صفقة غزة: هل تختلف هدنة ترامب عن اتفاق لبنان الهشّ؟
تاريخ النشر: 13th, October 2025 GMT
ليست هذه المرة الأولى التي يُعلن فيها عن وقف إطلاق نار مؤقت في غزة، إلا أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يؤكد أن هذه الهدنة ستكتب نهاية أكيدة للحرب المستعرة منذ عامين، ومع ذلك تبرز تساؤلات كثيرة حول طبيعة الاتفاق الذي وقعته حماس، مدى الالتزام الإسرائيلي به وإذا ما كان سيكون شبيهًا باتفاق لبنان الهشّ. اعلان
في نوفمبر 2024، وقعت إسرائيل على اتفاق وقف إطلاق النار مع لبنان في أعقاب حرب مدمرة خاضتها ضد حزب الله، واستمرت لنحو 66 يومًا بعد اشتباكات محدودة على الجبهة الشمالية بين الخصمين.
الاتفاق الذي جرى بين تل أبيب وبيروت استند إلى قرار مجلس الأمن رقم 1701، والذي ينص على انسحاب حزب الله إلى ما وراء نهر الليطاني، مقابل الانسحاب الإسرائيلي الكامل من لبنان.
مع ذلك، تتهم الحكومة اللبنانية إسرائيل بخرق الاتفاق، إذ أبقت الأخيرة قواتها في خمس نقاط استراتيجية جنوب البلاد، وتوسعت لاحقًا، وفقًا لتصريحات بيروت، لتسيطر على سبع نقاط، إلى جانب استمرارها في تنفيذ عمليات الاغتيال وشن الغارات، ومنع أهالي القرى الحدودية من العودة إلى منازلهم، مما يشكل منطقة عازلة عمليًا، بالإضافة إلى تحركاتها الحرة جوًا وبرًا.
الأمم المتحدة: توثيق أكثر من 6 آلاف خرق إسرائيلي للهدنة في لبنانونقلت مجلة "نيوزويك" عن قوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل) أنه جرى توثيق نحو 6,300 انتهاك جوي، بما في ذلك نحو 100 غارة جوية، وحوالي 950 "مسارًا تم رصده من الجنوب إلى الشمال" منذ توقيع الهدنة في 27 نوفمبر الماضي.
وفيما تقول تل أبيب إن ضرباتها تأتي ردًا على انتهاكات حزب الله للهدنة، وتؤكد أنها تعمل "وفق القانون الدولي وتتخذ كل الإجراءات الممكنة لتجنب إيذاء المدنيين"، تشير إحصاءات الأمم المتحدة إلى أنها أكثر من 100 مدني في لبنان قضوا بنيران إسرائيلية منذ الهدنة.
في هذا السياق، يثير خرق وقف إطلاق النار المتكرر من جانب الدولة العبرية تساؤلات حول ما إذا كان سيناريو غزة سيكون مختلفًا هذه المرة.
رأي الخبراءفي حديثه مع مجلة "نيوزويك"، يرى سامي نادر، مدير معهد العلوم السياسية في بيروت، أن "الضمانة الحقيقية والوحيدة لصمود الهدنة في غزة هي النفوذ الذي يمارسه الرئيس دونالد ترامب على إسرائيل لإنهاء الحرب نهائيًا. بدون هذه الإرادة السياسية من واشنطن، فإن تنفيذ الاتفاق معرض للفشل كما حدث سابقًا".
مع ذلك، يشير نادر إلى أن "نجاح الصفقة يعتمد على ما إذا كانت ستؤدي إلى عملية نزع سلاح موثوقة قبل تسليم الحكم لهيئة تكنوقراط وإعادة الإعمار، وليس مجرد فترة توقف قبل الجولة التالية من القتال".
في المقابل، تقول حنين غدار، الباحثة في معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، للمجلة ذاتها إن هذه الهدنة "ليست مثل سابقاتها"، مؤكدة أن الدول العربية مارست ضغوطًا كبيرة على حماس، كما "كانت إسرائيل تتعرض أيضًا لضغط من ترامب".
وتوضح غدار أن هذا "الزخم" يرجّح أن تطبق شروط الهدنة في المرحلة الأولى، لكنها ترى: "أنها هدنة، وليست اتفاق سلام بعد.. والهدن تاريخيًا هشة، انظروا إلى لبنان".
من جانبه، أعرب هلال خشّان، أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأمريكية ببيروت، عن تفاؤل حذر من استمرار التهدئة، وقال لمجلة "نيوزويك": "يمكن لإسرائيل استخدام نفس المبررات التي استخدمتها ضد حزب الله لاستهداف حماس والجهاد الإسلامي الفلسطيني، خصوصًا رفض نزع السلاح أو إعادة بناء البنية التحتية العسكرية بالكامل".
وأضاف: "يمكن لإسرائيل أيضًا الاستناد إلى مبدأ الدفاع عن النفس — سواء كان حقيقيًا أو إدعاءً — ضد حماس والجهاد الإسلامي".
حزب الله وحماس.. مصير مشترك؟وكان رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري قد دعا يوم الخميس المجتمع الدولي إلى الالتفات إلى لبنان بعد صفقة غزة، وقال في حديثه مع الصحفيين الاقتصاديين: "سنكون سعداء إذا توقفت حرب الإبادة ضد الشعب الفلسطيني في غزة، لكن يجب أن نحذر من تخلف إسرائيل عن الاتفاق، فهي دائمًا ما تتملص من الاتفاقات والمواثيق، وآخرها اتفاق وقف إطلاق النار مع لبنان في نوفمبر الماضي".
مع ذلك، يرى الخبراء أن وضع حماس مرتبط بوضع حزب الله في لبنان، وأن نهاية الحرب في القطاع قد تدفع إسرائيل للتصعيد مجددًا في بيروت والتركيز على التخلص من تهديد حزب الله بشكل كامل.
وعن ذلك يقول نادر: "لن أستغرب إذا واجه حزب الله قريبًا اقتراحًا مشابهًا: إما نزع السلاح أو المخاطرة بحرب جديدة. لكن هذه المرة، إسرائيل أمام تدخل إيراني مباشر — معركة مختلفة وأكثر شراسة، ولن تواجه إسرائيل نفس العزلة التي واجهتها في غزة".
وأكد نادر أن الوضع شمالًا مختلف تمامًا: "إسرائيل والولايات المتحدة وحتى بعض الدول العربية الرئيسية متفقة على ضرورة نزع سلاح حزب الله. هذا الهدف المشترك يعني أن المرحلة القادمة قد لا تقتصر على الحفاظ على الهدوء، بل على إعادة تشكيل ميزان القوى في الشمال".
في المقابل يقول خشّان: "الشرق الأوسط الجديد الذي يتصوره رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، والمدعوم من ترامب، يتطلب تفكيك هيكل التحالفات المسلحة التي أنشأتها إيران على مدار 45 عامًا".
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثةالمصدر: euronews
كلمات دلالية: إسرائيل غزة دراسة دونالد ترامب مصر إسرائيل غزة دراسة دونالد ترامب مصر غزة نزع الأسلحة هدنة حزب الله الصراع الإسرائيلي الفلسطيني لبنان غزة إسرائيل دراسة دونالد ترامب مصر حركة حماس أوكرانيا محادثات مفاوضات عبد الفتاح السيسي بنيامين نتنياهو جهاز المناعة وقف إطلاق حزب الله فی لبنان فی غزة مع ذلک
إقرأ أيضاً:
لبنان يستعد لتقديم شكوى إلى مجلس الأمن ضد إسرائيل
طلب رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام اليوم الأحد من وزير الخارجية يوسف رجي تقديم شكوى عاجلة الى مجلس الأمن الدولي بشأن الغارات الإسرائيلية التي طالت فجر أمس السبت "منشآت مدنية وتجارية" جنوبي البلاد.
واستهدفت 10 غارات، بحسب الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية، 6 معارض للجرافات والحفارات على طريق بلدة المصيلح، مما أسفر عن تدمير 300 جرافة وآلية، في وقت أحصت وزارة الصحة مقتل شخص من الجنسية السورية وإصابة 7 آخرين بجروح بينهم امرأتان.
وأشارت الوكالة إلى أن نواف، أكد في اتصاله أن العدوان الإسرائيلي الأخير يشكل انتهاكا فاضحا للقرار 1701 ولترتيبات وقف الأعمال العدائية الصادرة في نوفمبر/تشرين الثاني 2024.
وفي عام 2006 اعتُمد القرار 1701 بالإجماع في الأمم المتحدة بهدف وقف الأعمال العدائية بين حزب الله وإسرائيل، ودعا مجلس الأمن إلى وقف دائم لإطلاق النار على أساس إنشاء منطقة عازلة.
ونددت السلطات اللبنانية بالغارات، التي زعم الجيش الإسرائيلي أنها طالت "بنى تحتية تابعة لحزب الله استخدمت لتخزين آليات هندسية مخصصة لإعادة إعمار بنى تحتية إرهابية في جنوب لبنان". واتهم الحزب بمواصلة "محاولاته ترميم بنى تحتية إرهابية في أنحاء لبنان".
وندد الرئيس اللبناني جوزيف عون أمس السبت بالغارات التي أثارت الرعب في المنطقة التي تبعد أكثر من 40 كيلومترا من الحدود مع إسرائيل.
وقال عون في بيان إن "خطورة العدوان الأخير أنه يأتي بعد اتفاق وقف الحرب في غزة" حيث دخل وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس حيز التنفيذ ظهر الجمعة أول أمس، وسط خشية في لبنان من تكثيف الضربات الإسرائيلية ضدّ حزب الله الذي لا يزال يرفض تسليم سلاحه للدولة.
كما ندد الحزب بالغارات معتبرا أنها تأتي "في إطار الاستهدافات المتكرّرة والمتعمدة على المدنيين الآمنين وعلى البنى الاقتصادية، ولمنع الناس من العودة إلى حياتها الطبيعية"، داعيا الدولة إلى اتخاذ موقف "حازم".
وفي أكتوبر/تشرين الأول 2023، شنت إسرائيل عدوانا على لبنان حولته في سبتمبر/أيلول 2024 إلى حرب شاملة قتلت خلالها أكثر من 4 آلاف شخص وأصابت نحو 17 ألفا آخرين.
إعلانورغم التوصل في نوفمبر/تشرين الثاني 2024 إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل، فإن الأخيرة خرقته أكثر من 4 آلاف و500 مرة، مما أسفر عن مئات القتلى والجرحى.
وفي تحد للاتفاق تحتل إسرائيل 5 تلال لبنانية سيطرت عليها في الحرب الأخيرة، إضافة إلى مناطق أخرى تحتلها منذ عقود.