في ختام المؤتمر العالمي لمقاومة مضادات الميكروبات لدعم العلاجات المبتكرة
تاريخ النشر: 17th, November 2024 GMT
اختتم المؤتمر الوزاري العالمي الرابع رفيع المستوى بشأن مقاومة مضادات الميكروبات (AMR)، الذي عقد في جدة يومي 15 و16 نوفمبر 2024، بإقرار إعلان جدة الذي سيمثل نقطة الانطلاق في التصدي العالمي لمقاومة مضادات الميكروبات، التي تشكل تهديدًا مُلحًا للصحة العامة والأمن الغذائي والتنمية المستدامة.
وقد أعلن معالي وزير الصحة الأستاذ فهد بن عبدالرحمن الجلاجل، عن التوصل إلى اتفاق بشأن إعلان جدة قال فيه: “إن مقاومة مضادات الميكروبات إذا تُرِكَت دون رادع، فإنها تشكل تهديدًا مباشرًا للصحة العامة والاستقرار الاقتصادي والأمن العالمي، وقد تؤدي إلى محو قرون من التقدم الصحي والاجتماعي, حيث إنه تحدٍ يؤثر بالفعل على البلدان والاقتصادات والأنظمة الصحية، وخصوصًا البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط لأنها الأكثر تضررًا”.
وأضاف “لقد وضعنا في جدة اللبنات الأساسية واتفقنا على الإجراءات الحاسمة التي يتعين على الدول الأعضاء والهيئات الدولية اتخاذها لمكافحة مقاومة مضادات الميكروبات، وتعزيز استجابتنا العالمية لمقاومة مضادات الميكروبات, وتشمل المبادرات ما يلي:
مركز تعلم الصحة الواحدة لمقاومة مضادات الميكروبات: مقره في المملكة العربية السعودية، ويعمل مع كيانات أخرى حول العالم، بما في ذلك أكاديمية منظمة الصحة العالمية, وسيركز هذا المركز على بناء القدرات والتدريب في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل من خلال تبادل أفضل الممارسات والمبادرات والإجراءات القائمة على الأدلة، ودعم تنفيذ خطط العمل الوطنية مع التركيز القوي على نهج الصحة الواحدة، بما في ذلك صحة الإنسان والحيوان والزراعة والبيئة.
مركز إقليمي للوصول إلى مضادات الميكروبات والخدمات اللوجستية: بهدف تعزيز التعاون الإقليمي والعالمي لتحسين المشتريات ومعالجة التحديات في الوصول إلى الأدوية والتشخيصات المضادة للميكروبات الآمنة والفعالة وبأسعار مناسبة, وسيسهم المركز، الذي تم إنشاؤه خارج المملكة العربية السعودية، في الجهود العالمية لتعزيز سلاسل التوريد، والمشتريات المشتركة، والتخزين الإستراتيجي، وآليات ضمان الموردين، والوصول إلى مضادات الميكروبات والتشخيصات الآمنة والفعالة.
اقرأ أيضاًالمملكةالمملكة ترأس المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم
جسر التقنية الحيوية الجديد لمكافحة مقاومة مضادات الميكروبات: ويهدف إلى تسريع تطوير حلول مقاومة مضادات الميكروبات المبتكرة، وتحويل الأبحاث إلى تطبيقات عملية من خلال المراحل السريرية وما قبل السريرية بحلول عام 2030, وسيعمل جسر التكنولوجيا الحيوية على تعزيز التعاون بين القطاعات لتطوير علاجات ومنتجات وتشخيصات مقاومة مضادات الميكروبات المبتكرة داخل المملكة, كذلك تطوير شراكات محلية ودولية، والاستثمار في شركات مقاومة مضادات الميكروبات في مراحلها المبكرة، وتبسيط العمليات التنظيمية بما يتماشى مع المعايير الدولية، وتوفير مرافق عالمية لدعم المشاريع الجديدة المبتكرة.
نظام الترويكا الجديد لمساءلة الدول عن التقدم المحرز: من أجل تعزيز الزخم وتحقيق الاستمرارية في الالتزامات السياسية التي تم التعهد بها، سيتم تقديم نظام الترويكا الذي يشمل الرئاسات السابقة والحالية والمستقبلية، مع الدعم الفني من المنظمات الرباعية، للمؤتمرات الوزارية العالمية رفيعة المستوى بشأن مقاومة مضادات الميكروبات لمساءلة الدول الأعضاء عن الالتزامات والتقدم المحرز.
وبشأن اللجنة المستقلة المعنية بالأدلة للعمل على مقاومة مضادات الميكروبات فسيتم إنشاء لجنة مستقلة للأدلة في عام 2025، بعد التشاور بشأن تشكيلها وتفويضها ونطاق عملها.
وقد أيدت رئيسة وزراء باربادوس رئيسة الفريق القيادي العالمي بشأن مقاومة مضادات الميكروبات ميا أمور موتلي، إعلان جدة, داعية إلى العمل لدعم الالتزام السياسي الذي بُني هذا العام والاستفادة الكاملة من هذه الفرصة الفريدة لتغيير مسار مقاومة مضادات الميكروبات, للإسهام في إنقاذ ملايين الأرواح، وحماية الاقتصادات، وحماية البيئة، والحفاظ على مضادات الميكروبات للأجيال القادمة لتميكنهم من التمتع بجودة الحياة خلال الاستفادة من الحصول على المضادات الحيوية على مدى القرن الماضي.
وقد ضم المؤتمر وزراء من 57 دولة، بالإضافة إلى 450 مشاركًا وخبيرًا من قطاعات الصحة والبيئة والزراعة والمنظمات الدولية وبنوك التنمية المتعددة الأطراف والمؤسسات المالية والمنظمات غير الحكومية، استجابةً لمدى أهمية اتخاذ إجراءات ملموسة ضد مقاومة مضادات الميكروبات.
واستمر اجتماع جدة على مدار ثلاثة أيام بما في ذلك يوم مخصص للجهات الفاعلة غير الحكومية كما اشتمل على بعض الجلسات التي تركز على تعزيز الحوكمة، وتعزيز المراقبة والإدارة، وبناء القدرات، والبحث والتطوير، وبناء الوعي العام من خلال المبادرات التعليمية تحت شعار “من الإعلان إلى التنفيذ
المصدر: صحيفة الجزيرة
كلمات دلالية: كورونا بريطانيا أمريكا حوادث السعودية لمقاومة مضادات المیکروبات مقاومة مضادات المیکروبات
إقرأ أيضاً:
ما الذي يفهم من تصريح وزير الدفاع الإسرائيلي بشأن الأنفاق؟
استبق الاحتلال الإسرائيلي عملية الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين في غزة، وهدد على لسان وزير دفاعه يسرائيل كاتس بمواصلة الحرب على قطاع غزة بحجة تدمير أنفاق المقاومة الفلسطينية، مما يترك تساؤلات عن مدى جدية الاحتلال في الالتزام باتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.
وقال كاتس إنه أمر قوات الجيش بالاستعداد لتنفيذ مهمة تدمير أنفاق حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بعد الإفراج عن الأسرى، زاعما أن "تدمير أنفاق حماس هو معنى تنفيذ المبدأ المتفق عليه بشأن نزع سلاحها وتجريدها من قدراتها".
وتنص الخطوات التنفيذية لخطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن غزة على أن تسلم حماس جميع الأسرى الأحياء الموجودين لدى الفصائل، كما تسلم الحركة أيضا رفات الأسرى الإسرائيليين بغزة.
وتشمل صفقة التبادل الإفراج عن نحو 250 أسيرا محكوما بالمؤبد ونحو 1700 أسير من قطاع غزة احتجزوا بعد السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.
ويشير النقاش العام في إسرائيل إلى أن تل أبيب تنوي من خلال الاتفاق -الذي تم بموجب خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب- حسم المعركة مع حركة حماس وتحقيق ما عجزت عنه من خلال الحرب وهو القضاء على سلاحها، وهو ما يقوله الخبير في الشؤون الإسرائيلية، عماد أبو عواد، والذي لفت إلى أن ما يفهم من كلام كاتس هو أن إسرائيل ذاهبة باتجاه إطالة أمد المرحلة الثانية من الاتفاق.
ويرجح أبو عواد -في حديثه لقناة الجزيرة- أن إسرائيل ستتبنى إستراتيجية تقوم على وضع المزيد من العراقيل أثناء تطبيق المرحلة المقبلة متذرعة بوجود أنفاق وسلاح، وبأن حماس لا تزال موجودة في قطاع غزة.
ويرى أن إسرائيل تفكر الآن بأن الحرب بطريقة أخرى هي الوسيلة التي من الممكن أن تحقق من خلالها بعض الأهداف الإستراتيجية ومن أبرزها، استمرار التضييق على الفلسطينيين من أجل أن يكون مشروع التهجير حاضرا في أذهانهم وتحويل قطاع غزة إلى منطقة غير قابلة للعيش.
أهداف إسرائيلية
وحسب مراسلة الجزيرة فاطمة خمايسي، فإن تصريح كاتس يقرأ بأنه محاولة إسرائيلية رسمية على المستوى العسكري لتسويق الخطة التي صادقت عليها الحكومة على أنها إنجاز يحفظ الأهداف الإسرائيلية وتتمثل في "نزع قدرات حماس وإبعادها عن الحكم وضمان ألا تشكل غزة أي تهديد مستقبلي ضد إسرائيل".
إعلانوأشارت إلى تصريحات لرئيس الأركان إيال زامير كشفت عنها هيئة البث الإسرائيلية، حيث قال خلال اجتماع الحكومة الخميس الماضي إن "الحرب لم تنته وإنما المرحلة الأولى منها انتهت".
ويرى مدير مركز رؤية للتنمية السياسية، أحمد عطاونة، أن هناك نقاطا شائكة في خطة الرئيس الأميركي تحتاج إلى نقاش معمق وتفصيلي بين الوسطاء وبين الفلسطينيين، وبين الفلسطينيين أنفسهم، مشيرا إلى أن الدول العربية والإسلامية أعلنت أن السلاح هو قضية فلسطينية يحل ضمن النقاش الفلسطيني الداخلي، وأن إدارة قطاع غزة يجب أن تكون فلسطينية وليس إدارة دولية.
وتوقع عطاونة -في حديثه للجزيرة- أن تكون المرحلة الثانية من الاتفاق صعبة على مستوى المفاوضات وأكثر صعوبة على مستوى التنفيذ، لكنه شدد على أهمية الإجابة عن مجموعة من الأسئلة وتفسير بعض القضايا وتحديد المقصود منها قبل أن تتحول خطة ترامب إلى خطة دولية، كما يسعى لذلك.
وأشار إلى أن الفلسطينيين يرفضون غالبية بنود خطة ترامب وخاصة المتعلق بالمرحلة الثانية منها.
وأُعلن فجر التاسع من أكتوبر/تشرين الأول 2025 في مدينة شرم الشيخ المصرية عن التوصل إلى اتفاق بشأن المرحلة الأولى من خطة ترامب للسلام في قطاع غزة.
وأكدت حماس أنها توصلت إلى اتفاق ينهي الحرب، يتضمن انسحابا إسرائيليا من غزة وتبادل الأسرى، لكنها دعت ترامب والدول الوسيطة إلى ضمان أن تنفذ إسرائيل وقف إطلاق النار بالكامل.