اكتشاف العلاقة بين هرمونات التوتر والاصابة بمرض السكري
تاريخ النشر: 17th, November 2024 GMT
أشارت دراسة حديثة إلى أن هرمونات التوتر قد تكون المحرك الأساسي لمرض السكري المرتبط بالسمنة.
وأفادت الورقة البحثية التي أجرتها مؤسسة «روتغيرز هيلث» الأميركية ومؤسسات أخرى في تغيير فهمنا لكيفية تطور مقاومة الإنسولين الناجمة عن السمنة وكيفية علاجها.
ولطالما اعتقد العلماء أن السمنة تسبب مرض السكري من خلال إضعاف طريقة إشارات الإنسولين داخل خلايا الكبد والدهون.
وقال كريستوف بويتنر، رئيس قسم الغدد الصماء والأيض والتغذية في كلية روبرت وود جونسون الطبية بجامعة روتغيرز والمؤلف الرئيسي للدراسة: «لقد كنا مهتمين بالآليات الأساسية لكيفية تحفيز السمنة لمرض السكري. ونظراً لأن تكلفة وباء السكري في الولايات المتحدة وحدها تتجاوز 300 مليار دولار سنوياً، فإن هذا سؤال بالغ الأهمية».
وقد تساعد النتائج الجديدة في تفسير سبب إصابة بعض الأفراد البدناء بمرض السكري بينما لا يصاب به آخرون ولماذا يمكن أن يؤدي الإجهاد إلى تفاقم مرض السكري حتى مع زيادة الوزن قليلاً.
ولاحظ المؤلفون أن الإفراط في تناول الطعام لدى الفئران الطبيعية يزيد من هرمون التوتر النورادرينالين في غضون أيام، ما يشير إلى مدى سرعة تحفيز الطعام الزائد للجهاز العصبي.
ولرؤية تأثير هذا الإنتاج الزائد للهرمون في تحفيز تطور المرض، استخدم الباحثون بعد ذلك نوعاً جديداً من الفئران المعدلة وراثياً والتي تكون طبيعية في كل شيء باستثناء شيء واحد: فهي لا تستطيع إنتاج هرمونات التوتر وتٌدعى الكاتيكولامينات خارج أدمغتها وأجهزتها العصبية المركزية.
وأطعم الباحثون هذه الفئران نظاماً غذائياً عالي الدهون والسكريات المسبب للسمنة، ولكن على الرغم من أنها تناولت نفس عدد السعرات الحرارية وأصبحت بدينة مثل الفئران العادية، فإنها لم تصب بأمراض التمثيل الغذائي.
ويقول بويتنر: «لقد سررنا برؤية أن فئراننا تناولت نفس الكمية، لأن هذا يشير إلى أن الاختلافات في حساسية الإنسولين وافتقارها إلى أمراض التمثيل الغذائي لا ترجع إلى انخفاض تناول الطعام أو انخفاض السمنة ولكن بسبب انخفاض هرمونات التوتر بشكل كبير». وتابع الباحث: «لا تستطيع هذه الفئران زيادة هرمونات التوتر التي تعاكس الإنسولين؛ وبالتالي، لا تتطور مقاومة الإنسولين أثناء تطور السمنة».
وقال بويتنر: «إن كثيرا من أنواع الضغوط – الضغوط المالية، والضغوط الزوجية، والضغوط المرتبطة بالعيش في مناطق خطرة أو المعاناة من التمييز أو حتى الضغوط البدنية كلها تزيد من الإصابة بمرض السكري وتتآزر مع الضغوط الأيضية الناجمة عن السمنة». وأردف: «إن اكتشافنا أن السمنة نفسها تسبب في المقام الأول أمراض التمثيل الغذائي من خلال زيادة هرمونات التوتر يوفر نظرة ثاقبة جديدة للأساس المشترك لكل هذه العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بمرض السكري. إن الضغوط والسمنة، في الأساس، تعملان من خلال نفس الآلية الأساسية في التسبب في مرض السكري، من خلال عمل هرمونات التوتر».
والنتيجة غير المتوقعة للدراسة الجديدة هي أن إشارات الإنسولين يمكن أن تظل غير مصابة بأي أذى حتى في حالات مقاومة الإنسولين مثل السمنة. الأمر فقط أن النشاط المتزايد لهرمونات التوتر «يدفع دواسة الوقود بقوة أكبر»، ما يؤدي إلى زيادة مستويات السكر في الدم والدهون. على الرغم من أن مستوى تأثير «الكبح» للإنسولين يظل كما هو، فإن تأثير دواسة الوقود المتسارع للكاتيكولامينات يطغى على تأثير الكبح للإنسولين ويؤدي إلى انخفاض عمل الإنسولين نسبياً.
ويخطط بويتنر والمؤلف الأول للدراسة، كينيتشي ساكاموتو، أستاذ مساعد في الغدد الصماء في كلية روبرت وود جونسون الطبية، لإجراء دراسات بشرية لتأكيد نتائجهم. كما يفحصون دور الجهاز العصبي وأشكالا أخرى من مرض السكري، بما في ذلك مرض السكري من النوع الأول.
وتابع المؤلف الرئيسي في الدراسة: «نرغب في دراسة ما إذا كان الإفراط في التغذية على المدى القصير، كما يعاني بعضنا خلال العطلات من زيادة الوزن من خمسة إلى عشرة أرطال، يزيد من مقاومة الإنسولين مع زيادة تنشيط الجهاز العصبي الودي». وقال بويتنر: «قد تؤدي النتائج في نهاية المطاف إلى مناهج علاجية جديدة لمعالجة مقاومة الإنسولين والسكري والأمراض الأيضية، مع التركيز على تقليل هرمونات التوتر بدلاً من استهداف إشارات الإنسولين. نأمل أن تقدم هذه الورقة وجهة نظر مختلفة حول مقاومة الإنسولين، قد تفسر أيضاً سبب عدم زيادة أي من الأدوية المستخدمة حالياً لعلاج مقاومة الإنسولين، باستثناء الإنسولين نفسه، لإشارات الإنسولين الخلوية بشكل مباشر».
جدير بالذكر أن دراسة جديدة منشورة في دورية «ذا لانسيت» أشارت إلى أن أكثر من 800 مليون بالغ حول العالم مصابون بمرض السكري، وهو ما يعادل ضعف ما توقعته تقييمات سابقة. كما أظهرت الدراسة أن أكثر من نصف المصابين الذين تزيد أعمارهم على 30 عاما لا يتلقون العلاج. وأضافت الدراسة أنه في عام 2022 كان 828 مليون شخص تبلغ أعمارهم 18 عاما فأكثر مصابين بمرض السكري من النوعين الأول والثاني.
المصدر: عين ليبيا
كلمات دلالية: مرض السكري مقاومة الإنسولين هرمونات مقاومة الإنسولین هرمونات التوتر بمرض السکری مرض السکری من خلال
إقرأ أيضاً:
صحف عالمية: الضغوط الدولية تتزايد على إسرائيل والشعوب لن تقبل تقاعس الحكومات
تناولت صحف ومواقع عالمية الضغوط الدولية المتزايدة على إسرائيل بسبب تفاقم الأزمة الإنسانية في غزة، ورأت صحيفة واشنطن بوست الأميركية أن التحرك المشترك من بعض أقرب حلفاء إسرائيل يمثل انحرفا كبيرا عن موقف الولايات المتحدة.
وجاء في صحيفة نيويورك تايمز الأميركية أن الضغوط تتزايد على إسرائيل بسبب الأزمة الإنسانية المتفاقمة في غزة وتصاعد عنف المستوطنين في الضفة الغربية، مشيرة إلى إعلان مجموعة من الدول الغربية عقوبات تستهدف وزيرين بحكومة بنيامين نتنياهو (المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية).
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2إنترسبت: برنامج "بيرثرايت" أداة دعائية لإسرائيل تزداد فعالية في زمن الحربlist 2 of 2إعلام إسرائيلي: لم ننته من قصة غريتا حتى دخلنا في مشكلة مع غوارديولاend of listوفرضت حكومات بريطانيا وكندا والنرويج ونيوزيلندا وأستراليا -أمس الثلاثاء- عقوبات على الوزيرين الإسرائيليين المتطرفين إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش، متهمة إياهما بالتحريض المتكرر على العنف ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية.
وتبرز الخطوة المنسقة -وفق الصحيفة- تشددا في المواقف الدولية تجاه إسرائيل، لكنها تضيف "وحتى مع اعتبار الخطوة تصعيدا كبيرا في التعامل مع إسرائيل، فإن هناك من يستبعد أن تكفي الإجراءات لإجبارها على تغيير سياستها".
ورأت صحيفة واشنطن بوست الأميركية أن "التحرك المشترك من بعض أقرب حلفاء إسرائيل يمثل انحرفا كبيرا عن موقف الولايات المتحدة"، وتنبه إلى أن 4 من أصل 5 أعضاء في تحالف "العيون الخمس" لتبادل المعلومات الاستخباراتية الذي يضم الولايات المتحدة انخرطوا في التحرك المنسق ضد وزراء في الحكومة الإسرائيلية، في وقت لم تفرض فيه إدارة الرئيس السابق جو بايدن ولا إدارة الرئيس الحالي دونالد ترامب أي عقوبات على كبار المسؤولين الإسرائيليين.
إعلانونشرت صحيفة غارديان البريطانية مقالا جاء فيه أن السفينة مادلين لم تصل إلى غزة، لكنها فضحت تواطؤ الحكومات الغربية تجاه الانتهاكات التي ترتكبها إسرائيل في غزة، مضيفا أن "آلة الدعاية الإسرائيلية سخّرت كل ما أمكن لإنجاح حملة لتشويه مبادرة كسر الحصار عن غزة منذ انطلاق السفينة، وأكثر ما يدعو للإحراج هو أن وسائل الإعلام الغربية راحت تردد الرواية الإسرائيلية".
وخلص المقال إلى أن "الشعوب لن تقبل تقاعس حكوماتها لذا ستكون إسرائيل هي الخاسرة في النهاية".
رد مقلقأما صحيفة هآرتس الإسرائيلية، فنشرت مقالا يرى أن خطة إسرائيل لتوزيع المساعدات في غزة محكوم عليها بالفشل إلا إذا قررت إشراك الأمم المتحدة، ويوضح أن المؤسسة المكلفة بالمهمة ارتكبت أخطاء جسيمة تعكس بما لا يدعو إلى الشك عدم قدرتها على حل الأزمة الإنسانية الكارثية في غزة.
وأضاف المقال أنه "منذ دخول الخطة حيز التنفيذ قُتل ما لا يقل عن 100 فلسطيني في الطريق إلى المساعدات بينما لا توحي كمية المساعدات المقدمة بإمكانية معالجة الوضع في وقت قريب".
وتناولت صحيفة معاريف الإسرائيلية ردا وصفته بالمقلق لإسرائيل تلقاه نتنياهو من ترامب عندما طلب ضوءا أخضر لشن هجوم على إيران خلال مكالمتهما الهاتفية. وتقول إن ترامب أجاب بالقول إنه يعتقد بقدرته على التوصل إلى اتفاق في النهاية بشأن البرنامج النووي الإيراني.
وتشير الصحيفة إلى أن القلق الإسرائيلي ينبع من غياب رد أميركي واضح على تطلع إسرائيل لمهاجمة إيران في حال فشل المفاوضات.
ومن جهة أخرى، أبرزت صحيفة لوموند الفرنسية تحذيرات برنامج الأغذية العالمي من انتشار المجاعة في مناطق أخرى بالسودان، ما ينذر بتفاقم إحدى أكبر الأزمات الإنسانية عبر العالم. وتشير الصحيفة إلى أن نقص البيانات الموثوقة أخّر إعلان المجاعة ببعض المناطق في بلد مزقته الحرب، لكن ما هو مؤكد في السودان -وفق الصحيفة- هو أن نسب تفشي الجوع وسوء التغذية ترتفع بشكل مقلق يستدعي تدخلا دوليا عاجلا.
إعلان