحليين لتطبيقه بشكل عملي”.
مع ذلك، لا يشمل الحظر الحالي شرفات المقاهي والحانات. وقالت الوزيرة: “ولكني لن أتوقف عند أي شيء في المستقبل”
ورغم السماح بالسجائر الإلكترونية في هذه الأماكن حتى الآن، أعربت الوزيرة عن رغبتها في خفض محتوى النيكوتين المسموح به في هذه المنتجات وتقليل عدد النكهات المتاحة، وذلك بحلول نهاية النصف الأول من عام 2026. وأوضحت أنها ستعمل على وضع التفاصيل بعد استشارة خبراء علميين وتقنيين.
إجراء يحظى بدعم شعبي واسع
وتأتي هذه الخطوة في إطار الجهود الرامية إلى تقليل الوفيات المرتبطة بالتدخين، والتي تمثل سببًا في وفاة واحدة من كل عشر وفيات في فرنسا، أي ما يقارب 75 ألف حالة وفاة سنويًا، وفق تصريحات الوزيرة.
ويشكل هذا الإجراء جزءًا من البرنامج الوطني لمكافحة التبغ 2023–2027، الذي أطلقه آنذاك وزير الصحة أوريليان روسو في 28 نوفمبر 2023. ويضم البرنامج 26 إجراءً من بينها رفع أسعار التبغ، وإدخال التغليف العادي، وحظر بيع منتجات التبغ الإلكتروني.
وبحسب استطلاع أجرته رابطة مكافحة السرطان، يدعم حوالي 8 من كل 10 مشاركين في الاستطلاع هذا القرار، فيما طالب 83% منهم بتشريع مماثل يشمل السجائر الإلكترونية.
وبهذه الخطوة، تنضم فرنسا إلى دول أخرى مثل إسبانيا، حيث تعمل الحكومة على تشريع جديد يفرض حظرًا صارمًا على التدخين في أماكن أوسع، بما في ذلك شرفات المطاعم والمقاهي والحرم الجامعي والمركبات المستخدمة في العمل والأحداث الرياضية في الهواء الطلق.
المصدر: يورونيوز