السلام بالقوة.. ترامب على خُطا ريغان والإمبراطور هادريان
تاريخ النشر: 17th, November 2024 GMT
تعهد دونالد ترامب خلال حملته الانتخابية وبعد فوزه برئاسة الولايات المتحدة باعتماد سياسة "السلام من خلال القوة"، مستدعيا مفهوما سياسيا قديما، من غير أن يتضح إن كان هذا يعبّر عن إستراتيجية حقيقية سيتبعها أم هو مجرد شعار رنان يطلقه.
ويرتبط هذا الشعار بالرئيس الأميركي الراحل رونالد ريغان، الذي عمد خلال ولايتيه بين 1981 و1989 إلى زيادة ميزانية الدفاع بشكل كبير، قبل أن يتفاوض في أواخر عهده مع الاتحاد السوفياتي، الذي اعتمد يومها سياسة إصلاحات عرفت بالبيريسترويكا.
وقبله، تحدث الدبلوماسي الأميركي هنري كيسنجر عن السلام من خلال القوة، وهو الذي كان من معتنقي مفهوم "السياسة الواقعية"، التي تقول باعتماد مقاربة عملية من أجل تحقيق المصالح الوطنية.
بيد أن المفهوم أقدم من ذلك بكثير، ويعود إلى زمن الإمبراطورية الرومانية.
ففي القرن الرابع الميلادي، كتب الخبير العسكري الروماني فيجيتيوس أن "من أراد السلام، فليستعد للحرب". وقبله عمد الإمبراطور الروماني هادريان إلى بناء أسوار لضمان استقرار الإمبراطورية.
ووعد ترامب خلال السباق الرئاسي ببناء "قوات مسلحة قوية" ووضع حد للحروب، ومنذ فوزه في الخامس من نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، ردد شعار "السلام من خلال القوة"، الذي تبناه أيضا مرشحه لوزارة الخارجية ماركو روبيو.
نهج براغماتي
وأثنى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لدى تهنئته ترامب على إستراتيجية السلام من خلال القوة التي يدعو إليها الرئيس الجمهوري المنتخب، ولكن من منطلق مختلف تماما.
فقد تعهد ترامب بالمسارعة إلى وضع حد للحرب التي شنتها روسيا على أوكرانيا، وألمح بعض مستشاريه إلى استخدام مليارات الدولارات من المساعدات العسكرية الأميركية لأوكرانيا كوسيلة للضغط على كييف، وحملها على القبول بتسوية مع الكرملين.
لكن في خطاب سابق، أعلن زيلينسكي أن إرغام أوكرانيا على تقديم تنازلات "لن يكون مقبولا".
ولم يعرض ترامب بصورة واضحة حتى الآن تفسيره الشخصي لهذا المفهوم.
بيد أن روبرت أوبراين، مستشاره للأمن القومي خلال ولايته الأولى، قال إن ذلك يعني بالمقام الأول مجابهة الصين بصورة مباشرة باعتبارها خصما.
وفي مقال نشرته مجلة "فورين أفيرز" قبل الانتخابات، أكد أوبراين أنه بالرغم من "الصورة المجتزأة" عن ترامب في وسائل الإعلام، فهو "صانع سلام".
واستشهد خصوصا بجهود ترامب خلال ولايته الأولى من أجل تطبيع العلاقات بين إسرائيل وعدد من الدول العربية في سياق ما سمي اتفاقات أبراهام، واتفاقه مع حركة طالبان من أجل سحب القوات الأميركية من أفغانستان.
"ليس مجرد شعار"
ورأى المحلل السابق في الاستخبارات الأميركية جورج بيب أن الترويج لمفهوم السلام من خلال القوة "يتخطى على الأرجح مجرد شعار" بنظر الإدارة المقبلة.
وقال المسؤول في معهد كوينسي للدراسات الذي يدعو إلى الحد من النزعة العسكرية، "إحساسي العميق هو أنهم جديون في استخدام هذا المفهوم كمبدأ يتبعونه".
لكنه شدد على ضرورة إيجاد توازن في هذه المقاربة، موضحا أن ريغان اتبع نهجا مزدوجا يقوم على تعزيز القوات المسلحة بموازاة "دبلوماسية ذكية"، من أجل تعزيز السلام والاستقرار مع الاتحاد السوفياتي.
وأوضح الخبير "أن مضيتم بعيدا جدا في مد غصن الزيتون، فقد يستغل خصومكم ذلك. لكن في المقابل، إن مضيتم بعيدا جدا في موقف حربي، فقد ينتهي بكم الأمر إلى الحرب من خلال القوة بدل السلام من خلال القوة".
وحذر الباحث في مركز "الأمن الأميركي الجديد" جيكوب ستوكس من أن فكرة السلام من خلال القوة تكون لها في بعض الأحيان نتائج مختلفة تماما، ما بين التطبيق والنظرية.
وقال في هذا السياق إن قطع المساعدات العسكرية عن أوكرانيا "قد يجعلكم تحققون شق السلام، لكن ليس بالضرورة شق القوة".
وأضاف "إنه شعار سياسي عظيم للرئيس ترامب. وترجمته بصورة فعالة في سياسة خارجية ستطرح تحديا هائلا وصعبا".
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
أبرز تصريحات الرئيس السيسي مع رئيس وزراء اليونان: حل الدولتين مفتاح السلام بالشرق الأوسط
عقد الرئيس عبد الفتاح السيسي، ورئيس وزراء اليونان، منذ قليل، مؤتمراً صحفياً مشتركاً بالعاصمة اليونانية أثينا.
أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي احترام الدولة المصرية للتعدد والتنوع الموجود في النسيج الإنساني.
وقال الرئيس السيسي خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس وزراء اليونان: “موضوع دير سانت كاترين كان ممكن اكتفي بكلام دولة الرئيس لكن اسمحولي أقول خلال العشر سنين اللي فاتوا كنا بنأكد على نقاط محددة لدى الرأي العام في مصر وخارج مصر وهي احترام شديد جدا للتعدد والتنوع الموجود في النسيج الإنساني مضيفا: هذا لم يكن طرح ولكن قمنا بممارسات تؤكد كده وانزعجت بشدة عندما تم تناول موضوع سانت كاترين وإن مصر قد تقوم بأي إجراء سلبي، مش علشان مكانة الدير ولكن ده يتعارض مع ثوابت السياسة المصرية”.
وأضاف الرئيس:"لما حرق المتطرفين 65 كنسية في مصر قمنا بإعادة بنائها مرة أخرى ونقوم بإنشاء دور عبادة للمسلمين والمسيحيين في التجمعات الجديدة، لو عندي مواطنين يهود هعملهم معابد".
وتابع الرئيس: “العلاقة التاريخية وحجم المودة بين الشعب المصري واليوناني خفت وجالي قلق شديد إن الأمر يتم العبث بهذه المودة من خلال موضوع حساس زي ده، وده مش هيحصل، وأي حد يسمع كلام تاني غير كده متصدقوش”.
وأكمل الرئيس: "التزام الدولة المصرية وأنا شخصيا، التعاقد بين دير سانت كاترين ده تعاقد أبدي لا يمكن أحد يمسه وأي حاجة مرتبطة بالدير مستعدين بكل المودة نعمله لأن ده أمر يحمل بين طياته وفاة قديسة منذ أكثر من 1500 سنة موجودة في مصر وأي حد بيزور مصر بنقولهم تعالوا شوفوا دير سانت كاترين لقديسة عظيمة كانت مؤمنة في وقت مكنش فيه إيمان..شعبنا في مصر واليونان شعب واحد يسمعوا مني ومحدش يسمع بكلام التواصل الاجتماعي".
وجاءت أبرز تصريحات الرئيس السيسي كالآتي:
-إشادة بالمشاورات الناجحة مع رئيس الوزراء اليوناني
-الشراكة مع اليونان تعد نموذجا يحتذى به في المنطقة
-نعمل على تعزيز الشراكة الإستراتيجية مع اليونان
-اليونان دعمت مصر بقوة خلال الأحداث التي مرت بها في 2013
-ملتزمون بالتعاقد بين دير سانت كاترين والدولة المصرية
-وقعت مع رئيس الوزراء اليوناني الإعلان المشترك للشراكة الإستراتيجية بين مصر واليونان
-نولي أهمية كبيرة لمشروع خط الربط الكهربائي بين مصر واليونان
ناقشنا التطورات في الشرق الأوسط الناجمة عن الحرب الإسرائيلية على غزة
-البنية التحتية في قطاع غزة تم تدميرها بالكامل جراء الحرب الإسرائيلية
-شددت على رفض أي محاولة لتهجير الفلسطينيين من أراضيهم
حل الدولتين هو المسار الذي سيسمح بإنهاء الصراع في الشرق الأوسط
-أؤكد التزامنا الراسخ بتعزيز التعاون مع اليونان